الخليفة عبدالله رجل المهديه الاول

Quote: خطاب عبد الخالق محجوب في مؤتمر المائدة المستديرة 1965 By Ceham Abbas on Tuesday, July 8, 2014 at 12:27am السيد الرئيس الضيوف الاعزاء هذا المؤتمر يسجل انتصارا جديدا للديمقراطية ومبادئ ثورة اكتوبر الظافرة دعونا في هذا المقام أن نمجد شهداء ثورة اكتوبر الذين مهدوا الطريق بدمائهم الغالية لانعقاد هذا المؤتمر، وكذلك نمجد الضحايا الابرياء للحوادث الدموية في الجزء الجنوبي من بلادنا. فلتكن ذكرى الشهداء والضحايا المدنيين تضئ طريقنا في هذا المؤتمر الذي يعلق عليه شعبنا آمالاً عريضة، لوقف مزيد من هدر الدماء، وإعادة الامن، وللحد من نشاط عملاء الامبريالية ومخططاتهم لتمزيق وحدة بلادنا وتقديمها لقمة سائغة لاغراضهم. في مستهل خطابي يتعين على ان أعبر عن امتناني وتقديري لاشقائنا الافارقة الذين قدموا الينا في روح الوحدة الافريقية الاصيلة، لمراقبة مساعينا لتسوية قضية طال عليها الزمن، ويتحمل الاستعمار مسئولية هذه المشكلات في عدد من الدول الافريقية حتى تتهيأ له فرص التدخل بعد إستغلال هذه البلدان. ولكن لا يساورنا أدنى شك بأن جهودنا وجهود أشقائنا الافارقة سوف تحبط المستعمرين وسحقهم في ميدان المعركة الذي حددوه – ولكن بالسلاح الذي نختاره- سلاح التضامن والعمل المشترك. (تصفيق) ليس هنالك ثمة ضرورة للتنبيه الى عظم المسئولية على عاتق اعضاء هذا المؤتمر فالشعب الذي انتزع استقلاله واسقط ديكتاتورية عسكرية، لن يعجز عن حل مشكلاته الداخلية. وجماهير الشعب تنتظر من قادتها السياسيين، بمختلف انتماءاتهم الايدلوجية، أن ينهضوا الى مستوى المسئولية ويوحدوا جهودهم بنفس العزم الذي تحقق في ثورة اكتوبر، حين هبت رياح اكتوبر العاتية واطاحت بالديكتاتورية العسكرية المتغطرسة، والمؤسسات التي تجاوزها التاريخ. وبنفس القدر ضخت دماءاً غزيرة في شرايين المجتمع وملاتها حيوية تدفعنا الى مواجهة الصعوبات والعقبات والتغلب عليها. وفي طيات هذه التحولات في بلادنا تزايدت معدلات الوعي والاستنارة في كل الدوائر السياسية وارتفع صوت العقل بعد سنوات من المعاناة والارهاب والقهر الفظ واراقة الدماء، وتعززت قناعة جماعية تقر بوجود مشكلة في الجنوب السودان وضرورة حلها ديمقراطيا باعتباره المنفذ الوحيد. (تصفيق) كم تمنينا لو شملت رياح التغيير بعض إخواتنا ممن يحبذون نعتنا (احفاد الزبير باشا). حسناً نحن احفاد الزبير باشا (ضحك) فإننا لا نتواري من تاريخنا، ولكننا ننتقده بموضعية وبدون مرارات، نحن نتعلم درسا من كل ذلك. فالرق لم يزدهر إلا بتشجيع الاستعمار الاروبي لخدمة مصالحه. فالعار لكل من ساهم في تجارة الرقيق في تلك الايام. وهذه حقائق اولية من حقائق من حقائق التاريخ ولكننا نود ان نعيد الى اذهان من ينظرون الى هذا الجانب المظلم من تاريخنا، بأن اشقاءنا الافارقة قد تم اقتيادهم عبر آلاف وملايين الاميال الى مزارع القطن في الولايات المتحدة الجنوبية للولايات المتحدة بواسطة تجار الرقيق. والزنوج الامريكيون حتى يومنا هذا يتعرضون لاحط انواع العنف والارهاب والتقتيل في قارعة الطرقات، كما حدث لمالكوم اكس، ومنعهم من ممارسة حقوقهم المدنية. التي ينعم بها سكان افريقيا في بلدانهم المستقلة، ومن بينهم السودان ..(تصفيق) واذا اعدنا النظر بمرارة ومن زاوية واحدة لما تهيأت لنا هذه المناسبة لنرى أشقاءنا الضيوف الاعزاء بيننا. فأحفاد الزبير تقدموا مع خطى الزمن لبناء السودان الجديد، ومؤسساته التقدمية ومن بينها الحزب الشيوعي السوداني. مشكلة جنوب السودان ترجع جذورها الى الفوارق الاثنية والجغرافية، كما هو الحال في بلدان أخرى. ومثل هذه المشكلات، على اي حال، لم تقف عائقاً في طريق تعايشهم في دولة واحدة تجسد تطلعاتهم و مصالحهم. والشرط الاساسي هو ان تنعقد روابطهم على ارضية صلدة للتفاهم واحترام كل مجموعة للحقوق المشروعة للمجموعات الاخرى. وللمشكلة كذلك جذور عميقة مردها الى السياسة الاستعمارية عندما سعى لعزل جنوب السودان وتسخيره كنقطة انطلاق لتهديد الحركة الديمقراطية في الشمال، وكقاعدة لمخططات في قلب افريقيا. وكل هذه العوامل نقر بها الان وبعد تجارب مرير وتبديد جهود والالف الارواح. ولكن هنالك عوامل مهمة أخرى يتعين علينا اخذها في الاعتبار واختيارها بتمعن وتؤدة وبعقل مفتوح، اذا توفرت لدينا الرغبة- ولاشك في ذلك- للوصول الى تسوية ديمقراطية وسلمية. ومن بين عوامل الفشل التي تقع مسئوليتها على الشمال لحل مشكلة جنوب السودان في الفترات الماضية تتمثل في تطبيق ديمقراطية شائهة في الفترة الانتقالية ومنذ الاستقلال. وبالرغم من اننا نجحنا في بناء مؤسسات الحكم بطريقة صحيحة بمجلس للنواب والشيوخ ومجلس وزراء مسئول امام البرلمان، إلا ان القوانين الاستعمارية دون ان تطالها يد التغيير او الاصلاح، وكذلك الحال بالنسبة لجهاز الدولة العتيق. وكنتيجة لكل ذلك لم يأت الاستقلال بأي تغييرات مادية لصناع الاستقلال، وبقى جهاز الدولة غريباً ومتسلطاً على الشعب ومعاد له. كل ذلك نتيجة لغياب قيادة سياسية قادرة على التخطيط للمستقبل بصبر ونكران ذات ومؤهلة لاحداث تنمية حقيقية وتغييرات عميقة في المجتمع معلوم ان الحكومات السودانية المتعاقبة افتقرت الى برامج سياسية لحل المشكلات الاساسية التي تواجه الشعب. وفي مقدمتها مشكلة جنوب السودان. والسياسة الاستعمارية الضارة جرى استبدالها بسياسة قصيرة النظر لم تعترف اصلا بوجود مشكلة الجنوب. وكلا الوصفتين السياسيتين متساويتان في احادث اضرار عميقة وتعميق الغبن وتهديم للثقة بين الشمال والجنوب. ومن الاهمية بمكان في ذات الوقت تلك الاخطاء التي يتحمل مسئوليتها السياسيون الجنوبيون فمنذ بداية فترة الحكم الذاتي في عام 1954م وحتى يومنا هذا أظهرت قيادة الحركة السياسية في جنوب السودان افتقارا للرؤية الواضحة وطرح برامج للتغيير الاقتصادي والثقافي والتنمية الاجتماعية في جنوب السودان. بدلاً عن ذلك استمر الزعماء السياسيون الجنوبيون في ترديد نفس الشعارات والافكار الغائمة التي افتقرت في مقابل المؤثرات الخارجية والهيئات الكنسية الاجنبية والعصبية القبلية. وقد تجلى ذلك في السلوك المضظرد لاعضاء البرلمان الجنوبيين، ومعهم بعض الاعضاء الشماليين الذين أداروا ظهورهم لمسئولياتهم الملقاة على عاتقهم بواسطة ناخبيهم. وتحولوا الى سلعة تباع وتشتري على ايدي الاحزاب السياسية الشمالية في البرلمان. ومن خطل الرأي ان نتصور احراز اي تقدم معتبر بواسطة اي حركة سياسية في افريقيا بدون ابداء الجرأة واتخاذ خطوات فعالة ضد الاستعمار بمختلف اشكاله القديمة والحديثة وبدون تمتين التضامن الافريقي. وهذا يعزز من اهمية تعزيز اواصر التضامن الافريقي. إن الرجوع لتناول اخطاء الماضي يصبح امر ملحاً اذا صدق عزمنا لبدء صفحة جديدة في تاريخ امتنا ومحاربة العادات البالية والتخلي عن ايجاد الذرائع. اما عن التخلف في الحنوب فمن الصعب ان نتناول هذا الواقع بمعزل عن واقع التخلف الاقتصادي والاجتماعي في بقية انحاء السودان. فعندما يتحدث الاخوة الجنوبيون عن التخلف في مناطقهم، فربما يحسب البعض بأن شمال السودان قد اصبح مثل فرنسا او امريكا او الاتحاد السوفيتي. (ضحك) لقد أثقلت الهيمنة الاستعمارية وشبه الاقطاعية كاهل الشعب. وتتحمل الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال مسئولية التطور غير المتوازن في كل قطاعات الاقتصاد الوطني والاقاليم المختلفة فالمشاريع العمرانية التي نشهدها اليوم قد انجزت في عهد الديكتاتورية العسكرية، وتظهر بجلاء وجهة التطور التي ارادها الاستعمارية الحديث ومؤسساته، مثل المعونة الامريكية والديون الخارجية، أكثر منها مؤشراً للتقديم. بل هما سببان مباشران للازمة الاقتصادية في السودان، جنوبه وشماله على قدم المساواة. وفي واقع الامر فإن تسوية مشكلة الجنوب تعتمد على اجتثاث التخلف الاقتصادي والاجتماعي في كل مناطق السودان. والحلول التي تقترحها لا تهدف الى انها التخلف. وتحريك عجلة التقدم الاقتصادي فوراً. ولكنها تؤكد عزمنا على تغيير منهج التنمية، بعد ان تأكد فشل السياسة التقليدية التي ورثناها من الادارة الاستعمارية. إن الاشتراكية هى الطريق الاسلم لتنمية بلادنا وإنهاء الاستغلال. واذا كان الزعماء الجنوبيون يرغبون رغبة حقيقية في تنمية ذلك الجزء من الوطن الذي يمثلونه.، فيتعين عليهم أن يطرحوا علينا برامجهعم المحددة. وفي المقابل يتعين على الأحزاب الشمالية الوصول إلي ترتيبات سياسية تلقى تجاوباً وقبولاً من جانب الاحزاب الجنوبية ، وتعهداً منها بأنالمواطن الجنوبي العادلي لن يتعرض للهيمنة والأستغلال الاستمعماري .وهذا يتطلب إعادة النظر في كل السياسة في كل مناطق السودان. وهنالك حقيقة لا مراء فيها العبء الأكبر من الاستغلال تمارسه وتتحمل مسئوليته الشركات الاجنبية والعواصم الامبريالية بدون استثناء..يضاف الي ذلك مساوئ الاستغلال الذي مارسة صغار التجار والوكلاء المحليين أنفسهم وإذا صح القول بأن الجنوب لم يشهد تقدماً- كما يرى الزعماء الجنوبيون – بسبب إحلال الاداريين الشماليين محل الاداريين الأنجليز فمن منا يجرؤ على التنبؤ بما يمكن أن يطرأ على أحوال المواطنيين الجنوبيين البسطاء إذا حل إداريون جنوبيون محل رصفاءهم البيروقراطيين من شمال السودان. فربما تسوء أحوال الموطنين الجنوبيين. وهذا ماحدث لغمار الناس في شمال السودان عندما حل إداريون شماليون محل الاداريين الانجليز(ضحك). هذه المسألة على قدر كبير من الأهمية وتتطلب إنتباهاً وعمل عاجل ،لأن مصير المواطن الجنوبي هو الأجدر بأن يكون في مقدمة إهتمامنا،ونحن في الحزب الشيوعي السوداني ننظر للأمر من هذه الزاوية ونعمل لإعادة تقويم المقترحات المطروحة لحل مشكلة جنوب السودان.وأولئك الذين يطالبون بالفدريشن –على سبيل المثال- لم يقدموا لنا مقترحاتهم وبرامجهم لأنتشال الجنوب من وهدة التخلف ونحن نرى بأن المطالبة بالفدريشن لاتستجيب لمتطلبات التقدم.لأن شكل الحكم الفيدرالي بالرغم من الضجة التي ترافقة لايحمل مضموناً عملياً وحلاً تلقائياً لمشكلة التقدم الأقتصادي والرفاهية في الجنوب.ولكي نقدم حلاً حاسماً لتلك المشكلات يتعين علينا وضع قضية التقدم في الجنوب والشمال معاً في مقدمة الاهتمام.خاصة وقد تأكد فشل طريق التنمية الرأسمالية والسياسية الاستعمارية التي ورثناها. وتطبيق الفدريشن يتطلب إيجاد مصادر مستقلة للاعتماد الذاتي. ولكن في الظروف السائدة في الجنوبالآن تتحمل الحكومة المركزية سنوياً تغطية العجز في ميزانيات المديريات الجنوبية الثلاث. وتجربة البلدان حديثة الاستقلال. خاصة في أفريقيا تؤكد ضرورة الدعم بواسطة الحكومة المركزية لقيادة الاقتصاد الوطني . وتوجيه بقية مؤسسات القطاع العام. ولتطبيق الفدريشن في الجنوب في ظل الظروف السائدة الآن لن يجد الجنوب مفراً من اللجوء إلي المعونات والقروض وفتح الباب على مصراعية رأس المال الأجنبي. وهذا ما أورد بلدان أفريقية عديدة إلي الانهيار وفتح أعين دول نالت استقلالها حديثاً لتفادى ذلك خيار. والدعوة للانفصال تعني بالنسبة لنا تسليم الجنوب لقمة سائغة للاستعمار الحديث. خاصة في ظروف ضعف القوى السياسية من عمال ومزارعين وطبقات وسطى ومثقفين . ومصادر الجنوب المادية لا تزال مغمورة ، وكل مايتم تسخيرة منها سوف يذهب الي خزائن الشركات الاجنبية المتحكمة في اقتصادنا الوطني. أن الحل الاجدى لكل مشكلة يجب انيستند على حقائق الماضي والحاضر وآفاق المستقبل. ويأخذ في الاعتبار كل الظروف المحيطة بالمشكلة المعنية .وعندما يقترح الحزب الشيوعي السوداني شكل الحكم الذاتي الاقليمي حكل لمشكلة الجنوب، فأننا نتخذ هذا الموقف بعد راسة متواضعة شملت مستقبل التطور الوطني الديمقرايطي في السودان وحقوق الاقليات القومية في إطار حر ومتحد الي جانب مسئوليتنا تجاه بناء الوحدة الافريقية التقدمية. وكذلك فإنشاء مجلس ديمقرايطي لممثلي الجنوب، تتمثل فيه القبائل المختلفة ويتولي هذا المجلس تكوين هيئة تنفيذية تحت إشرافه لتسيير شؤون الجنوب في مضمار التعليم والصحة والطرق إلخ… بينما تحتفظ الحكومة المركزية بسلطات تخطيط وتوجيه الاقتصاد الوطني والسياسيةالمالية الوطني والقوات المسلحة وتوزيعها على مناطق السودان، والعلاقات الخارجية الخ… ويكون مثل هذا المجلس عاملاً لتمتين وحدة الوطن، ويلبى تطلعات ومصالح مواطني الجنوب، وفي ذات الوقت يسد الطريق في وجه مخططات الاستعمار لتقسيم السودان، وتمهد الطريق لبناء سودان جديد ديمقرايطي. لحزب الشيوعي السوداني يأخذ في اعتباره الوضع الخاص في السودان بأعتباره جسراً وملتقى للثقافات العربية- الاسلامية والزنجية، ونعتقد بأن هنالك طاقات كامنة لدى شعبنا يمكن تسخيرها إذا أولينا عناية كافية لنهضتنا الديمقراطية والبعث الثقافي ومحاربة الامية والخرافة والسحر وتنمية مراكز البحث العلمي والتنقيب الموضوعي لوضع تاريخنا في سياقه الصحيح، وتشجيع المواطنين الجنوبيين لتنمية تراثهم بكل الاحترام لعاداتهم وتقاليدهم. هذا الحل يمكن الجنوبيين من تطوير مناطقهم وتحسين أحول قبائلهم وأسرهم ويقربهم أكثر وأكثر من تقاسم المسئولية الوطنية لبناء إقتصادنا . وكذلك تسريع خطى التناغم في مستويات التنمية بين الشمال والجنوب في إطار مشروع واحد. هذه وغيرها من نقاط الاتفاق التي نتوافق عليها في هذا المؤتمر لن تكون ذات جدوى إلا في ظل ديمقراطية حقيقة ورحبة على ايدي حكومة تقدمية وديمقرايطة تمثل العمال والمزارعين والقوى الاجتماعية الاخرى غير المرتبطة بأي ممارسات استغلالية بحق مواطني الجنوب أو الشمال. وبداية لكي نجعل مثل هذا الحل ممكناً لابد من ان يحل السلام في الجنوب، وبالنسبة لنا فأن معضلة السلام الجنوب لم تعد مشكلة داخلية بل مسألة تؤثر على استقلال الشعب السوداني خاصة في ظل الاستفزاز والتهديد الذي يمثله تشومبي (الكنغو) والقوى الاستعمارية لتعويق استقلال بلادنا . ومن هذه الزاوية فأن اي تهديد لأمن السودان يعتبر خطراً يتهدد كل الدول الافريقية التي استقلت حديثاً وتتأهب لانتهاج سياسة تقدمية ومعادية للاستعمار . ويصح القول إيضاً بأن بعض الاخطاء قد جرى ارتكابها ووقعت تجاوزات مارستها القوات المسلحة في جنوب السودان. ومثل هذه الاخطاء والتجاوزات- بالمناسبة نحن نتعرض لألقاء قنابل علينا في هذه الأيام.(ضحك) هذه حقائق نقر بها لأننا لايمكن ان نخاتل في إقرار الحقيقة. وتبقى مسألة أخرى بأن القوات المسلحة اليوم تواجه مسئولية حماية سيادة الوطن وتتعدي مسئوليتهم في حفظ الامن الداخلي في الجنوب. ويقع على عاتقهم عملياً واجب سيادة استقلال كل جزء من اجزاء الوطن المتآخي والمتحد في وجه تهديدات الاستعمار. ولا نتغاضى هنا عن مسئوليتنا جميعاً في مساندة القوات المسلحة على النهوض بمسئولياتها ورفع معنويات افرادها. وهذه مسئوليتكم في الجنوب قبل ان تكون مسئوليتنا في الشمال وغني عن القول بأنه مهما كان خياركم في المستقبل ، الفدريشن أو الانفصال أو أي شكل اخر لا يلغى مسئوليتهم (القوات المسلحة) في حماية الامن والاستقلال لأن أي حل نستقر عليه سيصبح عديم المعنى مهما صائباً، إذا لم نقف على أرضية الاستقلال ويمكنكم سؤال أشقاءنا الافارقة وجيراننا ثوار الكنغو عن المآسي والآلآم نتيجة لتقسيم بلادهم وفقدان سيادتهم على أرضهم . ولايوجد شخص عاقل يتنمى للسودان أن يتحول الي كنغو آخر(تصفيق). يتحدث بعض الناس وكأن الحكم العسكري لازال قائماً في الجنوب. وربما وجدنا لمثل هؤلاء بعض العذر إذا بعثوا رسائل من الخارج، ولكن إطلاق مثل هذه الاحكام منوسط الخرطوم ومن مبنى البرلمان يبدو عصياً على الفهم فاستمرار حالة الطوارئ في الجنوب هو نتيجة لإستمرار العنف، وهي مسئولية كل من يتحكم في موضع مسئولية في الحركة السياسية في الجنوب ووقف العدائيات في الجنوب. وكجزء من مسئولييتنا في الشمال. ونؤكد لكم موقفنا، بأن القوى الديمقرايطة من العمال والمزراعين والمثقفين وكل الاحزاب ذات التوجه الوطني ستعمل على تمنتين الوحدة والآخاء والتعاون لصون وحدة السودان وأمن السودان من تهديدات تشومبي ومن يقفون وراءه. الزعماء الجنوبييون يتحملون إذا المسئولية في المطالبة بوقف إطلاق النار واستبباب السلام الداخلي . والمواطنون في الشمال وفي كل مكان هبوا في وجه الديكتاتورية العسكرية. وقدموا تضحيات هائلة. ومن بينهم مواطنون من الجنوب. من أجل تمهيد الطريق لهذا المؤتمر ومن أجل حل سلمي وديمقرايطي لمشكلة الجنوب. ويحق لنا اليوم أن ندعو القادة الجنوبيين لأنهاء اعمال العنف عاجلاً ونقترح بأن نوقع جميعاً على ميثاق ينبذ العنف والأرهاب وسياسة الشقاق الاثني ونزعة الانتقام حتي يتهيأ المناخ للحل الديمقرايطي الذي نتطلع اليه. ويتعين علينا الاخذ في الاعتبار ان الحل الديمقرايطي لن يتحقق بضربة لازب . ولذلك نقترح بأن يعتمد المؤتمر خطوات علمية لتطبيق الحل الديمقراطي. لقد عاني الجنوب من أهوال الدمار وتدني الانتاج في السنوات الاخيرة. فضلاً عن حالة التخلف السائسدد أصلاً. وفي اعتقادنا أن هنالك مهمة عاجلة تتطلب تكوين مجلس يضم ممثلين للجنوب والشمال للتخطيط الاقتصادي ودفع عجلة التنمية في جنوب السودان. مما مهد الطريق لحل بعض المشكلات العاجلة. كما إننا نرى بأن هنالك فرصاً لا حصر لها لتأهيل مواطنين من جنوب السودان في المجالات الفنية . ويتعين على الدولة أن تنظر في إمكانية تولى مسئولية المشاريع الانتاجية وربطها بصناعات ملائمة حتي نخطو في اتجاه إقامة قطاع عام إنتاجي يتحمل مسئولية المشاركة في النهوض بأعباء التنمية في الجدنوب والاستفادة من تقاليد العمل الجماعي في حياة مواطني الجنوب. ختاماً فأننا نقترح توقيع ميثاق تنمية يصبح بمجرد التوقيع عليه ملزماً لتنمية الجنوب ويجري تنفيذه على مراحل محسوبة.. السيد الرئيس الضيوف الكرام المواطنون الاعزاء إننا نقف في مفترق الطرق فيما يتعلق بتسوية مشكلة جنوب السودان، إننا لانرغب في انتهاج الطريق القديم طريق العنف والارهاب والاخطاء. بينما طريق الحل الديمقرايطي المؤدي للسلام سهل مناسب أمامنا، بفضل ما حققته ثورة اكتوبر. دعونا نجعل من هذا المؤتمر منطلقاً لنجاحات إضافية بابتداع السياسات والبرامج الديمقرايطية. التي ترسخ التطور الديمقرايطي في بلادنا ويعزز مكانه الجنوب كقلعة للتحرر والتضامن وسياجاً مانعاً ضد النفوذ الاستعماري وملاذاً ضد المجازر والمؤمرات ضد امن السودان والسلام في كل القارة الافريقية (تصفيق) شكراً جزيلاً.