الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر .. السبت23/أبريل/2005

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-01-2025, 11:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2016, 04:54 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر .. السبت23/أبريل/2005

    03:54 PM April, 23 2016

    سودانيز اون لاين
    محمد أبوجودة-الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر




    إلى روح الفقيد ، والرّاحل العزيز ،،، الخاتم عدلان .. *

    ولِكلِّ مُحِبِّيه من الأحياء وأرواح الرّاحلين منهم ،

    ولِرفاقِه الميامين، والشُّرفاء من خصـومِه الفكريين والسياسيين..

    ألا ، فانعَمْ صباحاً ومَـســـا ، وكُنْ في الخالدين فِكراً ً وميراثاً ثميناً ،

    يضوع حقـّاً وخيراً وجمالاً وسَـــنى ..

    فقَـد والله،

    أصمّ بك النّاعي ، وإن كان أسمعــا ،،، وأصبح مَغنَى الجود بعدَك بلقـعـا
    فإن ترمِ عن عُمْرٍ تُدانِ به المدى ،،، فخانكَ حتى لم تجد فيه مَــنـــزعـا
    فما كنتَ إلآ السيف لاقى ضريـبةً ،،، فقطّعها ، ثم انثنى فَــتـقطـَّـــعا

    بعد طول نجوعٍ لا يعرف الونَى ، وبعد مسيرةٍ ظافرة في دروب الحق والخير والجمال ، يشهدُ بها الأخيار ولا يطاول سَمْتَــها الأغيار ، ها هىَ الأرضُ الخَيِّرة تحتضن رفاتك الأمينة التى ادّرعتَــها منذ بواكير صِباك النّجيب وشبابك الغض الفتون بالجسارة ، وكهولتك في أوّل مداخلها وذهنكَ الوقّاد قد اكتمل بدرُ تمامـِه أو كاد..!

    شفيعي ، هذا الكَـلِـمُ الصدوق وهذا الفكرُ السّموق وتلك الثقة الوضّاحة التي تُجلّل مسامع المُرهِفين لِحديثك ، والقارئين لكِتاباتك ، والنّاظرين الى خطوِك المطمئـنِّ وانتَ تَـرودنا نحو آفاق العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية والعِزّة القعساء ؛ فقد كنتَ الموهوب الفِطرة ، المصقول الجوهرة ، المجوِّد للفِكرة ؛ وكنتَ العبقريَّ النّافذ النّظرة الى جوهر الأشياء ولِبابِها المكنونة التى تُعيي مطايا الكثيرين.

    فَقْــدُك عظيم ،، وزمان السودان قد طالت به دياجير الظلام ، واحتَــوَك مسيرته نحو فضاءات الحرية والديموقراطية والمدنية ، بعضُ أزلامٍ ! قوّاها وأنبَتَ ريشها ، ضعفُ المطالبين وركونهم للدعة ! وخلاكَ ذمٌّ ؛ فقد كنتَ ذا العزم الأمين في حَمل أمانة النِّضال ، ناراً تصلي المقارِفين ، وحِرزاً يأمنه التّائـقـين لفجر الحرية والباحثين عن صباحات الوطن الوريف ، الذي يتّسع للجميع دون تمايز ، ويقرُّ حقَّ الجميع في حقوق المواطنة دون تغامُز ! . كنتَ ، عزيزي الخاتم عدلان ، مِمَّن يطابق فِـعلَهم حدَّ قولهم ، مُنظِّراً مؤهّلاً ، مناضلاً سياسياً مؤصـَّلاً ، ودوداً متسامحاً ، أديباً ،أريباً موغِـلاً في البحث الفكري ، ورابطاً بحوثك بالواقع المعيش ، وقابضاً على جَمر القضية ؛ وكنتَ ، من بعد ، تبسِطُ يمينك للنّاس بالخير ، وتقبض بِشمالكَ عنهمُ الشـّـــرَّ ؛ لا غرو ، فلقد غزَلَتْ نسيجَ وحدك، الهِمـّةُ العالية والأفكارُ الجليلة و أعانتك الأخلاقُ النبيلة ، وانتَ قبل كل هذا ، عَفُّ الفقرِ مُشـتَــرَك الغنى ، جرئ الجُنان ، لا تُهالُ من الرَّدى ولا يحتويك همُّ الخاص ..

    مصابنا بفقدك الجّلل ، كبير ، ويزيدنا لوعةً على هذا الفِراق أنّ الوطن يحتاج لأمثالك النُّجباء أيَّما حاجةٍ هذه الأيّام ، فالمخاض الوطنى عسير ، ولا يُدرَى أيِّ منتوج هوَ الذي سيعمُر السّــاحة ؟! .. فإن كان لكلِّ مكسبٍ ثمن ، فقد بذلتَ الغالي ، بشهادة هؤلاء الكِرام والكريمات الذين زادوا مضــاءاً بتأبينك المُستحَــق ، عبر صفحات المنبر العام بموقع : سودانيزأون لاين ، وسيزدادون ؛ وإن كان لكلِّ انتصارٍ تضحية ، فقد بذلتَ التضحيات بنكران ذات ، وإن كان لكلِّ مُجابهةٍ أذىً فَلطالما أوغلتَ في المجابهات الشجاعة وتحمّلت الأذى دون شكوى ، بل كنتَ الواثق في وصول الناس الى برِّ الأمان .. وكان الكثيرون ، وما يزالون ، يستمدّون منك المدد الفكري و حُمَيــّا النِّضال السياسي في سبيل إحقاق الحق ، ودحض التّرُّهات ؛ فضلاً عن استمدادهم منكَ، أُخريات أيّامك ، الشجاعة والتماسك والطمأنينة ، وانت تخوض معركة " داء سرطان البنكرياس " واصفاً حالكَ فيه ، بأنَّها معركة من ضمن المعارك ،وأنّها أزمة وتعدِّي ، ولَعمري ، فقد كنتَ تعرف اختلاف السياق ! علاوةً على نفاذ القَـدَرْ المسطور ! ولكنّك ، بإيمانك العقلي والرّوحي ، فَضَّلتَ ان تُديم عطاءك في البذل ، وألآ تبخل على النّاس بما تعوّدوه منك ، برغم ريب المنون التي مدّت برؤوسها ! ..

    اليومَ ، تضّجع ضجعة يستريح الجسمُ فيها ،وستزدهي بكَ أرض " أم دكّة الجعليين " في قلب الجزيرة الخضراء ؛ وتُحـلِّق روحك الأبية ببرزخ الأرواح عندَ مليكٍ مُقتدر ، وسط أرواح سابقيك من ذوي الفضل ،شُهداء الوطنية السودانية والفكر السودانى الحُر ، وغيرهم من الملل والنِّحل الأخرى ، الذين كم رُضتَّ آفاقهم وقرّظتَ انجازاتهم في التنوير المعرفي والنضال من أجل سعادة الإنسان ، فالأرواح جنودٌ مجنّدة ، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ..

    اليومَ ، وما قبله من أيّام ، يحفظ لك تاريخنا السوداني الفكري والسياسي والإجتماعي والثقافي ، أياديك البيضاء ودُرر الزمان قولاً وعمَــلاً ، تلك التى رفدتَّ بها مسيرة التنوير وقضايا الحرّية ، وأنتَ لم تدّخر وسعاً في التنقيب عن معطياتها وأعمدة بنائها في مواريث الإنسانية وتراكمها المعرفي ؛ فــمكانك من التاريخ ، بؤبؤ عَيـْـنِــه ، وسيظلّ منهجك القويم نبراساً ، وسيرَتكَ الثّرّة هادياً للكثيرين الذين ينهدون السـّــير نحو مرافئ العدالة والحرية والمساواة والإخاء في سوداننا الحبيب ..

    اليوم ، وما يليه من أيّام ، ســنتعمَّقُ أكثر فأكثر في كِتاباتك الفكرية ومسيرة نضالك السياسي الباهرة، وسماحة أخلاقك التى كم هوّنت عليك الصّعاب الكثيرة .. وعلى الجانب الشخصي ، فكم سعدتُّ بأن تزوَّدتُّ منكَ ببعض المكاتبات عبر البريد الإلكتروني وبعض المكالمات الهاتفية التى لن تبرح مكانها في مَسمَعي والفؤاد، ما حييتُ .

    حسبيَ الله ونعم الوكيل ، عليهم هؤلاء ..!

    الذين لم يبرحوا أفاعيلهم السِّيئة بمنعهم النّاس ، صباح هذا اليوم ، من إقامة التأبين المُستحق للفقيد العزيز / الخاتم عدلان ،،

    وما كان " الخاتمُ"هلَـكَـه هلكُ واحدٍ ،،، ولكنّــــه بُنيانَ قومٍ تَـصَـــدَّعـــا ..

    دون أن تردّهم للموت حُرمة ! وكأنّهم يحسدوك على الموت ! كأولئك الرّجرجة الذين عناهم الأوّل :

    هم يحسدوني على موتي فَـوا أســفاً ،،،، حتى على الموتِ لا أخــلو من الحســدِ ..!
    وكأنّي بك ،أيها الفارس النبيل، تُخاطب جمعنا الحزين ببعضٍ من هذا الرّوي لأبي الفتوح السَُهروردي :

    قل لأصحابي رأوني ميتاً،،، فبكوني إذ رأوني حـَزنا
    لا تظنّوا بأنِّي مــيِّتُ ،،، ليس ذا الميّت والله أنا
    لاترُعكم سكرة الموتِ ،،، هيَ إلا انتقال من هــُـــنا
    عنصر الأرواح فينا واحدٌ ،،، وكذا الأجسام جســمٌ عمَّــنا
    فارحموني تَرحموا انفسكم ،،، واعلموا أنّكم في إثــرَنـا
    من رآني فَليُقوِّم نفسـَه ،،، إنّماالدنياعلي قرن الفنـا
    وعليكم من كلامي جملة ،،، فســلامُ الله مدحٌ وثنــــــا

    اللهمَ ارحم " الخاتم عدلان " وأنزله منازل الصدّيقين والشهداء ..






    --- -- -
    * محمد أحمد أبــوجــــودة // الأربعاء 27أبريل 2005م/ المنبر العام .. سودانيزأونلاين ..

                  

04-23-2016, 05:10 PM

حمد عبد الغفار عمر
<aحمد عبد الغفار عمر
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 7662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)

    اللهمَ ارحم " الخاتم عدلان " وأنزله منازل الصدّيقين والشهداء ..

    الخاتم عدلان شخص استثنائي وإن فقده لكبير

                  

04-24-2016, 01:30 AM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: حمد عبد الغفار عمر)


    اكرمت برفقة الاستاذ الخاتم عدلان طوال اربع سنوات في لندن وعملنا معا في اصدار
    صحيفة الفجر ، وكان يتولى تحرير ملحقها باللغة الانجليزية التي يجيدها بتفوق كتابة وحديثا
    وعرفنى بنخبة من المبدعين شكلوا العمود الفقري للصحيفة وفي مقدمتهم الدكتور الباقر العفيف
    واتمنى ان تتسع الايام لنشر مساهمات الخاتم في الفجر ، وقد سألته ذات يوم عن صلته بالشريف
    محمد الامين الخاتم ، استاذى ومرشدى ، فقال لي الاسم مصادفة .. وقلت له الغريب ان نقاء الصوفية
    ، ومجموعة الماركسيين ، تتشابه في الزهد ومساندة الضعفاء .
                  

04-24-2016, 01:38 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: يحيى العوض)

    مسحت، لأن التعليق غير مناسب في هذه الذكرى الأليمة
    حقا الخاتم شخصية لن يجود زمان السودان بمثلها بسهولة

    (عدل بواسطة معاوية الزبير on 04-24-2016, 06:21 AM)

                  

04-24-2016, 09:11 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أعــزّائي الكِرام/ حمد عبدالغفار، يحيى العوض و معاوية الزبير


    يا أهلاً وسهلاً بكم في رحاب ذِكرى الراحل الخاتم عدلان ..

    الرجل الفــّــذ مواهبا، الثــَّرُّ استقامةً واستنارةً ومواكبا، لم يكن بالأمور لاهياً أو لاعبا

    وإنما كان شُعلة نشاط وحماس لاهبا ..

    الرحمة تغشى مرقده، وتسمو وصلاً إلى برزخٍ فيه روحُه ..


    ولعلّى أستمدُّ بعض حِكمةٍ من قوافي أبي معاذ ( بشّار بن بُرد):

    وما نحنُ، إلّا كالخـليطِ الذي مضــَــى ,,

    فرائسُ دَهــرٍ مُخطئٍ ومُصــيـــــــبِ

    نومِّــــلُ عَيــْشــاً في حياةٍ ذميمةٍ ,,

    أضــَــرَّتْ بأبدانٍ لنا، وقــلـــــــــــوبِ




    ............
    *
                  

04-24-2016, 09:11 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: مسحت، لأن التعليق غير مناسب في هذه الذكرى الأليمة



    حقا الخاتم شخصية لن يجود زمان السودان بمثلها بسهولة


    نعم، عزيزي معاوية الزبير،

    هو كذلك،

    ووافر شكري وتقديري على حساسيتك العالية (كما قالَـ ها مرّة لي، الراحل الخاتم عدلان)



    .......
    *

    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 04-24-2016, 09:20 AM)

                  

04-24-2016, 10:02 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)



    Quote: اللهمَ ارحم " الخاتم عدلان " وأنزله منازل الصدّيقين والشهداء ..

    الخاتم عدلان شخص استثنائي وإن فقده لكبير



    نعم، هو كذلك عزيزي حمد

    فقد اتّسَم شخصه بالعقلانية، وترَسّم في خطاه درب الموضوعية، كان إنسان له منطقه الإنساني

    ونظرته النافذة في الأمور، وكان غَيْرياً، يُبَدِّي الآخَر، على ذاتِه ..


    رحمه الله تعالى، فقد كان بالرّوح إنسان وبالعقل متفان، وبالفَهَمِ ملآن ..


    ..........
    *
                  

04-24-2016, 10:32 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)



    Quote: أُكرمت برفقة الاستاذ الخاتم عدلان طوال اربع سنوات في لندن
    وعملنا معا في اصدار صحيفة الفجر ، وكان يتولى تحرير ملحقها باللغة الانجليزية
    التي يجيدها بتفوق كتابة وحديثا وعرفنى بنخبة من المبدعين شكلوا العمود الفقري
    للصحيفة وفي مقدمتهم الدكتور الباقر العفيف، واتمنى ان تتسع الايام لنشر مساهمات
    الخاتم في الفجر، وقد سألته ذات يوم عن صلته بالشريف محمد الامين الخاتم ،
    استاذى ومرشدى ، فقال لي الاسم مصادفة .. وقلت له الغريب ان نقاء الصوفية،
    ومجموعة الماركسيين ، تتشابه في الزهد ومساندة الضعفاء .


    لك التحايا الطيبة، عزيزي الأستاذ/ يحيى العوض، صاحب وناشر الفجر، وإنها للفجرُ وعَلامٌ حُر..


    سعدتُّ بمداخلتك كثيراً، فالتحية ليك، وللأخ د. الباقر ولكل مَنْ عَرَّفكَ بهم الراحل الخاتم عدلان،
    ولعل السانحة تورق ثمراً وفيئا، بوعدك غير الخالِف بنشر مساهمات الخاتم عدلان، ب صحيفة
    الفجر؛ سواء بهذا البوست، أو ببوستٍ جديد.

    الشريف محمد الأمين الخاتم، أهو "وزير المال" في عهد مايو الثانية ..!؟ ثم مدير عام لبنك فيصل
    الإسلامي- الخرطوم. تلك الأيام، انتشرتْ حكايا حول القائد المُلهَم نميري، وكان يحمل عصاة، قيل
    إنها مُهداة من "راجل كركوج"، وهو الشيخ الحافظ، وكما ورَد في الحكايا، فقد قيل قد بدرتْ عنه
    "زّعلة" من بنات لبون! ضد القائد جعفر! تحامق بعدها الدكتاتور( برُتبة حجّاج بني ثقيف) ولم
    يؤدِّ الجُمعة بمسجد كركوج! ثم تطامنت الصداقة بينه وبين الشريف الأب، كأنما كانا يقرآن لِـ
    جِميل بن معمر:

    وأوّل ما قاد المودّة بيننا ,,, بوادي بغيضٍ، يا بُثَيْنُ سِباب
    فقلنا لها قولاً فجاءت بــ ,,, ـــمثلِه! لكل كلام يا بُثينُ جَواب! *




    ......
    * والبيت الأخير، ورَد ضمنما جمعه استشهاداً، العلاّمة اللّبناني مُنير البعلبكي! في قاموسه المُحيط
    وإن صحّت الذاكرة، فقد كان "شِبه الجُملة" Each question ثم يُكمها has an answer، ولعله
    بسهولة وجد للشّاهد، شِعراً مُقفّى من عهد بنيّ أميّة، لـ "رجُل " بني عَذْرَة، جميل بن مَعمَر "غير" القدّافي! ههه


                  

04-24-2016, 12:27 PM

يحيى العوض

تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 741

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)

    الاخ الفضل محمد ابوجودة : لتوضيح واقعة الرئيس نميرى في كركوج ، اعيد نشرها مرة اخري
    وراوى الواقعة العميد م احمد الطيب المحينة ، اطال الله عمره ، موجود ويمكن الاتصال به للمزيد
    من التوثيق ..
    الرجل الذى طرد رئيس الجمهورية ومنعه صلاة الجمعة؟؟

    بقلم يحيى العوض
    [email protected]

    نحن مثل هذه الساعة ، لها جزء مرئي وآخر غير مرئي، ولكن مابين مايرى وما لايرى صلة وثيقة، فظل العمل بهذا الذكاء والحصافة، بناء وتمكينا، وفي ظل كل حكم يكون العمل وفق فقه المرحلة... مقولة الدكتور أحمد على الإمام "جريدة السودان" 10 يوليو 1995م، وقد أصبح مستشار الرئيس للتأصيل وخلف الدكتور الترابي منذ المفاصلة، ليصبح الفقيه المرشد
    وكنت شاهدا على صدق الرجل، فقد ذقنا لدغات عقارب الساعة التي أشار إليها، المرئية وغير المرئية ، وزج بنا في أتون معامل فقه المرحلة وطحنا في وقت مبكر، عندما إختطف بنك فيصل الإسلامي من بين إيدينا وفي وضح النهار!!

    • فكيف تأسس بنك فيصل الإسلامي ومن الذي وضع لبنات الأساس وإداره بكفاءة حتى أفتتح ثلاثة فروع رئيسية في سنته الأولى وقبل إنعقاد أول جمعية عمومية للمساهمين في البنك ؟
    • أنه الشريف الخاتم محمد فضل المولى الذي شغل منصب وزير المالية في عهد الرئيس نميري وإستقال بقراره ولم يكن الرئيس يسمح بالإستقالات بل ويعلنها إقالة .. كان دارسا للإقتصاد ومؤمنا بفكرة البنوك الإسلامية، ولم يكن منتميا لأي تنظيم عقائدي أو سياسي ويكفيه إنه من أشراف كركوج، القرية التي تقع في النيل الأزرق بالقرب من سنجة وسنار ومتزوج من كريمة خاله رجل كركوج الشريف محمد الأمين الخاتم والذي يصاهره أيضا الأستاذ الرشيد الطاهر بكر رئيس الوزراء الأسبق..
    وكنت قريبا من الأسرة الكريمة وجئت إلى البنك للعمل مع الشريف من وكالة أنباء تاس السوفيتية رأسا، ولم أعمل يوما واحدا في صحافة مايو..!!وقد شهد السودان في تلك الحقبة من سبعينات القرن الماضي إزدهارا في مجال العمران مع الإمتدادات الفاخرة في العمارات والرياض وكافوري والمهندسين وغيرها .. وإتسعت تجارة ادوات البناء والمقاولات وتضاعفت ثروات صغار التجار ومعظمهم كانوا من أثرياء الريف والمتصوفة وكانوا يحجمون عن التعامل مع البنوك خوفا من شبهات الربا.. ويكدسون أموالهم في خزائن خاصة ! وبعد تأسيس بنك فيصل شهدت مواقف طريفة من بعض التجار الذين قالوا للشريف الخاتم إنها المرة الأولى لتعاملهم مع البنوك "وقد جئنا إليك لأن "إبن الخاتم" أصبح مديرا لبنك جديد وبذلك تأكدنا من سلامة أموالنا وإبتعادنا من الربا!
    • فمن أين جاءت هذه الثقة ؟!!
    • وللتعرف على هذه الأسرة الكريمة "آل الشريف الخاتم" أروي الحكاية التالية التي نشرت في كتابي "الطريق لإتجاه واحد" عام 2003م :
    • زارني في مكتبي بدار "النهار" و"القوم" بالخرطوم (2) في مايو علم 1987 العميد (م) أحمد الطيب المحينة، أمد الله في عمره، كنت أعد ملفا بعنوان "شهادات للتاريخ" لتوثيق الأحداث الكبيرة التي عاشها السودان في حكم الرئيس جعفر محمد نميري، وبدأنا بتوثيق الإنقلابات العسكرية التي واجهت النظام، ومنها إنقلاب المقدم حسن حسين، وكان العميد(م) أحمد الطيب المحينة ممثلا للإدعاء العسكري في تلك القضية.. وعندما دخل مكتبي تطلع بإهتمام إلى مجموعة الصور المعلقة على الحائط، فأشار إلى صورة كبيرة للشريف محمد الأمين الخاتم وخاطبني قائلا : هل تعرفه؟
    فأجبته بنعم وبدوري سألته، لماذا سؤالك، فقال لي : أعرف أنك مهتم بتوثيق التراث الإسلامي في السودان وتصدر مجلة "القوم" وقبل أن أحدثك عن دوري في قضية المقدم حسن حسين سوف أحكي لك عن قضية لا يعرفها إلا قلة.. أحداث عايشتها بنفسي ولو سمعتها من آخر قد لا أصدقها، سوف أرويها لك، وأبطالها على قيد الحياة بل والشخصية الأولى فيها، الرئيس جعفر نميري، والله على ما أقول شهيد!
    • وبدأ العميد (م) أحمد الطيب المحينة يروي أحداث ذلك اليوم العجيب:
    كنت قائدا بالإنابة لقاعدة وادي سيدنا العسكرية وكان اليوم جمعة من عام 1972م عندما تسلمت رسالة عاجلة لتجهيز طائرة عسكرية لنقل الرئيس نميري وبعض مرافقيه لصلاة الجمعة في كركوج.
    وصل الرئيس نميري ومعه الرشيد الطاهر وبعض المرافقين إلى القاعدة، وكنا قد فرغنا من إعداد وتجهيز الطائرة التي ستنقلهم إلى كركوج والعودة إلى الخرطوم بعد صلاة العصر..
    وإنطلقت الطائرة بسلام في إتجاه كركوج وإتفقنا مع مراسم القصر الجمهوري على موعد عودة السيارات إلى القاعدة لنقل الرئيس ومرافقيه.. وأثناء إستعدادي لصلاة الجمعة فوجئت برسالة عاجلة تخطرني بتغيير برنامج الرئيس، فبعد وصوله إلى كركوج قرر العودة فورا إلى الخرطوم قبل أداء صلاة الجمعة !!!
    وهرعت إلى مطار القاعدة بعد إستدعاء جميع العاملين لإتخاذ الإحتياطات اللازمة، فالأمر يستدعي أن نكون في أقصى درجات الإستعداد لأنه لا يعقل أن يقطع الرئيس زيارته إلى كركوج والتي كانت أساسا لصلاة الجمعة إذا لم يكن هناك أمر جلل وخطير..
    الرسالة التي تلقيتها كانت موجزة، وكنا في أشد حالات القلق عندما تذكرنا إستحالة الإتصال بسلطات القصر الجمهوري لإرسال سيارات الرئاسة، لأن مجموعة السائقين أبلغوا بالعودة إلى وادي سيدنا بعد الصلاة ولا بد أنهم تفرقوا في مختلف مساجد العاصمة، وبعد إستشارات سريعة مع زملائي في القاعدة، إتفقنا أن ننقل الوفد بسياراتنا الخاصة، وأن أتولى بنفسي كقائد للقاعدة ترحيل الرئيس نميري بسيارتي إلى منزله..
    وحلقت الطائرة في سماء قاعدة وادي سيدنا وحبسنا أنفاسنا لحظات الهبوط خوفا من المجهول الذي لا نعرفه عن أسباب هذه العودة الإضطرارية.. هل هو خلل في الطائرة؟! وتنفسنا الصعداء عندما هبطت بسلام، ونزل الرئيس قفزا كعادته دون إنتظار الدرج! كان رياضيا يتمتع بلياقة يحسد عليها فعندما زار الرئيس السادات السودان بعد إنقلاب يوليو 1971م ورأى حائط القصر الجمهوري الذي قفز منه الرئيس نميري إلى الشارع قال له .."دي مابيعملها إلا أوط "قط" ياجعفر"!!
    وعندما إقتربنا لمصافحته، كان محمر العينين يكز في أسنانه بغيظ شديد ويلوح بيديه في الهواء في غضب مكبوت ..وتبادلنا مع رفاقه في الرحلة النظرات إلا أنهم جميعا طأطأوا رؤوسهم في إشارات واضحة بأنهم لايرغبون في أي حديث!
    وفتحت باب السيارة ليجلس الرئيس في المقعد الخلفي لكنه إنتهرني وجلس جواري .. فنحن نعرف تواضعه وسلوكه كإبن بلد .. وجلس وهو يصك أسنانه وينفخ في غضب .. وإحترمت الموقف لكني كنت متحرقا للوقوف على تفاصيل ماحدث حتى لو أدى ذلك إلى خروجي من حدود اللياقة.. والمعروف أن الرئيس قد ينفلت وينفعل اذا لم يعجبه حديثي وكنا نعرف أنه يضرب "بالبونية" أحيانا الوزراء !! ومع ذلك زاد إصراري على معرفة ماحدث وبكلمات هادئة ومؤدبة وأنا أعرف إنني أخاطب رئيس البلاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية فقلت له :
    سيادة الرئيس نأسف لأن الوقت لم يسعفنا لإحضار سيارات القصر فقد كان قرار العودة مفاجئا .. إن شاء الله خير !!
    ولم يجب .. فإزددت إصرارا:
    - سيادة الرئيس لقد إنتابنا قلق شديد عندما أبلغنا بقرار عودتكم قبل أداء صلاة الجمعة والحمدلله أنكم وصلتم بالسلامة.
    وهنا إنفجر الرئيس وعيناه في إحمرار الجمر!
    -لقد طردني .. تصور يطرد رئيس الجمهورية ويمنعه من صلاة الجمعة ..!! قال لي لا يصلي معنا من يتعاطى المنكر وتفوح منه رائحته ..!! لم يحدث لي موقف كهذا ولم أحرج مثل هذا الإحراج من قبل طوال حياتي .. وسبحان الله لم أجد ما أقوله للشريف غير قولي :
    -إذا كنا نحن "بطالين" فأصلحونا .. وركبنا الطائرة وعدنا دون أن يصافحنا
    ويختتم العميد (م) أحمد الطيب المحينة حديثه قائلا .. لقد قررت تلك اللحظة أن أزور في أقرب فرصة، الشيخ الذي طرد الرئيس!! .. وتلك حكاية أخرى..



                  

04-25-2016, 06:46 AM

بدر الدين محمد
<aبدر الدين محمد
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 554

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: يحيى العوض)

    Quote: فالتحية ليك، وللأخ د. الباقر


    لا تعليق !!!!!!!
                  

04-25-2016, 10:50 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)


    عزيزي الأستاذ/ أخي الكريم يحيى العوض
    تحية واحتراما، وثناء كبير على هذا التدفق المعرفي المنثال من خزانتك
    الفكرية الثرة؛ شهادات رجيحة الوزن، ولا شك، تلك التي تُبرزها في
    ذات سياقها.

    رحم الله تعالى، مَنْ مضوا من شيوخ ورؤساء وساسة وقادة رأي في
    هذا السودان المهيل طبعاً، الطويلُ نَفَساً، الكثيرُ فــَـلَساً (ههه) حتى المعلومات
    الأساسية فيه، كأنّما يطرُدها "طارِدٌ " وبلغة (السّوّاقين): كأنما لاقاها عارِض!

    وهذا عارضٌ ذو زيِّ كاكي! ليس ذاك العارِض الجارمي:

    من ثياب العارِضِ الهَتِنِ.

    ما إن تنزِل من سُرْدُبة "كُبري الجيش" قبل إقامة امتداده الطائر، متّجهاً نحو
    الشمال إلى المنطقة الصناعية بحري، حتى تلفتك لافتة على فيلا أنيقة، أول
    الشارع من ناحية الغرب/على إيدك الشمال، كُتب عليها: منزل الرشيد الطاهر.
    فـ "ياله من اسمٍ" رُشدٌ وطهر، بل ومساعي ابتناء للمجد في سياسة لسودانٍ
    يكون إسلامياً، دون أدنى التفات للتنوّع! ثم يتم المُرام..!

    لم أكن أعرف أن للراحل الرشيد الطاهر بكر، علاقة صهارةٍ بالشريف محمد الأمين!
    ولكنني كثيراً ما قرأت بأن الراحل، قد دُحْرِج بواسطة الراحل الأخير، الترابي، من
    الكميونة التنظيمية الأولى للإخوان المسلمين في السودان.

    الشكر لك، وموصول للعميد م. أحمد الطيب المِحَيْنة، على هذا السخاء
    الشهاداتي، يفيد بالطبع، في إعادة رسم الكثير من الزوايا في بناية التاريخ
    السياسي المعاصِر للسودان الأصل!

    خاطرة صغيرة!
    لقد تطوّع العميد المحينة، ضمن شهادته على " زعلة جعفر" التي حمته
    صلاة الجمعة هناك يحضرها ..! بــِ " دُردَيْق شُبيكيِّها " الذي هو في "كركوج"
    بأن أفاد بتسارُع الرّيِّس جعفر إلى اللجوء للبُنية! عند أيّ مُعتَرك حواري معه..!
    ما يشي بأنّ البراءة الجعفرية من ضرب الوزراء المايويين "بُنية نُميرية" والتي
    ضرب لها الصحافي (سليط القلم والأخبار) الأستاذ/ مصطفى عبدالعزيز البطل،
    أكباد الإبل! في مقالات طوال نشرتها صحيفة "الســـوداني" ..
    يشي بأن مقالات أخينا البطل، راحت "شمار x مَـرَقة.


    ....

    مرحب عزيزي بدرالدين،
    تقول: لا تعليق!

    معقولا ياااخ! *








    .............
    * : ما قالوا عليك حِنَيِّن ..! بس "نان" وينا الحِنِّية ..؟ (ههه)
                  

04-26-2016, 11:29 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)




    لك يا حبيبنا الشكر الجزيل للغة الحزينة المُبدعة ، وياله من رِثاء !.
    كان هو القمر في سماء حالكة السواد . وكاد يبدأ عالم الفلسفة والأدب ، فتقربت إلينا الفاجعة برحيله .



    إلى الخاتم عدلان في موطن العُلا



    إليك السلام
    إليكَ يا شربة عطش الأحبة .

    هبط الخاطر على ذهني ، تلونت أجنحته ببريق شيطاني ، وقال نَضِد بنانك لتكتب له لتطرد غولاً جديداً وقف عند تقاطعات الدنيا . نظر شرقه والغرب . .الشمال أم ذاك الجنوب ؟. اختار جسداً تكسرت في كل بقُعة منه ضربة رمح وطعنة سيف سياسي قُحّ . تخيرك أنت سيدي ولجبينك أن يُدهِنه الندى . ربما يقول لك شاب في عنفوان الصبا وقد لبس لَبوس المجد :

    ( لمجدك كل القداسة ، كؤوس ينابيعها وبكاء أحبائها )
    لن نتخير لك من شجرة القداسة وحدها . عندما نقلب كتاب العُمر ، تُورِق من تنضح عند صفحاته زهرة ، أكمامها حالمة . وجهها أنضر من زهرة أنثى حين يلُفها( سولفان ) الزفاف . تَمجد خَاتَم البابوية وهو يُنـزَع من إصبعٍ فكيف فغاب عنا الخاتم بلحمه والدمُ ، ولن يغب تراثه الإنساني ؟ . إنك شُعبة خيراً أرادته محبة الفقراء في وطننا . تخيرت الدرب الأقرب . وبقيت أنتَ عند كل مُنعطف
    لدُنيا الأحبة أن تلقى ( الخاتم ).
    . لم يكن هو ملاكاً ولكن له من ريحانهم الكثير و له من دنيا الناس نفس صافية وعطر بهيج ، حين تُجالسه ، وَرقة معرفة منثورة في الهواء ، تختزن الكون في كلمات . يصحبُك مثل كل الناس زئبق يهبط بالقلق ويصعد بهموم الآخرين بالشجاعة وهي صديقتك الودود. لم تستسلم تُجمِلك البطولة سيدي .وأنت قد انطلقت راكِباً سوابحها ، و وهجك إلى الريح هاجراً كل لذّات الدنيا وتخيرت الوَعِر من الدروب . كان الزاد دبيب الفِكرة في تلافيف الذهن ، و قُبة أعلى الكتفين كصومعة تقول لك أنا معك .
    نحن و مع كل عصير العُمر الجميل ، وبأزهارنا التي نشأت في غيبتنا عنك .لم ترهم أنت وقد صاروا في مُقتبل الشباب ، كلهم ومعهم أمهم سيدة عمرنا الجميل ، قد آن أوان جرعة الحمض الحزين أن نتجرعها .

    وفي ذكراه نقول :
    كان الليل شراعاً دثر الدنيا ولم يقدر عليه ،وكان القمر بدراً يتلألأ ، يصادقه دوماً .كان الكون جميلاً في صحبته ، ودوداً هو في مُحياهُ ، وأنت ترمقه في منعطفات الدنيا .كان الوطن ولم يزل يزمّـله محبة ، ويدفن هو جسده فيه صبابة . اليوم لهدير الفواجع أن تعصف بالسمَع والبصر والفؤاد ، فقد غطست نخلة فارعة إلى بطن الأرض الولود ،وتركت عناقيدها لنا . آن للوطن أن يأتزر بقلائد الرحيل ، فجوف الموت أوسع من التمني .حق على موطننا موعد السير في الهجير حافياً ، رماله تلظت بعذاب الشموس تلتهب لتحترِق . زهراته انطوت . إنها سكين تنحر الأعناق وهي تنظر وتحلم بالشروق . حجر قاسٍ في موضع البطن لا يكفي لجوع المَراحِل الصعبة . أيها الكأس الحامِض ، عرفنا طعمك . لا تشبه الدواء أنت . تنهش في غير وقتك ، وتنـزع المُشتهى من الثمر .

    وفي وداعه نقول :

    خَتَمْ الحِجَة
    مُنَاهو تَتوَسَدُو فِجَة .
    أَخُو المَبْرُوكة ...
    صُرُّو وِجيهَكْ
    وأحزِم بَطنَ الجُوع السَافِرْ
    بَرقَ الضَاويَة يِجْلِي خِديدَكْ .
    شُوف عَسل العينين
    كَيفِنْ لامِعْ
    و كَيفِنْ ناقِعْ
    ضَفّرَنُو دِميعَات ريدَك
    أَحَي... بُكَا النايحات
    وحَيّ فَلاحْ الجَارِّي جِسيدُو
    لمَطْمُورة زَاد الجيعَانيِن .
    بَكوكَ فَرحْ
    فِرْحوكَ بِكا

    عبدالله الشقليني
    27/04/2005 م
                  

04-29-2016, 11:27 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخاتم عدلان .. في ذِكرى رحيله الحادي عشر . (Re: محمد أبوجودة)




    يا ألف مرحب بعزيزنا وأستاذنا/ عبدالله الشــقليني

    ولك التحايا الطيبة، وصادق الدعوات المبارَكة بموفور الصحة والعافية ونبالة الحرف والمعنى ..



    تقول:




    Quote:

    وفي وداعه نقول :



    خَتَمْ الحِجَة
    مُنَاهو تَتوَسَدُو فِجَة .
    أَخُو المَبْرُوكة ...
    صُرُّو وِجيهَكْ
    وأحزِم بَطنَ الجُوع السَافِرْ
    بَرقَ الضَاويَة يِجْلِي خِديدَكْ .
    شُوف عَسل العينين
    كَيفِنْ لامِعْ
    و كَيفِنْ ناقِعْ
    ضَفّرَنُو دِميعَات ريدَك
    أَحَي... بُكَا النايحات
    وحَيّ فَلاحْ الجَارِّي جِسيدُو
    لمَطْمُورة زَاد الجيعَانيِن .
    بَكوكَ فَرحْ
    فِرْحوكَ بِكا




    عبدالله الشقليني
    27/04/2005 م




    ....

    حقيقي، لقد أتعبتَ مَنْ يسعى بعد حرفك والمعنى ..

    ودمتَ بكل خير ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de