(3) [} فالقضية قضية وجود أو عدم وجود، نكون أو لا نكون، فنكون إذا تواضعنا، و إذا تناسينا فيما بيننا من خلافات، و إذا رجحنا مصالح المسلمين على مصالحنا الشخصية. و نكون إذا تفقَّد بعضُنا بعضاً، وعاون بعضنا بعضاً. و نكون إذا ناصح بعضنا بعضاً، و إذا أمرنا بالمعروف و نهينا عن المنكر، نكون إذا حملنا أرواحنا على أكفنا فداءً لبقاء أمة بأسرها. و أما إذا رجَّحنا مصالحنا الذاتية على مصالح العامة و أردنا أن نظهر و لو على حساب أهدافناالسامية، فعندئذ لا يُجْدُرُ بنا أن نكونَ، و المولى عز وجل قد يُقَيِّضُ لدولة كافرة أن تسودَ ( في الدنيا)، إذا أفلحتْ بتطبيق المعادلة،و لو بدون إيمان، بتعاون أهلها؛ و فظ يدع دولة الإيمان لتنمحي من على خارطة الطريق، إذا تناحر القوم فيها في حروب ضروس لا تنتهي بين {داعش و كربلاء}، و هما ليستا إلا نسخة متجددة لما كان بين( داحس و غبراء ) [} و التناحر أيها الأخوة كفر،. هكذا سماه النبي؛ ففي عهده عليه الصلاة و السلام، رجل من أهل الكتاب ذكَّر فتى بقصيدة قيلت في الجاهلية فيها طعن للخزرج، فدفع هذا الفتى ليلقي القصيدة على الخزرج كي يستفزَّهم، و بالفعل استفزَّهم و كادت تقع فتنة بين الأوس و الخزرج لا تُبقي و لا تذر، فخرج النبي عليه الصلاة و السلام في أشدِّ حالات الغضب و قال: " تفعلون هذا و أنا بين أظهركم" ثم نزل قوله تعالى:﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَ فِيكُمْ رَسُولُهُ وَ مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[ سورة آل عمران: 101 ]فسَمَّى تلك الفرقةَ و ذاك الشِّقاقَ بين المؤمنين كفراً،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة