بيكر شارلس نجا من الغرق ولكنه عانى معاناة شديدة داخل مياه المحيط.. فهو عاد الى غرفته مرتين في اثناء السفينة
ما بدأت تغوص نحو القاع... ورع للغرفة ليشرب كوبا من زجاجة الخمر الذي تركها هناك.. وأخيرا قفز للمياه قبل ان تغوص
السفينة نهائيا في أعماق المحيط... ولكنه لم يكن يشعر ببرودة الأمواج التي كانت تقذف به يمينا وشمالا.. لانه كان في حالة بين الوعي
واللاوعي ...وأخيرا استطاع ان يسبح نحو احدى زوارق الإنقاذ ولكنه لم يستطع ان يصعد لداخل الزورق.. إلأ ان صديقه جون مينارد
الذي كان داخل الزورق مد اليه يده وامسك به لكنه لم يستطع ان يساعده ليصعد داخل الزورق وظل ممسكا به ويسحبه معه وهكذا ظل
بيكر شارلس داخل المياه الباردة وممسكا بيد صديقه مينارد لمدة ساعتين حتى اقترب منه الزورق رقم 12 وسحبه الرجال الى داخل زورقهم
ونجا من الغرق...
قلنا ان بعض زوارق الإنقاذ كانت تحمل نصف حمولتها فقط,, وكان بعض ركاب السفينة وبعض افراد طاقم السفينة الذين يقودون هذه الزوارق
يريدون العودة مرة أخرى لموقع السفينة الغارقة لإنقاذ هؤلاء الذين كانوا يصارعون الأمواج الباردة ويصرخون من الألم والخوف والهلع من الموت
، إلا أن اغلبية لركاب رفضوا ذلك بشدة لانهم خافوا اذا عادوا مرة أخرى ان يهجم عليهم هؤلاء الذين على وشك الغرق ويقلبوا الزورق ويغرقوا
كلهم..
ولكن الشئ الذي يغضب ويفقع المرارة من الغضب ما قاله احد افراد الطاقم الذي كان يقود الزورق رقم 6 حيث قال بكل بجاحة :
"" الآن انفس رواحنا فقط وليس أرواح وانفس الآخرين.. علين ان ننقذ ارحنا نحن وليس ارةاح الآخرين"" ورفض رفضا قاطعا ان يعود بالزورق
لإنقاذ الآخرين
ولكي نفس الوقت كان هناك من يشعر بانسانية ويشعر بان عليه انقاذ الاخرين ، ومنهم والتر بيركيز الذي كان يقود زورق الإنقاذ رقم 4 الذي
اصر على العودة الى موقع السفينة على الرغم من احتجج بعض ركاب الزورق.... وعاد مرة أخرى وانقذ خمسة اشخاص كانوا يصارعون
الأمواج الباردة وعلى وشك الغرق والغوص لاعماق المحيط ولكنه انقذهم في آخر لحظة.. ولكن اثنان منهم توفيا فيما بعد ..
كما ان هارولد لو ، احد افراد طاقم السفينة، والذي كان يقود زورق الإنقاذ رقم 14 اصر على العودة ى لإنقاذ هؤلاء الذين يصرخون من الألم
وهو يل هذا الصراخ والانين ,,, وامر بإعادة توزيع بعض ركاب زورقه في زوارق أخرى ورجع مرة أخرى لموقع السفينة وانقذ أربعة اشخاص
ي تمام الساعة الثالثة صباحا لم تكن هناك أي صرخات او اصوات اهات تسمع من ناحية السفينة الغارقة,,, وبدأ الهدوء يسود المكان فقد غرقوا
جميعا وهمدت ابدانهم وسكتت ضربات قلوبهم وماتوا جميعا...
كانت درجة برودة مياه المحيط ذلك الوقت درجتين تحت الصفر,,, ومعظم الذين غرقوا ماتوا بسبب هبوط درجة حرارة اجسامهم بسرعة شديدة
Hypothermia والبعض الآخر أصيب بسكتة قلبية ولكن بعد معاناة من شدة برودة ويقول الأطباء الذين عاينوا جثامين بعض الذين تم سحبهم
ودفنوهم في نيويورك ان هؤلاء الغرقى لا بد وانهم شعروا بصعوبة التنفس وانخفاض ضربات القلب وا نخفاض درجات حرارة الاجسام
وشعر بهلوسة قبل ان يفقدوا الوعي تماما بعد ان شعروا بسكرات الموت.... "" ان للموت سكرات"""
ولكن ما ذا كان يحدث داخل زوارق الإنقاذ بينما الركاب ينتظرون سفينة أخرى قد تأتي لتقلهم من هذه الزوارق وتنقلهم الى نيويورك...
ونواصل
والله يديكم الصحة والعافية