* يبدو أنّ هناك مرارات ما إزاء ما هو غير عروبوي في السّودان جعلت زميلنا حسين خوجلي يتمنى انقراض ما سماها (الرطانات) .. * مرارات لعلها قوية جداً بدليل تمني انقراض (الرطانات) هذه - من جانب حسين - وهو الذي لم تدفع به مراراته مع الإنقاذ إلى درجة تمني انقراضها .. * فغير العروبيين في بلادنا حسب علمنا ـ لم يفعلوا في صديقنا (ود خوجلي) ما فعله فيه النظام الإسلاموي (العروبوي) الذي تغزّل فيه بأكثر من مما تغزّل جميل في بثينة .. * فما هو (الشديد القوي) ـ يا تُرى ـ الذي أوشك أن يضع صديقنا حسين في خانة عنصريِّي المنبر الانفصالي ؛ بغضاً لكل ما يرمز إلى (العُجْمَى) وحُبَّاً في كل ما يدعم فكرة (مثلث حمدي)؟! .. * فربما يكون قد زار المتحف القومي ـ قريباً ـ فهاله أن أغلب ما فيه يشير إلى حضارة ليس للعروبة فيها نصيب .. * أو ربما حضر حفلاً أمدرمانياً تفاعل فيه (العرب) مع أغنية عديلة النوبية فاستشاط غضباً عاشق أم در ـ حسين ـ وهو يرى (النقاء العرقي) لمدينته (الفاضلة) قد بات مهدداً بغزو لا يقل خطورة عن غزو كتشنر ذاك .. * أو ربما استمع إلى رائعة (الهرم) وردي (صواردة شو) فهاله أن يكون لـ(أعاجم) السودان إبداعاً يضاهي إبداعات (أولاد أمدرمان) في مجال التّطريب .. * أو ربما غاظه أن يرى اندياحاً (أعجمياً) في وسائط الإعلام من جانب الذين يكتبون ويتكلمون بلغةٍ غير التي يفاخرون بها ثم لا (يُقيِّد) أمثال الطاهر ساتي و لبنى خيري ومحمد لطيف وكاتب هذه السطور بشروط (البدون) .. * أو ربما عشق (أعجمية) - رغم ماينوء به الكاهل من سنوات - ففهم من إصرارها على التحدث معه بغير (اللسان العربي المبين) إنها قد (شوكشته) فَكَرِه من ثم - العجم و(سنينهم) و(لغتهم) .. * وليس حسين خوجلي بالذي يتشابه عليه بقر اللُّغات والرّطانات حين كتب كلمته تلك التي أثارت حفيظة غير العرب في السّودان ولكن يبدو أنه اختار مفردة رطانات لشيء في نفسه (الأمدرمانية) .. * فقد كتب صاحب (ألوان) يقول : (أتمنى أن يأتي إليهم اليوم الذي تنقرض فيه رطانات الحلفاويين والدناقلة والمساليت والزغاوة والهدندوة وتسود لغة الضّاد الموحدة ، فلِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) .. * بذمتك يا (ود خوجلي) : أين هو هذا اللسان العربي المبين في دولة العروبة الإسلاموية القائمة الآن ؟!.. * أهو في نطق القاف غينا ، والغين قافاً ؟! .. * أو في مفردات (حابّة أقول) ، و(صباح الخير عليك) و(زي في الحتة دي) و(مثل هكذا أمر) ؟!.. * أهو في طمس مخارج الحروف ومضغ الكلمات وكأنما هنالك ماءً في فم المتحدث ؟!.. * أهو في نصب المجرور وجر المرفوع حتى ليكاد سيبويه أن يُجَرَّ من قبره ؟! .. * وسيبويه هذا للعلم – يا عدوَّ العجمى حسين - لم يكن عربياً رغم أنّه (حفظ) للعرب قواعد لغتهم .. * فقد كان أعجمياً لم تَحُل عُجمته دون أن يبزَّ العرب افصاحاً .. * بمثلما أن (أعاجم) السودان الآن يبزون (المستعربين) إبانةً وبلاغةً وفصاحةً .. * ومحمد وردي الأعجمي لم يكن أستاذاً في اللغة (النوبية) .. * وإنما في اللغة العربية .. * فلا تخشى على لغة الضاد من أعاجم السودان يا (حسين) .. * وإنما أخش عليها من الذين يفاخرون بأنّهم (عرب) .. * ثم يدخلون بـ(حمد) ويخرجون بـ(خوجلي) بحثاً عن هوية لا (دغمسة) فيها .. * ويستعينون في ذلك بحسين (ود خوجلي) .. الجريدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة