الصحفية لبنى أم سروال .. تتحدث عن إخصاء الجيش!

Quote: إدريس هل أنت تعرف الجبال؟ .. وتعرف عنها شنو؟ أنا مولود ومتربي ومتعلم فى جنوب كردفان .. كان فرع قبيلتنا من قبائل الحوازمة يستوطن المناطق الشمالية من جنوب كردفان، تحديداً منطقة خور أبو حبل، شمال شرق مدينة الدلنج .. حيث حصل خلاف ما بين فرع اولاد غبوش وخشم بيتنا من قبيلة الجميعية .. وكان الجميعية هم المعتدون بسبب أن لنا قريب كان يذهب السوق ويمر الطريق بفريق أولاد غبوش وكان له فيه قصة غرام .. فمنعوه أن يسلم علي النساء اللائي كن يقيلن تحت شجرة .. وحلف قريبنا أن لا يعقر الطريق ولا يبخل بالسلام .. وإذا النساء ما عايزات يردن السلام ذاك وشأنهن .. وفى المرة القادم أولاد غبوش دقوه دقش العيش .. وهاجت جماعتنا وهاجموهم وملوهم "خشب" حتى أثقلتهم الجراح .. منعاً لتدوير المشكلة رحل المستعمر فرع خشم بيتنا لشرق كادقلي وكان ذلك أثناء الحرب العالمية الاولي .. وجنوب كردفان ليس غريبة علينا .. ثروة الحوازمة ترعي فيها فى فصل الصيف منذ عهد مملكة تقلي .. وفى أستقرار اهلنا فى جنوب كردفان تزوج احد أجدادي من أميرات الجبال .. وأنجب منها بنتين إحداهن جدتى لوالدتى .. التى كانت تصحبي لأخوالها .. فتربيت أنا مع النوبة أكثر مما تربيت مع القبائل العربية .. وأستمرت علاقاتنا الأسرية وذهابي إلي إجدادي إلي سفر إلي الخارج عام 1990م .. عشان كده يا إدريس أكثر منطقة أعرفها فى السودان هى جنوب كردفان .. أعرفها جبل جبل وكركور كركور .. وأعرف عتاميرها ومشارع مياها وفلواتها .. منطقة جبال كاودا كنت فيها قبل الحركة الشعبية تدخل المنطقة .. وهى منطقة لو دخل فيها زول واحد .. مية زول ما يعرفوا يقبضوه .. اخوالي النوبة عرفوا طبيعة المنطقة والحماية الطبيعية التى توفرها لهم .. من الصعب هزيمتهم في كراكيرهم .. كما انهم يعرفون القتال فى سفوح الجبال وتسلقها .. حميدتى جماعته هم ناس صحراء .. هناك فارق نوعي فى أستغلال بيئة وأرض المعركة يرجح كفة الحركة الشعبية .. وأنسحاب قوات حميدتى وعدم دخولها كاودا شيئ طبيعي حتمته ظروف البيئة ... نفس الشيئ حصل لينا نحن الحوازمة والمسيرية الزرق عام 1991م حينما تقدمت الحركة وأخترقت جبال تولشي العنيدة فى جنوب غرب الدلنج .. أربع سنوات متتالية لم تستطع دخولها قوات الدفاع الشعبي رغم حصارها المتواصل حتى أنسحبت قوات الحركة الشعبية وأعلن الدفاع الشعبي والجيش تحرير المنطقة .. فى معارك تولشي فقدنا القائد أحمد الكلس .. ونعته رئاسة الجمهورية فى خطاب رسمي فى الاذاعة والتلفزيون .. ما تجئ ترمى كلام ساكت .. يا أدريس .. الرجل بدون سلاح فى السودان اليوم لا يساوي أكثر من أمرأة نجيضة .. تسلحوا أولاً .. وأثبتوا لينا الكلام بيان بالعمل .. نحن متحاجين رجال وأخوان يسندونا فى الحارة .. معركة السودان لم تنته بعد .. وبقعادتكم عزل مثل النسوان تكلفونا الكثير بدل المواجهة يشق أبناءنا الصحراء لحمايتكم فى الشمال .. والله لو كنتم رجال وسادين الفرقة ما كان حميدتى جاكم .. أبقوا قدر التحدي .. فأنتم فى ثغرة من ثغر الوطن مسؤلين عنها .. والكلام فقط من أجل سنكم وإثارة روح الحماسة فيكم لا أكثر ولا أقل. بريمة