|
Re: بيوت من طين . (Re: shaheen shaheen)
|
4 ايقظنى ابن خالتى " هبنقة " وهو يهز جسدى بشدة - العاص , صباح الخير , اصحى من النوم , ناس المطار فى الحلة . وقفز من الحائط الخارجى كما دخل .. رغم ضخامة جسده فانه يتمتع برشاقة مُدهشة فى القفز من على الحوائط , قلت لخالتى مازحاً ذات مرة انه من الممكن ان يضمن مستقبله بسرقة بيوت الناس , فغضبت منى واشتكتنى لنصف اهل " الزيداب " ولكل طوب الارض - فى شنو يا عوير ؟ , ملعون ابو امك . حاولت العودة للنوم مُجدداً , لكن كانت هناك فى الخارج اصوات جلبة بشرية تأتى بوضوح مُختلطة بصوت ضوضاء عدد كبير من السيارات , جاء فى خاطرى ان الحلب قد قدموا شكوى للبوليس , ارتديت جلابيتى فوق ملابسى الداخلية , خرجت بسرعة , تذكرت وانا افتح الباب الخارجى اننى لم انظف اسنانى بالفرشاة والمعجون , صاحت امى من داخل غرفتها - الحاصل شنو بره يا العاص ؟ .. الحلب عاملين مشكلة ؟ . لم اهتم بالرد عليها .. فى الخارج كانت " الزيداب " كلها فى الشوارع , وكذلك كل سكان حى " السوادنة " , غير اننى لم الحظ وجود اى حلبى فى هذا الحشد الهائل ! - المطار الجديد ح يكون فى الزيداب . كانت الاصوات غير مُصدقة لما يحدث امام عيونها , مجموعة كبيرة من المهندسين والمهندسات شرعوا فى نصب معدات اشبه بكاميرات الفيديو , بينما وقفت مجموعة من السيارت الفارهة يلتف حولها اشخاص يتحدثون مع بعضهم البعض فى همس غامض , صاح صاحب القامة الطويلة منهم دون اى مناسبة - ابشروا بالخير يا الزيداب , مطار الخرطوم الجديد ح يكون فى بلدكم . ارتفعت زغاريد مثل الرعد من حشد النساء , وجدت امى تقف فى الصف الاول وهى تنظر حولها فى دهشة - الله اكبر .. الله اكبر . اختلطت الاصوات , اختلطت الاسئلة , ارتفعت ضحكات لا ادرى على ماذا ؟ , ابتهاج وفرحة مثل صباح عيد الفطر انضم للحشد من استيقظ على الجلبة , بينما كانت هناك مهندسة تشق الحشود بيديها فى قرف واضح وهى تقوم بعد خطواتها بصوت مسموع - خمسة وستين , ستة وستين .. واحد يعمل علامة بالجير فى الحتة دى , سبعة وستين , تمانية وستين .. يا نسوان زحن شطوركن دى من وشى دايرين ننتهى قبل السخانة .. تسعة وستين , سبعين , ود الحرام البيعمل علامات الجير مشى وين ؟ . اخذت طريق العودة للمنزل من اجل التسوك وشرب الشاى ثم الرجوع للمشاركة فى هذا المهرجان , لكن النبؤة ضربتنى مثل مطرقة حديدية قبل الوصول للمنزل , تذكرت بكل وضوح السطر الاخير فى مُدونة " شهلوب المكناسي " التى نسخها ابى بخط يده :- (( اقول لكم , ان هذه البقعة ستعود كما كانت , خلاء , لا يسكنها بشر او ماشية , وهكذا هى دورة التاريخ )) شعرت بالحزن والخوف .. " هبنقة " كان يرقص ويصفق بيديه وحوله مجموعة كبيرة من اطفال " الزيداب " .
|
|
|
|
|
|