أحزان الجمهوريين: رحيل الأستاذ عبدالرحيم محمد أحمد صالح

Quote: طوى الجزيرة حتى جاءني خبرٌ فزعتُ فيه بآمالي الى الكذبِ حتى إذا لم يدَعْ لي صدقُه أملاً شرِقتُ بالدمعِ حتى كاد يشرقَ بي الموت حقيقةٌ ماثلة تذهل عنها نفوسنا لجهلنا بما رواء الموت كما قال الأستاذ محمود. لقد رحل عن دنيانا الفانية أخونا الخلوق البر الرحيم الأستاذ عبد الرحيم محمد أحمد و الذي حدثت وفاته قبيل منتصف ليل البارحة بمدينة الاستاذ سعيد مدينة ود مدني. أرجو ألا أتورط في سوء الأدب بمدح الاستاذ عبد الرحيم ، و لكن أحاول ان نتنسم شمائله التي ميّزته عن غيره من الناس ، لنتشبّه بأخلاقه، إن التشبه بالكرام فلاح. كان الاستاذ محمود يُحذّر الجمهوريين من مدح الاخوان الكبار لأننا لانعرفهم ، ثم لأن مدح الآخرين أو ذمّهم يشغلنا عن رؤية عيوب أنفسنا ، و هي الأقرب الينا و الأولى بأن ننشغل بها. ما قرأت الحديث النبوي الشريف : ( مَنْ سرَّه أن ينظر الى ميّتٍ يمشي بين الناس فلينظر إلى أبي بكر ) إلا و قد قفزتْ إلى ذهني صورة الأخ الاستاذ عبد الرحيم. يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني ( وجدتُ جميع أبواب السير الى الله مزدحمة بالناس إلا باب الذل) و هو يعني باب اذلال النفس و تأخيرها وهذا الفن من فنون السلوك قد عاشه الاستاذ عبد الرحيم تجسيدا بدون تكلّف. كان - نفعنا الله بجاهه - يصغّر نفسه حتى يظن أصغر الناس أنه أكبر من الاستاذ عبد الرحيم. ولقد كان الأستاذ سعيد دائم التنبيه للإخوان - خاصة الجدد- ليذكرهم بمكانة الاستاذ عبد الرحيم لأنه دائماً يؤخر نفسه ، فكان الأخوان يعرفون له ذلك. لا أحتاج أن أتحدث عن زهده و محبته للجميع و حبه الخيرَ لهم، فقد عاش موطئ الأكناف حلو المعشر ، يألف و يؤلف. لقد شقّ عليّ نعيُه، و أحزنني فراقه كما أحزن كلَّ من عرفه، و لكن لا نجزع عليه ، لأنه من الذين قيل في حقهم (لاخوفٌ عليهم و لا هم يحزنون ) لذلك نحزن نحن لفراقه و نخاف على أنفسنا لا عليه و لا على أمثاله.أحرّ التعازي للمجتمع الجمهوري قاطبة ،كبيرهم و صغيرهم .. فالفقد كبير، والمصاب جلل، ولكن في الله عنه عِوَضٌٌ . نسأل الله أن يشملنا في إرثه العظيم من الخلق الرصين و الأدب الجم. ولابد من تخصيص البعص في العزاء . أحسن الله عزاء أختنا العزيزة سمية أبو إدريس زوجة الاستاذ عبد الرحيم، و الزمها الصبر وجبر كسرها و عظّم أجرها على فقدها الكبير. ثم العزاء للاستاذ إبراهيم يوسف و الاستاذ خالد الحاج، و إخوان و أخوات ود مدني و على رأسهم الاستاذ دفع الله موسى و الاستاذ عصام عبد الرحمن. التعازي لإخوان و أخوات الأبيض و على رأسهم الأستاذة هدى عثمان و الاستاذ الأمين أحمد نور و الأخ محمد مجذوب . والتعزية أيضاً للاخ شيخ علي و ماما نوال و آل بيت العم فضل. إنا لله و إنا اليه راجعون.