Quote: أما المحينة فكنا نسمع عنه فى نقل طه حمدتو للمباريات بالمذياع وكان الأسم يوحى بشئ من الثقة حينما كان يلعب للفريق القومى. وكان بعض من أهله آل المحينة جيرانا لنا فى الحى. ثم شاهدناه فى دور الرياضة
فى الخرطوم وأم درمان
حينما بلغنا المرحلة الثانوية. وكان فريق الموردة من الفرق التى نحرص على مشاهدة مبارياته،
تماما كنيل الخرطوم والهلال والمريخ. وكان فريقهم (القراقير)
متماسكا متجانسا يلعبون كرة قدم تختلف عن بقية الفرق. فكان فيهم الترابط وإكمال الأدوار والنأى عن الأنانية
واللعب الجماعى المنغم (عمر عثمان وعمر التوم اللاعب الفنان والمحينة وبكرى عثمان وختم). وبما
أن المحينة عمر فى الملاعب فقد لعبت ضده مرة وأنا فى التحرير ومرات وأنا فى فريق الجامعة،
وألتقيته فى نادى الموردة حين كنا نتبادل الزيارات مع بعض أصدقاءنا فى النادى.
وقد كان عليه رحمة الله صارما جدا فى الميدان،
متفانيا لأبعد الحدود يلعب المباراة من بدايتها وحتى نهايتها بنفس واحد وحركة لا تفتر. وبما أنه كان يعمل جزارا
فقد كان الجماعة يداعبونه بأن آثار اللحم المتخيرالذى لا يعطيه للزباين "ظاهر فيك". وكان عليه رحمة الله مؤدبا غاية التهذيب
لا يسفه فى القول كبعض اللاعبين حين يتحرشون ليفقدوك أعصابك. بل كان يجبر الناس على الإحترام.
وكان فى تقديرى واحدا من أقوى اللاعبين فى إطلاق القذائف مع رفيقه عمرعثمان،
على شاكلة اللاعب الأسطورى عبدالخير ولاعبى أستاك الذى صار التحرير دولى والضرش، وغزالى من شمبات
وصديق منزول من الهلال وصلاح دفع الله من التذكار ثم الهلال وماجد من المريخ، أصحاب الأرجل التى تطلق القذائف التى لا تصد.
عليه رحمة الله وغفرانه وأسكنه الله جنانه لما قدم لوطن جحد حقه فى حياة كريمة.