وزير خارجية أمريكا: رفع العقوبات عن إيران اليوم 16 يناير .. هل ساهمت السعودية في مساعدة إيران؟

Quote: JANUARY 12, 2016 دنيس روس: التوتّر بين الرياض وطهران أدخل المنطقة لمرحلةٍ حساسّةٍ والسعودية تعتبر إيران وحُلفائها كأخطر تهديد وأوباما ليس مُستعدًا لتحدّي الجمهورية الإسلاميّة ross-dennis55 الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس: قال الدبلوماسيّ الأمريكيّ السابق، دنيس روس، إنّ المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تُعتبران شريكتين، وليس حليفتين، لافتًا إلى أنّه عادةً، يتشارك حلفاء الولايات المتحدة قيمًا معها وليس فقط مصالح. ولكن، برأي روس، الذي شغل أيضًا مبعوث الرئيس الأمريكيّ الخاص باراك أوباما لمنطقة الشرق الأوسط، ما يجمع أمريكا بالسعوديين هو مصالح مشتركة وتهديدات مشتركة. وأكّد على أنّه في الواقع، على مر السنوات، كل من هدد السعوديين هدد الأمريكيين أيضًا، والعكس صحيح. ولفت إلى أنّه في أثناء الحرب الباردة، جعلت المعارضة الحازمة للشيوعية من السعودية شريكًا طبيعيًا لأمريكا في تنافسها مع السوفيت. فالسعوديون كانوا يعتبرون الدعم السوفيتي لخصومهم الإقليميين، سواءً مصر في عهد جمال عبد الناصر أوْ ليبيا في عهد معمر القذافي، مصدر تهديد لهم، وكانت أمريكا تعتبر السعودية قوة تساهم في الاستقرار الإقليميّ، سيما وأنّها قد تدعم ماليًا دولًا أخرى مؤيدة للغرب مثل الأردن. إلّا أن واشنطن، أضاف روس، اعتبرت كذلك السعودية مصدرًا أساسيًا لإمدادات النفط المستقرة، ولم تدخل القيم في المعادلة، على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً إنّه جرت منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر)، وبالطبع مع بروز تنظيم (“داعش”)، بعض المناقشات مع قادة سعوديين حول الامتناع عن تمويل المدارس التي تروج لتفسير متشدد وقاسٍ وسلفي عن الإسلام. وبرأيه، السعوديون بدورهم مُهددون اليوم من قبل تنظيم “داعش”، ويحاولون اجتثاث أتباعه من داخل المملكة، ولكن كما يُظهر النزاعان في سوريّة واليمن، وكما يوضح اليوم قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ينظر السعوديون إلى الإيرانيين ووكلائهم من الميليشيات الشيعية كأبرز مصدر تهديد لهم. وقد أصبح السعوديون اليوم أكثر استعدادًا بكثير لتحدي هؤلاء، خصوصًا في أعقاب الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران. ويعتبر السعوديون، أضاف روس، في دراسةٍ نشرها على موقع (معهد واشنطن)، أنّ إدارة أوباما غير مستعدة لتحدّي الإيرانيين ويقلقون من كيفية استغلال إيران لرفع العقوبات الذي ستحصل عليه قريبًا. في الواقع، من خلال إعدامهم أبرز شيخ شيعي سعودي في خطوة استفزازية، أكّد روس، رسم السعوديون الخط الأحمر مع إيران، بما أنّهم يشككون باحتمال قيام واشنطن بذلك. لأسباب مبررة، قال الدبلوماسيّ السابق، لا تُريد إدارة الرئيس أوباما أنْ تشهد تدهورًا للنزاعات السنية-الشيعية في المنطقة. ولكنّه تساءل: هل يُشكّل السعوديون المصدر الوحيد لهذه النزاعات؟ أوْ أنّ إيران أدلت بدلوها أيضًا في كل من العراق وسوريّة والبحرين واليمن من خلال تأجيج حدة هذه النزاعات إلى حد كبير؟ وهل ستُقدّم إيران دعمًا ماديًا إضافيًا لوكلائها متى رُفعت العقوبات عنها؟ وتابع قائلاً إنّ جميع أصدقاء أمريكا في المنطقة تقريبًا، بمن فيهم العرب والإسرائيليون، مقتنعون بأنّ إيران ستقوم بذلك وهم يترقبون كيفية رد واشنطن على ذلك. إنّها لحظة حساسة، شدّدّ روس، فابتعاد أمريكا عن السعودية سيطرح أسئلة إضافية لدى حلفاء أمريكا التقليديين في الشرق الأوسط، وقد يُضلل الإيرانيين من خلال جعلهم يعتقدون أنّ واشنطن لن تخضعهم للمساءلة بشأن الاتفاق النووي أو سلوكهم الإقليمي. ومع ذلك، خلُص الدبلوماسيّ الأمريكيّ السابق إلى القول، إنّه على السعوديين أنْ يعوا أيضًا أن الالتزامات الأمريكية المستقبلية لصالح الأمن السعوديّ قد تتأثر على الأرجح بالمدى الذي تسعى فيه السعودية على ما يبدو إلى تأجيج حدّة النزاعات الحالية عوضًا عن احتوائها أو حلها، على حدّ تعبير روس. على صلةٍ بما سلف، قال الباحث في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، إنّه تكثر التكهنات بأنّ الحاكم القادم للمملكة العربية السعودية الذي سيخلف الملك سلمان لن يكون ابن أخيه ولي العهد الأمير محمد بن نايف، بل نجله البالغ من العمر 30 عاماً، ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأضاف أنّه من الصعب التنبؤ كيف ستحدث عملية الخلافة هذه، ولكن ولي العهد الأمير محمد بن نايف، الذي كان سابقًا من المفضلين لدى واشنطن، يتعرض للتهميش المتزايد سواء في السعودية أوْ في العالم على نطاق أوسع. وبخلاف الأمير محمد بن نايف المعروف، أضاف الباحث الأمريكيّ، بقائد مكافحة الإرهاب المطيع بل الصارم البالغ من العمر 56 عامًا، من المرجح أنْ تكون الشخصية الجديدة التي ستخلف الملك سلمان عند وفاته أو تنحيه، الأمير محمد بن سلمان الملتحي والذي يرتدي الصنادل، وتجتمع في شخصه قامة ومظهر ملك صحراء هوليوودي. ولكن، تساءل الباحث، هل يُعتبر الأمير محمد بن سلمان القائد المناسب لتولي زمام الحكم عند تبادل الإهانات الدبلوماسية بين بيت آل سعود وإيران، والتصدي لخطاب تنظيم “داعش” ومقاتلة المتمردين في اليمن المجاورة، وفي الوقت نفسه التعامل مع سعر النفط الأكثر انخفاضًا عبر التاريخ؟ ينشط النقاش حاليًا حول هذا السؤال في العواصم الرئيسية في العالم، وفي قصور المملكة العربية السعودية على ما يبدو، قال الباحث.