|
Re: إدوارد سعيد و فرانز فانون: الاغتراب و المن (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أطيب التحايا عزيزي محمد عبدالله الحسين، وكل عام وأنتم بخير ..
يا هلا والله بموضوعك ما بعد الكولونيالية Post-Colonial كتوصيف لمرحلة من خلال ما أُنتِجَ فيها من معرفة في مختَلَف الحقول المعرفية "الإنسانية" سواء في البلاد الفاعلة "كولونيالياً" أو تلك الــ "مفعول" بها احتلالاً عسكرتارياً واستعمارا استحماراً استيطانيا ..
إدوارد سعيد، عُمْلَة مَرجعية رائجة ببلدان الشام والهلال الخصيب بأكثر ممّا يتبدّى انشغالٌ بها في الشمال الأفريقي (العربي)؛ أما فرانــز فانون، فقد ساعده - ربما - ثقافته الفرنسية كـــ " مارتنيكي " لجأ لعُقر الدولة الكولونيالية التي تحتلّ بلده، ثم أخذ "هُويّتها" وعاش بها، وتحاشَد نضالياً مع ثوّارها، في الجزائر، فانتشر بالجزائر وما جاورها من بلاد فرانكفونية، ولم يأتِ بلادنا إلّا بأُخرَة..!
قرأتُ جانب كبير من كتابَيْ: إدوارد سعيد، (الاستشراق) + (الثقافة والإمبريالية)، وربما أكون زهِدتُّ في كثيرٍ من طلعاته التي يُقلِّد (!!) فيها مَــنْ يعتَبِرهم "إخوّة مواطَنَتِه" ..! من المفكرين والسياسيين الغربيين، ويشرع مباشرة في مناقشة "فكرة" يزعمها لهم ..! دون أن يُعرِّف بهم - بتحليله ال مُعاد تكوينه بين الفينة والأخرى!- معرفة تفيد القارئ كي يمسك معه ببعض رؤوس الفِكرة الإحالية أو المرجِعية أو الدِّلالية؛ وَ قد مللتُ - وكثيراً - رصفه الصفحات بخبر وراء خبر! بتحليلٍ غير محدّد المزايا..! وَ "منهجٍ" يعرفه برايو! مع ناشر كُتبه ومُحقِّقها ومترجمها "كمال أديب" Maybe؟ وذاك تحليلٌ تختلِف نبرتهُ وتتغاير (قماشته) من صفحة لصفحة؛ وأراني قد شعرتُ بأنّه كَمّل النّاقصة في "وِجهة ترفيفي لكتابَيْه" بما تناوَل به "الموسم" ..! للباتع أب فنّاً شاسع ورائع، الطيب صالح ..! آل " سُهيل إدريس+حقّي+ت.الحكيم، جوزيف كونراد" آل ..!
مع أن د. إدوارد سعيد، فلسطيني الأصل، تأهّل من ج. القاهرة، ثم هاجر للدنيا الجديدة، لم ألحظ عنده - ولو - رُبع عُشر!! ثقافة اللبناني اليساري الحاذق د. حسين مروة * في الحضارة العربية الإسلامية؛ وقد عَنّ لي أن أزيد: (ولا في القضية الفلسطينية..!!) اللهم إلّا إن كان مُحاوره في إحدى إشكاليّاتها، مقام كــ "عرفات" ..! أو " بروفيسور من ج. بير زيت! ـــــــــــــــــــــ مع وافر الود والتحايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إدوارد سعيد و فرانز فانون: الاغتراب و المن (Re: محمد أبوجودة)
|
الأخ العزيز محمد أبو جودة ارحب كثيرا بآرائك و أثمّن عالياً وجهات نظرك.. كونك قرأت لإدوارد سعيد سيزيد من مساحة الفهم و سيثري الحوار بلا شك. لا زال البوست في أوله و إن شاء الله بعد أن يتعدل المزاج حتى يوم الغد لنا إضافات و إضاءات و لربما نتفق أو تختلف، لا يهم ذلك طالما احترام الرأي الآخر متوفر و حسن النية موجودة. أكرر لك شكري و فائق إحترامي و لنا لقاء أو لقاءات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إدوارد سعيد و فرانز فانون: الاغتراب و المن (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
فرانز فانون: لنبدأ أولاً بالتعريف بفرانز فانون ذلك الطبيب النفسي و الذي اعتبره العالم من بعد و الفكر السياسي مفكرا سياسيا و اجتماعيا .كان فرانز فانون الشاب القادم من جزر المارتينيك و الحامل للجنسية الفرنسية باعتبار بلاده مستعْمَرة فرنسية قد قد قدم إلى باريس للدراسة . و هناك في باريس اكتشف حقيقة التمييز العنصري للدولة الفرنسية مما أيقظ في نفسه المرهفة بداية الوعي بحقيقة و ممارسات عنصرية بغيضة. فبدأ يتشكل داخله وعياً مبكرا رافضاً للعنصرية. و من ثم التجنيد في الجيش الفرنسي بعد أن صار طبيبا نفسيا ليعمل في الجزائر في نهايات الحرب الثانية. حيث عمل مسئولا ً عن القسم النفسي للمستشفى الذي كانت تديره فرنسا. و هناك شاهد الممارسات اللاإنسانية للاستعمار الفرنسي وإهانته للجزائرئيين فانضم سراً للمقاومة الجزائرية حيث لم تمنعه بشرته السوداء من أن يتسامى فوق النظرة العنصرية التي حدد موقفه منها عملياً ، و أن لا يقف متفرجا سلبياً أو أن متماهياً مع عنصرية كرهها و كان ضحية لها بالفعل أو بالقوة. و في النهاية استقال من عمله كطبيب تابع للحكومة و الجيش الفرنسي فكان أن كرمته الثورة الجزائرية بتعيينه سفيرا لحكومتها في المنفى في غانا. و رغم صغر سنه عندما توفي فانون حيث لم يتعدى السادسة و الثلاثين من العمر إلا أن فانون بوعيه المبكّر و يقظته الذكية و نظرته الثاقبة و فكره التحليلي المتقدم بالإضافة إلى موقفه السياسي الشجاع المتسم بالإنسانية الفذة و بالموقف الأخلاقي الفلسفي جعلتاه بمثابة أيقونة الكفاح ضد الاستعمار و رمزا نضاليا ساطعا لدى الشعوب الراغبة في كسر أغلال الاستعمار في ذلك الوقت المبكر من منتصف القرن العشرين حيث كانت للاستعمار سطوته و جبروته و تحكمه في أقطار الدول الأفريقية. و قد اكتسب فانون شهرته ليس بسبب موقفه العملي الرافض للعنصرية و الاستعمار فحسب، بل كذلك لكتاباته الناقدة و المحلِّلة و الراصدة بذكاء لاحابيل و دهاء الاستعمار فصارت كتاباته بالتالي معْلَمَاً و هادياً للشعوب المستعْمَرة. كما كانت بمثابة اللبنة الأولية و استهلال المبكر لأفكار ما بعد الاستعمار و كانت موئلاً و منهلاً لمن كتب بعده عن مفهوم ما بعد الكولونيالية.
كتابات فرانز فانون: اناجيل المقاومة ضد الاستعمار ...... نتابع إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
|