فن الكاراكاتير المفترى عليه

07:19 PM March, 02 2016

سودانيز اون لاين
محمد أبوالعزائم أبوالريش-
مكتبتى
رابط مختصر

أو الذي يتم تكميمه وكتم أنفاسه

في الديمقراطية الثانية، لمع نجم الفنان عزالدين واشتهرت كراكاتيراته التي كان يصور فيها رؤوس ‏الحكومة بأشكال تهكمية، فمرة إسماعيل الأزهري في جسد غنماية ومرة الصادق المهدي في جسد طيرة ‏ومرة الشريف حسين الهندي في شكل كاوبوي .... إلخ.‏

تلك كانت حرية رأي وصحافة وممارسة ديمقراطية حقة.‏

ثم ‏

‏.‏

‏.‏

أتت مايو فانحسر ذلك النوع من الإبداع، فلم نر رئيس أو وزير أو حتى مدير تعرض للنقد.‏

ثم بعدها

‏.‏

‏.‏

تنفسنا لفترة خمس سنوات وتذكرنا الحرية مرةً أخرى، رغم أن من تأثروا بالفترة المايوية نعتوها بالفوضى.‏

ثم

‏.‏

‏.‏

ضاعت مننا الديمقراطية مرةً أخرى ... هذه المرة طال بنا الزمن فأصبحت تلك الحقب مجرد ذكريات ‏وقصص نحكيها للشباب الذين شبوا بعد تلك الفترات ولم يتذوقوا طعمها.‏

إختفت تلك الفنون كما اختفت في الحقبة المايوية. إلاّ أن الفرق بين الآن والحقبة المايوية السوداء، أن ‏هناك وسائل أخرى غير الصحف الورقية، فظهرت كاراكاتيرات على مواقع الإنترنيت وأجهزة الجوال ‏الذكية.‏

في الفترة المايوية، كان كافياً أن تقوم السلطة بمصادرة هذه الحريات ومنع نشر هذه الأعمال، بينما ‏الآن أوجد الإنسان هذا العالم الإفتراضي البديع الذي لا يملك أحد عليه سلطان، فظهر لنا مبدعين ‏أمثال الأخوان عمر دفع الله وود ابو ومصدق (رد الله غربته) وغيرهم.‏

تضايق كثيراً كارهي الحرية من هذه الأعمال، فعلى سبيل المثال، ما أن ينشر عمل أعلى منبرنا العام ‏حتى ينبري نفر من هؤلاء ساخطين ومعترضين بكلمات مثل (لا يجوز - مقزز - رموز الدولة - ‏مشخبطين) إلى آخر ما يقولون.‏

أعجب لمثل هؤلاء ... فنفس الأدوات التي رسم بها هذا الفنان متاحة للجميع وبمقدور أياً كان أن يرد ‏على هذا العمل الفني بعمل مثله. طبعاً الرد يمكن أن يكون بالنقد، لكن النقد لا يعني الهجوم لمجرد ‏أن الفكرة لم تعجبك أو لم تتفق مع قناعاتك.‏

لماذا الكاراكاتير موجع؟

طبيعة هذا المنبر هو (منبر حوار) وكثيرين طرحوا أفكارهم وآرائهم، أحياناً يكون الطرح حاداً ويتناول ‏شخصيات و(رموز) وحاورهم فيها الأعضاء فاتفقوا واختلفوا. لكن ما أن ينشر كاراكاتير إلاً رأينا بوستات ‏هجومية، ما يعني أن ضربات هذه الأعمال موجعة.‏

تحياتي أخ محمد أبوالريشالكاركتير فن ومدرسة قائمة بذاتها . المُشكلة أن البعض قد إرتبطت عنده فكرة الكاركتير برسم تتبعه كلمات مقتضبة تبعث علي الضحك إي إنتزاع الضحك والضحك فقط! إي هدفه وكماالنكتة ـ التسلية والإضحاك! * الكاركتير يمكن أن يكون وسيلة وأداة للتحريض علي التفكير وشحذ الذهن والإستفزاز الإيجابي* الكاركتير يمكن ـأن يكون أيضا أداة ــ لبيان المُفارقة والتناقض في موقف أو فكرةوالسخرية من الواقع!* وهو أيضا أداة للنقد ـ ووسيلة لرفض أو تثبيت واقع مُعين أو مُفارقته أو حتي خلق واقع مُتخيل* الكاركتير ليس نمطا واحدا أو إسلوبا جامدا ـ أو صورة ثابتة يجب أن يُرفض ويدان كل من ينتهج إسلوبا آخر أو يتبع مُدرسة أُخري ! ثانيا من الطبيعي أن يثير إي عمل فني ـ الإتفاق والإختلاف والنقد ـ وذلك إنطلاقا من المعاييرالفنية والتعبيرية ـ وإختلاف الذائقة لدي المُتلقي !* من المفهوم أن ــ أي يرفض شخص ما كاركتير ـ لإعتبار سياسي أو لأن الكاركتير هز مسلماته وضرب إيدلوجيته وحزبه السياسي ـ وكشف قُبحه وتناقضه وعري كهنوته السياسي منالمفهوم أن يختلف هذا الشخص مع الكاركتير أو الكاركتيرست الذي هزم مشروعه ولكن من غير المفهوم بل من المُثير للسخرية ــ والشفقة أن يرتدي هولاء في صراعهم مع الكاركتيرست مسوح النقد الفني والحرص علي الفن والتقعر وإصدار أحكام قاطعة علي شاكلة أنت لست بكاركتيرست ! هذا ليس فنا ! هذا يختلف مع أسس الكاركتير! علما بأن القائل قد يكون لحزب مُعادي للإبداع والفن ومُحارب لكل ماهو جميل ففاقد الشئ لا يعطيه!* أويكون المُعترض مُنتميا لجماعة سلفية ترفض ومن حيث المبدأ ـ التصوير والنحت والتشكيل أو رسم الإنسان! ومع هذا يأتي تابع لهذه الجماعة لينصب نفسه ـ ناقدا لفن يرفضه من حيث المبدأحتي وإن خطه ناجي العلي أو دافنشي أو مايكل إنجلو!*بعضا من هولاء درج علي الهجوم علي بعض الفنانين بصورة بائسة ومثيرةللسخرية تجسد المثل القائل الماب تلحقو جدعو أو حال الكديسة التي لم تحصل" كورية "اللبن فأكتفت بالقولأنه عفن! وغالبا ماتأتي هذه الحملات المغرضة( الساذجة والسطحية) بنتائج عكس تؤكد علي دعم الفنان وتأييد عمله وتبيان مكامن الإبداع فيه والسخرية ممن يحاول النيل منه إنطلاقا من أجندةسياسية وإيدلوجية ! أو عدم فهم للفن ذاته!

.

شكراً كمال عباس على مداخلتك الدسمة

معارضي الكاراكاتيرات السياسية هم نفسهم معارضي الحرية.

لا يتحمل الفرد منهم نقد ما يؤمن به أو على الأصح ما يضرب مصلحته فينصب نفسه ناقد فني.

إنبرى كثيرين معارضين رسم عمر البشير في كاراكاتيرات بحجة أنه (رمز الدولة) ولا يجوز السخرية منه.

أنظر كاراكاتير الفنان عمر دفع الله الأخير والذي يصور فيه عمر البشير حاملاً لعلم السودان (ويذيب) إن صح التعبير اللون الأحمر ويسيله في جردل في إشارة إلى أنه دم

لم يحتج أحد ...... أو ليس علم السودان (رمز الدولة).

يفضحوا أنفسهم بأنفسهم.

[ معارضي الكاراكاتيرات السياسية هم نفسهم معارضي الحرية.]

شكراً محمد أبوالعزائم أبوالريش

و التحية عبرك

للمبدع عمر دفع الله ...

.......

عبدالماجد