المملكه العربية السعوديه علي نفسها جنت براقش.....!!
في الأزمه الأخيرة مع إيران، حاولت السعوديه ضم الصف الخليجي لجانبها في مشكلتها مع إيران ولكنها فشلت فشلا ذريعا في لم الشمل الخليجي الداخلي لمصلحتها. ولم تتحصل إلا علي صوت دولة البحرين إلي صفها...! وآثرت بقية الدول إستدعاء سفرائها من طهران وهو عمل لا يتعدي حدود اللوم والتوبيخ الدبلوماسي، إن صح ذلك التعبير بين الدول ...!! وإتضح فشل مسعاها عالميا، إذ حصلت علي تأييد السودان والصومال وجيبوتي فقط من مجموعتي الدول الإسلاميه والعربية وهو تجمع (المحتاجين ) وليس تجمع الراغبين....! وهذا يعزيه أي محلل سياسي لسبب واضح هو فشل السياسة السعودية طيلة عقود من السنوات....! كانت المملكة تعتمد أساسا علي الدعم الأمريكي المطلق لها بدون بذل الجهود في أن تخلق قاعدة تأييد صلبه تقف معها عند أوقات الشده مستخدمة الموارد المالية التي كانت متوفرة لديها! بكل أسف، إستقرت معظم أموال السعودية الفائضه في إستثمارات في أمريكا وبريطانيا....! ولكن السياسة الغربية عموما وسياسة أمريكا بالأخص في الآنة الأخيرة صارت تتجه نحو إيران في منطقة الشرق الأدني ودول آسيا الأخري ممثلة في الهند في الناحية الشرقيه....! فالتعامل مع إيران في سوريا والعراق، يصب في مصلحة إسرائيل في نهاية المطاف. فوجود دولة علوية شيعية في حدود إسرائيل، يوفر لها الحماية الأمنية كما كان يفعل ذلك نظام الأسد الوالد والإبن سويا...! لذلك عندما تأزم وضع بشار الأسد وآل النظام إلي السقوط في يد المعارضه، إستطاعت إسرائيل جلب روسيا للدخول في الحفاظ علي بقايا الدولة العلوية. ولم تعترض الدول الغربية علي دخول روسيا بل صمت الجميع الآن ...حتي من التحدث عن أوكرانيا والمقاطعه الإقتصاديه والتي كان الضجيج عنها يملأ شاشات التليفزيونات الغربية....!!!
وأدركت دول الخليج الأخري هشاشة الموقف السعودي، والذي أودي بالمنطقة إلي هذا الوضع السئ المعقد....!!! لذلك فهي مترددة في السير نحو سياسة المملكة والتي تتسم بالتناقضات وعدم الوضوح...!! الم تقودهم المملكة سابقا إلي حرب الخليج والتخلص من نظام صدام ...! وتمخض الوضع في نهاية المطاف علي إستيلاء إيران علي العراق والسعي الدؤوب فيه لتجريده من القوة السنية الإسلامية بمساعدة دول التحالف الحالية....!! ألم تؤيد وتدعم السعودية والأمارات نظام علي عبد الله صالح لعقود من السنوات مما أدي إلي ملئه بترسانة من الأسلحة والصواريخ والتي أصبحت توجه وتصيب جنوب السعودية الآن...!!! ففي الواقع تحالف دول الخليج العربي ما هو إلا تحالف مصالح فقط كانت تتباهي به السعودية عندما كانت هي الزوجه الأولي لسلطان أمريكا في المنطقه. أما الآن فإيران هي بنت الشرق الأوسط المدللة...!!! نجحت إيران في التدخل إلي أفريقيا ومد يد العون للدول المحتاجه مثل السودان وجيبوتي(بناء مستشفي كبير بالقرب من القاعده الفرنسية) و...و..! ولايمكن أن ننكر دور إيران في تدفق الأسلحه لنظام الإنقاذ أثناء حرب الجنوب وفي تشييد مصانع الأسلحه والذخيرة بالسودان ودعم النظام ماديا لسنوات عديده...! في وقت آثرت المملكه السعوديه إنكفائها ضمن تحالف دول الخليج وبسط يدها للدول التي تساند أمريكا وإسرائيل مثل مصر ومنظمة فتح و....! ولكن مشكلة إيران هي محاولة نشر مذهبها الطائفي في الدول التي تساعدها مما يخلق نوعا من عدم الإستقرار الديني والسياسي في تلك الدول المحتاجه! ولكن بالرغم من ذلك يجب أن نقر بأن إيران سبقت النظام السعودي في دعم هذه الدول المحتاجه ومد يد العون عند لدول أفريقيا الفقيرة! لذلك أري أن تدخل السعودية جاء متاخرا وفقط عندما شعرت بأنها تغرد الآن وحيده بدون سرب يذكر...!! كان الأجدر للسعوديه بأنتتبع سياسة واضحه في دعم السودان كدولة عبر مختلف الأنظمه. وذلك بإنشاء المصانع العسكرية والإنتاجية الأخري وخلق قاعدة صناعية في مدن السودان وبالذات كمدينة بورتسودان-مثلا- لقربها من الشواطئ السعوديه...!! ولكن مثل تلك الأنظمه المتسلطة والتي تقوم علي حكم العائله لا تفكر إلا بما تراه تحت قدميها....! والإنزواء في حماية حكم العائلة والذي بدأ في الإهتزاز أخيرا واللف والدوران بحثا عن أفراد سرب قلما يجد سوي الجوعي من ضعاف الطيور...! وكل ذلك يعزي لعدم إنفتاح هذه الأنظمه علي قاعدة ديموقراطيه شعبية تحميها عند المحن...!! وحتي دعمها خارجيا لا يذهب لخدمة شعوب تلك الدول المحتاجه بل يذهب إلي دعم النظام القائم والمتسلط علي شعبه فقط...! لذلك لن تحظ المملكه بالدعم المطلق داخليا من شعبهاولا بالدعم الشعبي خارجيا...! بل دعم مؤقت من أنظمه بدون أي ثقل سياسي...!! وأعتقد بأن بداية التملل الشعبي داخل المملكة قد قارب زمانه...! كما ستظل دول الغرب بدعم هذه الأنظمه العائلية من السقوط السياسي(الربيع العربي) ولكن لن يكون ذلك الدعم لدرجة أن تتوحد سياسيا لكي تتحالف مع دول مثل تركيا حتي لا تخلق تحالف إقتصادي وسياسي قوي....! وتلك هي دوامة النتاقض في السياسه الغربيه الآن هي مسك العصا من النصف واللعب في حبال الشرق الأوسط المتأرجحه...!!! فبينما تسكت وتؤيد أمريكا والغرب عن تدخل السعودية في مستنقع اليمن، لا تؤيد أمريكا سياسة المملكة في سوريا وتدعمها الدعم المطلق لدرجة إزالة نظام الأسد من حكم سوريا....!! وكل ما يخطر بذهني عن الوضع السعودي الآن هو المثل العربي الشهير( علي نفسها جنت براقش)...!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
إبراهيم عبد العزيز عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست