|
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة (Re: ابو جهينة)
|
أعجبتني و آلمتني في نفس الوقت قصة المغترب الذي ظل يرسل كل ما يدخره من مال إلى أحد أقربائه بالسودان لبناء منزله .... و كلما سأله عن سير عملية البناء و مستوى ارتفاع السور عن الأرض ... يقول له قريبه : و الله الطوب بقى غالي عشان كدة ما اشتريناه. و أحيانا يأتي الرد : السيخ معدوم من السوق. و أحيانا : ما لاقين بنائين. وهلم إنعدامات و لما وصل المغترب نهاية حد الصبر سأل قريبه : البنيان بالضبط إرتفاعو وصل كم من الأرض ؟ فقال قريبه : حوالى مترين أو مترين و نص. فقال المغترب و هو يبحث عن منفذ للخلاص : خلاص .. أسْقِف على كدة .. حكاوي المغتربين مع البنيان و السماسرة و الأراضي العشوائية طويلة و ذات شجون و أشجان. و الإعتماد على الأهل و الأصدقاء في البناء أو إدارة أي إستثمار قد تملأ كتبا .. ذات إغتراب اشترى عدد من الأشقاء المغتربين أرضا بركن من أركان العاصمة المثلثة في حى جديد عن طريق أحد السماسرة .. و السمسار هذا عرفوا طريقه عن طريق أحد الأقارب و الذي عرف طريق هذا السمسار عن طريق زميل له في العمل ( سلسلة طويلة تجعل الإمساك بطرف الخيط عند حدوث أي مشكلة كالبحث عن إبرة في كومة من القش أو كلعبة السلم و الثعبان ). ثم لظروف كثيرة أجبرتْ الأشقاء على عدم البدء في البناء و تركوا الأرض تدغدغ أحلامهم فمساحتها ستكفيهم الثلاثة. ثم كتبوا خطابا لوالدهم بالقرية بأن يذهب و يتفقد الأرض عند ذهابه للخرطوم. و بالفعل .. جاء والدهم للخرطوم ... منتفشاً كما الديك الرومي .. فأولاده أصبحوا من ملاك الأرض بالعاصمة المثلثة ... أخذ الوالد معه أحد الذين يعرفون المنطقة المعنية معرفة جيدة و ذهبا إلى حيث تقع الأرض .. و لكنهما لم يجدا أي أرض فضاء في المنطقة المعنية.. كل الأراضي هنا مبنية و السكان يدخلون و يخرجون و الدكاكين في كل ناصية و الميادين يلعب فيها الأطفال و أعمدة الكهرباء تقف شامخة ... و بعد تدقيق و بحث توقفا عند القطعة حسب الرقم المكتوب على عقد البيع الإبتدائي عن طريق المحامي و السمسار .. فوجدا منزلا به شجرة ضخمة تزقزق عليها الطيور .. و البوابة عليها جير أبيض من الجهتين و ترحيب بالحاجة عند مقدمها الميمون من الحجاز .. الأب دخل في سراديب جديدة عليه .. نهاية اللهث وراء الشرطة و الأراضي و البحث عن السمسار و المحامي .. كانت لا شيء .. رجع خالي الوفاض. و هو يتمتم ( هو نحن شبه العاصمة ؟؟؟ ) الشقيق الأكبر يعاني منذئذ من مرض السكر. و أحدهم رجع للقرية و استقر بها نهائياً و أقسم بألا يذهب للعاصمة المثلثة حتى و إن صارت (سداسية الشكل ) .. و الأصغر .. قال أنه يتمنى أن يسمح له كفيله بالعمل بالسعودية حتى يموت و يدفن فيها. (هيهات ولات حين مناص )
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | ابو جهينة | 09-10-17, 12:44 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | إدريس محمد إبراهيم | 09-10-17, 04:01 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | ابو جهينة | 09-10-17, 07:54 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | جمال ود القوز | 09-10-17, 08:05 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | جمال ود القوز | 09-10-17, 08:12 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | ابو جهينة | 09-10-17, 08:59 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | نعمات عماد | 09-10-17, 09:50 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | ابو جهينة | 09-12-17, 08:17 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | جمال ود القوز | 09-10-17, 09:50 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | د.محمد حسن | 09-12-17, 01:53 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | ابو جهينة | 09-12-17, 08:24 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | ابو جهينة | 09-12-17, 08:22 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | walid taha | 09-12-17, 02:21 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | ابو جهينة | 09-12-17, 08:25 PM |
Re: إلى الدخري ... و إرهاصات العودة | ابو جهينة | 09-12-17, 08:46 PM |
|
|
|