في جنوب دارفور وعلي ضفة رهيد البردي في قرية ام دافوق ولد اعظم قائد اسلامي افريقي علي الاطلاق وذاك في العام 1846 . كانت أوربا خارجة من عهد الظلام الي عهد العلوم الحديثة اكتشفت كوكب نيوتن باتلسكوب الجديد.. واكتشفت القطارات وماكينات البخار .والسفن البخارية تجوب البحار لجلب العبيد من افريقيا والكثافة السكانية عالية في اوربا تطلب المزيد من ثروات العالم بالاحتلال والقمع والدسائس .
في تلك الظروف المزرية بافريقيا ترعرع القائد العظيم في دارفور وكردفان وحمل مصحفه وسيفه وأتي الي الشمال تضجرا من الاوضاع العالمية الحديثة ...
القرن الافريقي يسيطر عليها الطليان وغرب افريقيا الفرنسيس والاسبان وشمال افريقيا مخابرات وحرب باردة بين الالمان والطليان والانجليز
وفي مصر عاصمة الثقافة الاسلامية يحتلها 100الف جندي انجليزي وقوة خليط بين المصريين والاتراك والالبان والاقباط ...
والسودان يقع تحت الحكم الانجليزي حقيقة و الحكم التركي مجازا.......
القائد الاسلامي الافريقي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر لكنه يضاهي كبار القادة والملوك .....
ساند الامام محمد احمد المهدي واخرج الثورة المهدية من الخيال الي الوجود ... كانت الفكرة المهدية اقرب للخيال لكن القائد والخليفة عبدالله تورشين اسس لها وهو في ريعان الشباب ووضع خططها وانزلها لارض الواقع لتكون ثورة حقيقية ضد الهيمنة العالمية وضد التجبر العالمي الجديد
سجل السودان مجدا ماثلا للعيان في العالم كثورة حقيقية ضد الاسترقاق والاستعباد والاحتلال
حمل القائد العظيم علي عاتقه هموم الامة السودانية ووحد جميع القبائل بحكمته وبراعته السياسية وقاد الجيوش بنفسه لتحرير الخرطوم ومن ثم تحرير جميع الاراضي السودانية غربا وجنوبا وشمالا وشرقا ... قائد لايعرف الخوف ولا الركوع الا لله .... انتزع شرق السودان من يد ملك الحبشة ودفنه مع قادته بارض السودان وغير حكومة الحبشة ليسلم السلطة للامهرة بعد ان كانت للتقراي.....
بذلك اتسعت الارض السودانية لتضم اقليم القضارف والقلابات واقليم كسلا ومصوع وارض البجا .... قاتل في الغرب حتي بحيرة شاد واضعا فيها حكومة ترضي الله وترضيه .... بسط نفوذه شمالا حتي نهاية اقليم دنقلا وجنوبا حتي الحدود اليوغندية ....
القائد الخليفة عبدالله ظلمه التاريخ .وظلمناه نحن ....
كانت المكائد من الانجليز والاتراك والاحباش والطليان تحاول نزع ملكه واحتلال ارضه لكنه صمد في وجوههم التي علتها الخيبة والكآبة خرجت عليه افراد من بعض القبائل لكنه بحزمه وحسمه اعادها كما كانت
في معركة كرري 70 الف مقاتل يقفون كالبنايان المرصوص لكن مدافع الماكسيم والرشاشات والبواخر الحربية والسكك الحديدية كانت في كل دقيقة تقتل منهم 200 مجاهد وفي الساعة تقتل 10 الف مجاهد ليستشهد اكثر من 25000 الف مجاهد في معركة سجلت في صفحات التاريخ بمداد من نور بدماء ابطال لنا
لم يستسلم القائد ابدا توغل الي داخل السودان مؤدبا بعض المارقين ليصل ام دبيكرات جنوب غرب مدينة كوستي بعد 16 عاما من الحكم .... هناك كانت النهاية رفض الخليفة الاستسلام وكان طلب الاعلام الاوربي ان يتم اسر الخليفة لاحضاره الي اوربا حيا انتقاما لغردون لكن الخليفة هجم علي الجيش الغازي بقوة حتي دارت عليه الدائرة ....
أمر اصحابه بالوقوف صفا واحدا للصلاة ومعهم 200 بندقية كانت الحراسة مشددة لاداء الصلاة او الموت لكن لا والف لا للاسر ... قال كلمته الشهيرة التي تناقلتها كل وسائل الاعلام في ذاك الزمان.( اخذتم الارض لكن لن تاخذوا العرض..نموت وياتي بعدنا الف الف مجاهد ).
قتل الخليفة وهو ساجد وقتل معه معظم ابطال المهدية وقف كتشنر الرجل المتعالي وحياه تحية عسكرية وقال ( ما هزمناهم لكن قتلناهم).
يعلم كتشنر ان الخليفة فوت عليه نخب النصر الكبير
احتفلت الامبراطورية العجوز بنصرها علي الخليفة وبثار غردون.... لكن ظل الراي العام الانجليزي الي يومنا هذا يلعن كتشنر لعدم اسر القائد العظيم .
ان كان الخليفة ظالما او جاهلا لما مات معه هذا الكم الهائل من المجاهدين انهم قدموا تضحية حقيقية سجلت في ارشيف العالم لكنا كعادتنا نظلم سادة اعزة رفضوا الهوان والاستسلام لو ارد الخليفة حلو الحياة لكان ملكا من قبل الاتراك او الانجليز كما فعل ملوك العالم احتفظوا بعروشهم مع المهانة لكن رفضها الخليفة ..اي قائد انت اي رجل انت تقاتل حتي الرمق الاخير
الي روحك ايها القائد اكتب علني اخفف ضغط تاريخ تافه كتب بيد اعدائك .. انت نصرنا المكتوب علي جباه الطغاة . رحم الله القائد الاسلامي العظيم الخليفة عبدالله تورشين التعايشي والله المستعان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة