الحيطة والحجر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-23-2024, 03:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2016, 08:51 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحيطة والحجر

    07:51 AM Jan, 25 2016

    سودانيز اون لاين
    درديري كباشي-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الحيطة والحجر (إعادة)
    اعتاد أهل الحارة الودودين على وجوده بينهم .. لم يتوقفوا كثيرا أو يستقصوا من أين أتى .. عبد الله صاحب الدكان جاء ليفتح دكانه ذات صباح كالمعهود وجده نائما تحت المظلة إمام باب الدكان ,, أيقظه مستنكرا وجوده .. لكن ملابسه الرثة وحالته البالية وضحكته البلهاء وهمهمته غير المفهومة حركت فيه عاطفة الشفقة .. فتعامل معه برفق لم ينهره أو يطرده ..
    - يا زول عايز شنو هنا نايم في المظلة دي مالك.؟
    - حجر جعان عايز أكل يومين ما أكل حاجة .
    تحدثه عن نفسه كأنه يتحدث عن شخص آخر جعلت حاج عبد الله يعتقد بأنه أمام شخص درويش مما زاد عاطفته ناحيته اكثر فطمأنه وانزل العنقريب ( السرير الخشبي ) وهيئه له طالبا منه الانتظار .. دخل الدكان متحمسا لاطعام هذا المسكين .كما درج أهل الريف على الحماس لإطعام هؤلاء المساكين والدراويش متفائلين بوجودهم ومعتقدين في أنهم أهل الله الذين سيرزقون بسببهم . أحضر بضع رغيفات من صندوق الخبز وكاسين زبادي من الثلاجة وحلاوة طحينية وضعها على ورقة جريدة وفرشها أمام حجر . والذي أنقض على الأكل بنهم كأنه لم يأكل منذ شهر .. قضى على الثلاث رغيفات وكأسي الزبادي أما حلاوة الطحينية كأد ان يأكلها بورقتها .. لولا أن لحقه حاج عبد الله بكأسي زبادي أخريات وثلاث رغيفات . بل جمع له كل فتات الخبز والرغيف التالف ووضعه امامه .. ليقضي عليها كلها ويرفع رأسه كأنه يقول هل من مزيد .. لكن هذه المره مداه بزجاجة حليب وأخرى بيبسي .. شربهما حجر ..وتجشأ بصوت غريب وعالي كأنه عادم سيارة قديمة تم تشغيلها بعد ركنها زمن طويل .. رفع حجر رأسه مبتسما لعبد الله تعبيرا عن الامتنان .. مع انبلاج الفجر ظهر شكله الغريب .. جثته الضخمة وشعره الكثيف ألأجعد الذي يتخلله الشيب وأسنانه القبيحة والمتسخة والمتفلجة التي تشبه انابيب الغاز المصطفة في أماكن التعبئه .. ملابسه البالية ..التي تكشف نصف صدره بشعره الشائب المتناثر كشرك العصافير .
    حاول حاج عبد الله أن يتحرى عنه ويحاوره .
    - يا زول أنت جايي من وين ؟ واهلك وين .
    رفع حجر رأسه ولازالت الابتسامة البلهاء مرسومه على وجهه ورد .
    - الله في .
    - أنت أنت أقول ليك جايي من وين .
    - الله حي .
    - عايز تشتغل ؟أشغلك معاي ؟
    هذه المرة أجاب بإمائه من رأسه ..
    دخل عبد الله داخل دكانه وأحضر له مكنسة طويلة بعصا وطلب منه أن يكنس المنطقة أمام الدكان ..
    نزل حجر على المنطقة تنظيفا بطاقة وقوة غريبة جعلت عبد الله يراقبه باندهاش .. وخلال ساعة وقبل أن يحضر أي من الزبائن .. كانت الساحة امام الدكان شكلها مختلف تماما .. كوم أوساخها في ثلاث كيمان ضخمة ..
    وجاء مستأذنا : حجر عاوز يولع نار ..
    فهم عبد الله مقصده وأعطاه الكبريت وذهب أشعل الكيمان الثلاثة ..
    ومرة ثانية جاء وقال حجر عاوز يرش بالموية ..
    فهم مقصده مرة أخرى و اخرج له خرطوم المياه وأوصله بالحنفية داخل الدكان . وبعد ساعة أخرى تغيرت واجهة الدكان تماما .. وشعر عبد الله أنه أمام كنز خام وليس بني آدم عادي .. هذه الدهشة انتقلت لاهل الحي تباعا وهم يرون ساحة الدكان نظيفة ومرشوشة وهذا الشخص الغريب يجلس امام الدكان يترنم بأنغام غريبة وتارة يضحك وهو ممسك بخرطوم المياه يرش وتارة ينظف ..
    لكن من هو هذا الرجل الغريب .. سؤال طاف في أذهان أهل الحي وظنوا سره عند عبد الله سيد الدكان .. ولكنهم لا يدرون بأنه يحمل نفس الاستفهام ..
    - حجر عايز أكل تاني
    تلفت عبد الله حوله من اين له بأكل بعد أن قضى هذا المخلوق على آخر رغيفات من باقي الأمس .. اخيرا قال في نفسه الجهد الذي يذله يستاهل الأكل ولكن هل يأكل البسكويت وهو الشئ الوحيد الباقي و قابل للأكل مباشرة . ومداه بعدة صناديق من البسكويت .. قرضها في دقيقة وظل ينتظر عند باب الدكان ولسان حاله يقول هل من مزيد .
    عد اليوم ألاول لحاج حجر في أطار دكان عبد الله .. ومنذ اليوم الأول لوجوده ظهرت بصمته أولا بوجوده هو شخصيا . كشخص غريب ضخم الجثة كث الشعر متسخ الملابس ضخم القدمين ينتعل نعالا باليا سحقه بالمشي وكاد أن يساويه بالأرض .. تبين منه قدماه المشققتين اللتان تشبهان الحجر تماما وتجسدان اسمه .وكذلك بناظفة المكان الذي لم يعتادوه الا في المناسبات . لذلك أصبح أهل الحارة أمام دهشة مزدوجة وجوده وبصمته في تنظيف المحل .الذي لم يعتادوا عليه إلا في الأعياد أو قبل مقدم شهر رمضان المعظم حيث يقوم حاج عبد الله مع أولاده وشباب الحي بتنظيفه ورشه بالماء استعدادا لمكان الصلاة والإفطار الجماعي لأهل الحي .. وما يجدر ذكره أن دكان عبد الله ملتصق ببيته أي الدكان جزء من البيت كما هو معهود في الحواري السودانية .
    وبطبع أهل الريف أنهم غير فضوليين قد يسألوا عن شئ غريب بطبيعة الحال لكنهم لا يلحون في الأسئلة من أول سؤال سألوا عن حجر ( مين دا يا حاج عبدالله ) .( زول مسكين من أهل الله أسمه حجر .. قال عايز شغل وشغلته ).. أجابة كافية بالنسبة لهم فضلا عن انه لا يملك غيرها ..رغما عن الاستفهام الذي زرع في رأسه .. لكن لا شكوك ولا ظنون في أحد قد يكون مجنونا مجرما متصنعا فاقد الذاكرة . كل هذه المخاوف والهواجس التي تغلق أهل المدن وتزعجهم هم لا تعنيهم في شئ . فهم في عرفهم أن المجرم لا يصبح مجرما الا أذا ارتكب جريمة إمامهم يعرفونها أو يعرفه أحدهم على الأقل .. قمة التصالح مع النفس ومع الآخرين هي رمز السلام في الريف .
    عد نهار اليوم في دكان عبد الله وحاج حجر يعمل بهمة يرتب جوالات الفحم وحزم الحطب وينظف تحتها . لا يتوقف الا عندما يحن عليه حاج عبد الله ويقدم له شئ ليأكله او يشربه .. توجد شجرة نيم ضخمة أمام الدكان اعتاد عبد الله أن يضع في ظلها العتقريب ( السرير الخشبي ) للمقيل وانتظار الزبائن ..هذه المرة أحضر من بيته عنقريبا آخر لحجر حتى يرتاح فيه .. لكن حجر لم يستجيب للدعوة يبدو انه قرر أن يحرق كل السعرات الحرارية الهائلة التي تناولها منذ مقدمه ..
    الأطفال الصغار المرسلين للدكان كانوا يقفون يتفرجون فيه قليلا وبعضهم ينظر له برعب وآخرين يسخرون من شكله . لكن هو يظل منهمكا في عمله غير مشغول بأحد ولا حتى يعيرهم نظرة ..
    عبد الله قلبه أنفتح له على الآخر دون تحفظ . منتصف النهار فتح له باب ديوانه لاستخدام الحمام ..
    قالت له زوجته كنت بقول ليك كيف زول غريب تخليه يدخل علينا البيت لكن سبحان الله من شفته كدا قلبي انشرح له والخوف طار مني .
    قال لها ديل أهل الله يا حاجة حبهم يخش القلب غصبا عنك .
    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
الحيطة والحجر درديري كباشي01-25-16, 08:51 AM
  Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-25-16, 10:56 AM
    Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-26-16, 09:12 AM
      Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-26-16, 09:13 AM
      Re: الحيطة والحجر رانيه محمد الشيخ01-26-16, 10:16 AM
        Re: الحيطة والحجر ابو جهينة01-26-16, 10:46 AM
          Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-26-16, 03:01 PM
        Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-26-16, 02:59 PM
          Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-27-16, 09:57 AM
            Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-27-16, 01:58 PM
              Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-28-16, 09:48 AM
                Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-28-16, 04:27 PM
                  Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-28-16, 04:29 PM
                    Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-29-16, 04:56 AM
                      Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-30-16, 09:04 AM
                        Re: الحيطة والحجر درديري كباشي01-30-16, 10:29 PM
                          Re: الحيطة والحجر محمد حمزة الحسين02-03-16, 03:07 PM
                            Re: الحيطة والحجر درديري كباشي02-03-16, 04:29 PM
                              Re: الحيطة والحجر درديري كباشي02-03-16, 04:30 PM
                            Re: الحيطة والحجر عمر دهب02-03-16, 04:49 PM
                              Re: الحيطة والحجر درديري كباشي02-04-16, 09:01 AM
                                Re: الحيطة والحجر درديري كباشي02-04-16, 09:56 AM
                              Re: الحيطة والحجر رانيه محمد الشيخ02-04-16, 11:32 AM
                                Re: الحيطة والحجر درديري كباشي02-04-16, 03:01 PM
                                  Re: الحيطة والحجر رانيه محمد الشيخ02-07-16, 09:35 AM
                                    Re: الحيطة والحجر درديري كباشي02-07-16, 12:54 PM
                                      Re: الحيطة والحجر درديري كباشي02-08-16, 03:31 PM
                                        Re: الحيطة والحجر احمد الشيخ02-08-16, 05:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de