رحيل السوداني "حسن الترابي" صاحب فكر "التمكين" البوابه منذ 33 دقيقة 0 تعليق 3 ارسل لصديق نسخة للطباعة
رحيل السوداني "حسن الترابي" صاحب فكر "التمكين"
توفي اليوم السبت زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان حسن الترابي عن عمر ناهز 84 عامًا.
ولد حسن عبد الله الترابي أول فبراير من عام 1932 بمدينة كسلا شرق السودان. كان والده أحد قضاة الشرع آنذاك، وتتلمذ الترابي على يديه حيث حفظ القرآن، وتعلم اللغة والشريعة في سن مبكرة على يد والده، ثم التحق بعد ذلك بكلية الحقوق في جامعة الخرطوم منذ عام 1951 حتى 1955، وحصل على الماجستير من جامعة أكسفورد عام 1957، ثم الدكتوراه من جامعة السوربون بباريس عام 1964. وبعد عودته إلى الخرطوم عمل أستاذًا بكلية الحقوق، وانضم لجبهة الميثاق، والتي تحمل فكر جماعة الإخوان التي فجرت متناقضات المجتمع السوداني.
تم اعتقاله من قبل الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري عام 1969 ثم تم الإفراج عنه عقب مصالحة قام بها النميري مع الحركة الإسلامية السودانية عام 1977.
استغل الترابي مصالحته مع النميري ليطلق استراتيجية سماها التمكين بهدف انتشار جماعة الإخوان في كل مفاصل ومؤسسات الدولة وقد نجحت خطته بسبب انقلاب النميري على الحركات الشيوعية، وفتح الطريق لجماعة الإخوان لكي تقضي على الفكر الشيوعي في السودان.
وعين الترابي نائبًا عامًا في السودان، ودعا الترابي عام 1983 لتأييد قراره بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وقبيل سقوط النميري عام 1985 أدرك خطر الترابي، وجماعته ووصفهم بالسرطان الذي انتشر في البلاد فأودعهم السجن مرة اخرى، لكن سقوط النميري في ثورة شعبية كان من حسن حظ الترابي، وجماعته فقد أسس الترابي عقب سقوط نظام النمير الجبهة الإسلامية القومية، وكان مرشحًا لرئاسة السودان لكن الخلاف الذي دب بينه وبين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بسبب رفضه مبايعة المرشد العام لجماعة الإخوان آنذاك؛ لأنه كان بالسجن انقلب التنظيم ضده، وتم طرده ومواليه من الحكومة، وعين عمر البشير رئيسًا لحكومة السودان، وحينها علق الترابي على ذلك قائلا: "البشير هدية لنا من الله"، وفي عام 1991 أسس الترابي المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي يضم ممثلين من 45 دولة عربية وإسلامية "معظمهم معارضين لدولهم"، كما انتخب الأمين العام لهذا المؤتمر.. ثم رئيسا للبرلمان السوداني في عام 1996.
كانت علاقته بالبشير اشبه بغرام الأفاعي، وقد أدرك البشير خطره بعد أن ثار خلاف بين الترابي وحكومة البشير حول قضايا الشوري، والحريات وانتخاب الولاة لا مركزيا وتعيين رئيسًا للوزراء "مما راه البشير انتقاصًا من صلاحياته الدستورية"، وحل البشير البرلمان في أواخر عام 1999م، وبعدها أصبح الترابي أشهر معارض للحكومة.
اعتقل الترابي في 2001م لتوقيع حزبه مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية، ثم اعتقل مرة أخرى في مارس 2004 بتهمة تنسيق حزبه لمحاولة قلب السلطة، شهدت الفترة الأخيرة ومع بداية الحوار الوطني السوداني عام 2014 تقاربًا حذرا بين البشير والترابي لا سيما بعد سقوط نظم الحكم الإخوانية في تونس ومصر عقب ثورة 30 يونيو فقد عقدا الرجلين عدة لقاءات سرية سبقت الحوار السوداني، وعلى الرغم من أن صهر الترابي الصادق المهدي رفض هذا الحوار أن الآن الترابي أيده شريطة تسليم السلطة لحكومة انتقالية.
وقال الترابي: إن ثمة تهديدًا إقليميا للإسلامين في السودان يفرض عليه التحالف مع البشير فالخطر يستهدف حركة البشير وحركة الترابي . فدعا الترابي إلى ما أطلق عليه النظام الخالف وهو تحالف يضم كافة التيارات الإسلامية داخل بوتقة واحدة بهدف حماية نظام الإخوان من الانهيار في السودان رأى بعض المراقبين أن بوتقة الترابي الجديدة كانت أداته إلى استعادة سلطاته التي فقدها من نظام البشير، فإخوان الأمس وأعداء اليوم لكل منهم طريقته في الوصول إلى السلطة، ورغم كل شيء يبقى البشير أحد تلاميذ الترابي لكن القدر لم يمهل الترابي كي يلقن تلميذه درسًا جديدًا في فكر الإخوان الميكافيلي، فقد فارق الحياة اليوم إثر إصابته بذبحة قلبية.