نهار استثنائي جدا، مياه الدش تهطل بغذارة، لا مقطوعة ولا ممنوعة، و انا بين ليفة بنية اللون اكلها دهر الدعك و شرب، و بين جردل الأيام الحزين تواطأت يدي مع بقايا صابونة فنيك وجدتها باعجوبة، و عبر رغوة لم تشتعل جيدا ، تحسست رأسي فتأكدت ان مصانع الصابون في بلادي تجيد فعل النصب. مهلا، بدأت الرغوة في الظهور، تبا لي هكذا ظلمت مصانعنا المجيدة، حين تكتمل عناصر الرغوة، تبدأ الحناجر في الهديل، صدحت بأغنية الكاشف ، (يا ليل ابقالي شاهد). بعد حمام دسم، خرجت و انا ممسك ببشكير ليس ملكي تماما، هكذا انا دوما في محاولات يائسة لاثبات نظريات ماركس الاشتراكية حتى في بشكير غيري. مسحت وجهي من عرق صادف مساماتي و وقفت أمام بيتنا مذهوا باستحمامي. غازلت عيناي عيون المارة، مر من امامي طفل صغير يركض حزينا نحو الدكان، يرتدي نصف ملابسه العلوية، اما النصف الاسفل فحاول جاهدا ابقائه على عورته التي ما فتئت بالظهور. ضحكت حتى كادت عيناي ان تلامس خدي، مسحت عني دموع الضحك و اعلنت بعدها حبي لهذه الديار العظيمة. و انا بين شعوري هذا و بين فعل (البشكرة) مرت حسناء من أمامي ، كانت تمشي بسرعة كأنها عروس تحاول الهروب من فكرة عنوستها و اللحاق بحبيبها ، بادلتني نصف ابتسامة سريعة كأنها تدّخر ابتسامتها الكاملة لحبيبها المتوقع: صباح الخير يا دكتور السر، هكذا فاجأتني الحسناء. قلت لها و انا اتقمص جيدا شخصية شقيقي دكتور السر: صباح النور، حاولت ان اكتم صوتي قليلا حتى لا يبين فتكتشف انني لست هو، ساعدني بشكيري و نظراتها الطيبة. لم تكشتفني الحسناء، لخبثي انا ام لطيبتها ، هكذا شعرت و انا لا ازال امسح عني عرقي السخين. عاودت عيناي مغازلة المارة، لا يزال الطفل هناك ، يبدو الان أكثر سعادة وهو ممسكا ببالونة غير مكتملة النمو، ينفخها بصعوبة فتعاود التنفيس. و فجأة ظهر دكتور السر من شارع جانبي متجها نحو الحسناء ، يالخبثي حينما رأيت الحسناء تلتفت نحوي فاخترت انا عمدا لعبة الخفاء، انزويت سريعا نحو البيت، و تركتها وحدها تغالط قوانين الفيزياء و لعبة الزمن. ادركت الحسناء ان عقلها لم يعد يعمل بشكل لائق، و ان ما تبقى منه لا يكفي لحل ابسط المسائل تعقيدا، فلعنت شيطانها المزعوم و قالت و الدهشة تأكل جمالها الفتان: بسم الله الرحمن الرحيم، دكتور السر، سجمي، انا هسي قبل دقيقة سلمت عليك في بيتكم، و مشيت و خليتك، الجابك قدامي شنو؟ السر: حاجة عجيبة ، انا ذاتي مستغرب، انا هسي كنت هناك، الجابني هنا شنو.. المعز عبد المتعال سر الختم 17 اكتوبر ، 2016 نيو بريتن، الولايات المتحدة الأمريكية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة