|
Re: ركضٌ سَلِسْ (Re: Dahab Telbo)
|
ركضٌ سَلِس
بدالات الدراجة الهوائية تنزلق بسرعة رهيبة على الأسفلت القشيب مما يجبرك على الشعور بالثناء الحانق على جهود الوالي البدين؛ عندما خطب لأول مرة بساحة المولد، كانت أشجار النيم التي تحمي الساحة تعرف جيداً انه سيوعد بترميم الطرق الداخلية وتعبيد طرق جديدة مثلما تبجح سلفه الذي لاك وعود سابقه؛ التي ورثها بالتتابع من اول لص رسمي يزور المدينة، لذلك لم تصدقه حتى بعد أن حطت أولى وريقاتها المطرودة بأرض الأسفلت الجديدة جنوبي الساحة؛ ولكن ليس بعد ان أضحت أشجار الولاية كلها منبهرة بقدرة واليها على تعبيد الطرق، وبناء المآذن العالية؛ فقد أقام الوالي مإذنة اخرى أسطورية للمسجد العتيق؛ رفعتُ ذراعي لأقبض فقاعة من وقت الصباح الصيفي الهاديء بشِباك دقائق ساعة الكاسيو السوداء المحبوكة جيدا من خيوط الثواني النشطة؛ فكانت الثامنة صباحاً؛ ضجة قاتلة تحتل فضاء الطريق الضيقة الهاربة من زحام السوق لرحابة شاشة سينما المدينة؛ تلفت بحذر؛ فرأيت فرقة الموسيقى العسكرية بزيها الاحمر المزين بالحرير الوهّاج وقبعاتها السوداء المطعمة بالنحاس على حوافها الأمامية؛ كحظوة لم ينلها أحد غيرها من جحافل الجيوش المبسوطة على ما يفيض عن المليون ميل من التضاريس؛ من خلف طبولها المزعجة زرافات من الأمهات والأطفال. "موسم اخر من زفات رياض الاطفال اللعينة " زفرت وأنا احاول التركيز مع تزحلق الأسفلت اللذيذ؛ ضوضاء الركشات المتسابقة يعطي الامر نشوى من سباقات " الفورملا ون" ولكن ليس مع كل هذا الكم من الابقار؛ فقبل منعرج حديقة الشهيد وليس بعيد من الاستراحة العمومية اليتيمة في المدينة ؛ تسمّر قطيع من الأبقار وسط الطريق، وكأنه ممر من عشب خصيب، أو حظيرة مقدسة ؛ حاولت الانعطاف مثلما فعل اصحاب الطريق بركشاتهم وعربات الكارو؛ بل الراجلون خلفي فعلوا ذلك؛ يبدو أن الأبقار تستمع بالتغوط على الأسفلت. استعادت بدالات الحركة سلاستها حذو مسرح البحير تماماً؛ ولكن ليس بعد الآن، فها قد وصلنا وجهتنا يا بنت الهواء؛ انعطفنا يميناً ثم يساراً صوب مدخل المدرسة الرئيس؛ كانت ساحة المدرسة الثانوية تعيش فوضى جرس الطابور الصباحي؛ الكل يحاول التأكد من التزامه بالقوانين؛ لا طواقي، لا سلاسل او خواتم، حشر الأقمصة داخل البناطيل؛ لا احذية كاشفة. تفقدت معصمي المثقل بوزن ساعة الكاسيو الرياضية التي يفوق وزنها المائة جرام؛ لم اجد ما يثير غضب صول المدرسة ولكن الكثير من الفذع؛ خفق قلبي وهرولت الايدي نحو جيوب البنطال مع الهرولة الكبرى نحو ساحة الطابور.
تلبو
|
|
|
|
|
|
|
|
|