* أذكر أنّك أيام انتقادك لم تحتمل فأغلقت صفحتك على الفيسبوك لأيام ثم أرجعتها من جديد... هل كان الانتقاد عنيفاً بالنسبة لك لهذه الدرجة؟- شن العديدون حملة انتقادٍ عنيفة ضدي. ولو وجّه هذا الانتقاد لشخص ضعيف الإيمان، لكان انتحر. الأمر لم يتوقف عند مرحلة الانتقاد، لكنه وصل الشتم والسب. وفي مرات كثيرة أتخيّل إنْ ما حدث لي هو حلم لا أكثر. فالسودانيون الذين كنت أعرفهم أناسٌ طيببون، فمن هؤلاء؟
* هل تعتقد أنّ هناك من هو وراء انتقادك وشن حملة ضدك؟
- الانتقاد الذي تمّ توجيهه لي كان عنيفاً وشرساً. لا أعلم الجهة التي نظّمته ضدي، لكن أسال الله له الهداية. وأنا واثق أنّ الله سبحانه وتعالى سيُظهر الحق، ويزهق الباطل، مهما طال الوقت أو قَصُر.
* هل من نيّة لعودتك السودان مرةً أخرى؟ وهل عدت السودان منذ خروجك لأول مرة ودخولك إسرائيل؟
- سأعود السودان، لا شك في ذلك. ومنذ ذهابي الى إسرائيل، لم أرجع السودان، سنوات طويلة. لكني لا أخاف العودة الى وطني السودان. ودعني أقولها للذين وجّهوا لي من التهم والإساءات الكثير: عندما تطأ قدماي وطني السودان، قودوني الى حبل المشنقة، أؤكد لكم إنّني سوف أبتسم مثل صدام حسين. وسأعتدل في وقفتي في مواجهة المشنقة مثل عمر المختار.
* كيف دخلت المسرح الإسرائيلي؟ وكيف استقبلك المسرحيون الإسرائيليون؟
- من صغري وأنا أحب التمثيل، وحلمت بأنْ أكون ممثلاً. هذا كان حلماً سطحياً وعادياً. هذا الحلم عندما كنتُُ في السودان. ولكن عندما اتيت الي مصر حاولت تحويل الحلم الى حقيقةٍ عبر تعلّم التمثيل. ذهبتُ الى عدة معاهد لكي أتعلَّم التمثيل، ولكن تمّ رفضي بحججٍ كاذبةٍ. وكان كلما يخيب أملي بمعهدٍ ما؛ اتشبث أكثر فأكثر وأناضل لأجل تحقيق حلمي. وفي نهاية المطاف انضممت لأحدى الفرق المسرحية في مصر. كان لي دورٌ فاعل، حيث قُمت بأدوار كثيرة، وساعدتُ في إخراج بعض المسرحيات.
هذه الفترة كانت من أجمل السنوات التي عشتها في حياتي. لكن بعد سنتين مع الفرقة، حدثتْ أحداث ميدان مصطفى محمود، ففررت بجلدي هرباً، باحث عن مأوى. واتجهت الى إسرائيل..
* لم إسرائيل، وليس بلداً أخرى؟
- لم أفكّر من قبل في السفر الى إسرائيل، ولم تخطر على بالي أبداً. ولكن عندما أتيت الى إسرائيل، كان لي هدفاً واحداً، وهو السعي مرةً أخرى في سبيل تحقيق حلمي في التمثيل. درست اللغة العبرية، صباحاً، وأعمل مساءً. ثم بدأت في دراسة التمثيل. كانت فترة صعبة، وفي نفس الوقت كانت مشوّقة جداً. وقبل أنْ أكمل الدراسة شاركت في فيلمٍ قصير بعنوان (نجم بدون إسم)، قمت فيه بدور البطولة. وحقق لي نجاحاً كبيراً، وفاز بجائزةٍ دولية. بعدها تتالت الأدوار والمشاركات.