|
Re: عرضحال البت النخيل ضد البلد وآخرين (Re: Abdalla Gaafar)
|
قبل أن تأتي إلينا
قَبْلَ أَنْ تَأْتِي إِلِينَا كَانَ مَاءُ النَّيْلِ يجْرِي فِي عُيُونٍ النَّاس مِنْ نُمُولِي إِلَى حَلْفا وَكَانَ النِّيلُ أَطْهَرَ مَا يِكُون يَغْسِلُ الذَّنْبَ وَيسْقَى الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَيهْدِي التَّائِهِين كَانتِ الأَرْض دثار المُتْعَبِين تُنَبِّتُ الخَبْزَ وَتُهْدِي القَبْرَ كَانتْ حضْن كُلّ العَائِدَيْن كُلُّ شَيْءٍ كَانَ أَطْهَرَ مَا يِكُون ......
قَبْلَ أَن تَأَتِي إِلَيْنَا كَانَ حضْنُ الأَرْضِ أَرحَبْ وَالمَآذِنُ تُطْلِقُ الآذَانَ نَحْوَ القَلْبِ كَانَ النُّورُ أَقْرَبْ وَالمَسَاجِدُ تَحْتَوِي الفُقَرَاءَ والفقهاءَ كَانَ النَّاسُ أَقْرَبَ لِلسَّمَاءِ وَكُلَّ شَيْءٍ كَانَ مَبْذُولًا لِوَجْهِ اللهِ كَانَ اليَوْم عِنْدَ النَّاسِ مَقْسُومًا إلى نِصْفَيْنِ نِصْفٌ فِيهِ يَحْتَشِدُونَ بِإسمٍ اللهِ لِلدُّنْيَا وَنِصْف فِيهِ يمْضِي النَّاسُ نَحْوَ اللهِ كُنَّا نَحْفَظُ القُرْآنَ طَوْعًا وَنُصَلِّي وَنَصُومُ الفَرْضَ أَيْضًا نَقْرَأُ الوِردَ وَنمْضِي لِصَلَاةِ اللَّيْلِ سِرًّا نُخْرِجُ الحُبَّ وَأَمْوَالَ الزَّكَاة نَسْتُرُ المَوْتَى وَنَمْضِي للنوافلِ فِي الصَّلَاةِ وَنُغَنِّي ضِدَّ أَوْجَاعِ الحَيَاةْ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ أَجْمَلَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِي إلِينَا .........
كُلُّ شَيْءٍ كَانَ أَجْمَلَ ضِحْكَةُ الأَطْفَالِ وَالفَرَحُ المُعَبَّأُ فِي مَوَاعِيدِ الإِيَابِ الحَزَنُ أَجْمَل والوَدَاع وَكُلّ أَشْكَالِ الغِيَاب العِشْقُ أَجْمَلُ وَالدُّعَاءُ المستجاب ..........
ثُمَّ جَاءَ الحَزَنُ وَاِتَّسَعَتْ مواعين القُبُور واتَى الداعون بِاِسْمِ اللهِ بِالزِّيفِ التُّرَابِيّ الفُجُور فَاسْتَبَاحَ الأَرْضَ عُبَّادُ المَنَابِرِ وَالقُصُور ثُمَّ جَفَّ النِّيلُ مِنْ حُزْنٍ وَغَادَرَتْ الطُّيُور .......
لَمْ يَعُدْ لِلحبِ بَيْتٌ فِي رِحَابِ الأَرْضِ إِلَّا حَاصَروُه لَمْ يَعُدْ لِلنَّاسِ فِكرٌ فِي كِتَابِ الأَرْضِ إِلَّا صَادَرُوه لَمْ يَعُدْ فِي الأَرْضِ دَفَقٌ مِنْ عُيُونِ المَاءِ إِلَّا لَوَّثُوهُ لَمْ يَعُد فِي الأَرْضِ حَرْفٌ مِنْ كَلَامِ اللهِ إِلَّا زَورُوه ...........
يهربُ النَّاسُ إِلَى كُلِّ المَعَابِر يَحْكُمُ الوَالِي فَتُمْتَلَأُ المَخَافِر يَسْرِقُ الوَالِي فَتَتَّسِعُ المَتَاجِر يَلْتَحِي الوَالِي وَيَصْعَدُ لِلمَنَابِر يَذْكُرُ اللهَ وَيَمْضِي لِلحرائر ثُمَّ تَنْحَلّ المآزر وَالضَّمَائِر انه الوالي المهاجر في دهاليز الضرائر يَذْكُرُ الله كَثِيرًا وَبإسمِ اللهِ يَمْضِي لِلكَبَائِرِ دُونَ سَاتِر ثُمَّ يَمْضِي النَّاسُ مِنْ فَقْرٍ لِنَاحِيَةِ المَقابِر .........
ياسماء ارتوي الحزنُ بِدمعاتِ النِّسَاء واستباح الأَرْضَ شَيْطَانُ الريِاء ثُمَ جَفَ الدمعُ من غَبْنِ الدُّعَاءِ يَا سَمَاء أَيَّ قَوْمِ هولاء
|
|
|
|
|
|
|
|
|