بداية تشكيل جيل يفكر جماعيا في السودان؟ او هي ظاهرة ستختفي كما اختفت غيرها ؟ مجموعة جلاكسي تايم
لا احب الانضمام لاي مجموعة في فيس بوك لاسباب شخصية واخرى لحماية حياتي الشخصية من التلصص او سرقة المعلومات الواردة على حائطي ، وبعد عصيان ديسمبر (بتاع الجداد الالكتروني) الفائت وسرقة اسم حسابي واستعماله في الحدث ، اصبحت مقلا في الدخول لهذا البرنامج او التطبيق. اختي الصغرى اضافتني الي مجموعة من خارج نطاق احتمالي out of my comfort zone ، لم تخبرني ولكني وجدت عشرات من البوستات لمواضيع مختلفة تمس عصب تفكير الشباب تنهال على حائطي كلما دخلت التطبيق ، جريئة ولحدٍ ما صادمة لكنها حقائق وهواجس شباب تربو على ادبيات مجموعة حاكمة تدعي التدين وتلبس لباسه ولكنها تفعل باصرار غريب ما يجعل المتدين ( اي كان دينه ) يراجع نفسه قبل دينه ليتاكد من انسانيته. مجموعة خفيفة الظل ( الى حد ما ) ، مباشرة في الطرح ، الجراءة والوضوح يظهران من اول وهلة اذ ان جل المواضيع لا يمكن مناقشتها في داخل اي اسرة سودانية (بالمفتشر الصريح) . قضايا العلاقات بين الجنسين ، الزواج ، الطلاق ( لاحظت انه من اكثر المفردات ترديدا في المجموعة ) ربما لانها اصبحت ظاهرة تستدعي الدراسة الجادة لتقديم الحلول ، مواضيع اخرى عن التصوف والعلاقة بين الازواج وافراد الاسر وغيرها من المواضيع العامة والشخصية تجدها على حائط المجموعة. اكثر ما يميز هذه المجموعة هو معدل الردود والتفاعلات في اي بوست ينشر او منشور يثبت. فبمجرد نشر بوست ( مثير للجدل) تتوالى الردود والمشاركات ناهيك عن التفاعلات التي يوفرها الموقع ( اعجاب- حزن- ضحك ... الخ) . فعلى الرغم من ان معدل المواضيع في اليوم الواحد يتعدى العشرين موضوعا الا ان بعض المواضيع ( خصوصا المثيرة باختلافها) تسجل معدلات عالية للمشاركات بمعدل 250 مشاركة في الساعة الاولى . الحاجة لاستخدام الانترنت لمناقشة قضايا شبابية اجتماعية في دولة فقيرة كالسودان تمتلئ بجيوش العطالة من الشباب هو ناتج و نتيجة لغياب التخطيط الحكومي والذي يتجه جله لنهب موارد الدولة وايداعها بالحسابات الخارجية لمنتسبي عصابة البشير اخوان. ناهيك عن قمع اي تظاهرة شبابية وخلافه تبدي انتقادا حادا لحكومة فشلت حتى في توفير ابسط احتياجات شعبها. كل هذه الاحباطات والكبت ( لاحظ ان الانترنت يتم استخدامه من قبل هذه العصابة الحاكمة لشق الصف وخلق البلبلة وتخويف من يستخدمه) ظهرت في بعض السلوكيات الجماعية للشعب فاصبح نصف الشعب لا يبالي بما تفعله الحكومة والنصف الاخر منشغل بايجاد لقمة العيش. نقطة اخرى : فضحت هذه المجموعة ومثيلاتها من مجموعات الشباب العامة ( غير المتخصصة) دعاوى حكومة البشير اخوان بنجاح مشروعهم الحضاري المزعوم والذي من اهدافه ( اعادة صياعة الانسان السوداني) فلقد اثبت هؤلاء الشباب من الجنسين انهن/م يهتمون بالنواحي الانسانية الايجابية في حياتهم وان سياسة ( الغطغيط) التي يمارسها المجتمع السوداني قد اصابها زلزال يعادل 9 من عشرة بمقياس ريختر. اكد هؤلاء الشباب انهم مجرد (بني ادمين) يتوقون الى الجميل يتمنون ستر الحال وراحة البال وحياة بسيطة غير معقدة ومستقبل واضح يطمئنون له. من اجمل نشاطات المجموعة البث الحي ( ولو كنت اتمنى ان ينظم قليلا بواسطة مديري المجموعات ) هذا البث الحي يربط شباب السودان بالداخل بمن يعيش خارجه بصورة قوية وحقيقية فهن/م ( اي الشباب والشابات) يقومون بنقل الحياة من على الجانب الاخر كما هي وبدون رتوش . فنجد بث حي لشباب في امستردام وهم يعيدون على بعضهم البعض ومرة اخري رحلة من جدة لي دبي او من الرياض بالبر لي جدة ، او على اطراف نهر من انهار اسيا او اوربا او ايضا من امام منزل سوداني بامدرمان اوديوان اسرة من اصول سودانية بنواحي شمال كارولينا او نيو مكسكو او حتى بعض الشباب يلعبون "الورق" في احدى دور جمعيات الرياض. تلكم اللحظات الموثقة على النت والمجموعة بشكل خاص تساعد في ردم الهوة بين ابناء المهاجرين ورصفائهم داخل البلاد الحبيبة . في رأيي ان الشباب السوداني بصدد استعادة ثقته في نفسه باستخدام التكنلوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لرتق النسيج الاجتماعي المتهالك بفعل زبانية النظام الحاكم ومنتسبي مؤتمرهم الوطني. عدة جهات وطنية شغلها وهمها الاول الوطن وحاله وثقت عدة حالات عن وجود جواسيس يعلمون لحساب النظام يعملون بخطط موضوعة لتفريق الجاليات بالخارج وجعل امر وحدة المعارضة والمعارضين امرا صعب المنال . هذه المجموعات وعلى الرغم من محدودية انتشارها الا ان العاتق يقع عليها الان لتثقيف الشباب وتبصيرهم بحقوقهم وواجباتهم تجاه الوطن . ربما سيتأخر هذا قليلا ولكن بعد الفراغ من مناقشة " صراع الهوية والدين " و تشذيب "الشخصية السودانية " مما شابها من افكار وعادات توصف مرحلة حكم عصابة البشير اخوان، سيتمكن هؤلاء الشباب من وضع لبنة اولى اساسية لبدء حوار شعبي جاد وفعال لحل مشاكل اخرى لان الحوار الشعبي "الجاد" هو مخرج رئيس لمداواة جراح الوطن في رأيي. حوارات النخبة صارت لا تغني ولا تسمن من جوع ربما سيتبع هذا النشاط خطوات اخرى ولكن لابد من النقاش والتناقش حول موضوعات حيوية لمعرفة كيف يفكر شباب هذا البلد الحبيب.
العنوان
الكاتب
Date
مجموعة في Facebook يمكن تصدمك لكنها تنقل تفكير وواقع الشباب السوداني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Osama Mohammed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست