10:22 PM March, 07 2016 سودانيز اون لاين
Munir-a222
مكتبتى
رابط مختصر
إنه د. حسن الترابى ـــ رحمه الله ـــ حينما أتى حسن الترابى بثورة الإنقاذ الوطنى كان هدفه طموحاً .. وهو أن يوحِّد جميع المعارضات الإسلامية فى البلاد الإسلامية كلها ليكوِّن قطب إسلامى عالمى كبير ذو قوة ضاربة تتحدى المعسكر الغربى بعد إنهيار المعسكر الشيوعى .. فكوّن المؤتمر الشعبى العربى الإسلامى على ماأذكر ..
وكادت السلسلة التفاعلية لإستلام الإسلاميين للسلطة أن تستمر وذلك حين فاز إسلاميو الجزائر بإنتخابات الجزائر .. ولكن عندما انقضّ العسكر على السلطة فى الجزائر حصل إجهاض جزئى لأحلام الإنقاذ .. وبعد ذاك ظل الترابى يردد أن القوى المعادية للإسلاميين لن تسمح لهمم بالإستيلاء على السلطة .. وتلك هى العقيدة التى آمن بها الإسلاميون حين تكرر إقصاء الإسلاميين فى غير الجزائر .. مثل إقصاء حماس فى فلسطين ووأد حزب أربكان فى تركيا .. إلخ ..
المدخل الخطأ للإسلاميين وللترابى هو إستعداؤهم للعالمين الشرقى والغربى ـــ أمريكا روسيا قد دنا عذابها ، علىّ إن لاقيتها ضرابها ـــ وكانت تلك الفورة والأناشيد الجهادية مصحوبة بتجييش الشعب والإعلام الحربى المكثف قد جعلت القوى المعادية لهم وهى القوى الغربية والعلمانية المحلية جعلها ترفع قرون إستشعارها نحو هذا الخطر الجهادى المشرئب لدرجة أن إحدى كبريات الصحافة الغربية نشرت صور مجندات الدفاع الشعبى فى غلافها .. ومن هنا بدأت الحرب الضارية ضد السودان وتم دعم الحركة الشعبية بكل قوة .. ولكن كان الترابى وحزبه ذوى شكيمة قوية فتصدوا بقوة للزحف الجنوبى وتمكنوا من حسر التمرد وإجهاض أطماعه لحكم السودان ..
لا أريد أن أطيل فالقضية متشعبة وطويلة .. ولكن خلاصة كلامى أن الترابى الله يرحمه كان سياسياً طموحاً وذكياً وماكراً وكان هدفه هو تكوين حلف إسلامى عالمى كما قلت .. لكنه لم ينجح فأعداؤه أكثر قوة ومكراً ...
والحصل أن تلاميذه الذين أخلصوا للهدف ارتحلوا من الدنيا مبكراً فى ساحات الفداء وتبقى الإنتهازيون واللصوص ..