Quote: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) عندما يطلب منك بن خالتك من دون مقدمات علي الواتس آب رقم هاتف ليهاتفك وانت في إجازة خارج وطنك،، تتساءل عن ما ذا جري.. سألته..خير..قال لي ارسل لي رقم تلفون..عندها ازدادت شكوكي فإن هنالك مصيبة ما.. لحظة ان انتقل رقم التلفون عبر الفضاء..رن الهاتف أمامي .. فتحته وقائمة أحبتي أمامي..أمي..ابنتي..وانا أقلب في القائمة، ابتدأ محادثته ب،، انا لله وانا اليه راجعون..عندها تأكدت شكوكي وصرت أنتظر الاسم الذي سيتبع المقدمات.. يا علاء،، عماد محمد بابكر مات في انجلترا صباح اليوم.. أصبت بحالة من التبلد، فرددت معه انا لله وانا اليه راجعون وواصلت حديثي معه ، عندها قفزت زوجتي أمامي وسألتني: المات منو؟ قلت لها..قالوا عماد أخوي مات،، وواصلت مكالمتي..عندها صرخت باكية..قلت لها اسكتي خليني أتكلم..وواصلت كلامي وصراخها يعلوا..عندها بدأت استدرك..عماد..أخي..اقرب الأشخاص لي..مات؟ زوجتي تصرخ، وابنتي تبكي وانا أنظر لهم..انهم يبكون أخي...يا اللللللله..عماد مات؟ عندها انفجرت باكيا..عماد.. يكبرني بعام واحد..لتقارب الأعمار بيننا كنا اقرب للتوائم..مشاكسات مستمرة منذ الصغر..غيرة طفولية،، صداقة .. ثم كانت صراعاته السياسية منذ الثانوي، ما بين نظام النميري وتنظيم الإخوان المسلمين الذي أنتمي اليه مبكرا..ثم انشقاقه المدوي من الإتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم جناح الترابي..حينها كنت كاتم أسراره والصلة ما بين الحركة بالجامعة وبه..حيث كنت اعرف تحركاته واماكن اختبائه في تلك الفترة،، الي أن هرب قبل صلاة الصبح في سترة الليل الي جهة لم اعلمها..ولكن جاءتني مكالمة تلفونية بأنه قد (توفق)،،،حينها رجفت لأنني أذكر تلك اللحظة التي سمعت فيها كلمة )توفق،، سمعتها(توفي) ، وانا حينها أتوقع مقتله ما بين الفينة والأخرى..وحينها لم أدري أنني سأسمع ذات الكلمة، بعد أكثر من ثلاثين عاما عبر الهاتف...ولكنها الآن واضحة جلية..يا علاء ..عماد اتوفي.. أصبت بحالة ذهول..عماد..آذان الانعام...الحج...أمي كاملة عقل ودين.. حينها سألته لماذا اخترت لكتاب يتحدث عن التراث والحديث هذا الإسم.. قال لي من منا لا يحب أمه..قد فصلت المروية(ما رأيت ناقصات عقل ودين....) في وعي المسلمين ما بين المرأة، وأمهاتهم..قال لي كل من يردد هذه المروية يرددها من منطلق ذكوري، وكل رجل منا يعشق أمه ويعتبرها معلمه الأول، ولكنهم لا يربطون بين من أساءوا إليها واتهموها بنقصان العقل، وبين أمهاتهم، وانا أريد أن أعيد لهم هذا الربط،، وأبدأ بتبرئة أمي..ثم أمهات جميع المسلمين من نقصان العقل، وسبة الصقوها زورا وبهتانا برسول الإنسانية..محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم.. قبلها ببضع سنين، جاء في زيارة الي السودان، وكنت قد نشرت كتابي الحج مسيرة الإنسان الأول،، جئت اليه في البيت ووجدته يحمل الكتاب بين يديه،،فقال لي،، الكتاب الكارثة دة كتبته متين؟ ضحكت معه، وقال لي،، انت كاتبه بلغة مهندسين عشان كدة ما حا ينتشر ولا في زول حا يفهمه ليك..خليه انا بمشي إنجلترا واصيغه بصورة الناس تتقبلها..وحينها لم أكن أدري أننا قد بدأنا.. نظرية آذان الأنعام.. صرنا نتحاور يومي عن طريق التلفون والإنترنت..ونقرأ..ونضع في الأفكار..وما بين يوم وليلة يصيغ الأفكار في أبواب،،ويرسلها لي نراجعها ونتصارع ونختلف ونتفق،، ونتشاكل،، ثم نلعن إبليس ونواصل.. ولولاه،، ولو لا إصراره،، ومثابرته،، ولغته الحلوة التي جعلت الكتاب مستساقا،، لما كان هذا الإنتشار..عندما وصلنا الي النهايات،، طلبت منه ان يأتي الي السودان لنراجع الكتاب المرة الأخيرة، وكان حينها عيد الأضحي، فأرسلت عائلتي الي أهلهم، وقفلنا علينا الشقة لأربعة ايام ليلها بنهارها..نقرأ..ونعيد ونراجع ونختلف ونتفق..وخلال هذه الأيام تم إعدام صدام حسين..ونحن هناك..تناقشنا في السياسة وفي الفكر..وفي النظرية..ثم ختمناها..وارسلناها للطباعة عام ألفين وسبعة..وحينها كانت الطبعة الاولي.. بعد ذلك اجتهد في طرح الفكرة في مواقع الانترنت،، وبدأت الحوارات حولها،، وهو يعدل ويزيد ويجود لوحده من دون مشاركتي معه،، الي كانت النظرية بوضعها وحجمها المعروفين.. ولولاه..لكان كتاب الحج..كتابا مركونا علي رفوف دار عزة.. ولولاه..لكان كثير من شباب المسلمين في دوامة الصراع ما بين تاريخ لا يستوعب الواقع،، وما بين واقع لايجدون مفاتحه..وبين يديهم كتاب العزيز الحكيم.. اللهم ربنا ان عبدك عماد بين يديك.. ربنا أكرم مثواه،،واجعله من السابقين المقربين..والحقنا به في عليين..يارب..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة