|
أحفاد مؤسسي المملكة السنارية بجمهورية مصر (Re: طارق ابراهيم ابوالفضل)
|
أن الجميل في الأمر أن من أرسل المعلومات والصور حول سيف الملك بادي أبو شلوخ هو العم محمد قنديل من جمهورية مصر ولحدي الآن
القصة عادية تدور حول تبادل المعرفة والثقافة قبل أن يكمل العم محمد قنديل نسبه بأنه أبن حسن عبده علي محمد أرباب شاهين بادي
وأن أصولهم ترجع لقبائل الفونج وللملكة السنارية وأنهم يعيشون في مصر في مناطق النوبة بين أسوان والأقصر, وأصبحوا نوبيين بحكم
المخالطة والتزاوج مع قبائل نوبة مصر, وأرسل مع السيف صورة لمخطوطة كتبها والده حول نسبه ونسب القبيلة في أسوان, وأصبحوا يعرفون
بأسم البادياب نسبة لجدهم الأكبر بادي. لم تكن المعلومة بحد ذاتها مفاجئة بالنسبة لي ولكن كانت المعلومة جديدة عن وجود أحفاد لملوك المملكة السنارية
بجمهورية مصر حيث المعلومة المتوفرة لدي هو الوجود الهائل لأحفاد هولاء الملوك على إمتداد جميع قرى ومدن الولاية الشمالية حتى حدود مصر
(ولنا عودة في هذه النقطة) أم أن يمتد الوجود حتى أسوان والأقصر فهذا هو الجديد. التفاصيل سوف نأتي إليها لاحقا ولكن للمعلومية هناك ملكين
من ملوك سنار لهم ذرية كبيرة جدا في الولاية الشمالية وهم أحفاد الملك بادي الأحمر والذي تم نفيه إلى دنقلا في حدود العام 1725 وكان له قصر
ومن ثم ذرية هناك, وأحفاد ناصر أبن بادي أبو شلوخ وله أيضا ذرية كبيرة في شمال السودان وله قصص طويلة وكثيرة حول الحروب التي
خيضت هناك من أجل تثبيت أركان المملكة ومن ثم كانت الذرية هناك, هذا بالطبع غير أحفاد الأمراء والتجار والجنود ممن كانوا في مواجهة
قوات الكشاف التابعة لحدود الدولة المصرية في أقصى حدودها الجنوبية في مواجهة أقصى الحدود الشمالية للملكة السنارية في منطقة بين الشلالين
الثالث والثاني.
الطريف في الأمر أنه بعد عامين تقريبا من مراسلة العم محمد قنديل لي وتعريفه بقبيلة البادياب ذات الأصول السودانية, راسلنا شخص آخر من قنا
وذكر لي بأنهم قبيلة كبيرة في أقصى الصعيد المصري يعرفون بأسم اللبادية وهم أحفاد الملك بادي الأحمر ويعيشون كصعايدة مع قبائل رفاعة مصر
وأشراف مصر في مناطق قنا وريفها. وعند سؤالي له إذا كان يعرف البادياب بأسوان ذكر لي بأنهم لا علم لهم بذلك وكذلك البادياب ليس لهم علم
بوجود أبناء عمومة لهم في صعيد مصر بقنا (وهنا لا يمكن تعميم الأمر حيث لم التقي بالجميع من الطرفين ليقول لي لا علم لنا بالطرف الآخر.
لقد قام الأخ أبو عمر من قنا بإرسال صورة هي مسجد ومقام الملك بادي الأحمر, ويعرف بأسم مسجد ومقام
الأمير بادي, وهو بطبيعة الحال أمير بعد أن تم نزعه من الملك ونفيه إلى دنقلا حيث كانت تلك عادة عند ملوك سنار بأن الملك بعد نزعه من سلطانه
يتم نفيه إلى أقصى منطقة تتبع للمملكة لا يكون فيها سبب للقلاقل كما لا يكون في ذل النفي خارج حدود الوطن وهذا ما تم لبادي الأحمر ونفيه لدنقلا
وبادي أبو شلوخ ونفيه إلى كسلا والملك إسماعيل حفيد بادي أبو شلوخ ونفيه إلى سواكن أما أقرب ملك تم نفيه إلى منطقة قريبة من سنار فلعله الملك
أونسة أبن ناصر حفيد بادي الأحمر حيث تم نفيه إلى ميعة الفونج وهو الإسم القديم لمعظم ما يعرف حاليا بالكاملين بولاية الجزيرة, وهذه قصص أخرى
أتمنى أن يسعف البوست بذكرها لاحقا.
هذه صورة للمقام والمسجد.
الطريف أيضا في الأمر أن من بين ال 26 أو ال 27 ملك للملكة السنارية هناك فقط ملكين تعرف أماكن قبورهم هو قبر الملك بادي أبن طبل آخر ملوك المملكة السنارية
وقبر الملك بادي الأحمر والطرافة ليست في أن باقي القبور مجهولة المكان أو مجهولة المعالم الطرافة في أن الجمهورية المصرية تحتوي على نصف القبور
المعروفة لملوك سنار ال 26 وتحتوي على كل الإهتمام بمكانة وآثار هذه القبور عن طريق تشييد هذا الصرح كما يظهر في الصورة,
وهنا اذكر مداخلة للمك عمر عدلان حسن عدلان وكيل ناظر شمال الفونج بسنار
بمطالبته للسلطات في سنار بعمل أثري أو رمزي للقبر الوحيد المتبقي والمعروف لملوك سنار, وبطبيعة الحال لم يجد أي رد فعل أو عمل إيجابي حول هذا
الموضوع بينما الأمر وكما نرى في الصورة يختلف تماما في جمهورية مصر حيث حرص أحفاد بادي الأحمر هناك بمقامه وبنو له مسجد, وهنا يجب الحيطة
(وانا لم أرى المسجد لأحكم) بأخذ كل المحاذير الشرعية التي تدور حول القبور والمساجد والمقامات كما هو وارد في السنة. بقي هناك سؤال لم نجد له إجابة مالذي دفع بادي الأحمر
بترك قصره في دنقلة (ويعرف أيضا بقيلي أي الأحمر وقيلي في لغة النوبة تعني الأحمر وفي ذلك قصص حول هذا الملك وأشعار باللغة النوبية تحتفظ بها حبوباتنا
في بعض مناطق دنقلة, وهي في طريقها للإنقراض إن لم يتم تدوينها) والذهاب لمصر ليموت ويدفن هناك. معلومة أخيرة أن المسافة بين أسوان بالنوبة المصرية وقنا بأقصى الصعيد
المصري هي حوالي 200 كلم وهي قريبة بحجم حساب المسافة في وقتنا الحاضر ولكن بحساب الترابط الإجتماعي بعيدة كبعد أبناء العمومة البادياب واللبادية في معرفة
بعضهم البعض وهم ذوي الأصول الواحدة. والقصة تنطبق مع أحفاد ملوك المملكة السنارية في كل ركن وزاوية وقرية ومدينة من مدن السودان الحالي.
إن هذه الإطلالة هي مدخل لأبحاث كثيرة لكل مهتم فبالإضافة للبحث حول آثار المملكة السنارية خارج السودان والبحث عن أحفاد ملوكها ومؤسسيها في
السودان ومصر واريتريا وإثيوبيا والمملكة السعودية وذلك من أجل الربط
والتواصل الإجتماعي والثقافي بين هذه البلاد والشعوب فهي نافذة أيضا أكثر عمومية
للبحث عن الكثير حول القبائل المصرية ذات الأصول السودانية والمسألة أكبر بكثير من تحديدها بقبائل البشاريين
والجعافرة والعبابدة بالإضافة بطبيعة الحال لقبائل نوبة الشمال كقبائل مشتركة. فهناك العديد من الأسر المصرية والقبائل المصرية ذت الأصول السودانية البحتة سواء كانوا جعليين
أو رزيقات أو نوبة الجبال أو فلاتة أو رفاعة أو غيرها من القبائل السودانية (ذكرت هذه القبائل لمعرفتي بقبائل مصرية تعود أصولها لواحدة من هذه القبائل
التي ذكرتها) والتي إن أحسن التبادل المعرفي والإجتماعي والثقافي فيها فهي مدخل لعلاقة أفضل مع جارة لا يمكن تجاوزها أو نسيان أمرها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|