رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-الترابي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 12:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2016, 11:03 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-الترابي

    10:03 PM March, 06 2016

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    رحل الشيخ...

    ارتاح بعد طول سفر..

    حط رحاله بين يدي ربه..

    رحل الذي كان يحب الشهيدان علي عبدالفتاح وأنس الدولب يرددان عنه:

    سكن المنشية..

    وفي كل بلد سوالو سرية..

    واحدين زهاد

    وواحدين عباد

    وواحدين هناك سووه جهاد

    رحل الرجل الذي حفظ القران في صباه وكرس له عمره المديد

    رحل الذي تصدى للعمل العام ستين عاما كلها كان مغضوبا عليه فيها ومطلوبا من السلطان عدا حوالي اربعة سنوات من عهد النميري و عشر سنوات من عمر الانقاذ!!

    خمس واربعون عاما مطلوب من السلطة ومعارضا لها لم يعارض فيها يوما واحدا خارج السودان.. تقلب فيها بين سجون السلطان وساحات الفكر...

    رحل الذي كتب فيه امام علي الشيخ:

    فتى اخلاقه مثل

    وملء ثيابه رجل

    يعج الحق في دمه

    ويزحم صدره الامل

    رحل الرجل الذي ارتضى مواجهة السجن والموت داخل الوطن في نهاية الستينات وبداية السبعينات وارسل كل اخوانه للخارج تأمينا لهم ورتب لهم اكمال دراساتهم العليا وحثهم على تحسين اوضاعهم المالية بينما كان يقبع في كوبر السنين الطويلة..

    رحل الذي تختار عند نجاح مغامرة الانقاذ ان يبدأها من السجن رغم انه كان أطول اخوانه سجنا..

    تراه الصبح مبتسما

    كأن حياته جذل

    ينم سلوكه عنه

    ويتبع قوله العمل

    تراه الليل في ركن

    قصي وهو يبتهل

    بلا ذنب تقارفه

    كأن حياته خطل....

    رحل الرجل الذي أخرج المرأة من أعراف انها مخلوق شيطاني غير مرغوب فيه الى شريك فاعل في صنع الحياة معتزة بمبادئها ودينها وحجابها..

    رحل الرجل الذي كان دائما ما يتم بتر افكاره واجتهاداته وفتاويه واخراجها من سياقها والتبشيع به بناء على هذا وباعلام كثيف اجتمع عليه السلطان مع ادعياء السلفية مع العلمانيين ولكن رغم ذلك لا يتأثر ولا يتراجع لأنه لا يسعى لسمعة ولا لرضاء الناس كما يفعل معظم علماء ومفكري عصره لكنه دائم التركيز على رسالته.. على استعداد لبذل كل شيئ في سبيلها ومن ابسط ذلك سمعته وصورته في ذهن الناس... وهذا فقط أكثر ما يميزه عن علماء ومفكري عصره.. لا يسعى لارضاء الناس والتملق لهم.. لا يبحث عن مجد شخصي..

    رحل واستراح...

    بعيدا عن مفاتنها

    فلا تصطاده المقل

    عزوفا عن بهارجها

    وطوع حسامه الامل

    هناك الخلد مسكنه

    هناك الحور والاهل...

    رحل الرجل رائد تجديد الفقه وأصوله والفكر الاسلامي.. ومطلق ثورة النظر في تراث المسلمين وبعثه وتجديد ما تجمد وتكلس منذ القرن الثامن الهجري..

    رحل الرجل الذي ربما سيعلم المسلمون بعد خمسين او مائة سنة قادمة اي رجل فقدوا

    اللهم اغفر لعبدك حسن الترابي وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.. وجازه بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا..

    منقول

                  

03-05-2016, 11:06 PM

Adil Ali
<aAdil Ali
تاريخ التسجيل: 10-25-2003
مجموع المشاركات: 1641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    إنت (متأكد) إنك بتتكلم عن حسن عبد الله الترابي بتاع إنقلاب الإنقاذ؟؟
                  

03-05-2016, 11:06 PM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: سكن المنشية..

    وفي كل بلد سوالو سرية..

    ونعم بالزاهد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

                  

03-05-2016, 11:17 PM

ABDALLAH ABDALLAH
<aABDALLAH ABDALLAH
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 7628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: مني عمسيب)

    Quote: تصدى للعمل العام ستين عاما كلها كان مغضوبًا عليه

    فى دى صدقت يا سيف اليزل
    فعلاً حسن الترابى كان مغضوب عليه !!!!!!!!!!!!

    (عدل بواسطة ABDALLAH ABDALLAH on 03-05-2016, 11:21 PM)

                  

03-06-2016, 00:44 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: ABDALLAH ABDALLAH)

    ﻭﺭﺣﻞ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﻔﻜّﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﻴﻦ ... ﺩ. ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ !

    ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺟﻤﻌﺔ ﺍﻷﺷﻘﺮ

    ﻛﻠﻤﺎ ﻫﻤﻤﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺳﻘﻄﺖ ﻳﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﺭﻫَﻘﺎً ﻭﻭﺟﻌﺎً ،

    ﻓﺬﺍﻙ ﻋﻤﺮ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻣﺘﺪ ﻟﻨﺤﻮ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ، ﻛﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻨﻪ

    ﺛﻢ ﺍﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﻨﻜﻮﻥ ﺣﻮﻟﻪ ، ﺛﻢ ﻛﻨﺎ ﻣﻌﻪ، ﺛﻢ ﺍﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺑﻨﺎ

    ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻟﻪ ﻭﻧﻘﺮﺃ ...

    ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻭﻳﺴﺠّﻠﻮﻥ ﻭﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﺧﻠﻔﻪ ، ﻛﺎﻥ

    ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺫﻛﻴﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪﻳﻦ ، ﺍﻟﺪﺍﺋﺒﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ، ﺍﻟﻤﻨﻔﺘﺤﻴﻦ

    ﺍﻟﻘﺎﻧﻌﻴﻦ ... ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻔﺮّﺱ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﻛﺎﻷﺳﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻻ

    ﻟﻴﺼﻄﺎﺩﻫﺎ ﺑﻞ ﻟﻴﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ .

    ﻟﻢ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻌﻼﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ

    ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ، ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺭﺍﺀ ... ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ

    ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘّﻬﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜّﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ، ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﻢ

    ﻭﻳﻘﺮﺃ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻭﻳﺮﺳﻢ ﻟﻬﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﺗﻔﺼﻴﻼً

    ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻴﻪ؛ ﻛﺎﻥ ﺩﻗﻴﻘﺎً ﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮﻗﻪ

    ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ، ﻣﺸﻬﺪﻳﺎً ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ، ﻳﻠﺨّﺺ ﺁﺭﺍﺀﻩ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ

    ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻗﻮﻳّﺔ ﺍﻟﺴﺒﻚ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻝ .

    ﻛﺎﻥ ﻋﻨﻴﺪﺍً ﻳﺒﻠﻎ ﻋﻨﺎﺩﻩ ﺣﺪ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ، ﻧﺸﻴﻄﺎً ﻣﻔﺮﻃﺎً ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﻭﺳﻌﻴﻪ ،

    ﻋﺎﺑﺪﺍً ﻳﺘﻌﺐ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺭﺍﺀﻩ ، ﻭﻣﺎ ﺃﺯﺍﻝ ﺃﺫﻛﺮ ﻭﻗﻔﺎﺗﻪ ﻭﺭﺍﺋﻲ

    ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺻﻠّﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ

    ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ .

    ﻛﺎﻥ ﻛﺘﻮﻣﺎً ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺼﻤﺖ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭٍ ﺑﻤﻴﺰﺍﻥٍ ، ﻳَﺰِﻥ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ،

    ﻭﻳﻌﻨﻲ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻔﻪ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ

    ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﺴﺘﻄﻴﻞ، ﻟﺘﺘﺴﻊ ﻟﻤﺮﺍﺩﻩ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﺍﻷﻟﻤﻌﻲ

    ﺍﻷﺩﻳﺐ .

    ﻛﺎﻥ ﻛﺮﻳﻤﺎً ﻣﺴﺮﻓﺎً ﻓﻲ ﻛﺮﻣﻪ، ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻻ ﺑﻤﺎﺋﺪﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ

    ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻤﻘﺎﻣﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ؛ ﺑﺸﻮﺷﺎً ﻳﻤﻸ ﻋﻴﻨﻴﻚَ ﻫﻴﺒﺔً ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺧﻮﻓﺎً ﺇﺫ ﺇﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ

    ﺗﺘﺴﻠﻼﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﻴﻜﺘﺸﻔﻚ .

    ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻜِّﺮﺍً ﻋﺎﻣﻼً ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ

    ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻭﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻭﻳﻨﻈّﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺑﻼ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻭﻻ ﻣﻌﺮﻛﺔ،

    ﻓﺨﺎﺽ ﻣﻌﺎﺭﻛﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻋﺎﺵ ﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺅﺍﻩ

    ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ .

    ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻄﺊ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﻩ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﺧﻄﺎﺀ، ﻭﻓﺎﺗﺘﻪ

    ﺃﺧﻄﺎﺀ ، ﻭﺍﺳﺘﺪﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻴﻤﺎ ﻇﻦّ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺟﺎﻧﺒﺘﻪ

    ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻟﺨﺎﺻّﺘﻪ ﺑﻤﻮﺍﺿﻊ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﺑﻮﺻﻠﺘﻪ .

    ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ ﺭﻏﻢ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺷﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺃﻏﻀﺒﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ،

    ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﺩّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ، ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻯ ﺁﺭﺍﺀﻩ ﻓﻲ

    ﺳﻴﺎﻕ ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻻ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﺇﻻ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ

    ﺗﺼﻮّﺭﻩ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺪﺍﻝ ﻷﻧﺸﺄ

    ﺻﻴﻮﺍﻧﺎً ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ

    ﻳﻨﺎﻗﺸﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﻤﻜّﻦ، ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕُ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻭﺭﺗﻪ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ

    ﻋﻤﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻷﺷﻘﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﻜﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﺍﻧﻲ

    ﻓﺎﺳﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﻣﻨﻪ ﺳﺎﻋﺔً ، ﺛﻢ ﺳﻜﺖَ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻠﻤّﺎ ﺃﻟﺤﺤﺖُ

    ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺒﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ ! ﺇﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﺠﺔ ، ﻭﻟﻪ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻗﻮﻱ ،

    ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻻ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻟﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ، ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻛﻼﻡ ﺟﻤﻊ ﻏﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺪﻣﻴﻦ ؛

    ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻌﻪ ﺃﻥ ﺃﻧﺼﺤﻪ ﺃﻻ ﻳﺠﺎﻫﺮ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﺘﻰ

    ﻟﻮ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﺻﻮﺍﺏ .

    ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﻘﺮّﺑﻴﻦ ﻣﻤﻦ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺒّﻪ ﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ

    ﻟﻲ : ﺇﻥ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻌﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺒﻖ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺑﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ، ﻭﻓﺎﺗﻨﺎ ﺑﻘﻄﺎﺭﻩ

    ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺑﺘﻔﺮّﺩﻩ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ

    ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺍﻗﻌﻪ ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﺍﻷﻟﺪﺍﺀ

    ﻳﻨﺼﺤﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺃﻻ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻭﺇﻻ ﻓُﺘِﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﺫ ﻫﻮ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺴﺎﺣﺮٍ

    .

    ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺪﺩﺕُ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺟﻴﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،

    ﻓﺠﻤﻌﺖُ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻭّﻧﺎﺕ ، ﻭﻗﺮﺃﺕ ﻟﻪ ﻭﻋﻨﻪ ،

    ﻭﺳﻤﻌﺖُ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺛﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻟﺠّﺔ

    ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻏﻮﺍﻣﺾ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﻋﻮﻳﺺ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ؛ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺃﺑﻴّﻨﻬﺎ

    ﺑﻨﻘﺪٍ ﻭﺗﻮﺿﻴﺢٍ ﻻ ﻣﺸﺎﻏﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﺎﻧﺪﺓ ﻷﺣﺪ .

    ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ، ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﻄﺔ

    ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺠﻬﻠﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺨﻨﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ

    ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲّ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻓﻴﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺗﻪ ﻣﺴﺎﺭﺍً ﻣﺼﻮَّﺑﺎً ﻧﺎﻓﻌاً

    د اسامه الاشقر

    كاتب فلسطيني

                  

03-06-2016, 01:07 AM

elhilayla
<aelhilayla
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رحم الله العم حسن رحمة واسعة

    ونسأل الله تعالي أن يدخله الجنة مع الصديقين والشهداء

    وأن يخلف البركة في الذرية

    _______

    زين العابدين

                  

03-06-2016, 01:15 AM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: elhilayla)

    إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ

    لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ

    وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ

    لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ

    قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ

                  

03-06-2016, 01:25 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف الدين بابكر)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نعي الشيخ حسن عبد الله الترابي

    جمعتني أول مرة بالعزيز الراحل الشيخ حسن عبد الله الترابي الدراسة في جامعة الخرطوم، فقد كنتُ في أول فصولها وكان في آخرها، ثم التقينا في بريطانيا إذ كنتُ طالباً جامعياً في أوكسفرد وكان طالباً فوق الجامعة. وتزاملنا في اللجنة التنفيذية للطلاب السودانيين في المملكة المتحدة.

    شدني إليه علمه والإخلاص للدين والوطن، واتفقنا أن بعث الإسلام قضية إحيائية لا ماضوية تستوجب استصحاب نظم العصر الحديث التي تكفل حقوق الإنسان، والتي تحقق تنمية اقتصادية عادلة، والتي تحترم التنوع الثقافي والجهوي في السودان، هذه المعاني جسدناها في ستينات القرن العشرين في تحالف بعنوان {مؤتمر القوى الجديدة} شمل معنا حزب سانو بزعامة الحبيب الراحل وليم دينق، وآخرين، ثم جددناها لاحقاً في أوائل الثمانينات في تكوين مشترك سميناه جماعة الفكر والثقافة الإسلامية واخترنا له الأستاذ مدثر عبد الرحيم رئيساً.

    ولفرط تقديري له منذ تعارفنا الوثيق زوجته شقيقتي السيدة وصال بمبادرة مني واستجابة منه ومنها. وشهدت علاقاتنا تعاوناً وثيقاً لمدة من الوقت، لا سيما في الموقف ضد النظامين الانقلابي الأول والانقلابي الثاني. وفي الحالين لمسنا منه ومن جماعته وعياً وصدقاً وإقداماً.

    صحيح فرق بيننا الموقف من قوانين سبتمبر 1983م التي أيدوها واعتبرناها تشويهاً للإسلام، والموقف من الديمقراطية الثالثة التي حرصت أن نشترك معاً في أسلمة قومية وسلام عادل وشامل، ولكنهم استبطأوا نهجنا فاختاروا التجربة الانقلابية التي دبروها وعارضناها.

    ثم ومنذ لقائي به في جنيف في 1999م بدا استشعارهم بالخطأ الذي انتهى بندم على التجربة كما صار معروفاً حتى آخر الأيام.

    ومهما كانت تقلبات السياسة، فقد كان الشيخ حسن عبد الله الترابي عالماً محققاً ومجتهداً، وقائداً مدبراً قوي الإرادة، يقف الآن أمام العادل الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء.

    رحمه الله رحمة واسعة، وأحسن عزاء وصال والصديق وعصام الدين ومحمد عمر وسلمى وأسماء وأمامة وذراريهم، وآل الترابي، وآل المهدي، وزملائه في المؤتمر الشعبي، وسائر تلاميذه ومحبيه، وليعلم الجميع أن يدنا ممدودة لبعث إسلامي صحوي وسودان الحرية والديمراطية والسلام، السودان العريض الذي يحفظ وحدته باحترام تنوعه، رايات بإذن الله نسقط دونها ولا تسقط: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).

    (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[1]

    الصادق المهدي

    القاهرة في 5 مارس 2016

                  

03-06-2016, 02:09 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7351

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الرجالة ملحوقة

    موته خبر سعيد

    فهذا إسلامي كلب و مجرم

                  

03-06-2016, 05:23 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: طه جعفر)

    Quote:

    رحمه الله رحمة واسعة، وأحسن عزاء وصال والصديق وعصام الدين ومحمد عمر وسلمى وأسماء وأمامة وذراريهم، وآل الترابي، وآل المهدي، وزملائه في المؤتمر الشعبي، وسائر تلاميذه ومحبيه،

    (وليعلم الجميع أن يدنا ممدودة لبعث إسلامي صحوي) وسودان الحرية والديمراطية والسلام، السودان العريض الذي يحفظ وحدته باحترام تنوعه، رايات بإذن الله نسقط دونها ولا تسقط:

    العبارة أعلاه مثل ان تقول، رحــم الله الفقيــد وعندنا وكالة سفر في شارع الجمهوريـة بأسعار مخفضـة.

    تعنى ان السيــد الصادق يريد حصـاد عضوية المؤتمر الشعبى والإسلاميين. (ان يدنا ممدودة).. وفى رأيى لم يكن التوقيت مناسبا والرجل لم يدفن بعد.

    أقول له ان خطة وحدود ساكس بيكو او أيا كانت اسماهما

    قد انتهت فعاليتها والمنطقة برمتها مقبلة على تدابير جديدة والسودان كما عرفناه سوف لن يكون بذات الشكل. الدول الفقيرة اقتصاديا وكبيرة الحجم صارت

    مثل الديناصورات، كبيرة الحجم وقليلة المقدرة على الحركة والمناورة، ولم يعصمها من الإنقراض والتفكك إلا تخلف المنطقة الإقليمية برمتها.. ولكن في هذا

    الزمن فلا بد من الموازنة بين حجم الدولة وبين مقدرة حكوماتها على ادارتها، والمقدرات الإدارية ليس بينها الحلول الأمنية لقمع الشعب، ولكن تقوية

    الجيش لحماية الحدود وتقوية وحدة الجبهة الداخليـة.. وانسى حكاية صحوة وغفـوة فإن المسلمين السودانيين كانوا وما زالوا متدينين وصاحين عيونهم ريال.

    وما دعاويكم المشؤومة هذه سوى وسيلة لإستغلال الدين لتتسلطوا على الشعب مرة أخرى.. ولكن هيهات فإن الناس علمت، ومع الأسف بالتجربة، هذه

    الحيل ولن تجدى هذه الألعاب البهلوانية مرة أخرى. اسلام السودانيين هو التصوف والزهد عن الدنيا والسلطة، والتسامح الفطرى.. وليس الإسلام الحركى الذين

    تريدون من وراء الدعوة اليه امتطاء ظهر الشعب.. هذه الميزات التي فقدتموها وتريدون العودة اليها عن طريق استغلال الدين.

    ويريد السيد الصادق بإيراد الاية: **وكتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادى الصالحون** يريد بها إعادة أسطوانة التمكين المشؤومة،

    وإلا فماذا يعنى؟ ولو كانت تعنى كل الشعب، بكل اديانه وطوائفه فهذه معروفة ولا تحتاج لفتاوى.. وهم أساسا وارثين السودان ومقيمين فيه واحرار، فماذا

    يريد ان يضيف السيد الصادق سوى تمكين رهطه من الاخوان المسلمين مرة أخرى؟

                  

03-06-2016, 06:06 AM

Hatim Alhwary
<aHatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: Abureesh)

    Quote: ولفرط تقديري له منذ تعارفنا الوثيق زوجته شقيقتي السيدة وصال بمبادرة مني واستجابة منه ومنها. وشهدت علاقاتنا تعاوناً وثيقاً لمدة من الوقت، لا سيما في الموقف ضد النظامين الانقلابي الأول والانقلابي الثاني. وفي الحالين لمسنا منه ومن جماعته وعياً وصدقاً وإقداماً.

    يا امام لا ادري كيف غاب عنك أن الترابي ميكافيلي جشع للسلطة والتفوذ والتمكين ...لايحده خط احمر...اخلاقي كان ام اسري

    اخطائكم يا امام دفع السودان والسودانيين ثمنها غاليا جدا

    للاسف انت من "مكن" له رقابكم ورقاب السودانيين

                  

03-06-2016, 04:00 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: Hatim Alhwary)

    Quote: د.طارق السويدان ناعياً الترابي : جمعنا الله به في الفردوس الأعلى ورفعه عنده في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين

    نعى الدكتور طارق السويدان ، الشيخ حسن الترابي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، ونشر صورة سابقة جمعته بالشيخ الترابي .

    وكتب السويدان ( رحمة الله تعالى على الشيخ العلامة د. حسن الترابي وجمعنا به في الفردوس الأعلى ورفعه عنده في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين )

                  

03-06-2016, 04:02 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    للعطر افتضاح

    احتجاب الملهم

    * لم تعرف الساحة السياسية السودانية في تاريخها كله شخصيةً مثيرةً للجدل أكثر من الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي، رحمة الله عليه، الذي انتقل إلى رحاب ربه أمس، بعد أن خلف إرثاً فكرياً، ومنتوجاً سياسياً، يصنفه في زمرة أبرز الشخصيات التي لعبت أدواراً بالغة الأهمية في تاريخ السودان المعاصر، وتعدته لتلقي بظلالها وتأثيراتها القوية على العالمين العربي والإسلامي.

    * يختلف الناس حول الترابي السياسي، وتشتجر الآراء حول أفكاره وأفعاله وأقواله ورؤاه، لكن الاتفاق على الترابي العالم العلامة، والمفكر المجدد في أمور الدين والدنيا سيظل حاضراً بعد رحيله، مثلما ظل ماثلاً حتى آخر أيام حياته، عندما ألقى محاضرةً قيمةً حول العقود السياسية والاجتماعية والتجارية بمسجد القوات المسلحة بعد صلاة الجمعة يوم أمس الأول، بحضور الرئيس البشير.

    * سيرته الذاتية تستحق التدبر، لأنها حفلت بطموحٍ وثاب، وقوة في الإرادة، وصدق لافتٍ في العزيمة.

    * سيرة حفها ذكاء نادر، ونبوغ مبكر، تجلى في تفوقٍ أكاديمي مذهل، أهَّل صاحبه لأن يلج كبرى الجامعات السودانية لدراسة القانون قبل أن يكمل عقده الثاني، وقاده للحصول على درجة الماجستير في واحدة من أشهر الجامعات البريطانية، وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وأهله للحصول شهادة الدكتوراه في جامعة السوربون الفرنسية، وكان عمره وقتها (32) عاماً فحسب.

    * تلك المسيرة الأكاديمية المبهرة قد لا تدير الرؤوس لو أنجزها أحد في مطالع الألفية الثالثة، لكنها لم تكن كذلك في خمسينيات القرن الماضي، علماً أن صاحبها قرنها بإجادة عدد من أشهر اللغات الحية، وبمنتوجٍ فكري غزير، حمل تجديداً مؤثراً في أمور الدين، أثار حفيظة كثيرين، واستعدى عليه البعض، لكن جرأة الشيخ جعلته يواصل نهجه، ليسبغ قوة شخصيته وغزارة علمه وسعة أفقه على واحدةٍ من أقوى الحركات السياسة السودانية المعاصرة.

    * رفد الترابي المكتبة الإسلامية بمجموعة مؤلفات قيمة، شكلت إضافةً نوعيةً مؤثرةً في زمن الخواء الفكري، والجمود الفقهي.

    * آمن الشيخ الراحل بأهمية تجديد أصول الفقه، وسعى إلى تحرير المرأة من قيود التخلف، واجتهد لإشراكها في كل أمور الدين والدنيا، واجترح آراء بالغة الجرأة، ولم يكف عن ابتكار الأفكار حتى عندما قذفت به الأقدار خلف الجدران الموصدة.

    * من يتدبرون سيرة شيخ حسن رحمة الله عليه سيجدون أنه أمضى ثلث عمره في السجن، ثمناً لإيمانه بنهجه وقوة تمسكه بأفكاره، وثقته في نفسه وطرحه، وسيلحظون أنه لم يستنكف مراجعة مواقفه، ولم يتردد في تجاوز غبائنه السياسية، بدليل أنه ختم حياته داعياً إلى الحوار، ومجتهداً لتوحيد الحركة الإسلامية، بطرحٍ جديد، ومصطلحٍ فريد، حرك به ساكن الساحة السياسية كعادته، بحديثه عن (النظام الخالف) الذي حاول أن يجمع به الأشتات، ويوحد به خصوم اليوم، رفاق الأمس.

    * سيصعب على المحللين أن يتبينوا ويدققوا ويحسبوا التأثيرات المحتملة لاحتجاب الترابي عن الساحة السياسية السودانية، لأنه كان لاعباً محورياً في كل فعلٍ، وسيكون التحدي الأكبر مطروحاً في ساحة حزب المؤتمر الشعبي، الذي فقد برحيل الترابي قائداً ملهماً، وزعيماً خالداً، يصعب تعويضه، ويستحيل استنساخ خليفةٍ يماثله في نصاعة الحجة وقوة الإلهام، والقدرة على تجميع الأشتات، وتحويل مواطن الضعف إلى مصادر قوة ومنعة.

    * اللهم إنه عبدك وابن عبدك احتاج إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه، إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه، وكفى بالموت واعظاً.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).

    مزمل أبو القاسم

                  

03-06-2016, 04:03 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كتب علي عثمان

    حسن الترابي إمام بلا جماعة

    ﺳﻴﻈﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺎﺕ ﻭﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﻞ ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻓﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﻻﺋﻤﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻷﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺑﻞ ﺗﺒﻘﻲ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻓﻤﻦ ﻣﻨﺎ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻻﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﻓﻐﺎﻧﻲ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ .

    ﻭﺳﻴﻈﻞ ﺍﻟﻐﺮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺮﺳﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻓﻜﺎﺭ ﻭﺗﺠﺎﺭﺏ ﻳﺼﻌﺐ ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ ﺍﻭ ﺍﻗﺘﻼﻋﻪ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻻﻣﺔ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺘﻔﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﺍﻧﻚ ﺗﻘﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺍﻧﺠﺒﺖ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺟﺪﻻً ﻭﺍﺩﻋﺎﺀﺍً ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻋﻈﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭ ﺑﺤﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺑﺤﻜﻢ ﺍﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﻴﺪ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺃﺩﺑﺎﺋﻨﺎ ﻭﻋﻈﻤﺎﺋﻨﺎ ﻭﻣﻔﻜﺮﻳﻨﺎ ﻟﻢ ﺍﻗﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺘﻲ ﻻ ﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺼﻌﺐ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺣﺼﺮﺕ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﺳﻤﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﻭﺍﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﻈﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﻔﻜﺮﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻭﻓﻲ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻨﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻌﺪ ﺍﺳﺘﺎﺫﺍً ﻭﻣﺮﺷﺪﺍً ﻭﻣﺮﺟﻌﺎً ﻟﻜﻞ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻌﻞ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻻﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ .

    ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻻ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﻣﻮﺩﺓ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﺿﺮ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﺮﺩﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻼﺋﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻭﺣﺮﻛﺘﻪ ﻋﺒﺮ ﻋﻤﻞ ﺛﻮﺭﻱ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1989 ﻭﻓﺎﺭﻗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻻﻭﻟﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻞ ﻣﺮﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺒﺮ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻃﻼﻉ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﺗﺎﺣﺘﻪ ﻟﻪ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻻﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺷﺪﻩ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﻗﻀﻲ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﻧﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﺣﺒﺴﺎً ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﻻً .

    ﺍﻋﺘﻼﺀ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺎﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﺜﻠﺖ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻤﻨﺬ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﺍﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻓﻤﻦ ﺑﻌﺪ ﺫﻝ ﻭﺿﻌﻒ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺸﺎﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻘﻂ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺫﺍﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﻭ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻦ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺮﻭﺟﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺒﺴﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﺩﻋﻴﺎﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻪ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻌﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻨﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺭﻏﻢ ﻗﻠﺔ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﺛﺎﺭﺓ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻧﻘﻠﺐ ﺍﻟﺘﻨﺪﺭ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﻲ ﺍﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺬﺓ ﻭﺍﻟﻲ ﻣﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ﻭﺣﺮﺏ ﻻ ﺍﺧﻼﻕ ﻓﻴﻬﺎ .

    ﻃﻮﺍﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺟﻴﺎﻝ ﻭﻋﻤﻠﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﺟﻴﺎﻝ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻃﻼﻗﺎً ﺑﻔﻘﺪ ﺍﻱ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻇﻞ ﻳﺠﺪﺩ ﻭﻳﺪﻫﺶ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻇﻞ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺗﻮﻫﺞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺴﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﺻﻮﺗﺎً ﻭﻻ ﺣﺴﺎً ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺍﻥ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻬﻤﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﺿﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻛﺜﻴﺮﺓ .

    ﺭﻏﻢ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺫﺍﺕ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﺩﻭﺍﺭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺍﺧﻔﺎﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻭ ﻛﻠﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻫﻖ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻷﺛﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﺪﻓﻌﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺛﻤﻨﺎً ﻏﺎﻟﻴﺎً ﺑﺴﻮﺀ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻤﺴﺘﻐﺮﺏ ﺍﻥ ﺗﻮﺍﻟﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ .

    ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻭﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻻﻟﻖ ﻟﻢ ﺗﻐﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻬﺰﻣﻪ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻻﻧﻔﺲ ﻭﺷﺤﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻫﺪﺍﻓﻪ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ .

    ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﻨﻘﺾ ﻏﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺰﻟﺘﻪ .

    ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﻦ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﻭﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻣﺸﻐﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﻔﺘﺎﺕ ﻭﻣﻨﻜﺴﺮﻭﻥ ﻭﻳﺘﺒﺮﺀﻭﻥ ﻭﻳﺘﻨﻜﺮﻭﻥ ﺣﺘﻲ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻲ ﺑﻌﺚ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻻﻧﻬﺎ ﺍﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻻﺳﻼﻡ .

    ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻳﺪﻋﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺰﻗﻬﺎ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻨﺒﺢ ﻛﺎﻟﻜﻠﺐ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻮﺣﺪﺗﻬﺎ ﺍﺑﺪﺍً .

    ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺑﻼ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺳﻮﻱ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻭﺍﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﺳﺘﺎﺫﻫﻢ ﻭﻣﻌﻠﻤﻬﻢ ﻓﺪﻓﻌﻮﺍ ﺍﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻓﺪﺍﺀ ﻟﻬﺎ .

    ﺍﺧﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻓﻘﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﺍﻥ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﺬﺍﺕ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻓﺎﻧﺪﺛﺮ ﺗﺮﺍﺛﻪ ﺍﻟﺜﺮ ﻭﺿﺎﻉ ﻣﻴﺮﺍﺛﻪ ﻭﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻥ ﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻦ ﻳﻨﺪﺛﺮ ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻓﺮﻏﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺬﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺮﺍﺑﻲ ﻓﻘﺪ ﻻﺯﻣﻪ ﺑﺆﺱ ﺷﺪﻳﺪ في تلاميذه ﻓﻜﺎﻥ ﻛﺎﻹﻣﺎﻡ ﺑﻼ ﺟﻤﺎﻋﺔ .

                  

03-06-2016, 04:07 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كتب الطيب صالح:

    "الدكتور حسن الترابي رجل محظوظ، فإن الحياة تعطيه فرصة أخرى، والحياة عادة ليست سخية في إعطاء الفرص. إن الله سبحانه وتعالى أسبغ عليه

    نعماً كثيرة. أعطاه الذكاء والبيان والفصاحة، ويسر له تحصيل العلوم الدينية والدنيوية وجعله للناس حجة وإماماً. وقد يختلف الناس هل الدكتور الترابي

    قد أحسن استغلال هذه الهبات الإلهية أم لا؟

    اليوم ينعم الله عليه نعمة إضافية. بعد أن مكّن له في بلاد السودان، يأمر وينهى، ويعطي ويمنع، ويأمر لمن يشاء أن يعذَّب أو يسجن أو حتى أن يُقتل، ولمن

    شاء أن يذهب طليقاً. بينما هو كذلك شاءت له إرادة الله أن يسقط فجأة من عليائه، ويخرج عن جاهه وسلطانه، وجنده وأعوانه. أخذه أصدقاؤه وخلصاؤه بالأمس

    من كل ذلك وأدخلوه في غيابة الجب، وكأنها قصة يوسف عليه السلام معكوسة.

    وقد كان ذلك ولا شك امتحاناً عسيراً له. كأن الله سبحانه وتعالى أراد له أن يذوق على أيدي أنصاره السابقين بعض ما ذاق الناس على يديه. لم يكن حبسه القسري

    في مرارة بيوت الأشباح والزنازين التي وصفها الذين دخلوها بأنها لا تسمح للجالس أن يقف، ولا الواقف أن يجلس، ولا المضطجع على جنبه الأيمن أن ينقلب

    على جنبه الأيسر، وغير ذلك من أهوال يشيب لها الرأس.

    ولا يشفع للدكتور الفاضل أمام الله والناس أن يقول إنه لم يكن يعلم، وإنه ليس مسؤولاً عما حدث. إن الله يعلم، والناس يعلمون أن كل تلك الأهوال قد ارتكبت، إن لم

    يكن بتدبيره، فقد حدثت من دون اعتراض منه.

    كان الله رحيماً حقاً حين انتزعه من عالم الغرور والكبرياء الذي كان يحيط به، وزج به في غيابة الجب كي يثوب الى نفسه ويتمعن ملياً في كل الذي جرى له، وجري

    للناس على يديه. وكان المنفذون لإرادة الله أولئك الذين كانوا قد وضعوه في القمة من قبل.

    ولعله فعل، لأن بعض ما قاله إثر خروجه من الحبس كما أوردت الصحف إن الجبهة الإسلامية بزعامته اضطرت الى إحداث تغيير عسكري في البلاد قبل نحو خمسة

    عشر عاماً، ولكنها اتعظت من التجربة. ويعجب الإنسان: هل كان لزاماً أن تدخل الجبهة الإسلامية في التجربة أصلاً؟ وهل كانت تحتاج الى خمسة عشر عاماً حسوماً لتتعظ من التجربة؟

    كم ربح السودان في هذه الأعوام وكم خسر؟ وكم ربح الإسلام وكم خسر؟ وكم ربح الدكتور الترابي وكم خسر روحياً وعقلياً؟ إذ يفترض فيه أن يكون قبل كل شيء منبع

    إشعاع روحي وفكري كما يكون الزعماء أولو العزم.

    لكنني أرى أن النعمة الكبرى التي يسبغها المولى سبحانه وتعالى على الدكتور الفاضل، أنه أخرجه اليوم من غيابة الجب. والدكتور أول من يعلم أنه كما تكون العطايا في

    حنايا البلايا، فكذلك تكون البلايا في حنايا العطايا.

    إنني بوصفي رجلاً مسلماًً من غمار الناس أرجو للدكتور كل الخير، وقد سعدت أنه خرج من ضيق الحبس الى براح الحرية، وأخذ من فوره كعهده دائماً يملأ الدنيا ويشغل الناس.

    لكنني أنصحه نصيحة خالصة لوجه الله، بوصفي رجلاً مسلماً من غمار الناس. إنك اليوم تواجه أصعب امتحان واجهته في حياتك. فكر جيداً ماذا تصنع أمام الله والناس. أي طريق تسلك؟

    وأي وجهة تتجه؟ هل تعكف على عقلك وروحك فتنجو بنفسك وتصير نبراساً يستضيء به الناس؟ أم تنغمس مرة أخرى في مستنقع السلطة والحكم والتحالفات والمؤامرات؟

    إنني أسأل الله لك العافية، وأسأله أن يهدينا وإياك لما فيه الخير"

                  

03-06-2016, 04:09 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الى جنات الخلد حسن الترابي.

    المعاصرة حجاب...والخصومة حجاب أشد كثافة...و المنافسة العاطلة عن الموهبة، فوق أنها تحجب بداعية العجز، فهي توغر الصدور و تتنقص ما يمكن أن يتاح لإنسان من فضائل و من نسب لفعله بالمجد. و حين تسقط كل هذه الحجب جميعا ( إلا الحجب المتأتية من قلة النباهة فهذه لن تسقط أبدا) سيبرز وجه الشيخ حسن الترابي عليه شآبيب الرحمة من ربه، سيبرز وجهه وضيئا في تاريخ السودان عالما و سياسيا و خطيبا ..عالما قام بفريضة التفكير كما لم يقم بها سياسي في هذا البلد. وسيتربع اسمه في دفتر التاريخ السوداني و الاسلامي كواحد من قلة خاضوا غمار الحياة بلا مهابة و اجترأوا على قوالب التفكير السائدة و عاداته و دخلوا قلاع النصوص ينخلونها نخلا بعلم و كتاب منير.

    واحدة من اشكالات التاريخ الماثل وقائع بين أيدي الناس أنه لا يحسن النظر و التأمل فيه و لا درسه الا حين يصفو من كدر الخصومات و ضغط الأحداث على الفاعلين و على الشاهدين عليها بالحق و بغيره. وحين يصفو كدر السياسة السودانية من التلاحي و الخصومات و الكيد فلن يجد الناظرون في التاريخ رجلا كان له من الأثر في تاريخ البلاد ما كان للترابي, وهو أثر امتد الى خارج السودان فألهم عقولا و شحذ همما فكم من منبر في العالم الاسلامي احتفى به وأنزله منزلته من الإكبار و الإجلال وكم من شيوخ استكثروا عليه كسبه في التدين و الحياة فكادوا له لما دخل عليهم نصوصهم و استفزهم الى تأمل جديد في الدين يرده الى الحياة فيكون منها و تكون منه.

    لم يكن الترابي عالم دين وحسب و لا كان فقيها قانونيا و لا كان سياسيا غارقا في السياسة بل كان كل أولئك جميعا.

    الذين أكبروا علم الترابي تمنوا عليه لو أبقاه بعيدا من دنس السياسة ( هكذا يرونها ولعلها في كثير من شؤونها كذلك) و الذين أعجبهم جلده السياسي و قوة شكيمته وشدة ضرابه خصومه وددوا لو أنه قابلهم بكلام في السياسة لا دين فيه و لا محاججة به. وهنا تحديدا يأتي أثر الترابي الذي لن يمحي في الحياة السودانية و هو طلبه الذي وهبه عمره كله و المتمثل في رؤية الديني في الدنيوي و رؤية الدنيوي في الديني في علاقة لا يقوم فيها واحد دون الآخر. و هذا معطى جديد في السياسة السودانية خرج بها من حالة التكسب السياسي من تجارب انتجتها ظروف بلدانها فضلا عن عقول أهلها.

    ميزة الترابي أنه لم ير بأسا من عراك الدين أو قل التدين بالحياة و لم يتهيب كثير الأذى أو قليله المترتب عن نزع ( الإكبار الكهنوتي) عن (شيخ الدين). ذلك عنده ثمن لابد من دفعه إذا أردت أن تكون في متن الحياة لا هامشها. (هذا المسعى كان و لايزال و سيبقى مبذولا للألسن و الأقلام تتناوله إما حامدة له أو منكرة بغليظ القول. ولأنه كذلك فسيبقى بابا في السياسة جديرا بالبحث و التأمل.

    أخشى ما أخشاه أن يفرح خصومه بموته و أخوف ما أخاف أن تستبد بخصومه نشوة ظفر بغيابه لا يد لهم فيها فقد ترجل فارس حلبة السياسة السودانية حين جاء أجله الذي لا يتقدم و لا يتأخر تاركا وراء إرثا و علما سيكون أطول و أبقى من أعمار شانئيه و أحلاما سيكون لها من علمه مدد أي مدد.

    تقول هل أخطأ؟ و من من الناس لم يخطئ؟ فأيكم سينصب له موازين الحساب و ما في صحيفته خطأ أو خطيئة؟ الحمقى وحدهم يفعلون ذلك و من يصدرون عن نفوس سقيمة شحيحة في انسانيتها.

    اللهم تقبل عبدك حسن في الصالحين و أدخله في زمرة الصديقين و تجاوز عنه و اغفر له إنك رؤوف رحيم و لآله و عارفي فضله و علمه في العالمين جميل الصبر و حسن التعزي.

    منقول

                  

03-06-2016, 04:12 PM

عوض صالح
<aعوض صالح
تاريخ التسجيل: 03-08-2013
مجموع المشاركات: 26

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رحم الله الشيخ العالم د.حسن الترابي

    الذي تهابه خصومه حيا وميتا

    ما الذي اقسى من الموت؟ فهذا قد كشفنا سره

    واستسغنا مره

    صدئت آلاته فينا ولا زلنا نعافر

    ما جزعنا ان تشهانا ولم يرض الرحيل

    فله فينا اغتباق واصطباح ومقيل

    آخر العمر قصيراً ام طويل

    كفن من طرف السوق وشبر في المقابر

    sudansudansudansudansudansudan108.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-07-2016, 01:21 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: عوض صالح)

    فوزي بشري بقلمه الجلي الندي في لوحة موشاة بجمال الفصحى ينعي د الترابي ...

    الى جنات الخلد حسن الترابي.

    المعاصرة حجاب...والخصومة حجاب أشد كثافة...و المنافسة العاطلة عن الموهبة، فوق أنها تحجب بداعية العجز، فهي توغر الصدور و تتنقص ما يمكن أن يتاح لإنسان من فضائل و من نسب لفعله بالمجد. و حين تسقط كل هذه الحجب جميعا ( إلا الحجب المتأتية من قلة النباهة فهذه لن تسقط أبدا) سيبرز وجه الشيخ حسن الترابي عليه شآبيب الرحمة من ربه، سيبرز وجهه وضيئا في تاريخ السودان عالما و سياسيا و خطيبا ..عالما قام بفريضة التفكير كما لم يقم بها سياسي في هذا البلد. وسيتربع اسمه في دفتر التاريخ السوداني و الاسلامي كواحد من قلة خاضوا غمار الحياة بلا مهابة و اجترأوا على قوالب التفكير السائدة و عاداته و دخلوا قلاع النصوص ينخلونها نخلا بعلم و كتاب منير.

    واحدة من اشكالات التاريخ الماثل وقائع بين أيدي الناس أنه لا يحسن النظر و التأمل فيه و لا درسه الا حين يصفو من كدر الخصومات و ضغط الأحداث على الفاعلين و على الشاهدين عليها بالحق و بغيره. وحين يصفو كدر السياسة السودانية من التلاحي و الخصومات و الكيد فلن يجد الناظرون في التاريخ رجلا كان له من الأثر في تاريخ البلاد ما كان للترابي, وهو أثر امتد الى خارج السودان فألهم عقولا و شحذ همما فكم من منبر في العالم الاسلامي احتفى به وأنزله منزلته من الإكبار و الإجلال وكم من شيوخ استكثروا عليه كسبه في التدين و الحياة فكادوا له لما دخل عليهم نصوصهم و استفزهم الى تأمل جديد في الدين يرده الى الحياة فيكون منها و تكون منه.

    لم يكن الترابي عالم دين وحسب و لا كان فقيها قانونيا و لا كان سياسيا غارقا في السياسة بل كان كل أولئك جميعا.

    الذين أكبروا علم الترابي تمنوا عليه لو أبقاه بعيدا من دنس السياسة ( هكذا يرونها ولعلها في كثير من شؤونها كذلك) و الذين أعجبهم جلده السياسي و قوة شكيمته وشدة ضرابه خصومه وددوا لو أنه قابلهم بكلام في السياسة لا دين فيه و لا محاججة به. وهنا تحديدا يأتي أثر الترابي الذي لن يمحي في الحياة السودانية و هو طلبه الذي وهبه عمره كله و المتمثل في رؤية الديني في الدنيوي و رؤية الدنيوي في الديني في علاقة لا يقوم فيها واحد دون الآخر. و هذا معطى جديد في السياسة السودانية خرج بها من حالة التكسب السياسي من تجارب انتجتها ظروف بلدانها فضلا عن عقول أهلها.

    ميزة الترابي أنه لم ير بأسا من عراك الدين أو قل التدين بالحياة و لم يتهيب كثير الأذى أو قليله المترتب عن نزع ( الإكبار الكهنوتي) عن (شيخ الدين). ذلك عنده ثمن لابد من دفعه إذا أردت أن تكون في متن الحياة لا هامشها. (هذا المسعى كان و لايزال و سيبقى مبذولا للألسن و الأقلام تتناوله إما حامدة له أو منكرة بغليظ القول. ولأنه كذلك فسيبقى بابا في السياسة جديرا بالبحث و التأمل.

    أخشى ما أخشاه أن يفرح خصومه بموته و أخوف ما أخاف أن تستبد بخصومه نشوة ظفر بغيابه لا يد لهم فيها فقد ترجل فارس حلبة السياسة السودانية حين جاء أجله الذي لا يتقدم و لا يتأخر تاركا وراء إرثا و علما سيكون أطول و أبقى من أعمار شانئيه و أحلاما سيكون لها من علمه مدد أي مدد.

    تقول هل أخطأ؟ و من من الناس لم يخطئ؟ فأيكم سينصب له موازين الحساب و ما في صحيفته خطأ أو خطيئة؟ الحمقى وحدهم يفعلون ذلك و من يصدرون عن نفوس سقيمة شحيحة في انسانيتها.

    اللهم تقبل عبدك حسن في الصالحين و أدخله في زمة الصديقين و تجاوز عنه و اغفر له إنك رؤوف رحيم و لآله و عارفي فضله و علمه في العالمين جميل الصبر و حسن التعازي

                  

03-08-2016, 11:38 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-09-2016, 08:25 AM

عزالدين عباس الفحل
<aعزالدين عباس الفحل
تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 9029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    العيون قد تقرحت بالبكاء المر ،

    رحم الله الدكتور حسن عبدالله الترابي ،

    رحمة واسعة ،

    ونسأل الله تعالي العلي القدير ،

    أن يدخله الجنة ،

    مع الصديقين والشهداء و الصالحين ،

    إنا لله و إنا إليه راجعون ،

    ،،،،

    عزالدين عباس الفحل

    ابوظبي

                  

03-09-2016, 09:50 AM

مصعب عوض الكريم علي

تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1036

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: عزالدين عباس الفحل)

    له الرحمة والمغفرة يارب
                  

03-09-2016, 11:16 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: مصعب عوض الكريم علي)

                  

03-09-2016, 01:02 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رحيل الترابي.. من يعزي الصحافة و(المينشيت)؟!!

    بقلم :محمد عبد القادر

    من أكثر الملاحظات الجديرة بالانتباه فى حياة المفكر والسياسي الدكتور حسن الترابي طريقته فى التعامل مع الصحافة والإعلام،كان يكفي وجود الرجل فى أي حدث لإضفاء حيوية ترقى بالخبر لأن يتصدر ولا يتأخر.

    سياسي يدرك قيمته تماماً يحتفظ بـ(منكهات) الخبر الصحفي ويدرك سر الطبخة التى تجعله مطلوباً دائماً للصحف سواء كان حاكماً أو معارضاً.

    أذكر أنني كنت من المحظوظين ود. الترابي يشغل منصب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني فى النصف الثاني من التسعينات، كنت حينها أغطي دائرة المؤتمر الوطني ،شخصية الرجل لم تكن قابلة للذبول، تصريحاته لا تبهت وكلماته لا يملها الناس، كلما تحدث أكثر زاد بريقاً ولمعاناً عكس كثير من السياسيين الذين حرقهم الظهور و(طششت) برؤاهم الفلاشات.

    الألفة بينه وكل الصحافيين كانت قائمة أذكر أنه وعلى أيام مفاصلة الإسلاميين طلبنا منه تصريحات فاستعصم بالصمت ثم قال فجأة : سأقول كلمة واحدة، ولأن كلمة من الترابي كانت توزن بالذهب حينها وافقنا وتعهدنا ألا نطلب المزيد ففاجأنا الرجل بكلمة (سلام) وهو يركب سيارته ويمضي ولم يغضب أحد.

    ورغم أن الرجل مطلوب دائماً لدى الإعلام الا أنه كان يتخيّر أوقات الحديث، ويبدو أن إدارة الترابي لتواقيت ظهوره مكّنته من الاستئثار باهتمام (الكاميرات) منذ أن بزغ نجمه فى الستينات وحتى فارق الحياة يوم السبت الماضي.

    أذكر أنه سأل مرة عن من يكتب أخبار الصفحة الأولى فى (جريدة الرأي العام) يومها كنت رئيساً لقسم الأخبار وحينما جلست اليه علمت أن الرجل لا يطّلع على الأخبار للعلم فقط وإنما يُجْري تحليلاً فورياً لمضمونها وطرائق صياغتها ومدارس كتابتها ويصنفها مهنياً ويفحصها سياسياً قبل أن يُصْدِرَ أحكاماً على الصحف لم يكن يُعلنها لأحد.

    لم تنتقد الصحافة زعيماً مثل الترابي ، وعلى الرغم من ذلك لم تكن (الابتسامة) تفارقه وهو يحادثك سواء كنت قادحاً أو مادحاً، قبل المفاصلة أذكر كيف كان الترابي يفتح الحريات أمام (الصحف) ويُفسح لها طريق انتقاد السلطة التى كان جزءاً منها، أذكر كم كانت تصريحاته عزيزة، فى إحدى المرات فاجأتنا (سونا) بخبر منقول عن الترابي يتحدث عن الفساد ، كان لديه اعتقاد فى زميلتنا رد الله غربتها إيمان آدم يخصها بالخطوط الحمراء، فتخرج (الرأي العام) مختلفة حتى أكسبها سباق التقدم على رصيفاتها ومنحها ثقلاً وقبولاً امتدت آثاره حتى الآن.

    أعتقد جازماً إن الصحفيين هم أكثرالناس حزناً على رحيل الترابي الذى ختم على التصريحات باليُتْم ، لم يحمل حقداً على أحد رغم ما انتاشته من سهام انتقدته بالحق وبالباطل، لم يُقاضِ أحداً أو يبتز صحافياً أو يقاطع مؤسسة، كان احترامه مبذولاً للإعلام والإعلاميين، لم يستغل سلطته لشتيمة أحد، ولم يحمل فى صدره غلّاً لقلم كتب عنه، كل ذلك بالطبع من شيم الكرماء لكنه كان كبيراً يدرك أن للعمل العام فواتير أقلها الصبر على النقد فوجد كذلك احتراماً يستحقه من قبل الصحافة والإعلام.

    رحم الله الترابي لم تسلبه السنوات خاصية ان يكون ملحاً لونسة المجالس وبُهاراً لتوليفة السياسة السودانية التى خبرها الرجل وظل ممسكاً بخيوط توجيهها حتى لحظة وفاته.

    ومثلما افتقدته سُوَح الفكر والسياسة سيظل الإعلام ينتظر طويلاً حتى يحظى بقيادة سياسية تتوق إليها الفلاشات وتحمل فى حديثها دوماً (ما يطلبه المستمعون)،من يعزي الصحافة والمينشيت فى الفقد الجلل.

                  

03-09-2016, 06:53 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حسن الترابي..

    الموقف العابر والأثر الباقي..

    ( محمد بن المختار الشنقيطي

    أستاذ الأخلاق السياسية بمركز التشريع الإسلامي والأخلاق في قطر )

    أخيرا ترجل الفارس، وتوقفت الأنفاس في ذلك الجسد الطويل النحيل الذي لم يكن يعرف الملل أو الكلل. إنه حسن الترابي، الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طيلة عمره الطويل العريض، وأثرى الفكر الإسلامي بأطروحاته العميقة، وأثار عواصف بمسالكه الجريئة.

    وقد حاول الترابي أن يجمع بين ثقافة الشرق والغرب، وبين العلم الشرعي والموقف الشرعي، وبين عمق الفكرة وإشراق الروح. فنجح في الأولى نجاحا مظفرا حيث يعز أن تجد بين عظماء المسلمين في القرن العشرين من جمع بين ثقافة الشرق والغرب بقدر ما جمع بينهما الترابي. وظل كسبه في الموقف الشرعي وفي إشراق الروح مثار جدل دائم.

    وقد أتيح لي ضمن عدد وافر من العرب والمسلمين عبر العالم أن أتابع جهد الترابي واجتهاده على مدى عقود، وكان من ثمرات هذه المتابعة أعمال علمية ثلاثة، هي كتابي "الحركة الإسلامية في السودان: مدخل إلى فكرها الإستراتيجي والتنظيمي" وهو دراسة ضافية لمسار الحركة منذ تأسيسها منتصف الأربعينات إلى انقلابها العسكري عام 1989.

    وثانيها رسالتي: "آراء الترابي من غير تكفير ولا تشهير" -وكان الترابي رحمه الله- يمازحني قائلا: لو أضفتَ جملة: "وذلك أمر عسيرٌ" إلى العنوان لكان أنسب- وهي رسالة خفيفة تتناول بالتمحيص بعض آراء الترابي المستطرَفة التي أثارت عليه أوساطا تقليدية هو أوسع منها اطلاعا على تراث السلف، وأرحب باعا في التأصيل والتنزيل. ثم كانت الثمرة الثالثة بحثا بعنوان: "فقه الحركة وفقه الدولة: عبرة التجربة الإسلامية في السودان" صدر ضمن كتاب لجماعة من المؤلفين.

    ويبدو لي أن لحياة الترابي وجهين: وجه المفكر المبدع المتجاوز لعصره، بعقله الثاقب وأصالته الشرعية وجرأته العقلية، ووجه الداهية السياسي المتجاوز لخطوط كثيرة رسمتها ريشته بالخط الأحمر العريض.

    أما الوجه الأول فنجده في كتب الترابي ورسائله التي جمعت بين تجريدات "هيغل" الفلسفية ولغة الشاطبي الأصولية، وكانت إسهاما جليلا في تجديد الدين وفي الفقه السياسي. وهذا الوجه -فيما يبدو لي- هو الأثر الذي سيبقى من الترابي بعد رحيله، بسبب ما فيه من عناصر الاطّراد النظري ومَواطن العبرة الباقية، وما يحمله من العلم النافع الذي لا ينقطع.

    وأما الوجه الثاني فسيظل تقييمه أكثر إرباكا لمحبي الترابي، وأكثر قتامة في عيون مخالفيه، نظرا لما فيه من التباس أخلاقي ومكايدات سياسية. وكان طبيعيا أن يشوش هذا الوجه السياسي للترابي على وجهه الفكري. ونحن هنا نحاول أن نعطي الوجهين حقهما، بقدر ما تسمح به مساحة مقال، بدءا بالفكري وختاما بالسياسي.

    انطلق الترابي من فلسفة في الدين تتمحور حول مفهوم خاص للتوحيد. فالتوحيد عند الترابي ليس مفهوما كلاميا تجريديا وإنما هو فكرة حية يغذيها جهد عملي، وسيرٌ متصل إلى الله تعالى لا يعرف التوقف، وإخضاع للحياة كلها -بمختلف صورها وألوانها- لأمر واحد، هو أمر الخالق سبحانه.

    فالتوحيد هنا هو المرادف لمبدأ "شمول الإسلام" الذي نادت به الحركات الإسلامية المعاصرة، وهو إحياء لمفهوم "الإيمان" العملي الذي ألح عليه الصالحون من سلف هذه الأمة، فعبَّر عنه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في رسالته إلى عدي بن عدي بقوله: "إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبيِّنها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص" (صحيح البخاري).

    وحين كتب الترابي عن الإيمان لم ينح منحى جدليا كلاميا -كما يفعل السلفيون المعاصرون- بل نحى منحى عمليا. ففي كتابه عن "الإيمان: أثره في حياة الإنسان" كان همه منصبا على وظيفة الإيمان، لا على قالبه الفلسفي. وحين كتب عن الصلاة كان تركيزه على المعاني العملية والتنظيمية للصلاة، مثل: الوحدة التي يجسدها اجتماع الناس في المسجد، والمساواة التي يعبر عنها اصطفاف المصلين على صعيد واحد، والنظام الموجود في مبدأ اتباع الإمام وفي تسوية الصفوف، والشورى التي توجد في عملية اختيار الإمام، وفي نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن "يؤم الرجل قوما وهم له كارهون."

    وقدم الترابي مقولات منهجية أساسية تدل على حس عملي، وعلى وعي عميق بالزمان والمكان. فتحدث عن التمييز بين "الدين والتدين"، وبين "المثال والواقع"، وكتب عن "سنة المدافعة"، و"تجدد الابتلاءات"، و"ركوب متن حركة التاريخ"، و"استثارة فطرة الخير"، و"تناسخ المبادئ"، و"الانتقال من المبادئ إلى البرامج".. وغير ذلك من مقولات ومفاهيم لا تخطئ عين الناظر الواعي أهميتها وحيويتها، وحاجة الفكر الإسلامي والعمل الإسلامي إلى استيعابها.

    كما حذر الترابي المسلمين من أن "الدين لا يتسوَّف لأنه هو الحياة لله عبر كل الظروف". فكل توقف تخلفٌ، لأن حركة الزمان لا ترحم الواقفين الجامدين، ولا تنتظر المترددين الخائفين، الذين يعيشون عصرا بوسائل عصور خلت، ولا يميزون بين العنصر الأزلي والعنصر التاريخي في الدين.

    وكان الترابي من أعمق المفكرين الإسلاميين إدراكا لظاهرة الخلط بين الوحي والتاريخ في الفكر السلفي بشقيه السني والشيعي، ولمخاطر هذه الظاهرة على مستقبل الإسلام، لأنها تحرمه من مواكبة حركة الزمان، فكتب في نقد السلفيين: "تسمى بالسلفية آخرون يرون الدين متمثلا في تاريخ المتدينين، فهم -بحسن نية- يتعصبون لذلك التاريخ، وينسون أن مغزاه في وجهته لا في صورته، ويقلدون السلف لا في مسالكهم من التدين اجتهادا وجهادا، بل يحاكون حرف أقوالهم وأعمالهم، ويرون الاتباع لا في المضي قدما إلى الله، بل في الوقوف عند حد الأولين ومبلغهم"(الترابي، قضايا التجديد: نحو منهج أصولي، ص 82 ).

    ثم عقَّب مصححا هذا الانحراف المنهجي فقال: "ومهما يكن تاريخ السلف الصالح امتدادا لأصول الشرع، فإنه لا ينبغي أن يُوَقَّر بانفعال يحجب تلك الأصول" (الترابي، قضايا التجديد: نحو منهج أصولي، ص 83).

    وإذا كان "الإيرانيون سيدركون في النهاية أن لديهم أعداء غير الأمويين" كما يقول الترابي، فإن السلفيين السنة سيدركون في النهاية أن أمامهم -وأمام الإسلام- تحديات غير منازلة المعتزلة والأشاعرة والمرجئة والصوفية. فما تحتاجه رسالة الإسلام اليوم هو قوم يعيشون تحديات عصرهم، لا الذين تستعبدهم مقولات الماضي ومصطلحاته، وحروبه ولجاجاته.

    وفي بحثه عن سر اختلال التوازن في التاريخ الإسلامي بين فقه المبدأ وفقه المنهج، توصل الترابي إلى أن المسلمين "قصروا كثيرا في شريعة الجماعة ونظامها، وذلك هو الجانب الأكثر عرضة للفتنة، حيث يبدأ نقصان كل ملة دينية من تلقائه. ولربما كان انفجار الدعوة الإسلامية بالفتوحات أوسع تطورا من المعالجات الإسلامية النظامية لجماعة المسلمين، فضلا عن أن غياب الحكم الراشد ضيع نظام الجماعة، وغدا التدين تفقها وعملا مركَّزا على الحياة الخاصة للأفذاذ ومعاملاتهم المباشرة، وتضاءلت في الفقه والواقع معاني المعادلة بين الجماعة والفرد، أو النظام والحرية، ونظْم ولاية الأمر العام، وإجراءات الاجتماع والشورى والإجماع، وتراتيب التخصص الوظيفي، وممارسة السلطة، وعلوم الإدارة" (الترابي، الحركة الإسلامية في السودان، ص 59).

    وفي تشخيص الدكتور الترابي لأدواء الحركات الإسلامية المعاصرة، وأسباب التعثر في مسيرتها لخص السبب في أن "فقه المبدأ لديها أنضج من فقه المنهج" (الترابي، الحركة الإسلامية في السودان، ص 95). وهي خلاصة دقيقة، تضع اليد على عمق الداء في جملة واحدة. فالحركات الإسلامية تعرف الغاية لكنها تفرط في الوسيلة، تعرف ما لا تريد أكثر مما تعرف ما تريد، "ينصب اهتمامها على إبطال الباطل، لا على إحقاق الحق" كما يقول الترابي نفسه.

    أما في الممارسة السياسية فقد حاول الترابي أن يحرر الإسلاميين من صورة ذلك الإسلامي الأبله الذي ينادي بتغيير الكون وهو لا يدرك ما يدور في محيطه القريب، تقوده رغبة بغير عزم، ويحركه حماس بغير خبرة، يشعل الحروب في كل مكان ويخسرها، ويستفز العالم كله، على قلة زاد، وضعف استعداد. لكن مواقف الترابي السياسية غلب فيها جانب الفاعلية على جانب المبدئية، فكانت النتائج كارثية على السودان وعلى الحركة الإسلامية.

    ومن المفارقات أن المزالق الأخلاقية التي وقعت فيها الحركة الإسلامية في السودان بقيادة الترابي لم تكن غائبة عن بال الترابي نفسه الذي كتب: "كانت الحركة أحيانا تعارض كيفما اتفق، وقد تَلقى نفسها مفتونة بحمية المعارضة أن تزاود في الحق وتكابر بينما تحب أن يكون ولاؤها بالحق دون عصبية وقيامها بالقسط دون ميل، أو أن تنابذ في الخطاب وتهاتر بينما تعلم أن واجبها أن تقول التي هي أحسن وتدفع بها، أو تشاقق في العلاقة وتهاجر وحقيق بها أن تبشر ولا تنفر وتجمع صف الأمة ولا تفرقه، أو تنافق بظاهر من الموقف وتزدوج بمعاييرها وأولى لها أن تصدق وتستقيم في المخبر والمظهر" (الترابي : الحركة الإسلامية في السودان ص 190).

    وكان من الثمار المريرة لهذه الرخاوة الأخلاقية في العمل السياسي أن تمخضت تضحيات الحركة الإسلامية في السودان وجهدها لمدة نصف قرن من الزمان عن حكم عسكري قاهر لشعبه، مقهور أمام الغير، ضحى بالشرعية السياسية بدعوى الفاعلية والسلم الأهلي والوحدة والبناء، فضاعت الشرعية وضاعت معها كل الأهداف التي تم ذبح الشرعية في سبيلها.

    وتكمن العبرة هنا في أن التضحية بالشرعية السياسية لصالح أي قيمة أخرى هدم لأساس الاجتماع السياسي، واختلال في الموازين الأخلاقية والسياسية. فالبناء السليم للسلطة هو المدخل إلى الأداء السياسي السليم، والشرعية هي المدخل الصحيح إلى الفاعلية والبناء المتراكم.

    كان انقلاب الإنقاذ عام 1989 آخر تجسيد لمنهج الفاعلية على حساب المبدئية الذي انتهجه الترابي في قيادة الحركة الإسلامية في السودان، إذ لم يكن الانقلاب ضد سلطة عسكرية مستبدة، مثل سلطة الجنرال عبّود أو المشير النميري -وإلا لما كان في الأمر التباس أخلاقي- وإنما كان ضد سلطة شرعية منتخَبة، مهما أُخذ على ضعف أدائها، فلا أحد يشك في شرعية بنائها.

    وهكذا وقع أكبر منظر إسلامي للديمقراطية وأقوى مناضل ضد الأحكام العسكرية التي تعاقبت على السودان في مفارقة أخلاقية، حين قاد انقلابا عسكريا على سلطة شرعية ديمقراطية، فانتقمت المبادئ لنفسها، وتحول ذلك الاختراق العظيم لجهاز الدولة الذي نجح فيه الترابي، وفشل فيه غيره من القادة الإسلاميين في الدول العربية إلى أكبر كارثة على حركة التغيير التي بشر بها، وربَّى عليها أجيالا من الإسلاميين داخل السودان وخارجه.

    كانت خطة الترابي إخراج انقلابه بواجهة وطنية لا إسلامية، ثم التدرج خلال ثلاثة أعوام من "التأمين" إلى مرحلة "التمكين" التي تذوب فيها الحركة في الدولة، وتكشف عن وجهها الإسلامي سافرا، بما في ذلك تسليم العسكريين السلطة للمدنيين، ثم الرجوع التدريجي إلى الحكم الديمقراطي.

    لكن مرحلة "التأمين" تحولت إلى "تأمين وإعادة تأمين"، واستحالت الحركة الإسلامية إلى أداة قمع في يد سلطة عسكرية مستبدة، لا رؤية لها وراء البقاء في السلطة والتشبث بالكرسي، فانتحر المشروع الإسلامي على أعتاب الحكم العسكري. ثم انشق صف الحركة، وانفصل رأسها عن جسدها، ففقدت الحركة -بفقدان الترابي- عقلا متألقا، ومخططا إستراتيجيا لا يُشق له غبار، وتحولت إلى فلسفة الحكم من أجل الحكم دون رؤية أخلاقية أو مشروع فكري. وفقد الترابي القوة الاجتماعية التي حملت فكره وجعلت منه زعيما سياسيا، ودفع ثمنا فادحا من السجن والتشهير على أيدي مريديه الذين كان ملء أسماعهم وأبصارهم قبل ذلك.

    لقد كان في وسع الترابي -بشيء من الانسجام الأخلاقي والموقف المبدئي- أن يطور حركته إلى حزب أغلبية يحكم بالقانون ويحكُمه القانون، أو أن يرضى لها بموقعها جزء من التطور السياسي السوداني نحو سلطة شرعية وفاعلة في ذات الوقت، لكنه ومريدوه استعجلوا الثمرة، فاقتطفوها مريرة المذاق، وأساءوا التصرف في المسؤولية التي تحمَّلوها افتئاتا على شعبهم، وهدموا تراث نصف قرن من تاريخ حركتهم، كان مفعما بالعمل الإستراتيجي والسياسي المبدع.

    لقد انتهت تلك الفجوة بين الزاد النظري والممارسة العملية في حياة الترابي وفي مشروعه السياسي إلى مشهد حزين، صوره أحد المقربين من الترابي، وهو الدكتور المحبوب عبد السلام، في مقدمة كتابه (دائرة الضوء وخيوط الظلام: تأملات في العشرية الأولي لعهد الإنقاذ) فقال:

    "الأجيال التي كابدت من الناس لم تكن تدري لماذا كابدتْ، والشهداء ماتوا لغير ما هدف واضح.. ما يحدث هو مسرحية من تأليف شيطان هازئ ساخر، وما يحدث هو عين الحقيقة وصميم الجِبلَّة البشرية عندما يستغرقها عنفوان السلطة وسكرته.. شعرة معاوية تنقطع، ويتحول الابتلاء إلى لعنة. وذات الذين نشأوا تحت أعيننا سنوات بُعثوا لاعتقالنا. لحظتنا هي لحظة الحيرة العظمى.. فيكون الشيء ونقيضه حاضران في ذات الوقت، في مخالفة مأساوية لبَدائه المنطق.. هذه الحكومة لم تكن يوما حكومتنا، ولكننا مع ذلك روَّينا شجرتها بدماء غزيرة.. لسنا أول حزب عقائدي انشق على نفسه، ولكن ظننا أن عساكرنا خير من أولئك، وأن لهم براءة في الزبر.. نحن الذين صنعنا قدَرنا ومزَّقنا نسْجنا، ولم تهبط علينا شياطين من السماء، ولكنها شياطين من صنع أنفسنا..

    كم فتى منا ولكن ليس منا / يركب الشعب إلى الحكم مطيَّةْ."

    ولا جديد فيما ذكره المحبوب. فكم من وعد خالف في صراع السلطة والثروة، وكم من فكرة عظيمة خذلها حمَلتُها يوم التطبيق.

    رحم الله حسن الترابي بواسع رحمته، وتقبل منه ما قدم من عمل سالف وما ترك من أثر باق.

    المصدر : الجزيرة

                  

03-09-2016, 09:56 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-12-2016, 00:19 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-12-2016, 00:20 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-12-2016, 00:28 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-12-2016, 00:31 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan32.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-12-2016, 00:35 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-12-2016, 08:08 AM

Suleiman Todi
<aSuleiman Todi
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: د.طارق السويدان ناعياً الترابي : جمعنا الله به في الفردوس الأعلى ورفعه عنده في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين

    نعى الدكتور طارق السويدان ، الشيخ حسن الترابي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، ونشر صورة سابقة جمعته بالشيخ الترابي .

    وكتب السويدان ( رحمة الله تعالى على الشيخ العلامة د. حسن الترابي وجمعنا به في الفردوس الأعلى ورفعه عنده في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين )

                  

03-12-2016, 08:35 AM

Hatim Alhwary
<aHatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: Suleiman Todi)

    ولو كتب صبيانه وتلاميذه اطنانا من الورق مدحا وتجميلا لسيرته ما استطاعوا ان يزيلوا حقيقة سيرته وافعاله وجرائمه والتي لاتزال ماثلة في وطن منكوب ممزق بالفقر والفساد والحروب هو صنيعة مشروعه ومؤامرته على حكومة ديمقراطيةودي هى سيرته الحقيقة وليس فزلكات غازي العتباني وبقية الجبهجيةدي هى سيرته الحقيقة التي يراها امامه كل مواطن منكوب بالوطن او مشرد منكوب بالهجرةدي حقيقة ما قدمه الترابي للسودان والسودانيين
    الحقيقة التي سيظل يلعن بسببها الترابي حيا وميتا كل ما تشرق شمس يوم جديد
    اما حكاية ان يعذب بقبره او الجحيم هذه لا تهمنا في كثير او قليل

    (عدل بواسطة Hatim Alhwary on 03-12-2016, 08:47 AM)
    (عدل بواسطة Hatim Alhwary on 03-12-2016, 08:48 AM)

                  

03-12-2016, 08:47 AM

وائل حمزه الزبير
<aوائل حمزه الزبير
تاريخ التسجيل: 07-04-2014
مجموع المشاركات: 1769

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: Hatim Alhwary)

    التحية والتقدير والتجلة لك أخونا سيف اليزل بدوي .. وتقبل الله منك
                  

03-12-2016, 09:02 AM

Hatim Alhwary
<aHatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: وائل حمزه الزبير)

    مات الترابي

    ولكن تبقى تركة الشر التى خلفها ورائه

    نظام البشير واعوانه من اخوان السوء والانتهازية من كل طير وجنس

    الترابي ظل يزرع ويمكن للشر عميقا في تربة السودان منذ ستينات القرن الماضي

    المهمة صعبة ولكن ممكنة

    لا حياة لتربة السودان الا باقتلاع جذور الشر اقتلاعا

                  

03-12-2016, 04:42 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: Hatim Alhwary)

    ✅ ابن تيمية

    و إمامة المرأة للرجال!!!

    فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ينسب إلى الإمام أحمد بن حنبل جوازها في بعض الظروف فيقول: "جوَّز أحمد في المشهور عنه أن المرأة تؤم الرجال لحاجة، مثل أن تكون قارئة وهم غير قارئين، فتصلي بهم التراويح، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأم ورقة أن تؤم أهل دارها، وجعل لها مؤذنا. وتتأخر خلفهم وإن كانوا مأمومين بها للحاجة. وهو حجة لمن يجوز تقدم المأموم لحاجة"[30] ويقول ابن تيمية: "قلت: ائتمام الرجال الأميين بالمرأة القارئة في قيام رمضان يجوز في المشهور عن أحمد. وفي سائر التطوعات روايتان"[31]. وهذا الإمام النووي يقول: "قال أبو ثور والمزني وابن جرير تصح صلاة الرجال وراءها حكاه عنهم القاضي أبو الطيب والعبدري"[32]. وهذا ابن رشد يقول: "اختلفوا في إمامة المرأة، فالجمهور على أنه لا يجوز أن تؤم الرجال، واختلفوا في إمامتها النساء، فأجاز ذلك الشافعي، ومنع ذلك مالك. وشذ أبو ثور والطبري فأجازا إمامتها على الإطلاق"[33]. فحديث قول الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان عن "إجماع الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أن المرأة لا تؤم الرجال" تعميم لا يصلح، وتجاهل لقول الإمام أحمد وغيره في هذا الباب.

    لقد تمنيت لو أن خصوم الترابي تحدثوا في هذا الأمر بلغة فقهية مثل لغة ابن رشد إذ يقول: "وشذ أبو ثور والطبري، فأجازا إمامتها على الإطلاق". فلم لا نقول: "شذ الترابي فقال بإمامتها على الإطلاق"، بديلا عن لغة التكفير والتشهير؟!؟ فليس من علماء الإسلام المعتبَرين إلا وله أقوال شاذة وغرائب، والشذوذ يسمى شذوذا ولا يسمى كفرا أو فسوقا. وكم من رأي فقهي كان شاذا في عصر ثم تلقاه الناس بالقبول في عصر آخر، فابن تيمية رحمه الله لقي عنَتا كثيرا من علماء عصره والعصور الخالفة من بعدهم، لقوله بعدم إيقاع الطلاق ثلاثا في لفظ واحد، لكن أغلب الفقهاء اليوم يقولون بقوله هذا.

    وبالطبع فإن مستند الترابي في قوله بإمامة المرأة، هو ذاته مستند أبي ثور والطبري والمزني( فهل يكفر اخوتنا السلفيون الامام الطبري؟!) ممن قالوا بإمامة المرأة الرجال في الفرائض، ومستند الإمام أحمد في قوله بإمامتها في التراويح، وهو حديث أم ورقة رضي الله عنها أنها "كانت قد جمعت القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤم أهل دارها، وكان لها مؤذن، وكانت تؤم أهل دارها"[34] وفي رواية: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنا يؤذن لها، وأمرها أن تؤم أهل دارها"[35] وفي رواية ثالثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "انطلقوا بنا نزور الشهيدة. وأذِن لها أن يُؤذَّن لها، وأن تؤم أهل دارها في الفريضة، وكانت قد جمعت القرآن"[36].

    وقد تضمن حديث أم ورقة تعيين مؤذن لها مما يرجح صلاة رجل واحد على الأقل خلفها.. كما أن رواية ابن خزيمة تتحدث عن كونها " تؤم أهل دارها في الفريضة" وهو ما ينفي حصر إمامة المرأة الرجال في النوافل أو التراويح فقط.

    فالذي أراه في هذا الأمر -والله أعلم بالصواب- أن إمامة المرأة الرجال في صلاة الفريضة بالمساجد لا تجوز قطعا، إذ الأصل في الشعائر التوقف، ولم يرد نص بإمامة المرأة الرجال في الفريضة بالمسجد، فيجب القول بتحريمه رغم أنف القائلين بالإطلاق، مثل أبي ثور والطبري والترابي.. وكل ما سوى ذلك -مثل إمامتها أهل بيتها رجالا ونساء في الفريضة، وإمامتها غير أهل بيتها من الأميين وهي قارئة في النوافل والتراويح- فهو من موارد الاجتهاد التي لا ينبغي التحريج فيها، فضلا عن التكفير والتشهير..

    وقد بين الفقهاء القائلون بإمامة المرأة الرجال أنها إذا أمتهم فلا تكون أمامهم، بل خلفهم أو محاذية لهم، بل حتى لو أمت المرأة النساء فإنما تقف وسطهن لا أمامهن. وهذا الذي يدل عليه فعل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن: ففي الحديث أن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أمَّتا نساء فقامتا وسطهن[37].

    وقد احتجت "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان" على الترابي بضعف حديث أم ورقة، وهو احتجاج في غير محله. فقد حسن الألباني هذا الحديث كما رأينا، واعتبره ابن القيم مثالا على "السنة الصحيحة الصريحة المحكمة في استحباب صلاة النساء جماعة لا منفردات"[38]. كما احتج مفتي المملكة العربية السعودية على الترابي بحديث "ألا لا تؤمَّنَّ امرأة رجلا"، وهو احتجاج غريب منه، لأن جمعا من جهابذة علم الحديث صرحوا بضعف هذا الحديث، منهم البيهقي[39] والنووي[40] والمزي[41] والذهبي[42] وابن الملقن[43] وابن القيم[44] وابن كثير[45] وابن حجر[46] والشوكاني[47] والألباني[48]... وآخرون غيرهم.

    اتمني من اخوتنا الذين كفروا وشتموا د.الترابي باقبح الالفاظ التي لاعلاقة له بالسلام ان يقولوا لنا رائهم في الامام احمد بن حنبل والامام الطبري الذي اجاز امامتها علي الاطلاق بجانب ابو ثور.

    عموما ما كان يريده المرحوم د.الترابي فقد حدث من ان تحرك افكاره الناس والباحثيين وتدفعهم للبحث والقراة والاطلاع وهذا ماحدث لمعظم من يريدون ان يتعلموا ويعرفوا الحقيقية .

    بجانب ذالك علينا ان نعلم ان اي جهد بشري ناقص وان الانسان بطبعه يخطأ ويصيب هذا هي الصيرورة الانسانية .

    المقال اعلاه جزء من بحث الاستاذ محمد الشنقيطي اضفت اليه بعض الجمل والكلمات ولم اغير في المضمون ولا المعني .

    تحياتي

    محمد النظيف

    ☆المراجع

    [30] ابن تيمية: القواعد النورانية 1/78

    [31] ابن تيمية: "نقد مراتب الإجماع" مطبوع ملحقا بكتاب ابن حزم "مراتب الإجماع" ص 290

    [32] النووي: المجموع شرح المهذب 4/223

    [33] ابن رشد: بداية المجتهد 1/153

    [34] قال الألباني في إرواء الغليل 2/255 "إسناده حسن"

    [35] الألباني: صحيح أبي داود، الحديث رقم 592 وقال عن إسناده "حسن"

    [36] الألباني: صحيح ابن خزيمة، الحديث رقم 1676، وقال: "إسناده حسن"

    [37] حسن إسناده النووي في المجموع 4/296

    #محمد_النظيف

                  

03-13-2016, 03:04 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-14-2016, 03:25 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    في ذكرى وفاة الإمام محمد الغزالي ورحيل العلامة حسن الترابي نكتب:

    "سلفية مزعومة عرفت من الإسلام قشوره ونسيت جذوره"

    بقلم: لؤي المستشار *

    وهذه العبارة التي عنونت بها المقال كتبها الإمام الغزالي في كتابه الأشهر "السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث" لخص فيها أزمة العقل المسلم المتحجر المنغلق علي ذاته غير المدرك لسنة الله ونواميس الكون في التطور الطبيعي للإنسان و مسيرته في مختلف العصور وفهمه لمفهوم الإستخلاف في الأرض.

    وبين الغزالي والترابي تشابه عظيم في النشأة والمسيرة والفكر التجديدي والسجن والتكفير والطعن والرمي بالضلال والزندقة، وكلاهما رحل بأزمة قلبية مفاجئة وما عرف الناس قدرهما ومكانتهما إلا بعد رحيلهما.

    يقول الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه (مذكرات سائح في الشرق العربي): "كنت حريصًا على الاجتماع بالشيخ محمد الغزالي الذي حدثني عنه الطالب عبد الله العقيل وأثنى عليه بصفة خاصة وأهداني بعض مؤلفاته، فهو من شخصيات الإخوان المسلمين البارزة، وأحد كتَّاب النهضة الدينية بمصر، وقابلت مؤلف (الإسلام والأوضاع الاقتصادية) و(الإسلام والمناهج الاشتراكية) و(الإسلام المفترى عليه) و (من هنا نعلم)، قابلت الرجل الذي يغذي جماعة الإِخوان المسلمين بالغذاء الفكري والروحي الصحيح والأدب الإِسلامي الدسم، وسررت لهذه المقابلة؛ لأني رأيت فيه رجلاً صالحًا مثقفًا نشيطًا صاحب قلب حيٍّ وعقل نيِّر، ووجه يفيض بالبشر، ورأيت أن كلاً منا يعرف صاحبه عن طريق الكتب والرسائل ويرى في هذه الكتب صورة أفكاره ومبادئه".

    وهاهو شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله ، يقول مفتخراً بالغزالي القديم والجديد : «ليس لـدينا إلاَّ غزالي الأحـياء والإحياء» يعني الغزالي المعاصر، والغزالي أبا حامد صاحب إحياء علوم الدين.

    قضى الغزالي عمره في حشد الأمة حول معالم الإسلام الشامل، الذي لا يقبل التجزئة والتفريق، ومضى يرفع لواءها شامخًا في وجه الاستبداد والإلحاد، ويذود عن الإسلام بقلمه ولسانه، ويفضح دعاوى الشيوعية والعلمانية والإلحاد والوجودية والصهيونية، ويحذِّرنا من التحالف المشؤوم بين قوى الشر ضد الإِسلام.

    ومن أهم كتب الإمام الغزالي "السنة بين أهل السنة وأهل الحديث الذي ناقش فيه

    خبر الواحد وقيمته ـ الترويح عن النفس بالمباحات ـ نماذج للغناء الشريف ـ وتحدث فيه عن أن التطرف في التحريم نزعة غير إسلامية، وتعرض فيه للتماثيل المجسمة والتصوير بفهم تجديدي، ونصر المرأة من تغول التراثيين وجعل فيه بابا أسماه" جهالة بعض المتحدثين في السنة هذه الأيام".

    ولم ينج الغزالي شأنه شأن الترابي من إنتقاص بعض الشخصيات المؤثرة كالألباني رحمه الله له حيث وصفه أنه من أهل الضلال والهوى والطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم و قال في السلسلة الصحيحة ( 7 / 824 ) :

    ( وأيضاً فإني أريد أن أحذر من ضلالة من ضلالات ذلك الشيخ الغزالي الذي ملأ الدنيا بالتشكيك في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والطعن فيها باسم الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) .

    والحقيقة أن كل من درس كتابه هذا من العلماء تبين له - كالشمس في رابعة النهار - أنه لا فقه عنده ولا حديث ، إلا ما وافق عقله وهواه ! . )

    وكان الغزالي قد إنتقد تصحيح الألباني لحديث البقر وقال : في هذه الأيام صدر تصحيح لحديث «لحم البقر داء» وكل متدبر للقرآن الكريم يدرك أن الحديث لا قيمة له، مهما كان سنده!.

    إن الله تعالى في موضعين من كتابه أباح لحم البقر وامتن به عل الناس فكيف يكون داء؟.

    في سورة الأنعام يقول «ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين» ثم يفصل ما أباح أكله فيقول: «ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين» ثم يقول: «ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين…» فأين موضع الداء في هذه اللحوم المباحة على سواء؟.

    وفي سورة الحج يقول «والبدن جعلناها لكم من شعائر الله، لكم فيها خير، فاذكروا اسم الله عيها صواف، فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر، كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون».

    والبدن هي الإبل والبقر والجاموس! فأين الداء فيها؟.

    فجر عليه ذلك حملة تكفير ووصفه الألباني بما وصفه، لأنه رأي أن التعاون في ضبط التراث النبوي مطلوب،و أن متن الحديث قد يتناول عقائد وعبادات ومعاملات يشتغل بها علماء المعقول والمنقول جميعا وقد يتناول الحديث شئون الدعوة والحرب والإسلام، فلماذا يحرم علماء هذه الآفاق المهمة من النظر في المتون المروية؟.. وقالها صراحة "ما قيمة حديث صحيح السند عليل المتن؟؟".

    ونصح الغزالي من هاجموه وكفروه فقال "وأنا أتوجه إلى أمراء الجماعات الدينية الأكارم، والى الأوصياء الكبار على تراث السلف أن يراجعوا أنفسهم كي يهتموا بأمرين:

    أولهما: زيادة التدبر لآيات القرآن الكريم.

    وآخرهما: توثيق الروابط بين الأحاديث الشريفة ودلالات القرآن القريبة والبعيدة، فلن تقوم دراسة إسلامية مكتملة ومجدية إلا بالأمرين معا.."

    ودعا الغزالي إلى عدم الأخذ بالحديث وإن صحت روايته إن كان يخالف القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والعودة للمنبع الأصلي وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه الترابي.

    الخلاصة أن المجددين الذي يسعون لإحياء الإسلام وإعادة بعثه يتعرضون على الدوام لحملات التكفير والتشهير والقدح ولكن هذه ضريبة الخروج على السائد وهو ما أصاب كل الأنبياء منذ نوح عليه السلام مرورا بهود وصالح وإبراهيم وعيسى ومحمد عليهم جميعاً أفضل السلام والتسليم وكذلك المصلحين الذين ارادوا بعث الدين في النفوس كسعيد بن جبير وابن حنبل وابي حنيفة والأفغاني ومحمد عبدو وابن رشد وابن حزم وأبي حامد الغزالي وحسن البنا وأحمد ديدات ومحمد الغزالي والترابي رحمهم الله جميعاً وأحسن إليهم.

    *عدة مصادر.

                  

03-15-2016, 02:02 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من الترابي إلى الترابية

    أحمد فال بن الدين

    في إحدى مساءات الدوحة من عام 2009، كلمني أحد الأصدقاء طالبا مني مصاحبته إلى فندق الشيرتون لمقابلة الشيخ حسن الترابي. وافقت فورا شوقاً لمقابلة رجل يمتلك عقلا فوّارا، وعزيمة فولاذية، وطاقةً لا تخبو. فأنا من المؤمنين أن الزهد في مقابلة الأفذاذ دليل على مواتِ الخاطر وبلادة الحس التاريخي.

    دخلنا الغرفة التي كان يجلس فيها نحو العشرة، وكان الرجل -المتوكئُ حينها على سنته السابعة والسبعين- جالسا وسط الجمع بابتسامته الواسعة، وعمته السودانية المهيبة، وصوته الدافئ.

    كان يجلس وعن يمينه دفتر يكتب فيها بخط دقيق خواطر بعنوان: التفسير التوحيدي. أخذ الحديث منحى قرآنيا، فتحدث الرجل عن الحاجة إلى نمط من التفسير الجديد يلبي الوحدة المُتلفّفةَ في تضاعيف العقيدة الإسلامية الشاملة لمناحي الحياة، عاصمةً المؤمن من التشظي الوجداني والتشقق النفسي.

    كنت أرقب الرجل يتحدث، مفكرا في أنه من تلك الشخصيات المحورية التي يلف الجدل حياتها، ولا يخفت الدويُّ بعد رحيلها. وقد تعززت عندي تلك النظرة أيامي هذه بعد رحيله عن ثمانية وثمانين عاما، وما زال في ريعان القوة وعنفوان العطاء عاملا جادا مبادرا، إلى أن سقط على مكتبه وهو كادح إلى ربه كدحا كما بشر طول حياته.

    ولئن اختلف الناس حول إرث الرجل وطبيعة العلاقة بين تنظيره وسلوكه السياسي، فمن الحيف اختلافهم حول كونه عقلا تجريديا جبارا، وسياسيا محترفا ذا قلب حي وروح وثابة، وطاقة متجددة.

    فالذي يطالع نظرات الرجل في العقيدة وكيف يخرجها من التقوقع السلبي محوّلا إياها طاقة هائلة تدعو إلى الكدح، يوقنْ أن الترابية ستبقى وإنْ خمد الجسد الترابي.

    فعقيدة التوحيد عند الرجل طاقة ملتهبة بين جنبيْ المؤمن تحرره من الركون والسكون، وتمنحه السلطة على الطبيعة ليسخرها لصناعة الحياة. فمبدأ التوحيد يعصم المؤمن “من أن تُتيّمه الطبيعةُ وتدهشه مظاهرُها فيتورعَ عن اقتحامها واستخدامها. كما يُعتقه من إسار المجتمع؛ فيخرج من قوقعة العصبية إلى بَراح الإنسانية، ويحط عن كاهله أوزار التقاليد التي تبطئ بسعيه نحول المثل العليا. وبالتوحيد يخرج كذلك من ذل التعبد للذوات البشرية إلى مقام العزة الفردية حيث يتسنى له الجولان في باحة الفكر الطليق ويفسح لطاقاته الحرية لينجز غاية ما هو ميسور له من العمل الصالح”. (الإيمان: أثره في حياة الإنسان، الدار العربية، 2009، .78)

    والتوحيد يجعل سعي المؤمن كثيفا لتعبده اللهَ عزل وجل بكل حركة وسكون، مما يجعل أفعاله مباركة مضاعفة عكسَ الناس الذاهب سعيُهم فُرُطاً. فالمؤمن “ينبعث في كل وجه من حياته من قاعدة واحدة، ويؤدي أعماله كلها بروح واحدة؛ فيكونَ كل عمل رياضة وتربية لأصل قوته، وتثبيتا لتلك الروح الواحدة. كما تتظاهر وجوهُ سعيِه ويتكامل كدحُه ويعظم بأسُه وأثره في الحياة” (الإيمان، 77).

    ونظرة الترابي إلى العقيدة الإسلامية تجعل المؤمن يستشعر الروح المحرابيةَ أنّى عمل وكدح. فباستطاعة المؤمن –بمنهجه التوحيدي- التلذذ بكل لحظة من لحظات فرحه وشقائه، وواجباته وتفكهاته إذا استصحب نية العبودية والابتلاء. “فصورةُ العبادة لا تجمد في قالب زمنيٍ أو ظرفي، بل يتوخى بها المؤمنون كل منحى يتاح لهم في الحياة المتجددة”. (الإيمان، 76.)

    ولعل مما سبق إليه الترابي –وسيبقى- تأكيده على أن الإيمان طريق لاحب من طرق الحرية، وأن الحرية لا معنى لها دون إيمان. فالإيمان هو الذي يجعل المؤمن مقدِما خفيفا منفعلا بمبدأ الحرية النابت بين جنبيه –لإيمانه برب واحد-، “فالعقيدة هي التي تربيه لممارسة الحرية ولتحقيق ثمراتها فلا يقتصر على إحقاق حقه الخاص في الكرامة والمساواة إزاء أرباب القوة والجاه، بل يتحرر من كل خوف يرهبه ويخرج على كل ظرف يدعوه إلى الإحجام عن مجاهداته، وللنكوص دون ما أتاح الله له من فرص الحياة”. (الإيمان، 48)

    ولعل من الأفكار البديعة للترابي إعادة اكتشافه لتأسيس التكليف الديني على أساس من الحرية متين. فالحرية “معنى أساسي في اعتبار الدين للإنسان، وذلك أنه مخلوق فاضل على أشياء الكون المشهود –نفخ الله فيه من روحه فأكسبه قدرا من حرية المشيئة بينما ترزح الأشياء في وضع محتوم تحكمها فيه سنة لازمة. وجعل له عقلا وحاسةً مدركِة ليتمكن من تبيّن محيطه وتبصّر عمله، ولتتم له فضيلة الاختيار”. (الإيمان، 106). وظل الترابي في كل كتاباته يلمح إلى أن إهدار حرية الإنسان فيه نَفَسٌ من إهدار الحكمة المرادة إلهياً من أصل تكوينه. فرعاية حريته “شرط كمالٍ في تحقيق الحكمة الخالدة المقدرة في خلقه”. (الإيمان، 107)

    ولعل المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إلى العودة إلى فكر الرجل بعد رحيله. فلعل في غياب شخصه الزاحمِ المطفئِ لمنافسيه –سياسيا وفكريا- كفكفةٌ من غلواء العداء، وإطفاء لروح النقد غير المنصف مما قد يجعلهم يفيدون من فكره وأثره.

    ولعل الأخطار والأفكار المُعْتلِجةَ في أرض المسلمين اليوم من طغيان معيق وداعشية خرقاء تجد لها في لفتات الراحل ما يرشد ويهدي. فقد درس الرجل العاطفةَ الدينية تاريخيا ونفسيا، وفهِم محامدَها ومخاطرها. لذلك كان يرى أن دين المرء لا يتم “إلا إذا عمِل على هدى من العلم. فالتباسُ الدين مع الجهالة خطر عظيم لأن الطاقات الهائلة التي تفجرها العقيدة في الحياة تصبح عندئذ جهودا عمياء تمضي في سبيل الضلال هدرا، وقوةً خرقاء تطغى على حدود النظام الاجتماعي طوفانا يخرب الحياة من حيث يريد إصلاحها، ويحسبون أنهم مهتدون”. (الإيمان، 31)

    وكأن الرجل الذي كتب هذه الأحرف من سجنه عام 1974 يتحدث عن واقع الأمة بعد ذلك بأربعين عاما.

    والحديث عن الفكر التوحيدي عند الترابي لا يمكن في عمود محكوم بعدد من الكلمات معلوم. فلعل الله يوفق بعض البَحَثَةِ فيكتبوا عن الحرية أو المنهج التوحيدي عند هذا العقل الفذ الذي أهداه السودان الولودُ لقراء العربية.

                  

03-18-2016, 01:57 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حسن الترابي : حافظوا علي أوطانكم

    صالح عوض

    لا أدري كيف يمكن لي أن أتخيل السودان بلا حسن الترابي؟ المشهد كله يفرّ من أمام عينيّ.. أبحث عن مفكرين إسلاميين ساسة فأكاد لا أجد من حولي أحدا وهذا ما يفاقم الإحساس بالفاجعة.. لم تكن معرفتي بحسن الترابي يوم التقيته لأول مرة في الخرطوم في القصر الرئاسي في احتفالات عيد الثورة في 1999 مبعوثا ضمن وفد فلسطيني من قبل الرئيس المرحوم ياسر عرفات للتهنئة.

    لقد فتحت بصيرتي على فهم الدين والعمل من أجله يوم قرأت أول كتاب للشيخ الترابي عن الصلاة، حينها انتقلت إلى إسلام ملك عليّ قلبي وروحي وعقلي، وغادرت فلسطين شابا يافعا لألتقي بإخوة سودانيين في سالونيك باليونان جمعتنا جامعتها لدراسة الطبّ.. كان أولئك السودانيون نموذجا متميزا بين شباب العرب من نظرائهم الإسلاميين.. كانوا هم الأكثر التزاما ووعيا وخُلقا وفهما للدين، ومن يومها أصبحت كتب الشيخ الترابي ومحاضراته محلّ اهتمامي البالغ أقرأها مع إخوتي وأصحابي، نناقشها وندخل معمعة حروبه ضد الجهل والتعصب والفهم السقيم والمتحجر.. وكانت السجون التي تفتح أبوابها من دون حياء ولا خجل أمام العالم المجتهِد المجدِّد تقضّ مضاجعنا لأن الشيخ لم يعُد يحسب لها حسابا؛ فلقد أخذ على عاتقه أن يستخدم كل أدوات العقل والعلم لتفجير الراكد والساكن من مفاهيم وتصورات ليكشف عن روعة الإسلام وقدرة الأمة في تجاوز التحدي الحضاري.

    هل كان الترابي أكبر من السودان؟ أم أن السودان قد قتله بشكل أو بآخر؟ صحيح أن السودان يزخر بالطاقات الفكرية والأدبية والفنية... لكنها محاصرة لم يكد سناها يغادر وادي النيل، أما الترابي المسكون بالحيوية والوعي فلقد وصلت إشعاعاته إلى العالمين في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا، كان المحاضر المُبهِر والمحاوِر المقنِع والمجتهد الفذ والسياسي التأصيلي متنوّع الثقافات واللغات.. وما كان لأحد من أبناء الأمة وهو يقرأ له أو يتابع جهده، إلا أن يعقد معه صفقة اليد وثمرة الفؤاد زعيما وقائدا لا يُضاهى.

    كانت الأمة حاضرة عنده بكل تفصيلاتها، ولم تنزع منه السنون ولا المعتقلات ابتسامته وضحكاته التي تقهر التحدي وترفع من شأن أفكاره سلطانا وعزا.. إذا حدّثك عن شمال إفريقيا أحسست أن الرجل لا قضية له إلا هذه البلدان والتحديات المطروحة عليها، وإذا حدّثك عن العراق ظننته زعيم العراق الغيور، وإذا شرح لك التحديات التي تواجه بلاد الشام ومصر أدركت أن الرجل يعرف بالضبط عناصر الخلل والخطر.. أما إذا طرحت عليه مواضيع الصراع المذهبي والطائفي جاءتك ضحكاتُه ساخرة من الجهل والجاهليين؛ فالرجل فوق الطائفية يركلها بكلتا قدميه ويختزل الزمن كله ليجلس بين يدي رسول الله يستمع منه إلى الوحي الأمين، يتأمل آيات الله العزيز الجبار فتنفتق المعاني عن درر وأسرار تندلق على لسانه البليغ، فلكأنك تستمع إلى القرآن كما لم تستمع إليه من قبل.. ولهذا طالما شن هجومَه على هجر القرآن وبذل جهده ليعود الناس إلى كتاب ربِّهم.. كان مسلما مؤمنا بإسلامه، وممتلئا إحساسا بالمسؤولية في ضرورة القيام بواجب إقامة الدين في حياة الناس..

    في القرآن، وفي الفقه، وفي العقيدة، تقدّم الترابي بيقين المؤمن وبروح المستشرف العرفاني يزيح عن الدين افتراءات المفترين وخرافات المشعوذين وخزعبلات المتنطعين ويجلي القرآن على منبعه الصافي مرجعا الأمر كله إلى المولى عز وجل منزِّها الآيات عن التفسير البشري المهزوز ومنزلها على واقع تضيئه وتهديه..

    وكما ترك الترابي كُتباً جمّة دارت جميعُها على محور واحد وهو الحرية الإنسانية في السياسة والعقيدة، فإنه لم ينزوِ في التفكر والتحرير والتأليف، بل كان رجل حياة بمعناها الأوسع، فواجه الحكام، وصادمَ السياسات، وقدّم قوة اجتماعية إلى الوصول إلى الحكم ليُبرز أعظم أفكاره المنطلقة من إيمانه بحرية الإنسان، فأسرع إلى تعظيم شأن حرية التعددية الحزبية، والوقوف مع كل صوت مقاومة في الأمة ضد مشاريع النهب والاستعمار.. وعندما وقع بينه وبعض تلامذته من الجفاء الذي أخرجه من الحكم حيث كان رئيس البرلمان.. لم تكن المبرّرات كافية لانقلاب تلامذته الذين رعى تدرّجهم إلى السلطة إلا أن يكونوا قد خيروا بين أمرين: إما ذهاب السودان أو التخلص من الترابي زعيم الحركة الإسلامية العربية وأخطر مجددي الاسلام، فكان أن اختار الحكام إبعاد الشيخ وإبعاد اجتهاداته عن الحُكم.

    وكما كان السيد فضل الله مقاتلا ضد الطائفية والتمزق المذهبي، وواجه في محيطه انتقاداتٍ وهمهمات لمن طاب له التعيّش على الطائفية، فكان يصدع بمقولته الصافية "إنني مجتهد إسلامي ولست مصنفا على طائفة أو مذهب"، كان العلامة الشيخ الترابي يدعو إلى تجديد بناء الأمة على أصولها الحقيقية والتي تنطلق من القرآن الكريم بعيدا عن الواقف المسبّقة في التمذهب.. فكانت وحدة الأمة هدفا عظيما يندفع الترابي نحوه متخففا من كل أسباب الفرقة.. وهكذا يتحلى فيه بُعدٌ آخر بعد بُعد الحرية وقيمتها، فكانت الوحدة هي لغته وخطابه: وحدة الأمة ووحدة شعوبها ووحدة أداة المقاومة والفعل فيها.

    لا يمكنني وأنا اقترب من نهاية المقال إلا أن أذكر للشيخ الترابي حبه العالي لفلسطين وانشغاله بتفصيلاتها، ولقد كانت تدخلاته قوية في الشأن الفلسطيني، فلطالما نبَّه القادة الفلسطينيين إلى أن وحدة صفهم هي المؤهل الطبيعي لوجودهم وانتصارهم، وكانت الكلمات مفصّلة لم يلجأ فيها إلى رشد عام أو نصح مرسل، بل كان يخاطب أبناء حماس بما عليه عمله ويخاطب الجهاد الإسلامي بما يجب عمله تجاه وحدة الصف.. فكان بذلك محل الحب والمودة من قبل كل الفلسطينيين من الرئيس عرفات وقادة العمل الوطني الفلسطيني جميعهم وكانوا يعتبرونه شيخ الثورة الفلسطينية وناصحها والأمين عليها.

    كان العلامة الشيخ الترابي يدعو إلى تجديد بناء الأمة على أصولها الحقيقية والتي تنطلق من القرآن الكريم بعيدا عن الواقف المسبّقة في التمذهب.. فكانت وحدة الأمة هدفا عظيما يندفع الترابي نحوه متخففا من كل أسباب الفرقة..

    في لقائنا به حيث كان عائدا من ولايات عدة جابها لينشر فكرته في الحكومات اللامركزية والانتخابات الإقليمية والبرلمانات الإقليمية، كان متعَبا وصوته قد بحّ، ولكن ضحكاته وابتساماته تسحب من المتلقِّي كل شعور بالقلق.. قال لنا يومها بينما كان يكرِّم الرئيس البشير في حفل أقيم في القصر الجمهوري "إن السودان سيقدِّم بعون الله نموذجا متميزا من الحرّيات والتعدّدية السياسية لم يشهده العالم".. قبّلت جبينَه وانحنيت لتقبيل يديه فرفع رأسه وهو يكرر "الله اكبر، الله اكبر" ويحتضنني.. أحسست بخوف قاتل: هل يمكن ان يستمر مشروع الترابي؟ عدتُ إلى السودان بعد 15 سنة أبحث عنه وأنا المتابع لكل أخباره وأقواله والحروب التي تشن عليه.. ولكن حيل بيني وبينه، فعدت من السودان مع إحساسي بكرم أهلها وطيب معشرهم، لكن بحسرة على عدم اللقاء.

    كما قالوا في الأمثال: الأعمال بخواتيمها.. بعد عاصفة الربيع العربي الذي عرّى ستر بلداننا وفسخها في العراق وسورية وليبيا ومصر وتونس.. أدرك الترابي أن الخطر يمكن أن يعصف بالسودان فأطلق صيحاته بضرورة الحوار الوطني والتعاون مع النظام رغم ما يظنه البعض من جفاء بينهما.. دعا الترابي إلى حوار جامع مع كل السوادنيين بما فيهم المقاتلين، للخروج بدستور وبرامج للنهضة بالسودان الحر والسيد يتمتع فيه كل الأطراف بالحرية والكرامة، ودوى بصيحته للسودانيين والعرب والمسلمين: "حافظوا على بلدانكم".. تولانا الله برحمته.

                  

03-18-2016, 02:54 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    zzzzzzzzzzzzzzyyyytturbachi.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-22-2016, 07:50 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف الدين بابكر)

                  

03-22-2016, 07:50 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-22-2016, 07:52 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-28-2016, 03:35 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الواقعُ يُكذِّبُ زيف الإدِّعاء
    بابكر فيصل بابكر
    [email protected]
    سألني كثيرٌ من الأصدقاء لماذا لم أكتب عن وفاة المرحوم الدكتور حسن الترابي فقلتُ لهم أنه لا يوجد لدىَّ ما أقوله فقد كتبتُ كثيراً عن فكر الرجل ومواقفه السياسية في حياته وليس هناك جديدٌ يُضاف إلى ما سطرتهُ في هذا الخصوص , ولكنني وقعتُ على كلمةٍ للدكتور يوسف القرضاوي يرثي فيها الترابي بكلام إحتوى على الكثير من التزييف والأغاليط التي تتطلب الكشف والتفنيد.
    أشار القرضاوي في كلمتهِ إلى اللقاء الذي جمعهُ بالترابي للمرة الأولى في لبنان وقال :
    ( أول ما لقيت الترابي في لبنان سنة 1985م ( هكذا وردت في النص الأصلي ويبدو أنه يقصد 1965) وكان في قمة الشباب وكان يزور بيروت في ذلك الوقت وقد قاد الحركة الشعبية الجامعية التي انتهت بإسقاط الحكم العسكري برئاسة عبود وعودة الحكم المدني إلى السودان وأذكر مما جرى بيني وبينه من حديث أني قلت له: لعلكم تلتفتون إلى الجيش ونشر الدعوة فيه حتى لا يقوم بانقلاب آخر ضدكم فقال لي: نحن في الواقع لا نهتم بالجيش وإنما نهتم بالشعب وعندنا أن نكسب معلماً في مدرسة خير من أن نكسب ضابطًا في الجيش, قلت: ولكن الجيوش الآن كثيرًا ما تنقلب على الحكم المدني وتسيطر على مقدرات الشعوب. قال: لتنقلب، ونحن سنسقطها ! ). إنتهى
    واصل القرضاوي في سرد العلاقة التي جمعتهُ بالترابي خلال الحقب السياسية المُختلفة في السودان حتى جاء للحكم الديموقراطي الأخير و الذي شهد تدبير الترابي للإنقلاب العسكري الذي وقع في يونيو 1989 فقال :
    ( وبعد إنسداد الأفق السياسي في السودان، كان لا بد أن يقوم أحد الأقوياء في البلد بالسيطرة على مقاليد الأمور وكان الدكتور الترابي أكثرهم تصورًا وإدراكا للموقف وخطورته, وأكثر قدرة على التحرك بسرعة, فبادر إلى ذلك, واختار مجموعة من العسكريين على رأسهم عمر البشير لهذا الأمر ). إنتهى
    وهكذا فإنَّ القرضاوي الذي أراد أن يوضح إيمان الترابي "بالديموقراطية" ورفضه العمل وسط "الجيش" وتعهده "بإسقاط الحكومات العسكرية" التي تنقلب على الحُكم المدني, قد ولج من حيث لا يحتسب لنقطة الضعف الرئيسية في فكر الثاني والمتمثلة في التخلي عن "المبادىء" من أجل تحقيق "المصلحة" الحزبية الضيقة, وهو الأمر الذي وسم مواقفه "بالإنتهازية" وأدَّى في خاتمة المطاف لهزيمة مشروعه الفكري.
    وليس أدلَّ على صدق إستدلالنا هذا من الإقتباس الثاني الذي حاول فيه القرضاوي "بمراوغة" مفضوحة و"تلاعب لفظي" مكشوف أن يُصِّور "الإنقلاب العسكري" الذي دبرَّهُ الترابي الذي كان قد إدَّعى في لقائه به في لبنان أنَّ من الأفضل له أن "يكسب معلماً في مدرسة خير من أن نكسب ضابطاً في الجيش", بأنه تحرك من "أحد الأقوياء" الذين أدركوا خطورة الموقف في البلد !
    الحقيقة المؤكدة هى أنَّ الترابي بدأ في زرع خلايا تنظيمه داخل الجيش منذ سبعينيات القرن الفائت أي بعد لقائه الأول مع القرضاوي ببضع سنوات, وهو الأمر الذي إعترف به في سلسلة لقاءاته التلفزيونية المُهمَّة مع "عزام التميمي", مما يُنبىء بأنَّ موضوع الإنقلاب العسكري كان أمراً حاضراً على الدوام في فكر الرجل.
    قد إعتقد الترابي إعتقاداً جازماً في أنَّ "الدولة" تمثل الأداة الأكثر فاعلية في إحداث التغيير الإجتماعي ولذلك ظل الوصول "للسلطة" هو الهدف التي سعى إليه على الدوام وهو ما أدى في خاتمة المطاف للفشل الذريع الذي مُنى به "مشروعه الفكري" حيث عجز عن إستيعاب سُنة التاريخ التي حكمت علاقة "العسكري" صاحب الشوكة "بالسياسي" والتي ظلت نتيجتها النهائية دوماً هى إحتكار الأول للسلطة وإبعاد الثاني عنها.
    ظنَّ الترابي أنَّ تميُّزهُ و سيطرتهُ المُطلقة على الحركة التي صنعها وإنفرد بلعب الدور الأكبر في إنتاج الأفكار وإبتداع الأساليب التنظيمية المتقدمة فيها ستمكنهُ من الإنقلاب على الحُكم الديموقراطي ومن ثم إعادته "متى ما شاء" بعد أن يُطبِّق مشروع "التمكين" الحزبي, وهُنا كمُنت أبرز نقاط الضعف في قدرات الرجل الفكرية وثقافته ومعرفته بتجارب الحكم في التاريخ.
    فالسُّلطة بطبيعتها تُولدُ منظوماتٍ مختلفةٍ من المصالح المتشابكة والطموحات المستحدثة وتؤدي لبروز مراكز قوى جديدة لم تكن معروفة في المرحلة السابقة, هذه المراكز لا تُحرِّكُها الأفكار والمبادىء والحوافز التي ستُبذلُ في "الدار الآخرة" بل هى تسيرُ وفقاً لحاجات البشر وغرائزهم النازعة دوماً للسيطرة والتحكم وتحقيق الذات خصوصاً بعد تجريبها لمذاق السلطة ولذلك كان أول من إنقلب على الترابي هُم أقرب تلاميذه الذين علمَّهم الرماية فلما إشتدت منهم السواعد صوَّبوا رماحهم وسهامهم نحوهُ دون أدنى تردد.
    قال الترابي أنَّ الخطة المُتفق عليها كانت تقضي بإستلام الحكم عن طريق "الإنقلاب العسكري" ومن ثم إعادته مرَّة أخرى "للشعب" بعد أن يستتبَّ الأمرُ للإسلاميين في الحكم وهذا المنطق فوق ما ينطوي عليه من "إقصاء" و "إستعلاء" مكشوف فإنه أيضاً ينمُّ عن سذاجةٍ مثيرةٍ للشفقة و جهلٍ مُطبقٍ بسنن التاريخ وطبائع البشر ومُحركات السلطة وهو ما يُشكك كثيراً في الهالة الضخمة التي تُحيط بالقدرات الفكرية المزعومة للرَّجل.
    لم يكتف القرضاوي بالمراوغة في تسمية الأشياء بأسمائها بل مضى أبعد من ذلك ليوضح دور الترابي في الإنقلاب ويقول : ( وقد التف الشباب المسلم في السودان حول الترابي، واختاروه قائداً للحركة الإسلامية في عموم السودان وعندما قامت الثورة التي هيأ لها الأسباب وقادها بحكمة وانتصرت أبى إلا أن يدخل السجن ويجعل القائد عمر البشير ويأمره أن يدخله السجن، ويدير الأمر من داخل محبسه بالأوراق). إنتهى
    لا يُساورني أدنى شكٌ في أنَّ الترابي إذا قرأ الفقرة أعلاه كان سيُصابُ بالإمتعاض والحسرة والندم, فهى من قبيل المدح بما يشبه الذم, ذلك لأنَّها مسَّت أكثر الأوتار حساسية في مسيرة الرجل السياسية, وهى الوصمة التي حاول طوال السنوات التي أعقبت مفاصلته مع تلاميذه أن "يستغفر الله" ويسألهُ العفو عنها, وحتى أتباعه فقد سعوا أن يلتمسوا له العذر في الممارسات المُشينة التي صاحبت تلك الفترة وقالوا أنهُ كان مُغيَّباً عنها أثناء وجوده في السجن بينما القرضاوي "يتهمه" دون أدنى وعي بإدارة الأمر من داخل محبسه, فتأمل !
    القرضاوي إذن يعمدُ مرَّة أخرى لتزييف الحقائق فيُسمي "الإنقلاب العسكري" بجرأة شديدة "ثورة", ويؤكُدُ أنَّ الترابي هو من "هيأ الأسباب" وقاد الإنقلاب "بحكمة", ومع ذلك يجزمُ بأنَّ الرَّجل كان من دُعاة "الحرية" حيث يقول في فقرة تالية من الرثاء أنَّ مرتكزات منهج الترابي تقوم على أنَّ ( حرية الشعوب جزء من الفرائض الإسلامية، التي نجاهد في سبيلها ) وأنَّ ( حرية التعبير والفكر والمقاومة للظلم فرائض أساسية ) !
    غير أنَّ الواقع لا يُكذِّبُ إدعاء القرضاوي بأنَّ الترابي صاحب منهج يُعلي من شأن قيمة الحرية ويعتبرُ أنَّ حُرية التعبير والفكر "فرائض أساسية" فحسب بل كذلك يفضحهُ فيما يرتبطُ بآراء الأخير واجتهاداته الدينية.
    يعلمُ الجميع أنّ الترابي ظلَّ لسنوات طويلة يقول أنَّ الإسلام لا يفرضُ أية عقوبة على "المرتد" لأنَّ الأصل في أمر العقيدة هو حُرية الإختيار, ولكنه عندما أُتيحت لهُ فرصة تطبيق أفكاره وإنزالها لأرض الواقع أبَّان فترة تحكمه المطلق في شؤون البلاد سمح بتمرير القانون الجنائي لسنة 1991 الذي تضمَّن المادة (126) التي تحاكم المرتد بالإعدام !
    إذن نحنُ هنا بإزاء رجلٍ مُشوَّش, مُضطرب الفكر, يقولُ الشىءَ ويفعلُ نقيضهُ, ويُبرِّر لذلك بالقول أنَّ السياسة كلها "تدابير" أي تحايلٌ وخداع, وهذه ليست من صفات المفكرين الكبار الذين "يستقيمون" على نهجهم في كل الظروف ويُفرِّقون بين "المواقف السياسية" التي تحتملُ التغيير والتبديل و"المبادىء" التي تظلُّ ثابتة في جميع الأحوال.
    لا أحد يستطيعُ أن يُصادر حق القرضاوي في رثاء المرحوم الترابي بالطريقة التي يراها, ولكن ليس من حقه أن يُغالط في حقائق الواقع و يخلط الأمور ويُسمي الأشياء بغير أسمائها, فهو بذلك يلجُ باباً محظوراُ في مقام الفكر والمبادىء.
                  

04-02-2016, 12:40 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف الدين بابكر)

                  

04-02-2016, 01:47 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحل فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل-التراب� (Re: سيف الدين بابكر)

    (تفريغ الفيديو: سيف الدين بابكر) 2 أبريل 2016

    الترابي: الفاسد استشرى .. لم يستثنى أحداً
    كل السودان يعرف ذلك..
    تلك الأيام كان يقول .. هو ...لو رأيتموني أبني بيتاً لأسرتي..علقوني في المشانق.. نحن لم نكن لنبني بيوتاً.. نحن جئنا لنبني السودان... للفقراء .. المساكين!
    فكان كأنه عمر بن عبد العزيز .. كان مثالاً ..عمر هذا مثل عمر بن العزيز الأول ...
    كنا دائماً نضرب للناس الأمثال.. عن الفساد .. وإننا نتجرد ونتزهد..
    ولكن السلطة... أنا لا أريد أن أتحدث عنه هو وواحد آخر..
    لكن نريد كيفما سمي الواحد: إني سمي حسن بن عبد الله أو عبد الله بن حسن، والله لو ولي السلطة وليس حوله ضابط قد يخرج عن رقابة الله سبحانه وتعالي ... فيبدأ قليلاً ثم بعد ذلك قليلاً .. ثم يبدأ ثم يأكله السرطان .. يأكله شهوة الفساد.. فيأكل بدون أي حدود..
    الان السودان كله يسألهم عن القيادات التي تتولى الوزارات المهمة أو القيادات العليا...وأسألهم عن البيوت الهائلة التي يبنونها جهاراً جهاراً جهاراً ..والناس يعلمون أن الراتب لا يبني لك بيتاً متواضعا ًولا غرفة...فمن اين هذا من اين هذا من اين هذا؟
    ((ألم يكن كثير من هؤلاء من أبناء الحركة الإسلامية نشأوا فيها وتتلمذوا على يديك؟))
    نعم نعم نعم ..
    ولكن .. لم يكن في دراستنا مقاومة فساد المال والسطان!
    المنهج التربوي - يا أخي الذي تربينا عليه – ما كان فيه سلطان أصلاً لأننا لم نكن في السلطة ولا نحلم بها.. فلم يكن في مقرراتنا ..
    أتمتحني في مسألة لم تدرسني لها في المقررات سأنال فيها صفراً يا أخي الكريم مهما كان ذكائي ... لا تمتحني في لغة لم تدرسني لها .. أنا لم أدرس الروسية .. سأسقط فيها بالطبع ..
    ((ما الحل إذن؟))
    أن يتهيأ الناس – أيامهم حركة – أن يعلموا ماذا سيبتلون به في الطريق تقدماً..
    ((وكان الرسول (ص) من شيء من هذا؟ إنهم إذا فتحت عليهم الدنيا.. كان يخشى عليهم؟))
    لكنهم لم يحذروا .. فقد أكلوا الأموال أكلاً عجيباً!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de