تمنيت أن أودع وزيرة الاتصالات تهاني عبد الله وهي تتأهب لمغادرة موقعها بعد أيام، بأفضل ما يكون، خاصة وأنها فعلت أخيرا ما كنت أدعو؛ له إذ أنها وجهت أخيرا موارد وزارة الاتصالات لتنفيذ مشروع
النفاذ الشامل، ولكنها للأسف أحبطتني، إذ أنها أصرت أن تمضي في ذات اتجاه إهدار الموارد وبصورة عبثية.
2
كنت قد حذرت ـ قبل عام ـ الهيئة القومية للاتصالات من إهدار مواردها وموارد شركات الاتصال في خدمة التجول بالرقم التي أُنفق فيها 32 مليون يورو ليستمتع مترفو المدينة بخدمة لا معنى لها. الآن وبعد مرور أكثر من عام لم يبلغ عدد الذين تحولوا بأرقامهم الـ15 ألف شخص، فإرضاء غرور هذا العدد الضئيل من جملة مشتركين بلغوا 28 مليونا يكلف الدولة والشركات مبلغ 32 مليون يورو. علما بأن الدولة تمد يدها يمينا ويسارا لاهثة وراء حفنة من الدولارات.
3
الآن، بفعل الاستشارات العقيمة لهيئة الاتصالات أصرت سعادة الوزيرة تهاني قبل مغادرتها، أن تهدر 10 ملايين دولار (عشرة ملايين دولار) وتهديها لشركات الاتصالات وكل ذلك دون أدنى مبرر، أي والله، عشرة ملايين دولار تبعثر في الهواء بلا معنى ولا جدوي في أكثر ممارسات الاستهار بالمال العام سوءا، المأساة أن البلد ليس لديها وجيع، استمعوا لهذا الخبر، وأسأل الله ألا ينتابكم مغص كالذي أصابني وأنا أطالع الخبر.
4
(أعلنت وزيرة الاتصالات الأستاذة تهاني عبد الله عن افتتاح مركز لشكاوي الاتصالات على الرقم 5050، مشيرة إلى أن المركز يستقبل كل شكاوى المواطنين وخاصة في الحالات التي لم يصل فيها المستخدم لتسوية مع الشركة المقدمة للخدمة في حالة عدم رضى المواطن من الحل الذي قدمته الشركة، مؤكدة أن المركز تجسير بين شركات الاتصالات والمواطن لتقليل جرائم المعلوماتية والاحتيال المضللة وشكاوى الإزعاج وشبكات التواصل والجرائم الإلكترونية). لم ينته الخبر هنا، بل أضافت شبكة الشروق في خبرها بتاريخ 27 -12 -2016 هذا النبأ: (وافتتحت الهيئة مركز الشكاوي والاستفسارات (5050) بتكلفة عشرة ملايين دولار، وذلك بحضور وزيرة الاتصالات وتقانة المعلومات د. تهاني عبد الله عطية).
يعني، لتجسير العلاقة بين المواطن وشركات الاتصالات (الخاصة جدا) تنفق الهيئة 10 ملايين دولار!!.
السؤال المحير: هل طلبت الشركات المعنية تلك الخدمة لتجسير العلاقة بينها والجمهور أم أنها من أفكار عباقرة الهيئة؟ لماذا لا تجسر تلك الشركات علاقتها مع المواطن وتنفق على تلك العلاقة لوحدها؟ ما دخل الهيئة في العلاقة بين شركات الاتصالات ومشتركيها؟. علما بأن تلك الشركات تمتلك مراكز خاصة بها لخدمة الجمهور توظف فيها الآلاف من الموظفين للرد على شكاوى المواطنين، يعني أن شركات الاتصالات ليست بحاجة لخدمات هيئة الاتصالات فمن المستفيد الأول؟. يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها.. تلك قصة عجيبة..! نواصل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة