الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: ... من الفيسبوك... (Re: talha alsayed)
|
لم يكن هؤلاء القوم يبرحون هذه الديار المترامية الاطراف، كانوا قانعين بما قسم الله لهم فيها، وهو كثير، يزرعون النخل في ديار «المحس» و«السكّوت» ويزرعون الحنطة والشعير في ديار البديرية والشايقية والركابيين، ويزرعون الموز في كسلا والبرتقال والجوافة في شندي والذرة في ارض البطانة والقطن في ارض الجزيرة ويجنون الصمغ العربي من شجر الهشاب في كردفان يصيدون البقر الوحشي من جبل مرة، والظباء عند تخوم بحر الغزال، يأكلون سمك النيل الابيض، وسمك البحر الاحمر، يخرجون الذهب من مكامنه في«حلايب» وفي «جبال شنقول»، كانوا يتناشدون شعر «الدوبيت» على الآبار، ويرقصون «الدليب» في ضوء الاقمار، ويرتلون القرآن في جوف الاسحار ويستخفهم الطرب في مديح المصطفى المختار، كانت البلاد تضج في العشيات بثغاء الشياه ورغاء الابل، وصهيل الخيل، وكان الرجل يمشي من «ابوحمد» إلى أبو«دليق» فلا يخشى إلا الله والذئب على غنمه. لكن انظر اليهم الآن يا ابا تمام، في هذه الصالة الرثة، في هذا المطار القميء، في هذه المدينة المهملة، في هذا الوطن الحبيب اللعين». مطار الخرطوم /صالة المغادرة #الطيب_صالح // وطني السودان
|
|
|
|
|
|
|
|
|