ابراهيم عبد القيوم- الصحفى العفيف النظيف --- وداعا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 08:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2017, 05:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ابراهيم عبد القيوم- الصحفى العفيف النظيف --- وداعا

    04:21 PM June, 08 2017

    سودانيز اون لاين
    الكيك-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    ابراهيم عبد القيوم - العفيف النظيف - وداعا
    معالى ابوشريف
    نعى الناعي فروّعنا جميعاً
    وجاز الجرح حد الاحتمال
    هل الأيام تغدر في أديب
    سما فوق المصالح لا يمالي
    خسرنا الحلم والخلق المزكّى
    خسرنا هيبة الرجل المثالي
    فلم أتوقع المأساة أصلاً
    ولا خطرت ولا جالت ببالي
    ضياعك يا صديقي كان مرّاً
    أضاع النور في حلك الليالي
    جالت بذاكرتى هذه الابيات من الشعر الحزين وانا اتلقى نبا رحيل الصديق والاستاذ ابراهيم عبد القيوم الذى انتقل الى رحمة الله الواسعة امس الاربعاء السابع من يونيو 217 بعد حياة حافلة فى العمل العام بالسودان بعد تخرجه من كلية دار العلوم ومن ثم جامعة الازهر فيما بعد وعاد الى وطنه يحمل افكار القوميين العرب وكان احد ثالث ثلاثة ممن كونوا اول خلية للقوميين العرب بالسودان متاثرا بالافكار التى فجرتها ثورة الضباط الاحرار بمصر فى ذلك الوقت .
    مطالبين بالاشتراكية العربية المرتكزة على الإسلام في مواجهة الاشتراكية العلمية التى كانت تكسب الشارع العربى فى ذلك الوقت .
    وحكى لى الاستاذ ابراهيم ان اجتماعاتهم الاولى كانت فى الحدائق العامة يخططون لكيفية مسارهم السياسى الجديد واستطاعوا فى فترة وجيزة تكوين مجموعة مهمة لعبت دورا فيما بعد فى تاريخ السودان خاصة بعد انقلاب مايو 1969 ودور حكام مايو اختلف حوله السودانيون وانتهى بسبب صراعات بعد فشله فى تحقيق الاهداف التى سعى لها اليسار ضمنها فى شعاراته ولم يتفقوا حولها او فى تنفيذها فانقسموا على بعضهم وضعف نظام حكمهم وفشلوا فى ادارة الدولة الى ان اتجه نميرى المبشر الاول وزعيم القوميين فيما بعد الى الارتماء فى احضان الاخوان المسلمين بعد المصالحة رافعا شعارات الشريعة وقوانينها التى اجهضها الشعب السودانى بثورة عارمة حينها كان ابراهيم عبد القيوم يدافع عن مبادئه لاخر يوم وحتى بعد سقوط النظام وكان يرى ان الفكرة سليمة وان نميرى هو من انحرف عن المبادىء واتجه نحو اليمين وقاد الشعب الى تلك الثورة عليه وعلى نظامه .
    وحكى لى قصة اخر يوم له فى الايام بعد الانتفاضة وكيف ان الثوار جاؤوا اليه يطالبونه بالرحيل فقال لهم بصوته العالى لست جزءا من النظام كما تتصورون بل النظام هو جزء منى وانا احد ثالث ثلاثة فى تكوين اول خلية للقوميين فى السودان وهذا اعلان اعلنه اول مرة وقال ان احد الزملاء اندفع نحوه غاضبا فقلت له يا ابنى هذه ثورة شباب غدا سوف تعرف حقائق كثيرة مما قلته .
    فىى ايام معارضتنا لنظام مايو كنت لا اطيق قراءة مقال ابراهيم عبد القيوم افاق ثورية الذى كان يكتبه بصحيفة الايام رغم اننى كنت اعرفه معرفة عامة التقى به عندما نذهب للزيارة فى الايام وسبب علاقتنا وصداقتى معه فيما بعد والى اخر يوم الاستاذ كامل محجوب رحمه الله عندما اتى معه الى متجرى بالسوق العربى عقب انقلاب الاخوان عام 1989 حينها اتجه ابراهيم الى تاكسى هيلمان قديم كان يخزنه فى منزله ليعمل سائق تاكسى فى السوق وكان يحتاج الى مكان ينطلق منه فى عمله الجديد قدمه لى كامل طبعا بتعرف الاستاذ ابراهيم قلت محييا نعم انه رجل شهير فقال كامل انا اخبرته عنك وهو راجل كما تعرف يعيش من كده ومن تاكسى قديم ومتجرك مكان مناسب له كمكان لزبائن جدد .
    رحبت به وقلت له انا كنت مفتكر ناس مايو ديل اغنى ناس وكل اموال الدولة انما مسخرة لهم فقال لى ضاحكا ايوة كلامك صاح فى ناس اغتنوا من مايو لكن نحنا -اصحاب الجلد والراس نعيش فقراء الى ان نموت .
    وفى ايامه معى بالسوق عرفت عنه الكثير عن عفته وسمو اخلاقه وحزمه وارائه التى لا تتبدل ووضوحه وشجاعته فى قول او كتابة ما يعتقد انه سليم وكان مهذبا عطوفا على الاخرين ينفق ما عنده ولا يدخر اى مال لليوم التالى كان زاهدا فى الدنيا لايريد منها الا ما يسير به حياته ولا يهمه الغد .. وامتدتعلاقتى به نتواصل ونتفاكر واتصل به عندما اذهب للسودان ويؤثرنى بمعلوماته التى يدخرها وكلما اذهب اليه اخرج منه بمعلومة مفيدة من مخزون حياته الملىء بخبراته الثرة التى اكتسبها بسنوات العمر
    ولد ابراهيم عبد القيوم بمنطقة المقل بالاقليم الشمالى والده الخليفة عبد القيوم احد الخلفاء المعروفين بالمنطقة للطريقة الختمية وهوابن المادح سوركتى من اوئل الذين مادحى المنطقة ولم تنقطع علاقته بالاسرة الميرغنية حتى فى ايام مايو وافكاره التى كان يؤمن بها ظل وفيا لتلك العلاقة المتاصلة .
    وعندما ارسل له السيد محمد عثمان رسالة بان يذهب للقاهرة لتولى امر صحيفة الاتحادى جاءنى للوداع واخبرنى بانه جاهز للنداء الوطنى وسوف يلبى هذا الطلب وهكذا بدا رحلة جديدة مع الصحافة وهذه المرة عبر صحيفة الاتحادى التى كانت تصدر من مصر
    عندما كان يدير مكتب صحيفةالحياة بالخرطوم كان مهتما بالقضية الاريترية وكنت التقى عبد الله ادريس رئيس جبهة التحرير وقتها دائما معه وحكى لى بان علاقته بالثورة منذ حياة السيد على وعثمان صالح سبى صديقه الشخصى وتواصلت الى عبد الله ادريس رحمهم الله جميعا ..
    من اهم الاعمال التى قام بها ايام وجوده بالقاهرة هى مؤلفه ايام مع الريفى صديقه الصدوق وكان يقول عن الريفى انه كنز من المعلومات السودانية لابد ان توثق واستطاع ان يقدم للمكتبة السودانية عملا صحفيا متكاملا
    انا المجروح من موت تدلى
    ليغدر في صديق كان غالي
    إذا سلب الردى منا أديباً
    فذكره سوف يحيا في الخيال
    سيحيا في قلوب الناس فكراً
    سيبقى فلذة الأكباد مالي
    سيبقى في رحاب الخلد نسراً
    يحاكي مجده قمم الجبال
    رحم الله ابراهيم عبد القيوم وتعازى لاسرتهالصغيرة ولابنته الدكتورة انتصار ولكل معارفه والذين عملوا معه
    انا لله وانا اليه راجعون
    صدق الله العظيم
                  

06-08-2017, 05:31 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابراهيم عبد القيوم- الصحفى العفيف النظيف (Re: الكيك)

    كان ابراهيم وفيا لزملائه لا يحمل اى ضغينة لاحد طوال حياته كان مهموما بالوطن كان يرى السودان من زاوية افكاره التى كان يؤمن بها الناس عنده هم الوطن والوطن عنده هم الناس لهذا تجده باسما ضاحكا دوما يؤلمه ما يؤلم الطفل الصغير ويسعده اى عمل انسانى
    اذكر فى ايام انقلاب االاخوان الانقاذى الاولى وكان حظر التجول يبدا منذ السابعة مساء استنجدت به اسرة نقيب الصحفيين الراحل محمد عبد الجواد احى بناته اتصلت به وقالت له انها وجدت رقم تلفونه فى نوتة والدها الذى فارق الحياة منذ دقائق واننى لا استطيع التصرف الان وليس لى احد بالخرطوم ووالدى جثة بجانبى الان ماذا افعل
    بشهامته ورجولته السودانية خرج للشارع ولم يجد سيارة تنقله الى قلب مدينة الخرطوم بحرى واخيرا وجد سيارة للجيش فاوقفها وعرفهم بنفسه وحكى لهم قصة اسرة محمد عبد الجواد التى اتصلت به وهو الان مفارق للحياة ركب مع دورية الجيش الى سوق بحرى مقر سكن الاسرة وهناك تولى امر الجثمان واتصل بالاسعاف ومن ثم قام بكل اجراءات الدفن فىاليوم التالى بعد ان اخبر مجموعة من الزملاء والاصحاب هذه واحدة من افضاله التى اعرفها
    رحمه الله
                  

06-08-2017, 06:48 PM

ست البنات
<aست البنات
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 3639

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابراهيم عبد القيوم- الصحفى العفيف النظيف (Re: الكيك)

    الصحفي المخضرم القدير الاستاذ ابراهيم عبدالقيوم ,أحد ركائز الصحافة في السودان ,كان انسانا جديرا بالاحترام وصحفيا يمتلك مفاتيح المهنة ,تتلمذ على يديه الكثير من صحفيي الجيل المستنير ,خبروا المهنة وأتقنوا فنونها وحافظوا على شرفها ,عمل بصحف كانت جديرة بان يتخطفها القراء منها صحيفة الايام .وعقب انقلاب الانقاذ المشئوم عمل بصحيفة الاتحادي بالقاهرة حين كان التجمع الديمقراطي في عنفوانة فصدرت الاتحادي بفضله وزملائه حينها صحيفة في مستوى الصحف المصرية الصادرة في القاهرة في تلك الايام .وبرحيل الاستاذ ابراهيم عبدالقيوم انهدت دعامة من دعامات مجد الصحافة السودانية,ولكاني به قد ارتحل حزنا على ما غطى الساحة من صحف لا ترقى بان يتم تصنيفها بالحائطية التيكان يصدرها تلاميذ المدارس سابقا حين كان التعليم مهما ومعافى في السودان .كان صديقا لشقيقي الصحفي الراحل عبدالواحد كمبال , طيب الله ثراه,وقد زامله شقيقي في صحيفة الايام في السبعينات,وكان يعتبره استاذه وصديقه رغم فارق السن بينهما اذ كان يعتبره والده.اللهم ارحم الراحل ابراهيم وطيب ثراهفقد كان عاشقا لمهنة الصحافة وبارا بالوطن .والتعزية لقبيل الصحفيين الذين عضوا بالنواجذ على شرف المهنة وكرسوا أقلامهم للحقيقة والوطن وشعبه .ست البنات.

    (عدل بواسطة ست البنات on 06-08-2017, 07:11 PM)

                  

06-09-2017, 08:54 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابراهيم عبد القيوم- الصحفى العفيف النظيف (Re: ست البنات)

    رحم الله الصحفي القامة إبراهيم عبد القيوم بقدر ماكان وفيا لامته ووطنه
                  

06-09-2017, 09:01 PM

Emad Ahmed
<aEmad Ahmed
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 12705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابراهيم عبد القيوم- الصحفى العفيف النظيف (Re: Emad Ahmed)

    http://bnat.up-00.com/
                  

06-12-2017, 02:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابراهيم عبد القيوم- الصحفى العفيف النظيف (Re: Emad Ahmed)

    تاج السر الملك

    في رثاء عمي إبراهيم عبد القيوم
    جلست بجانب أبي وأنا يافع في سنتي الأولي بالمدرسة الإبتدئية، مسجي على ظهره كان، ينظرني بعينين حادتين عاطفتين، وابتسامة من نفث البراكين، ثم لم يلبث أن غاب عن الوعي، لم يساورني الشك في انه سيقوم كعادته من رقدته، وعمامته مطوية ينتزعها عن رأسه كما هي، "يخفجها" بكفه الكبيرة، فكأنها لازمة لزوم ما لا يلزم، ام لعله الاستايل يميزه عن غيره، يمسح بالكف الايسر وجهه وشلوخه ثمانية، مقسمة عى جانبي وجهه،

    يبتسم ثم يعقد ما بين حاجبيه، يخفض كتفه الأيمن فكأنما يساوي موقع القيطان في ياقة الجلباب.ولكنني لم اصب في ظني، حين قفزت سور المستشفى ذلك المساء وأنا ابن ست سنوات، خفير المستشفى والناس كانو في شغل عن الدنيا بالأنس وشراب الليمون وبرودته التي تبدد صهد المساء، يتسلون بالأحاديث التائهة في مجرة الطين، نظرت من "نملي" عنبر الرجال، الذي يصد البعوض، لم يكن أبي هناك، كانت "مرتبته" مطوية مكومة فوق سريره،

    كتلة يحفها الصمت والريبة والسكون، وعلى المنضدة المجاورة، المروحة تدور نصف دائرة مرة إلى اليمن ومرة إلى اليسار، وعلب "فروطة" الاناناس و"عمود" الطعام، و"ترمسة" الشاي، لم تكن أمي هناك ولا اخواتي ولا أحد من عواده، وعلى السرير المجاور يتمدد السيد "كرن" رفيق ابي في العنبر، ممدد من اول مرة رأيته، فكأنما خيط على الفراش لا يحار انفكاكا، يقرأ في مجلة الاذاعة والتلفزيون، وعلى راديو الترانسيستور كان كابلي يغني "صنعت له من فؤادي المهادا" ... كيف بدت حزينة حزينة موغلة في الأسى تلك الأغنية، منذ تلك اللحظة وأنا طفل لا اعلم ماهو الحب والحبيبة حزينة حتى هذه اللحظة، أزاح "كرن" المجلة عن وجهه قليلا ونظرني، لوح لي بيده مثلما يفعل عم عبد الباقي جالساً على عرش الميكانيكا، متوجاً من على مقعده العالي بقطار الديزل في محطة السكة الحديد، إشارة توحي بالنهاية، وعاد لمزاولة القراءة. في ذلك المساء، تعرفت على الموت للمرة الأولى، كان الموت طوقاً على السماء اصفر اللون، يتمطي على امتداد الأفق المظلم للمدينة، تمدد في الطرق المضاءة والطرق المظلمة، وبلاط بهو المدخل النظيف، والأطباء يغدون ويروحون، صامتون لا يجيبون على اسئلة الطفل، وسيارات الموريس البيضاء، رابضة تحت أشجار النيم، فكأنما كتب عليها الصيام عن الوقود،

    ولكن أحداً لم يدلني على مكان أبي.تكومنا في "كنبة" أنا وابناء خالي، نمنا وسماء الجزيرة لا تضن مزاريبها بالماء، ونساء لايبخلن بذارف الدمع يعولن ويعددن، ورجال بعمائم ووجوه من حجارة العنت والصبرقٌدت، شيالون للاسى، حمالون للنائبات، عرفت منهم الأقرباء والجيرة والبلديات وموظفي المكتب رفقاء الدرب، ناس المحكمة والمجلس البلدي وعمال الصحة والملاحظين والمعلنين والسعاة والبنائين والدلالين وعمال المنطقة الصناعية والعساكر وتجار مانيفاتورة وبائعي خضرة وعتالة سوق وممرضين وترزية وساعاتية والفقهاء والائمة وضاربي الرق، ناس الروف ومارنجان والجزيرة بورد، وكيل البوسطة ناس الديم والمزاد والعشير، ناس مية واربعطاشر والدرجة، ناس الأشغال والري، ناس القبة والصوفية، وعمي أبراهيم ولد عبد القيوم، جاءوا به مسند بالحشايا، في تكسي الخرطوم الأصفر، توقف أما باب بيتنا، نزل منها ثلاثة أعمام فارعين، تاج السر الذي اسموني عليه ذو البشرة القمحية، وبقي هو داخل العربة يتلقي العزاء في أخوه الحسن، جاء من غرفة العمليات بمستشفي بحري، حديث الجرح وهو ينزف،

    جاء لود مدني، رغماً عن نصائح الاطباء، جاء ليمنح أخاه الحسن فروض المحبة جاء ليودعه، خلت أن السماء ابتسمت، إنقشعت السحب وأنفلق الصباح، وأبي مسجي في البياض، ممدد في هيبة تليق بسليل الملوك، أزهر قلبي ذلك الصباح مثل بدر السماء، توحد الحزن الذي لا ادرك كنهه والكون والكائنات وانشاد الرباب وطيور السماء نضت عن فتنة الحسن الحجابا، وبلغ الأمر لمن تقضي لديه حوائج البرية.ثم شاء الذي تقضى لديه حوائج البرية، أن يكون إبراهيم أبي، وأن يعني بأمري، وأن أسمع ضحكته العالية المطمئنة، وأن أقتدي بزهده، وتواضعه وعلو هامته، والتزامه الصارم حد التضحية بالنفس، بكل ما آمن به، لا يقيم للدنيا وزناً وليس أجمل من أن تسمع لكنته الشايقية، حين ينادي أمي فيقول .. يا عاشي، ولعله ابرع من سمعته في عزف الطنبور.احب أهله وتنفس ارواحهم، أحب بناته الثلاث فغدون قرة عينه، كان لا يخاف مطلقاً ولعل في حادثة اصراره على تسليم مفاتيح صحيفة الايام لمجلس قيادة ضباط الانتفاضة ابلغ مثال، ومشاركته لثوار اريتريا القتال، التقيت في بيته بكثير من عظماء الدنيا ومن بينهم الذين غيرو مسار حياتي، ومن بينهم "حياتي" سائق الجيب الذي كان ياخذه إلى جريدة "الأحرار" كل مساء،

    لم يكن سائقه ولكنه صديقه، الكاتب العم "الريفي" صاحب صفحة"المرايا" ذلك الزمان، الطيب محمد الطيب رجل التراث، كان يفخر بي علناً ويناديني بالملك، محمد المهدي المجذوب قريبي من جهة الأم، فطاحلة مصوري الأعلام، صفيفة الحروف، وعمال التوزيع، كان يستمع إلى فكأنني الرجل الراشد وهو الطفل الذي ينصت في شغف للعلم، أذكره في بهو فندق بالاسكندرية، في زيارتي اليتيمة لمصر التي احبها من قلبه، خرجنا من المصعد لبهو الفندق الصقيل، فما ادر إلا وهو قافز في الهواء يغني..

    .بشوف لي جني يقيف في الصفينط لااافوووق يطير يندق لم يكن أحد من كبارنا يجرؤ على مثل هذه التعبير الأنيق، إلا هو فروحه لم تشخ حتى بعد أن تجاوز التسعين، يحدثني بكامل وعيه وخفة روحه على الاسكايب... إنت يا ابو السرة يا ولدي قاع تجيب الكلام ده من وين.. من أجل الديمقراطية إنتخبو زكريا، ثم ينفجر ضاحكاً، ما ابدع فوضاه الخلاقة، حين نشر خطابا خاصاً كتبته له، في جريدة الاتحادي في القاهرة، قال لي وددت أن أشرك الناس في هذه المتعة، ما أعظم إبداعه حين ينقل لك "البلد" بكامل حيويتها، وأنت مستلب في المدائن البعيدة، لم ازر البلد في حياتي، ولكنني عشت ومشيت في طرقاتها وترابها،وعجنت الطين وتتربلت على يديه، من خلال عشقه لها، النخل والكلام..

    الدحلوب والجر والقسيبا والقادوس والقلة والطوب والفرن والقحف، الكبيق البالوص الخُماره الكادق الجُره المزهرية البلوك المزراب. الكرّاب النقاع الاشميق البوغة الكشّق اللقدابة البندِق الرقراق الآرنيق النوريق الصايح البسديق الكُشر الشرو الدُقُل، صنع ابراهيم من نسيج من كل أنحاء السودان ، فكان برداً وسلاماً علينا، عاش نقياً وخرج مثلما ولدته جدتي فاطمة بت عبد الله، ومثلما تمناه جدي عبد القيوم سوركتي ، رحمهم الله جميعاً.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de