الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: خواء المُنشاق (Re: Dahab Telbo)
|
تنزل القافلة السلحفاة الى ارض بأدغال أكثف من عانات المجانين ، لتكتشف الاحورة لأول مرة اصرار الغيم ذي الاثلام الفضية مندهشة من تتلذذ أمهاتها بطعم الشجر الطري طراوة أرضه الطينية اللزجة التي اثقلت كاهل " فاطني" وهي تحاول قتل المسير في غافلتها بالبناء ، منكبة بهمة حقيقة لتشييد خيمتها السوداء التي خبرت أصابعها ضفائر كل شملة فيها، " المطر لعنة" تمتمت وهي تنظر الى السماء الدانية التي بدأت إرسال وفد مقدمتها المائي بتمهل. وخزة ما ، بجراءة المُنِذر شعرت بها "فاطني" قرب الضلع الخامس من الجانب الأيسر لصدرها ذي القلب المتحرّق كلما مر يوم دون يأتي به ، "الأيام الماجنة تضن بالأحباب دوما بل هي تشرب حتى نسائم طيفهم العليلة مع جريها المائي البليد" زفرت العجوز المنكوبة ، فثلاث سنوات ليست بالوقت القصير ليصمد أمامها صبر الأمهات ، ثلاث سنون كالحات خطفن ابنها البكر تاركات لها وجد ابتسامه وسوء الظنون فمنذ تلك المكالمة الهاتفية المقتضبة التي بشرت بوصول تأخر لثلاث سنوات لم يظهر شيء يدل على وجوده غير عذابات الفراق " لعن الله المدارس " لعنت العجوز وهي تمسك بوتد الخيمة وتشده ، ليأتيها صوت زوجها نشاز كعادته " النصارى شياطين يا فاطني، إنهم شياطين ومن يجاري الشيطان يُمسخ". الشك المطمئن الى الشك يملأ الارض بالتهيؤ،تعبر قوافل الضجر سريعاً الى حيث يطيب لها المقام ،صمود الأرق ، سهاد الظن الذي اصبح اشد فتك بالقلب ، يفكر بنملة مرت متعجلة فيجد حقيقتها التي هدته بدورها الى التفكر بالإبل ليجد لوعة ليالي السمر وجن الغابات الذي ما هدته عِتاق الكتب الى حقيقته فيهرب الى الغول الذي عرف حقيقته في حضن أمه "فاطني بت مسار" ،يسكن هناك طويلاً قبل أن يفكر في البشر ثم لا يجد شيء، سوى قذارة الزنازين، فيصدح " كنت هناك ... أنا كنت هناك امممم لابد من أن الأمر هناك مختلف. "قلبي يأكلني عليه يا أبا الذكور " ردت العجوز بعد قفزة وجله هي ما يتركه الصوت النشاز دائماً في النفوس القلقة ثم استطردت " هلا ذهبت الى المدينة وسألت عنه؟" "اسأل عنه! الى أين سأذهب يا أم الذكور، أين! فالمدينة جحر نمل الله الضال وسكانها كلابه الجائعة ، لن يسلم احد من تناوشهم اتركيه سيأتي لحاله عندما يطرده الجوع" تمر لحظات ثقيلة على حلق " فاطني" قبل أن يصدق المطر وعده المنجز على الدوام لتسكن الخيمة القعيدة وأصحابها تحت مشمع كبير.
تلبو
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 06:56 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 07:03 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 07:10 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 07:14 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 07:16 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 07:19 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 07:56 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 08:02 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-21-16, 08:19 PM |
Re: خواء المُنشاق | عبيد الطيب | 08-22-16, 05:47 AM |
Re: خواء المُنشاق | درديري كباشي | 08-22-16, 06:36 AM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-22-16, 06:27 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-22-16, 06:20 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-28-16, 06:45 PM |
Re: خواء المُنشاق | انور الطيب | 08-22-16, 07:08 AM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-22-16, 06:47 PM |
Re: خواء المُنشاق | أبوذر بابكر | 08-23-16, 06:00 PM |
Re: خواء المُنشاق | Dahab Telbo | 08-28-16, 06:52 PM |
|
|
|