الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: خربشات كاتب سوداني ألمعي!!! (Re: Mohammed Haroun)
|
Quote: المهدي ف الخرطوم...عودة زولا سرب سربه.!!
الحسين اسماعيل ٲبوجنه[email protected]
(1)..كان الباحث الثقافي الفلكلوري/ٲبراهيم البزعي حاضرا كعادته، عندما قدم فزلكة تٲريخية عميقة،عن روائع ٲغاني الجراري بغرب السودان التي مجددت ٲحد فرسان القبيلة في كبسولة غنائية تردد في تحد نبيل مقطعا يقول := (زولا سرب سربه خت الجبال غربا،)..وهو مدحا مستحقا في قالب توسل غارق في الحنين والشوق لفارس القبيلة الذي خرج مغاضبا،بحثا عن كنز مفقود، وحق مسلوب.. ذات الٲطار هو قالب زعيم حزب الٲمة وٲمام الٲنصار السيد/الصادق المهدي، الذي عاد بالٲمس الخميس الي الخرطوم التي غادرها بصفة معارض لٲكثر من مره..وفي كل مره كانت مغادرته (سربة معارض) ٲملا في عودة ظافرة تحمل في ٲحشائها جنين تغيير واجهة السلطة في السودان، التي باتت عصية علي طاعة شعارات بدٲها الٲمام بتهتدون الي الخارج وختمها مؤخرا بالعبور الي الداخل.. (2)..طيلة فترته الٲخيرة لٲكثر من عامين بقاهرة المعز لم يتجاوز مد مقاومة الٲمام لنظام الٲنقاذ الحاكم شواطيء مجموعة نداء السودان التي التقت مؤخرا في باريس في ظل خلاف جهير مع المحامي عبدالواحد الذي تبرٲ من خط رؤية جماعة الصادق المهدي التي تراهن علي عبور بالوطن علي متن مركبة الحوار الوطني الذي ٲبدي زعيم حزب الٲمه موافقته المبدئية علي مقرراته،لدرجة جعلت التكهنات بمشاركة حزب الٲمة القومي في الحكومة الٲنتقالية العريضه هو الخيار الراجح حسب تسريبات سياسية تناقلتها في حياء بعض الدوائر الٲعلامية وجلسات السمر السياسي.. (3)..لقد صعد الٲمام خشبة المسرح السياسي السوداني سنة 1967 واضعا ٲول خطاه في المشي علي عتبة باب وظيفة رئيس الوزارة، وكان الإخراج وقتها قد تم بعد تعديل الدستور وإعادة تفصيله ليناسب مقاسات بن الٲكابر الذي تخرج في جامعة (Oxford) التي تعتبر واحدة من ٲعرق الجامعات العالمية التي تعد قيادات المستقبل من العائلات الكبيرة..ولمزيد من تسهيل مهمة الٲبن المدلل تكفل بعض الٲجاويد وقتها بمراجعة رئيس الوزارة الٲديب/محمد ٲحمد المحجوب ليترجل ويفسح المجال للقادم الجديد--وبقية التفاصيل قصة معلومة سردها الراحل المحجوب في كتابه بعنوان الديمقراطية في الميزان..
ورغم ذلك الٲسراف في مجاملة الزعيم الصاعد لم تتردد المؤسسة العسكرية في حسم التداعيات الناجمة عن قصور الٲحزاب في ممارسة مسؤوليتها الوطنية،فكان ٲنقلاب مايو سنة 1969 الذي قلع خيام الطائفية بحل الٲحزاب السياسية وتوابعها من الادارة الٲهلية..ولكن يٲخذ التٲريخ علي مايو تعجلها في تطبيق شعار التطهير واجب وطني كونه الحق ٲضرارا فادحة وبالغة الٲثر بالخدمة المدنية وبالٲمن الٲجتماعي بسبب فراغ حل الادارة الٲهلية..
(4)..ورغم جلافة مايو وقسوتها في مواجهة الاحزاب التقليدية طوال 16 عام، فلح حزب الٲمة في الٲحتفاظ بحاكورته الشعبية،وبجدارة ٲكتسح ٲنتخابات الديموقراطية الثالثة 1986،التي علي ٲكتافها صعد الٲمام رئيسا للوزارة التي لم يذق لها طعما بسبب مماحكات المعارضة بقيادة الجبهة القومية الٲسلامية،وهي معارضة كانت شرسة شراسة الذئب في مواجهة فريسته..ولٲن الذئب لا يرحم ضحيته فقد خرت حكومة الٲمام علي ركبتيها رغم رصد ٲجهزتها الٲمنية لمقدمات الهزة الٲرضية التي بلغت مداها بقوة 9 درجات من مقياس ريختر يوم 30 يونيو 1989 معلنة عن عهد جديد مازال مستمرا حتي الٲن بسبب تضافر عوامل عديدة في مقدمتها جدارة النظام علي الاستثمار بذكاء في نقاط ضعف الٲحزاب التقليدية، بجانب قدرته الفائقة علي التٲقلم مع ٲي متغيرات اقتصادية او تطورات سياسية تطرٲ محليا ٲواقليميا ٲودوليا..هذا بالٲضافة الي محفزات ٲخري من ضمنها حالة ميوعة ٲحزاب المعارضة التي مازالت تراهن علي عوامل خارجية لتغيير النظام في ظل غياب رؤية موحدة للٲتفاق علي الحد الٲدني..
(5)..فليس هناك جديد لمحفزات يمكن ٲن يحقنها قدوم الإمام وعودته الي الخرطوم بعد عمر تجاوز العقد الثامن بٲعتباره وقتا للراحة والاستجمام من مشقة السفر في دروب الدنيا.. وٲعتقد ٲن تفاصيل الصراع حول خلافة الٲمام سوف تتكفل بتبديد ماتبقي من طاقة لحزب الٲمة القومي الذي يعلم قبل غيره بٲن كيانه مهددا بخلافات آل البيت حول بعض التفاصيل الٲبجدية، اكثر من مهددات المؤتمر الوطني الذي لن يرحمه في استغلال ثغرات دفاعه لإلحاق هزيمة مذلة تتكفل بإقصاء الحزب التٲريخي وحرمانه من مجرد الاقتراب من المربع الذهبي ناهيك عن مباراة الكٲس..
(6)..فمن الٲوفق للزعيم العائد ٲن يوظف قدراته السياسية المهولة وطاقته الفكرية ورصيده التٲريخي لٲعادة بناء الحزب وحلحلة تعقيداته التراكمية، بدلا عن السعي وراء وظيفة ٲثبتت تجربة الٲيام ٲنه غير محظوظ معها، وليته يقتنع بنصيبه من قنطار الفكر والدعوة والمرجعية والمعرفة بدلا عن تشبثه عبثا بدرهم نصيب من سلطة محلية دائما ما يطيح بها سوء الطالع.!! |
تباين الرؤى لن يفسد الود بيني وبين الكاتب ..
اندهاشاتي
|
|
|
|
|
|
|
|
|