مفارقات في الغربة

في بداية غربتتنا كانت منتشرة ظاهرة العروسة الطرد بمعنى يرسل العريس الشيلة وكل لوزام العرس ويظل هو مخندقا هنا في بلاد الغربة حتى يقام له عرس الغائب في السودان وهو يتابع بالتلفون يسأل في راس كل ساعة ( اها عقدوا ولا لسع ؟. لا لسع .. في شنو تاني ... العروس قالوا عمها جايي من القضارف لسع ما وصل .. اوففففففففف ) وكذلك بعد ساعة ( عقدوا : لا .. في شنو كمان ... المازون نسى الدفتر .. انا مالي ومال دفتر المازون هو المازمون قيل نفسه جايي يصلح تلاجة ؟) ..اهدا يا عريس طول بالك ..وهكذا يظل هو متوترا في بيت العزابة مع شلة من الاصدقاء الى ان تسمع صوت الطلقات في الجوال ( الموبايل بلغة الداخل ) وتبدأ الاحضان والافراح مع اصدقائه .. ومبروك يا ابو الشباب خلاص فارقت حياة العزوبية .. ويمازخهم ( هو انتو لسع عزابة ؟).

وبعد شهر شهرين وبعد مطاردات مستميته مع مكاتب الاستقدام تستخرج الاوراق ويذهب العريس مع اصحابه لاستقبال العروس الطرد من المطار وتمضي الحياة ..

بعد طال امد الغربة كبر اولاد المغتربين واصبحوا انفسهم في سن الزواج وبما انه البنات اكثر من الاولاد في كل احصائيات العالم انعكس الوضع تماما لان العرسان اصبحوا بداخل الوطن والعروسات في حركة تطريد عكسية هذه المرة من بلاد الغربة الى ارض الوطن .. يجمع العريس اصدقائه وصديقاته من زملاء الدراسة السابقين وزملاء العمل يروح المطار ليستقبل عروسه المستوردة من بلاد الغربة هذه المرة ..

من الطرائف في موقف مشابه بعد ما جمع العريس زملائه واصدقائه مع زوجاتهم واخواتهم لاستقبال عروسته من المطار .. واحدة من البنات قالت ( معقولة نمشي صامتين كدا جيبوا لينا حاجة ندق بيها ونغني ( وهو الشئ غير المتاح في بلاد الغربة وهنا تكمن عظمة الفرق )) بعد بحث مضني لم يصلوا لآلة او ماعون يصلح للايقاع الا ان قال احد العزاب عندي فكرة عمنا جارنا خضر قزارة دا زول شربة اكيد بيكون عنده جركانة فاضية انا اروح اجيبها ليكم منه ..

بعد ما طرق الباب ويفتح له .

- السلام علكيم يا عم خضر

- اهلا يابني خالد كيف حالك واحوالك واحوال الدنيا والمطرة معاكم ؟

- بخير يا عم خضر .. ياخ ما نلاقي عندكم جركانة فاضية.؟

- أ بدا آسف والله ما عندي جركانة فاضية . لكن انتو عايزنها لشنو ؟

- لا بس كنا عايزين نجيب بيها عروس من المطار ..

- طيب ما تجيبوها في كيس .....................