04:04 PM May, 28 2016 سودانيز اون لاين حسن العمدة-دولة الامارات العربية المتحدة مكتبتى رابط مختصر("" صوت متوتر : جبتوا العب..!!- جبناهو لقيناهو قدام الكلية - اكشفوا القناع الفي وشو ده أبصرت، في اللحظة الأولى أضطرني الضوء المبهر المفاجئ الى إغلاق عيني، ثم بدأت الرؤية تتضح رويداً رويداً حتى ألفت عشر شباب يقفون أمامي ميزت منهم إثنان زملائي في الكلية، ومن منطقتنا، أدركت سبب وجودهم، هم منهم. قال أحدهم هازئا وهو يقترب مني :- حبابك عشرة وبلا كشرة يا محمد، مشتاقين يا خويوأشار الى الشباب الواقفين خلفه يرتدون سراويل وفانيلات مموهة بالألوان الأخضر والأصفر ورمادي ويحملون في أيديهم قطع خشبية سوداء بدت لي من خشب الأبنوس اللامع- الشباب كلهم أتوا لإستقبالك، إنتظرناك طويلاًإلتفت إليهم وقال لهم ببساطة : - حيوا ضيفنا محمد موسى..تقدموا كلهم نحوي في وقت واحد ودون أي مقدمات هجموا علي ضربا بالعصي صرخت وصرخت وصرخت ثم خفت صوتي وتفاجأت بصوتي يخرج منهكا مبحوحا و أنا أسأل بتحدي وليد الألم:- انتو منو؟- نحن جنود عزرائيل، جايين نقبض روحك يا .....ضحكت بصورة مستفزة إنتقاماً ثم لذت بالصمت، فقد صممت على خوض معركتي بسلاح واحد، هو الصمت، لاحديث ولا إنفعال، برود وصمت شهرت نصله مسنونا في وجوههم.لمت نفسي كثيرا على صراخي من ضربات العصي تلك، دمعت عيناي من الغبن، ومن الحسرة على صرخات الضعف التي دوت في أذني، ولكن لا يهم، لن أقول شيئاًتحدثوا وصرخوا وضربوا وشتموا وكهربوا و حرقوا الجسد الفاني ولكني ظللت صامد على وعدي ولم أدع سلاح المسنون دون أن يمضي فيهم يحفر فيهم اليأس عميقاً، رأيت ذلك واضحاً في نظرتهم الخائبة وتكشيرات وجوههم، وسوساتهم، همساتهمكنت أهمس لنفسي: أركز يا محمد انت ود العزاز الفي البلد، حفيد السلطان دينار، الفاشر ابوذكريا، سلمان آدم، أهلك فرسان وحفظة قرآن، سمر بلون البن، وريحة مجيهم تعدل المزاج و عيونهم تديك الطاقة والمدد، إنت أخو السمحات، وراك حق وراك دمعات الأمهات الثكالى، وراك الجوع في بطن الأطفال في معسكرات النزوح في معسكرات الغرب وتشاد........صوت متوتر: - قول أي شئ يا ود الـ...، نحن ما مستهدفنك، نحن دايرنك تورينا المعاك منو؟ما تسكت..!!كنت ممددا على الأرض عارياً، على بطني، وكانوا يقفون على ظهري ثلاثة شباب، خلعوا كتوفي وكنت أشعر بأن جانبي يتقطع، ولكني رفضت الصراخلن أصرخ مرة أخرى، صبري على الألم أرحم من الدموع الحارقة عليها، لن أصرخ ولن أبكي ولن أتكلم الماء البارد على الرأس، المنع من النوم، التعرض للشمس لساعات طويلة، الوقوف على أطراف الأصابع، الضرب، الشتم، المنع من الصلاة "داير تصلي ياكافر..!!" الصراخ القادم من الغرفة المجاورة، محتجزون آخرون على مايبدو، لم أميز فيهم الا صوت الصراخ الواهن الذي يشبه النعيق ونباح الكلاب المريضة، الحمد لله كنت لوحدي في الغرفة، الوحدة أفضل من البقاء مع هؤلاء الذين يولولون كالنساء وينوحون طوال الليل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة