عملت لفتره تجريبيه فى الجامعه الشهيره هارفارد بولايه ماس Massachusettsكمتدرب فى قسم الطب الشرعى مبعوثا من جهه عملى .. الحقت فى المبنى الرئيسى فى مشرحه الموتى والمعمل الملحق بها وسط الجثامين ورائحه النفتلين بدوام يبدأ الساعه السادسه صباحا ... وحتى اتمكن من الحضور فى المواعيد استلمت مفتاحا لاحد الابواب لكليه الطبفى اليوم الثالث للعمل وانا متعود على الطلاب والاطباء الجميلين .. و الموتى الحزانى فى الثلاجات الى من كاربيين و افريكان و بيض واستمتع باختبار فراستى على معرفه المات موت الله والمات غيله وغدرا ..لم يخطر ببالى اننى سوف احصى واصنف الموتى ..فى صباح ماطر و ليله عاصفه وانا اهم بمراجعه بعض الملفات فى الدواليب فى داخل المشرحه وخلفى تلاجات الموتى ذات الابواب الزجاجيه والموتى ينامون بسلام فى بروده وبرود ... اذ فجأه ينقبض قلبى وبسماع صوت رقيق مع حفيف التكييف فى المشرحه و مع ازيز المرواح ورائحه الموتى مخلوطه بالمواد الحافظه مع افكار سوداء تنتابنى من لحظه وصولى هذا المكان الاسودالصوت يتنهد بصوت من بلدى و اهات لا تغبانىقلت بسم الله بسم الله بسم اللهالعباره التى وصلت الى اذنى (احى يا أمى )قلت بسم الله الرحمن الرحيمركعت جاثما على ركبتى ....فجأه فى وجهى تماما انثى سمراء من الاحياءسمراء تلبس بالطو ابيض و ساعه خفيفه و حذاء طبى واحمر شفاه خفيف و قوام ممشوق و خصله واحده كالحصان فى الخلف وثدين نائمين فى دلال و خاتم برونزى فى اليد اليسرى لا يوضح وضعها العائلى وفستان مائل الى اللون الفضى فوق الركبه تماما ونصف ابتسامه حنونه وهدؤ وسماحه و جفلان فى العيون وكحل معمول بعنايه و نظارات طبيه خفيفه و تسريحه شعر ومكياج معمول بحبحمد الله كثيرا انها من الاحياء وليست من الامواتبادرت بهاىو تسمرت ولم ارد عليها الا برأسىسألتنى عن اننى جديدا معها فى المعمل ولا فى فتره مؤقتهولا مع تدريب ولا طالبكلام قالته لا يتسق مع بعضه دال على ارتباك واحاسيس دم واحاسيس غامضه من كليناانصرفت وانا فى قمه ربكتى الى ركن قصى منشغلا بعمل جديدا ومنشغلا بأختلاس النظر اليهاجلست على كرسى عالى من كراسى المعملاخرجت كتاب على ما ظنه الحصن الحصينفركت يديها ورفعتهم الى السماء ملحه بدعاء لم اسمعهلم اتبين حتى الان ديانتهاظللت اراقب خلسهخلفت الرجل اليسرا ولبست قفازات بيضاءلونها مائل الى الاخضر البنفسجى مماثل الى الوان من شمال السودان ومن الانفسناتتراوح بين الثامنه والعشرين والخامسه والثلاثيناحيانا يرسل الى التيار بعض من روائحها الخفيفه و ذاكره انفى قبلت هذه الروائح بمعرفه وثيقهتجرأت و تحركت نحوها كأننى فى حاله عمل وترتيب لبعض ترابيز التشريح التى يستلقى فيها الموتى ليكتشف الاحياء سبب موتهم اقتربت منه حتى دنوت منها والمسافه بينى وبينها تمكننا من سماع انفاس بعضينا اختلست النظر بمهاره واجرام لمحت فى الشنطه الخاصه بها سبحه و صوره لامرأه كالامهات زاد احساسى بها وقربى نفسيا ووجدانيا و جعلى قلبى مطمئناسأتنى مره اخرى بانجليزيه كلغه ام عن اسمى .. اعلمتها باسمى كاملا حتى جدىوجمت ورجعت الى الخلف و خلعت الجوارب بعصبيه و دارت وجهها عنى و لعلها اكتشفتنىاصبحت اطاردها بعيونى بقوه وجساره و لا تقوى على مواجه نظراتىفى نهايه اليوم الاول وانا على الباب خارجا بانتهاء عملى قلت لها بسودانيه فجه لى بكره يا بتنااومأت برأسها بطريقه اجنبيه داله على الفهم والموافقهرفعت يديها ملوحه فى الهواء بوداع مترددهرجيت الباب الخارجى بقوه و ظلت واقفه فى وسط المعمل تنظر الى دون ان تتحركعلمت فى نفس الليله انها من ابوين سودانيين وولدت هنا وترعرعت هنا ودرست الطب ومسؤله عن المشرحه وسافرت الى السودان مرارا مع اسرتهااستعديت باكرا الى عملى ممنيا نفسى بفك طلاسم هذا الملف الذى استهوانى و دخل قلبى رغم جراحى ولكننى واثق فى نفسى فى التعامل بمهاره مع السودانيات فى كل المحافل ممنيا نفسى بحب ازلى و ان ترضى عنى و تتحدث معى ....
(عدل بواسطة فرح on 05-27-2016, 08:35 AM) (عدل بواسطة فرح on 05-27-2016, 08:38 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فرح
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست