|
لا زال الجهل موجود بواحد من أعظم الشخصيات السودانية (Re: حاتم موسى عبدالعزيز)
|
معظم القبائل السودانية أو الكثير من الأقاليم السودانية تمتاز بوجود أسماء لأفرادها تميزها عن باقي القبائل أو المناطق بكثرة شيوعها في تلك المنطقة أو وسط تلك القبيلة. ولعل أسم محمد عثمان أو محمد الحسن ينتشر بكثرة وسط أهلنا الشايقية وأسم محمد صالح وسط الحلفاويين وهكذا الأمر أسماء معينة تعطيك أنطباع لقبيلة أو منطقة معينة, ولا أستطيع أن اجزم إذا كان هذا الامر حقيقية أم أنه إنطباع لدى الكثير منا فرضته معادلات أخرى. وتاريخيا أيضا نجد أن هناك أسماء شاعت أو أشتهرت أو أشتهر أحد أفرادها وسط قبائل دون غيرها فمثلا أسم نمر ومساعد بين الجعليين وأسم عجيب وجماع ومسمار وسط العبداللاب أما ملوك سنار فشاعت لديهم أسامي مثل بادي وأونسة وعدلان كماركة يمكن أن نقول مجازا بأنها نبعت من تلك الأسر والقبائل, ومن ثم أنتشرت هذه الأسماء على مستوى الأقاليم والقبائل المجاورة. أسم عمارة دنقس بأعتباره أول ملوك المملكة السنارية والمؤسس لأكبر دولة إسلامية وعربية بالشراكة مع عبدالله جماع أسم معروف لدى عامة السودانيين, وهو في رأي البعض أهم شخصية سودانية عبر التاريخ وذلك لسبب بسيط أنه على يده وبعد إنتصاره بالشراكة مع عبدالله جماع تم تحويل السودان من بلد نوبي مسيحي إلى بلد عربي مسلم. ولنتخيل جميعا كيف كانت ستؤول عليه حال البلاد لو انتصر العنج في تلك المعركة وحافظوا على كيانهم النوبي المسيحي, وليس الأمر ببلاد الجوار عنا ببعيد حيث فشلت الممالك الإسلامية في أن تغير مجرى التاريخ وتنتصر على الممالك المسيحية فحافظت تلك البلاد على مسيحيتها رغم الأغلبية المسلمة الظاهرة للعيان. باختصار على يد عمارة دنقس تم أكبر تغيير في مجرى التاريخ السوداني والذي لا زلنا نحن نعيش تحت نتائجه ومن تلك الحقبة لم يتغير مجرى التاريخ السوداني في كينونته العربية الإسلامية بصورة حاسمة كتلك التي حصلت في العام 1504. وهذا بطبيعة الحال لا يلغي ولا يقلل من أهميت العديد من الأحداث والشخصيات التاريخية التي مرت على السودان عبر القرون. وهنا يجب أن نشير بأن لدارفور خصوصية في هذه المسألة. الجديد في هذا المقال بأن الغالبية العظمة للشعب السوداني لا تعلم ما هو الاسم الحقيقي لهذا القائد الأهم في تاريخها وأن دنقس ليس إلى لقب في الغالب نابع من التقاليد المرتبطة عند مقابلة الرعية للملك في ذلك الزمان. وإن الاسم الحقيقي لعمارة دنقس هو عمارة عدلان أونسة وكان يلقب بملك الشمس والظل وإن مملكته كانت تضم كل الجزيرة بين النهرين وهي حاليا ولايات الخرطوم والنيل الأبيض والجزيرة والنيل الأزرق بصورة مباشرة ويملك عن طريق الوكالة لعبدالله جماع ولشيوخ قري المناطق الشمالية من السودان وحتى دنقلة. وهذا قبل أن تتوسع المملكة شرقا حتى البحر الأحمر وغربا حتى كردفان (في بعض فصول تاريخ المملكة) على يد أحفاده وأحفاد عبدالله جماع. المعلومة قد تكون جديدة على البعض في أن الاسم الحقيقية لعمارة دنقس هو عمارة عدلان أونسة وأنه وأجداده كانوا ملوك على منطقة بين ممالك الحبشة ومملكة علوة لمئات السنين قبل أن يتم فتح سوبا, ولكن الطريف في الأمر ما سوف أورده في هذه القصة, حيث كان الجهل باسمه الحقيقي عبارة عن جهل مركب لدى أحد الصحفيين الكبار عليه رحمة الله ممن كان لهم أثر كبير في تقدم مسيرة الصحافة في البلاد حيث وفي غمرة محاولات البعض لتعزيز الهوية السودانية حتى ولو كان ذلك بالجهل وبالقصص المختلقة قام كاتبنا هذا في مقال منشور في أحد الصحف بذكر ما معناه أن عمارة دنقس هو نتاج للاندماج بين الأفريقانية والعروبة حيث أن أسمه عمارة وهو أسم عربي وأسم والده دنقس وهو أسم إفريقي ثم بنا على هذا الافتراض قصص وحكايات مبني على معلومة خاطئة نتيجة لجهل بمكون تاريخي هام فدنقس لم يكن بأي حال من الأحوال أسم لوالد عمارة. بطبيعة الحال إن الملك عمارة حاله كحال معظم السودانيين خليط بين العروبة والافريقانية ولكن هذا لا ينفي الخطأ الذي استند عليه الصحفي في مقاله, عليه رحمة الله. بعد أن قرأ العم علي المحينة هذا المقال في الصحيفة ولعل ذلك كان في أواخر التسعينات أو أوائل الألفينات اتجه لمكتب الصحفي وحاوره في خطأ المعلومة. العم علي هو أونسابي وهو حفيد الملك أونسة أبن ناصر وتستقر قبيلته في منطقة ود المحنا بالجزيرة بمحلية الكاملين والتي سميت على أسم جده الكبير ود المحنا, العم علي غضب من المقال خاصة وأنه من المناصرين المتعصبين للأرومة الأموية لملوك سنار ورافض متعصب لكل النظريات الأخرى. صورة لعلي المحينة صور لأونسابي من أبناء عمومة علي المحينة بمنطقة الجميعابي بمحلية الكاملين ويحمل في يده درقة تعود لأيام المملكة وهي من الآثار القليلة التي لا زالت بعض الأسر تحتفظ بها في مناطق متفرقة من السودان.أخيرا أسم (إن لم يكن أهم شخصية سودانية فعلى الأقل) واحد من أهم الشخصيات السودانية لا يتم تخليده كما هو العادة في البلاد التي تهتم بتراثها بأي شكل من الأشكال سواء بإطلاق اسمه على شارع رئيسي أو كبري أو داخلية أو جامعة أو حتى شركة أو سفينة أو غيرها مما تعتاد الدول بفعله لتخليد رموزها.
(عدل بواسطة حاتم موسى عبدالعزيز on 03-31-2016, 12:57 PM) (عدل بواسطة حاتم موسى عبدالعزيز on 03-31-2016, 12:59 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
|