منتصف النهار في القرية يكون الصمت دوماً هو المتحرك الوحيد في جنبات السكون. السبب الذي يجعل الأُذٌن صاغية لأي صوت صادر من اعماق الطبيعة. حمار ود بلول في طرف التقا يبدأ ينهق لِيقطع نهيقه فجأة، فيأتي باقي صوته كما الصفير يطرق الأُذٌن لينتهي في جوف السمع، فيخيم الصمت علي الأمكنة من جديد. دائماً ما يقطع حبل الصمت الممتد في اطراف القرية صوت قمرية تقوقي علي فنن، فمن تناجئ يا ترى؟، ومن تخاطب بذلك الصوت الجميل؟. لم يكن سؤالنا يحر جواباً ونحن صغار، حيث كان اهلنا يترجمون لنا غنائها وكأنهم قد عُلموا منطق الطير... يقولو لينا : القمرية بتقول: ناس كِتيتا جو جابو العيش وجو إنت يالشقي شن تجيب تجي؟ كنا نتمعن في قوقاي القمرية، فنجده يحمل نفس مفردات الترجمة ولا يداخلنا شك في انها تعاتب زوجها الذي لم يجِد ويهتم كما جدّ كتيتا ومن معه في السعي ليرجعوا محملين بالعيش...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة