06:28 PM October, 22 2016 سودانيز اون لاين محمد عبد الله الحسين- مكتبتى رابط مختصرنفوس هائمة لم يحتمل صدره و لا صبره المدرب على الرزايا و ضغوط الحياة و مآسي الزمان، لم يحتملا الانتظار ليأتي الحل من رحم الغيب. لذا فقد اختار الحل الذي هو أقرب لنفسيته و مزاجه، الحل الذي يناسب ميوله و قدرته و استطاعته.منذ شبابه كان يؤمن بفلسفة الوجودية. كانت كل كتب سارتر و مؤلفات هيدجر هي سلواه . و ترقد أكوام الكتب و المجلات ترقد هاجعة في غرفة نومه تارة و متجولة في غرفة المعيشة تارة كثيرة. كان يتجاهل في ذلك كل العبارات المؤنبة و كلمات التقريع و اللوم التي لم تجدِ نفعاً أمام إصراره العنيد دفاعاً عن هوايته الوحيدة.هوايته التي يقابل بها كل لؤم العالم و ظلم بني البشر، كما كان يردد دائماً عندما يدهمه أمر أو يواجه خسفاً.عُرِفَ بأنه لا يحب المساوامة و لا أنصاف الحلول. و كانت تلك نقطة قوته و كانت نقطة ضعفه في نفس الوقت،إذ نفذ من خلالها انهياره، و استسلامه المفاجيء.كانت طفولته ككل طفولة نشأت في ذلك الشارع المترب من الحي الهاديء. كانت ألعاب الصبيان جميعها تستهويه بل و برزت مواهبه فيها و بزّ فيها أقرانه، خاصة كرة القدم. و لكن حدث يوماً ذلك التحوّل الكبير. ذلك التحوّل الذي أدهش كل من عرفه. حدث ذلك عندما دخل المدرسة الثانوية و بالتحديد بعد أن تعرّف على (أسامة).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة