تحياتي استاذ احمد حمودي و شكرا علي البوست الرائع.ليس لدي ما أضيفه لموضوع البوست لأني لا علاقة لي بهذا المجال كما أنّك قد تناولت الامر باسهاب لا يدع حاجة لتناول المزيد . و كل الذي استطيع أن أقوله هو أني سأكون متابع جيد لكل ما تتم كتابته علي صفحات هذا البوست الجميل .أجد نفسي اشاركك الرأي في أنّ القارئ الاكتروني كيندل يتيح مجال وافي لأن يحمل الشخص مكتبته في يده ، و هذه الثورة في دعم المعرفة باعتقادي لا تقل كثيرًا في أهميّتها عن اكتشاف الطباعة ، فالكتب الاكترونية صارت متاحة لجميع الناس و باسعار زهيدة أو مجانًا في بعض الاحوال ، كما أنّ السعة التخزينية لهذه القارئات تجعل منها الخيار الأفضل عندما يتعلّق الامر بالقراءة و المعرفة ، كما أنّ الورق الاكتروني و الحبر الاكتروني جعلها اكثر فائدة من الحاسبات الآلية نفسها خاصة عندما تضاف الي ذلك خفّة وزن الجهاز نفسه و امكانية ايصاله بالانترنت و ربطه بموقع امازون مما يسهل مهمّة التصفّح الاكتروني و انزال الكتب خاصة و أنّ موقع امازون يمنح عضوية مفتوحة لقراءة ملايين الكتب مقابل مبلغ لا يتجاوز ١٠ دولارات بالشهر .حين انظر الي هذه المعطيات التي تمثل ثورة هائلة في عوالم المعرفة و العلم اشعر بسرور كبير ، و حين اتذكّر أن شعبي محروم منها بسبب إدراج حكومته له في قائمة الدول المحرومة مِن كل ما هو مفيد و جديد - احس بالحجم الحقيقي للورطة التي اوقعتنا فيها الانقاذ إذ حرمتنا حتي من انجازات الحضارة الانسانية التي تدعم المعرفة و الحداثة و الحرية و التفكير ليظل شعبنا في مؤخرة شعوب العالم ويصبح لا مجال امامه حتي بمواكبة جديد الانسانية و إن كانت تلك المواكبة مِن قَبِيل المشاهدة لا غير .حتي الآن لا اري أنّ الكُتّاب السودانيين قد استفادوا من تقنيات القارئات الاكترونية لعرض اسهاماتهم المعرفية و الأدبية حتي تصل لجمهور قرّائهم باسعار مناسبة و بتكنلوجيا معقولة تتيح المجال واسعًا للجميع للوصول الي تلك الاسهامات . للاسف حتي أنّ الذين تعاملوا مع موقع امازون من الكُتّاب السودانيين فإن كتبهم المعروضة علي الموقع كتب ورقية لا غير و قد يتجاوز سعر الكتاب احيانًا ٤٠ دولار قبل إضافة تكلفة الشحن ، و يمكننا أن نقف امام الحجم الحقيقي للكارثة حين نعرف أن ملايين الكتب الاكترونية يتم بيعها في موقع امازون بواقع دولار واحد الي ٣ دولارات للكتاب و يمكن استلامها في نفس اللحظة و دون دفع تكلفة ترحيل أو شحن أو انتظار ( الدلفري ليصل بعد اسبوع او اثنين ) ، هذا بالطبع باستثناء بعض السودانيين الذين كتبوا باللغة الانجليزية أو بلغات أخري مكّنتهم من عرض كتبهم في صيغة كتب اكترونية علي ملفات بي دي اف .أمّا اللغة العربية نفسها لأن اهلها لا يقرأون عند مقارنتهم بالشعوب الأخري فإنّها نفسها لم تجد نصيبها من الاعتبار عند اعتماد هذه التكنلوجيا الحديثة في مجال المعرفة ، فاسماء الكتب علي قائمة جهاز كندل لا يمكن عرضها باللغة العربية رغم أنّ الجهاز يعرض الكتب العربية إذا تم انزالها به ( اعني هنا أنّ الجهاز يمكنه أن يعرض المادة داخل الكتاب و ليس اسم الكتاب نفسه و الذي يجب أن يشار اليه برقم أو يكتب بالحروف الانجليزية ) . بالطبع هذا قصور كبير و لكن لا بأس بقبوله و التعامل معه كأمر واقع ننتظر أن يعالجه الزمن ، كما أنّ الجهاز لا يمكنه أن يقرأ مادة الكتاب العربي كما هو الحال مع الكتب الانجليزية و كتب أخري ، و بهذا تكون اللغة العربية تلك اللغة غير القارئ اهلها - تكون هي نفسها قد افقدت قرّاءها واحدة من اهم ميزات تقنية القارئات الاكترونية ( و هي قراءة الجهاز للمادة المكتوبة بصوت يمكن أن يوصف بأنّه واضح و ممتاز ) . و رغم أنّ الكثير من اصدارات الجهاز لا توجد بها خاصية القراءة باللغة الانجليزية نفسها الا انّها يمكن وضعها في خانة الحالات الخاصة التي تقرر فيها الشركة المُنتِجَة أيّ الانواع يلزمها أن تنتج بغرض تعظيم ارباحها من الانتاج و بالطبع لا يمثل ذلك معضلة في طريق المستهلك الغربي الذي يدعم الجهاز امكانية القراءة بلغة الدولة التي ينتمي اليها أو بلغات أخري يتحدّثها هو و اولها اللغة الانجليزية .خلاصة القول أنّ الاحبار و الاوراق الاكترونية مثّلت ثورة تقنية كبري في مجال القراءة و المعرفة و إذا لم يواكب الكُتّاب السودانيين هذه الثورة فإن القارئ السوداني سيتجاوزهم و يقرأ للآخرين خاصة و أنّ الكتب الجديدة متاحة و مِن مصادرها الاصلية و في صيغة كتب اكترونية رخيصة يمكن الحصول عليها بصورة ميسرة و متاحة للكثيرين . فقد وِلّي الزمن الذي يدفع فيه القارئ عشرات الدولارات لقراءة كتاب ورقي يكتبه كاتب سوداني أو عربي يري أنّه شخص استثنائي بقدرات خارقة تضعه فوق الجميع و بالتالي يجب أن يتم تقييم قدراته الخارقة هذه من خلال دفع اموال طائلة للحصول علي كتابه( عصارة فكره الاستثنائي العظيم ). فقد صار الكتاب ليس سوي ملف في موقع اكتروني ما يقوم الشخص بانزاله مجانًا أو بقيمة لا تتجاوز سنتات من سعر الكتاب الورقي . و إن كان هذا الشرط لا ينطبق علي كل الكُتّاب و كل الكتب ، فما زال هناك بعض الكُتّاب يعرضون كتبهم باسعار معقولة كما أنّ بعضهم واكب التقنيات الجديدة و بدأ خطوات متقدّمة في مجال النشر الاكتروني و إن لم تر بعد النور . مع كل هذا لا يمكنني أن أتجرأ علي القول بأن الكتاب الورقي قد صار لا لزوم له ، فذلك قول ينفيه الواقع ، و عن نفسي عندما يتعلّق الامر بالكتب الاكاديمية لا أجد بديل للكتاب الورقي كما أنّ هناك الكثير من الكتب تمثل مراجع مهمّة و بالتالي لا يمكن احلال نسخها الورقية بنسخ اكترونية بأي حال و إن كانت تقنيات القارئات الاكترونية تتيح فرصة الاقتباس و التظليل و بحث المعاني في القاموس ، و لكن ستبقي بعض الكتب ورقية لا يصح استبدالها بالملفات الاكترونية حفاظًا علي ( هيبتها ) أو مادتها لا أدري .اكرر شكري علي هذه المعلومات الثرّة التي قدّمتها لنا بهذا البوست و التي جعلتني اعرف الكثير عن جذور تقنية الكتابة الاكترونية و كيف يتم التعامل مع الورق و الاحبار .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست