لماذا يتحسر الناس على عبود وهو أول من سن الإنقلابات ؟

Quote: هذه المعلومة الواردة في المشهد السياسي قبيل تسلم الفريق عبود للحكم توضح السبب الأساسي الذي حدا بالسيد عبدالله خليل اللجوء إلى القوات المسلحة لتولي الحكم في البلاد .... وفي كتابات أخرى نقرأ أن السيد عبدالرحمن المهدي كان قد أحضر ابنه الصديق من الجزيرة أبا فاصبح رئيسا لحزب الأمة وعبدالله خليل سكرتيرا للحزب ورئيسا للوزراء في حكومة السيدين لكن مجيء السيد الصديق لم يقف عند الزعامة السياسية والإمامة المستقبلية، بل السيد الصديق وعقب الإنتخابات الثانية عام 1958 قرر أن يزيح السيد عبدالله خليل من رئاسة الوزراء ويولي بدلا عنه الدكتور مأمون شريف من بيت المهدي رئيسا للوزراء بمجرد افتتاح البرلمان في 17 نوفمبر 1958 القادم وباتت الأصوات ترتفع من داخل بيت المهدي تطالب بنصيب الأسد في المناصب الوزارية ، خلق ذلك حالة من الذعر واليأس في نفس اللواء عبدالله خليل الذي أفنى زهرة عمره في خدمة الحزب لذلك أصبح هذا النكران لجمائله دافعا شخصيا أن يرد الصاع صاعين للسيد الصديق المهدي. وقد يعضد هذا الرأي ما أورده اللواء الركن محمود عبدالرحمن الفكي في مؤلفه عن تاريخ القوات المسلحة فهو ينفرد بإفادة لم نعثر على تأكيد لها لدى المؤرخين الآخرين، وهي أن الفريق إبراهيم عبود قد أجرى اتصالات بعدد من الشخصيات المدنية منهم أحمد خير، يوسف العجب، وآخرين خلال شهر أكتوبر مستهديا برأيهم، إذن التخطيط لم يكن بسبب تقارب الحزبين الإتحادي والشعب الديمقراطي الذي كان في نوفمبر وإنما لتخوف السيد عبدالله خليل من سحب البساط من تحت قدميه لصالح السيد مأمون شريف وقد يزيد هذا الرأي تثبيتا مغادرة السيد الصديق المهدي البلاد قبل يوم واحد من الموعد المضروب لاستلام السلطة بواسطة الفريق عبود ثم عودته فيما بعد وعدم تأييده الإنقلاب مطلقاً . قلنا أن عبدالله خليل كان هو مهندس الإنقلاب، فهل كان التخطيط إنتحاريا علي وعلى اعدائي يارب ؟ الواقع أن التاريخ يقرر عكس ذلك فعبدالله خليل كان يود أن يؤول الحكم إليه ولو بعد حين . إلا أن عبود ورفاقه الذين شكلوا فيما بعد المجلس العسكري الأعلى رفضوا أن يستجيبوا لهذا الأمر أو لهذا الرجاء . لذا عاد عبدالله خليل من آخر لقاء له بقادة الجيش – كما أفاد أمين التوم _ عاد حزينا قائلا ان الضباط خدعوه، لم يفسر لنا أمين التوم كيف خدع الضباط عبد الله خليل لكن من المؤكد انهم رفضوا مبدأ تسليم الحكم إليه بعد الإنقلاب . ويؤكد ذلك الدرديري نقد مدير المخازن عندما استجوبته لجنة التحقيق في انقلاب 17 نوفمبر حيث قال أنه ذهب إلى منزل عبدالله خليل في الليلة السابقة للإنقلاب عند التاسعة مساءا فشاهد ضابطين يخرجان من منزله وأنه قابل عبدالله خليل إثر خروجهما وسأل عن الحاصل فأجابه عبدالله خليل قائلا "" خلاص العساكر حيستلموها ومش حينزلوا إلا بالقوة ""