|
Re: أطروحة منصور خالد السلام ووحدة البلاد: ال� (Re: نزار يوسف محمد)
|
أطروحة منصور: تتلخص الأطروحة الأساسية لمنصور (the thesis)، في كلمات معدودة: "رغم تغيّر الظروف، بقيَ الحال كما هو عليه!". هكذا شخّص منصور الأوضاع السياسية السودانية، بأنه مع تبدّل أنظمة الحكم منذ الاستقلال في 1956، عسكرية كانت أم مدنية، ظلتْ مشاكل البلاد هي نفس المشاكل، خاصة فيما يتعلق بإدارة السياسة ومخاطبة، ومن ثمّ معالجة قضية السودان المحورية: إنهاء الحرب، وتحقيق السلام، وتعزيز وحدة السودان. ومن جهة القوى السياسية، فبالرغم من تقلبها بين الحكم والمعارضة، إلا أنّ هذه النّخب السياسية، بما فيها النخبة الجنوبية التي اختارت لاحقاً، الانفصال، لم تستوعب الدرس من سنوات الحرب الممتدة، وتسلّط الجيش علي السياسة (من ضمن دروس اخري)، ولم تدرك الحاجة الماسّة إلى إعادة النظر في سياساتها التي أدتْ إلى إشعال وتفاقم الحرب، بكلِّ تبعاتها المأساوية، بل تنكبت الطريق في كلّ المرّات التي أتت بها مجدداً إلي سدّة الحكم.وهكذا، تسرّبت فرص السلام، وضاعت بين يدي النخبة السياسية الحاكمة والمعارضة، على حدٍّ سواء، عشية الاستقلال، بالتحايل والالتفاف على مطلب الجنوبيين العادل ب"الفدرالية"، والعجز عن، والإخفاق في تنفيذ مقررات "مؤتمر المائدة المستديرة"، أو توصيات "لجنة الإثني عشر" المنبثقة عنه، ونكوص نميري المتعمد لاحقاً عن أحكام اتفاقية أديس أبابا، اختلاق العقبات، ووضع العصي في دواليب تنفيذ مستحقاتٍ رئيسة لاتفاقية السلام الشامل، ممّا أسهم، بقدر ما، في تفضيل الجنوبيين لخيار الإنفصال على وحدة البلاد، بينما يظلّ الجرح ينزف في ما تبقى من السودان!
|
|
|
|
|
|