|
Re: مشائخ الطرق الصوفية يطالبون بإلغاء الماد� (Re: زهير عثمان حمد)
|
زيارة وزير الاوقاف السعودي للبلاد تشكل تحرشا مفضوحا بالصوفية شهدت بلادنا الاسبوع المنصرم نشاطا مكثفا للتيارات السلفية وخاصة المركز العام لجماعة انصار السنة المحمدية (الوهابية) ، وذلك تزامنا مع زيارة السيد وزير الاوقاف والارشاد السعودى التى استمرت مدة ثلاثة ايام ، وكانت البرامج المصاحبة للزيارة مكثفة جدا حيث حوت اضافة الى اللقاءات الرسمية التى توجها بلقاء السيد رئيس الجمهورية حوت لقاءات علمائية ومحاضرات واجتماعات مغلقة مع بعض الاشخاص والمؤسسات مما جعلها من الزيارات التى ازدحمت بالبرامج ومن هذا الباب يمكن اعتبارها ناجحة ، وبحسب تقييم الجهات المرتبطة ببرنامج الزيارة فانه قد أدى المطلوب منه وزيادة ، ولكن دعونا نقرا الأمر من زاوية أخرى لم يتم التطرق اليها – على الاقل بحسب تتبعنا الذى لاتدعى انه استقصائى مائة بالمائة – لنرى ماذا حملت لنا زيارة الوزير حفيد محمد بن عبد الوهاب؟+
مجتمعنا يرتكز كما هو معروف على قاعدة صوفية عريضة وليس فى هذا خلاف، فهل كانت زيارة الوزير الوهابى داعمة للحفاظ على هذا النسيج الدينى الاجتماعى والارث الثقافى الذى يقوم عليه مجتمعنا أم لا؟ لن نقول من عندنا شيئا بل ننقل – بالمعنى – عن اذاعة امدرمان وفى نشرتها الرئيسية الصباحية لليوم الثانى لوجود الضيف بالبلاد نقلت عنه قوله: ان الجانبين اتفقا على تكوين لجنة مشتركة يكون مناطا بها تحقيق هدف واحد وهو نشر الوعى والثقافة السليمة ، واسهاما من الحكومة السعودية فى الوصول الى هذا الهدف السامى فانها ستضطلع بتدريب وتاهيل الائمة والدعاة سواء أكان هذا التاهيل فى السودان أم السعودية ، على أن تتولى وزارة الاقاف السعودية الاشراف على البرنامج التدريبى مع تحملها لنفقات استضافة المتدربين، والشق الثانى فى عمل هذه اللجنة المشتركة هو مراجعة مكتبات المساجد الكبيرة فى كل البلد وتاهيل ما تحتاج الى تاهيل منها وتاسيس الاخرى فى المساجد التى لا تتوفر لها مكتبات مع توجه السعودية الى الدعم الكامل لمشروع المكتبات بالكتب والمساعدة فى انشاء اى مكتبة وتوفير الكنب والمخطوطات والعمل على تهيئة الظرف لاستقبال كل ما تطلبه هذه المكتبات سواء كانت مكتبات تقليدية او الكترونية رقمية وهنا نسال السادة دعاة الوسطية ونبذ التطرف فى بلادنا : الا يعتبر هذا نقضا لمبدا احترام الغير؟ القاعدة الصوفية الكبيرة فى بلادنا التى تتمدد بامتداد الوطن ألا يشكل هذا النشاط السلفى المكشوف تحرشا بها؟ على ماذا يدرب السيد الوزير السعودى الائمة والدعاة عندنا؟ وما الذى سيقدمه لهم من معارف غير الارهاب واقصاء المخالف والسعى لخلق الفتنة فى المجتمع؟ هل سيحل لنا الائمة والوعاظ الذين يتم تدريبهم فى السعودية هل يحلون الاشتباك بينهم وبين المجتمع الذى سيرفض اى مبادرات منهم خاصة اذا بداوا يعتدون لفظيا على القطاع الاوسع لاهل السودان ورموزهم من مشايخ الطرق الصوفية والفقراء الذين لن يقبلوا بتاتا باى تطاول على مشايخهم؟ وهذه الكتب الذى تعهدت الحكومة السعودية بتوفيرها وتغذية المكتبات القائمة وتأسيس الجديدة فماذا ياترى تحتوى هذه الكتب وما مضامينها ؟ انها بلا ادنى شك تحمل فى طياتها بذور الارهاب والفتنة التى اسس لها مشايخ التيار السلفى وبدت معالمها واضحة فى كتب الشيخ ابن تيمية وتطبيقاتها على الارض فى بعض المواقع التى سيطر عليها السلفيون ، فماذا يكون مصير بلادنا ان انتشرت هذه المكتبات والمعاهد العلمية التى تتبنى الفكر الوهابى الذى لايؤمن بالتعايش مع المخالف مما يجعل بلادنا ساحة رحبة للصراع بين مكوناتها الفكرية والثقافية والاجتماعية ان زيارة وزير الاوقاف السعودى للسودان لو كانت ذات طابع سياسى بحت لما كان هناك تخوف على المجتمع وتأثره السلبى بها لكن ان تكون الزيارة ناظرة بشكل اساسى الى صناعة التحول الثقافى فى بنية المجتمع فهذا ما يجعلها امرا خطرا يجب الانتباه له
| |
|
|
|
|