ولو إنو الموضوع مختلف شوية، لكن مسألة تقسيم أصول نشأة اللغات الطبيعية لاصطلاح وتوقيف أنا بكل وضوح بنحاز فيها للاصطلاح. مافي لغة نزلت من السماء في قصعة أو تفرقت من برج بابل، والمقال المشار إليه مخلوط كعادة المقالات باللغة العربية بأكثر من موضوع بدون تركيز للأسف، بالضبط زي ورقة أخونا الكويتي الفوق دي. أولاً: نظرية الحقول الدلالية مجالها ليس نشوء اللغات بل معانيها وأصنافها، ونوعم شومسكي بحوثه تتركز في النواحي المعجمية والأنتولوجية، يعني المرحلة بعد وجود لغة طبيعية متطورة لها نسيجها النحوي وتفاعلاتها مع اللغات الأخرى، وصف أعماله بأنها "حماقة" تعجل غير مدروس من موضوع الألوكة. ثانياً: اللغة نشاط اجتماعي يتطور بقدر حاجة البشر وبقية الكائنات الحية للتواصل، وعلى ذلك أخونا السُفلي التحت دا لو نشأ بين الضباع لكان أجودها عواءاً، ولو أقام وسط الأبل لما تبينت اختلافاً لرغاءه، لن يحتاج للمعلقات أو أية حروف بلغمية للتواصل مع صنف اللاحمات أو المجترات. ثالثاً: اللغة مجرد وسيط ناقل للمعارف والتواصل، حاجتنا للنطق بالكلمات قديمة أو حديثة، مأصلة أو مستعارة لا تكون إلا بمقدار تطورنا واهتماماتنا الآنية، الصم والخرس لا يتكلمون، مع ذلك لا تنقصهم ميزة النطق إجادة فنون العيش أو قراءة الصحف. رابعاً: اعتبارات التخاطب في الواقع لا تضع العبء على المتكلم بقدر ما هي اختبار آني للخبرات المتراكمة عند المخاطَب، أعني أن المتكلم لا يقصد المفردات لذاتها بل يجمع منها وينظم ما يكفي لإفهام الطرف الآخر حسب السياق، في الأصل لا تكون موجهة له فيزيائياً بل مبذولة في الفراغ البيني كبر أو قل، يطلق الأول هذه الموجات ويلتقط الثاني ما يفهمه منها اختيارياً، النموذج البسيط المتوفر هنا كتابات بعض الإخوة (إذا اعتبرنا الكتابة هي اللغة) مصاغة باتقان بحيث تصل بسهولة لكل المتلقين، بينما آخرين يقصدون بالضبط ما يريدون كتابته فيبدو أسلوبهم منحاز أكثر لذواتهم بمظهر المنولوج، أشير لأسلوب الأخ محمد أبو جودة، لذلك لا تبدو "لغته" بالسهولة المحسوسة في كتابات جادات أو الأخ غريبة مثلاً. خامساً: إضفاء أي طابع تمييزي للغة بخلاف كونها وسيط تواصل لن يفيد إطلاقاً في التدليل على أصلها، فإذا تناسلت اللغات ووصلت مرحلة يمكن أن نصفها بالتمام فهي بعد ناقصة ولن تتوقف عن التغير وتتبع الأصل له أدواته المعروفة، وإذا تناولت اللغة أي مقدسات أو عبرت عن أي معتقدات فذلك لا يجعل منها "لغة مقدسة" على الإطلاق طالما يتداولها البشر في حلهم وترحالهم خيرهم وباطلهم. مراجع مقترحة: تحليل اللغة العربية بالكمبيوتر، مقدمةتحليل اللغة العربية بالكمبيوتر، مقدمة Re: و هذا لسان نوبيٌّ قديمRe: و هذا لسان نوبيٌّ قديم
|