وبعد اذن صديقنا مصطفى مدثر ، والمشاركين في هذا الخيط ، والمتابعين والمتابعات..رسالة صغيرة اوجهها لأستاذتنا الكاتبة الجميلة سلوى بكر..عبر صديقنا حمور زيادة ، والذي اعتقد انه يتابع هذا الخيط..
قضيت في القاهرة ، يا سلوى ، فترة قصيرة (ثمانية اشهر ، 1999) ، من ضمنها ان سكنت لمدة شهر في المطرية ، ناهيك عن التجوال فيها ، وميترو المطرية..!! توقفت كثيرا في عنوان روايتها (كوكو سودان كباشي)..وقرأت عن المزاج العام في الرواية ، وهي تحكي عن اورطة عسكرية ذهبت الى المكسيك..!!
وكل الذي اود ان اذكره لصديقتنا الأستاذة سلوى بكر ، ان اسم (سودان) شائع في وسط اهلنا النوبة النمانج ، وهم يسكنون حول مدينة الدلنج ، في الجانب الجنوب الغربي من المدينة ، ومن اسماء جبالهم .. النتل ، كرمتي ، سالارا...!! في ايام الطفولة (وحتى اللحظة)
كانت.. أسرة تسكن في حي اسمه السابق (حي المعهد) والآن اسمه (حي الجامعة)..والمعهد كان لتأهيل معلمي المرحلة الإبتدائية ، وكان ثاني معهد في السودان ، بعد معهد بخت الرضا ، وكان معهد بخت الرضا هو الأول من نوعه وحجمه في افريقيا ، وبداهة معهد التربية الدلنج ، كان هو المعهد الثاني في افريقيا ، وتأسس في العام 1948..!!
في ذلك الحي ، حي المعهد ، كانت تسكن اسرة عمنا سودان جابر ، ومن ابنائه وبناته ، صديقنا عوض سودان جابر ، وصديقاتنا الأخوات حارنة سودان جابر وامال سودان جابر..وهي اسرة معروفة في مدينة الدلنج..!!
والنمانج ، مشهورين بالإنخراط في الجندية ، ومنهم من بلغ شأوا في رتب الجندية السودانية المعاصرة (سواءا في الجيش أو الشرطة أو البوليس ، اتحدث من ربت مارشال ولي فوق...!!)..!! اشهر رموزهم التاريخية الوطنية ، السلطان عجبنا ، وهناك جبل باسمه ، وهو الذي قاتل المستعمر الإنجليزي ، ووقتها لم تكن الأسلحة الكيماوية موجودة ولا فكرة الغاز المسيل للدموع ، وكان يختبئون في كهوف الجبال ، وكانت سلطة المستعمر ترمي جولات معبأة بالشطة (الفلفل الأحمر يا سلوى) وترميها في مداخل الكهوف وتشعل فيها النار ، فتخلق غازا خانق..ورغم ذلك لم يخرج النمانج ولم يتقهقروا قط..!!
حينما تمكنت سلطة المستعمر الإنجليزي ، من القبض على السلطان عجبنا ، آلت راية النضال بعده الى ابنته الجميلة امنا مندي بنت السلطان عجبنا (نعم يا سلوى ، فبعض من اهالي السودان ، في ذلك الزمن القديم ، كان لهم وعي جندري متقدم للغاية ، ويفوق عالم اليوم)..وكانت شابة لم تتزوج ، وحتى تواصل النضال عمدت مندي الى فعل قاسي وغريب ومدهش للغاية ، بان بترت ثديها (قطعت نهدها تماما لحد البتر) ، وكانت تقول لمواطنيها ، حتى لو انهزمنا ، فلن امارس الأمومة ليرضع اطفالي خزي الهزيمة..!!!
هنا ملامح جدنا كوكو سودان..يمشي بيننا في الطقوس التي عشناها ، نفس المدينة ، ونفس الحس الذي سكنا به في حي المطرية..!!!!!
والمفارقة ، هنا أن تكتب كاتبة رواية ، وبعد سنين تكتشف ان ابطالها ، او بواقي من ابطالها ، تطل على الناس كحقيقة مجردة تمشي بينهم..!!
سبر الخيل ، يا استاذة سلوى ، هي ملامح كوكو سودان في الألفية الثالثة..يمشي بين الناس ، يضحك..يبكي..ويمارس طقوسه..!!
نفس تفاصيل الجبل ركضنا فيها ، لعبنا فيها ، ومارسنا طقسنا فيها..كما نمارس تفاصيل ان نسكن في المطرية ، بعد عشرات السنين..!!!!
هنا ، بعض من تفاصيل كوكو سوداني كباشي ، التي تهم استاذتنا الكاتبة الروائية سلوى بكر ، سلوى لوحدها فقط..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة