منذ زمن كنت أنوي ايجاد أداة مساعدة للمحلل المبتديء، قاموس مصطلحات من اجل تغطية شؤون الجالية الروسية. لكن المشكلة هي أنه من المحرج نشر قاموس صغير إلى هذا الحد مكون من 5 ـ 10 كلمات في الاكثر. إن دور الروسي صاحب القوة والخطير، يقوم بلعبه في اسرائيل منذ سنوات شخص واحد فقط، جذب اليه جميع الصور الدراماتيكية والتصويرية: خريج وطن الـ كي.جي.بي وايفيت الفظيع من جهة وكلب بوتين وعامل المخزن من الجهة الاخرى. منذ وقت قصير ارتفعت قرون روسي آخر، له صورة مختلفة وهو الروسي الحكيم، راسبوتين (روني دانييل عن زئيف الكين في ستوديو الجمعة). هذا هو الامر. لا أكثر من ذلك. باستثناء الاشخاص البسيطين في الشعب (الروسي) بالطبع، اولئك الذين يلبسون قبعات الفرو وينزلون من الطائرة، لكنهم غير هامين لأنهم تجمدوا في الزمن. يمكن القول إنهم يشاهدون عرضا أبديا لمسرح «غيشر» أو القناة 9. وليس مهما ما يهتمون به. تقاعدهم بقي في الخلف «عند الأم روسيا» (يوسي فيرتر، «هآرتس»، 23/5). من يتذكر أن اغلبيتهم قد عملوا هنا على مدى الـ 25 سنة الاخيرة. ويجب التذكير بأن السقف الزجاجي هو سقف وهمي (أمير اورن، «هآرتس»، 30/5). لقد كان اثنان من الروس في مناصب رفيعة المستوى في جهاز الامن، اليكس طال الذي هاجر إلى البلاد في 1958 ويعقوب كدمي الذي كان مسؤولا عن احضار اليهود من الاتحاد السوفييتي. نتان شيرانسكي ايضا وصل إلى الوظيفة العليا كرئيس للوكالة اليهودية (المسؤولة عن احضار من بقي بعد كدمي). السقف الزجاجي غير موجود لدرجة أن العقل لا يحتمل أن يحتل الحارس الليلي لنادي اتحاد الطلاب، وزارة الدفاع. هذا يناقض المنطق السليم حيث أن الحراس لا يحصلون على الامتيازات وهم يستمرون في الحراسة. أما المناصب العليا فيحتلها خريجو حركات الشبيبة أو مواصلو طريق جابوتنسكي في اسوأ الحالات (كان روسيا، أين هو سقف الزجاج إذاً؟). الشخص الذي يحيط به دخان كثيف للاشتباه بالفساد عدة سنوات، يفضل أن لا يكون على رأس وزارة الدفاع أو أي وزارة اخرى. هذا شيء لا يمكن الجدل حوله وليس هناك يقين أن أي أحد سيختلف على ذلك، باستثناء اعضاء الائتلاف الجديد. من الواضح ايضا أن الشخص الذي يتفاخر بكراهيته للعرب، هو مرشح سيء لمنصب يحتاج إلى شخص مسؤول عن ملايين من العرب الذين لا حقوق لهم ويعيشون تحت الاحتلال. لكن يصعب عدم ملاحظة أنه في النقاش الإعلامي والتحليلي حول تعيين ليبرمان يوجد عامل له وزن وهو خوف مجهول من الآخرين مليء بالسخرية الموجهة دائما للخارج وليس إلى الداخل. حيث يتم الاعتراف بحقوق الآخرين إلى أن يهددوا بعمل ما لا يقبله العقل: الوصول إلى القمة. يبدو أن هذا الشعور كان من وراء الاستخفاف بوزير دفاع آخر لم يأت من الجيش، وهو عمير بيرتس. بيرس هو مهاجر، وليس من دولة انجلوسكسونية وهو ايضا من المحيط الاجتماعي. قضية تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع أثبتت أنه على الاقل بكل ما يتعلق بالتنافس مع النخبة، فان لمتحدثي الروسية امور كثيرة مشتركة مع الشرقيين ـ حتى لو لم يكن مؤكدا أن أحدا من ممثلي المجموعتين في الكنيست سيفرح لسماع ذلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة