|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: doma)
|
سلام يا زهير، يا أخي، دا كلام يستحق كثير من المفاكرة زي ما بقول حسن موسى. يقلقني منذ زمن طويل وزن معادلة الأرض والنيل مع الطاقة وأرى كما يرى المعهد أن البلد مهددة وجوديا.
أرى أن التدهور المريع في السودان يعود لقلة الموارد وليس السياسة.
كلما تهطل مطرة علينا في نورث كارولاينا، أسرح بخيالي لتقدير قيمتها المادية لو صبت في البطانة. ورطانين ورطة ضكرة وأنثى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ خارج الموضوع شوية: التحية للعزيزة آمنة مختار لتبنيها أفكار الخضر في بلد جاهل بمتعلميه وأيضا لوقفتها الجسورة حول "الترمس" ودرسها الكبير لطه جعفر. البلد دي صعب تلقى فيها زول سليم الفطرة زي أمونة دي. وزي ما قال عمك الشايب في عرس أمونة حين تفقدوا غياب أحد المشوكشين: هو منو الما بريد أمونة دي؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: أبوبكر عباس)
|
ومع ذلك، يقول مدير برنامج الأغذية العالمي WFP في السودان، ماركو كافالكانتي، لـCNN إنه لم يفُت الوقت لتغيير مستقبل هذا البلد “يمكن السيطرة على الانجراف نحو هذا الاتجاه، إذا اتُّخذت الإجراءات الصحيحة“
يا ماركو، لو كنت تراهن على الراقصين فانتظر الصحراء.. ساستنا مشغولون بفيلل جميرا وماليزيا وتعدد الزوجات وكنز الدولارات ، الزول دا ما ماعايش في السودان ولا شنو؟ قال يمكن السيطره قال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: أبوبكر عباس)
|
الواحد بالجد ما بيقدر يكمل قراءة مثل هذا التقرير الـ BS المغرض الذى لا ينطلى إلاّ على البسطاء الذين تخلعهم أوهام أسماء المنظمات المختصرة من شاكلة ABC إلى XYZ .. فكل حرف إنجليزى هو مصدر ثقة عند بسطاء العالم الثالث .. لماذا التركيز على السودان تحديداً وليس تشاد مثلاً أو مالى أو موريتانيا أو أريتريا أوأو .. وهى بلدان تقع فى نفس الحزام الجغرافى وتقريباً خالية من الأنهار وتعتبر صحراء كبرى معروفة ، بينما الأنهار تشق السودان طولياً من تحت لفوق ؟؟.. ولماذا ليس مصر التى لا تملك من الأراضى سوى الدلتا التى يتكدس فيها أكثر من ٥٠ مليون !!.. ثم ما الفرق بين الحرارة المرتفعة أو الحرارة المنخفضة ؟ لماذا لم تفرغ دول اسكندنافيا من السكان وهى باردة لدرجات حرارة تحت الصفر لعدة شهور خلال السنة، ولا يسمح مناخها بزراعة عليها تكل ؟؟ .. لماذا لم تفرغ اليابان من سكانها وهى قاعدة على سطح تسونامى وزلازل متتالية .. وليس لها رصيد من الموارد الطبيعية ؟ .. السودان ده فيهو سر كبير المخلى الناس دى عايزة ترهب أهله ليغادروه .. بلد فيه من المياة السطحية والجوفية ما فيه.. بلد فيه الذهب والمايكا قاعدات فوق وش الواطة .. بلد فيهو عشرات الملايين من الماشية والأنعام .. وملايين الأفدنة الخصبةالتى جاهزة للفلاحة سواءً بالرى الآلى أوالأمطار .. بلد لغاية الآن معتمد فقط على المحاصيل البتقوم براها .. محصولات الزراعة المطرية ما بتلقى البيحصدها .. هذا التقرير مغرض، والغرض منه ربما تخويف رؤوس الأموال العربية من الإستثمار فى السودان بعد أن زانقوهم فى البترول والذى اضمحلت وارداته إلى الحضيض بسبب التهديد والإبتزاز .. فهو ليس موجه للسودانيين بل للعرب حتى لا يفكروا فى التوجه للسودان .. قال درجة الحرارة قال .. فى أحرّ من السعودية والخليج؟؟ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: Munir)
|
لاحظ لبلدان زي السودان، السعودية، الحبشة، أرتريا، تشاد لم يكن للإنجليز والفرنسيين رغبة إحتلال نابعة من دافع إقتصادي موارد هذه البلدان لا تغطي تكلفة الإحتلال. قبل الإنفتاح الغربي على العالم، كانت الطبيعة تحفظ التوازن بين السكان والموارد تطور الطب والتعليم أضر بمعادلة التوازن وأشعل الحروب
بناء سد النهضة محاولة من الأحباش لصناعة عصير من فسيخ البئية التعيسة دي لإطعام ملايين الجياع في المنطقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: أبوبكر عباس)
|
الناس حاليا تتحدث عن وجود ذهب بالسودان؟؟ لا يوجد ذهب بشكل إقتصادي حقيقي التعدين العشوائي لمساحات ضخمة، معادلته صفرية لاحظ للأعداد الضخمة من المعدنين الذين بتوفقون هم قلة لو حسبنا الجهد المادي والنفسي من الجموع الغفيره والعائد للقلة نجد المحصلة أقل من صفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: محمد المرتضى حامد)
|
الأخ الفاضل محمد المرتضى حامد سلامات .. وآسف لو أحسست أن مداخلتى تمسك أو شئ فلم يكن ذلك مقصدى ، بل طرح ملاحظة عامة كتبتها كثيراً فى مواضع أخرى .. وفكرتى ضد سطوة المنظمات على الرأى العام العالمى وإستسلام عقولنا الجمعية فى العالم الثالث لأى معلومة أو إحصائية صادرة من منظمة اختصرت إسمها فى بضع حروف إنجليزية ــ لاحظ لازم الحروف تكون إنجليزية لتحظى بمصداقية بالنسبة لنا .. يعنى لو حروف روسية أو صينية لن تحظ بأى إهتمام ـــ تلك مقدمة مداخلتى .. وأتبعتها بالجزء الثانى بإستغراب عن تخصيص السودان بالذات بالرغم من أنه أغنى بكثير عن باقى الدول فى حزام جنوب الصحراء .. !!! .. ثم المقارنة بدول من العالم الأول كإسكندنافيا واليابان التى تعانى من البرودة الشديدة والتى هى أسوأ من الحرارة ... فبالمقارنة بدرجة حرارة الجسم ـ ٣٧ درجة ـ فإن أسخن درجة عندنا تكون ١٠ درجات لو إعتمدنا ٤٧ درجة .. لكين فى اسكندنافيا مثلاً تجد درجات الحرارة ممكن تصل -٢٠ عادى .. يعنى الفرق من حرارة الجسم ٥٧ درجة عديل ــ أنا فقط قارنت بحرارة الجسم هنا ولم أتطرق لملائمة الجو لزراعة المحاصيل .. فلماذا لم تفرغ تلك البلاد من أهلها بسبب تلك الظروف القاسية؟ ناهيك عن اليابان مثلاً القاعدة ترجف السنة كلها من الزلازل المفاجئة والتسناميهات الحامياهم القعدة !!.. وطبعاً فى الآخر أبديت إستنتاجى الخاص عن الغرض من مثل هذا التقرير المهبب وهو تخويف رأس المال العربى الجبان عشان ما يهوّب ناحية السودان فيتركوا العرب يختنقوا ويغرقوا فى بترولهم الرخيص ويتركوا السودان يختنقق وموارده تهدر بالفقر وقلة ذات اليد ..
ملحوظة: تعديلك لحجم الخط يجعله أصغر من المعتاد فيرهق العين ــ 🙂🙂🙂
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: منتصر عبد الباسط)
|
بالفعل با ابو الزوز ام التغير المناخي قد يغير طبيعة العديد من الدول...وقد اتفقت دول العالم على اتخاذ اجراءات فعالة لمنع زيادة الحرارة في العالم لاكثر من نسبة ٢في الميه في السنة ولا فان بعض المدن في النصف الشمالي من العالم ساغرق وتختفي لان جليد القطب الشمالي سيذوب ويهدد باغراق مدن كبيرة ومنها مدينة نيويورك.. ..اما بالنسبة للسودان ففرصتها في البقاء اكثر من مثيلاتها من دول المنطقة لان بها ثلاثة انهار كبيرة تشقها اضافة الى بحيرات وابار ارتوازية....واضافة الى الثروة النفطية الكبيرة المخزنة في باطن الارض.... ويوما قال العالم المصري المرحوم احمد زويل،وكان يعمل في وكالة ناسا للفضاء، ان تقارير من علماء في الوكالة الامريكية اكدت ان المنطقة الصحراوية التي تمتد من حدود نهر النيل وحتى ليبيا بها ثروة نفطية اضخم من احتياطي السعودية والعراق.. ........لكن للاسف المسؤولين السودانيين الذين يقراون مثل هذه التقارير العلمية بيعتبروها كلام جرايد... اضافة الى ان السودان يمنح شركة صينية واحدة حق التنقيب عن النفط..بينما الشركات الامريكية الضخمة هي التي لها باع طويل في اكتشاف ابار النفط....حتى ان روسيا الشيوعية بدات تستعين بالشركات الامريكية.....والدنيا بقت مصالح... .....ولكن يبدو من الافضل ان تظل هذه الثروة النفطية داخل الارض لانها اذا اخرحت فستذهب لجيوب اللصوص والحرامية الذين يسرقون قوت الشعب....ولذا من الافضل ان تظل الثروة النفطية محفوظة للاجيال القادمة ...اجيال يعيشون في ظل نظام نزيه شريف لا يسرق مسؤوليه قوت الشعب ليبنوا به القصور داخل وخارج السودان...
والله يديك الصحة والعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: اميرة السيد)
|
فبالمقارنة بدرجة حرارة الجسم ـ ٣٧ درجة ـ فإن أسخن درجة عندنا تكون ١٠ درجات لو إعتمدنا ٤٧ درجة .. لكين فى اسكندنافيا مثلاً تجد درجات الحرارة ممكن تصل -٢٠ عادى
و ليه تقارن بدرجة حرارة الجسم؟
إختيارك الغلط لنقاط مقارنة مرجعية دا ياهو ذاتو البخليك تتساءل أسئلة غلط و تخلي كلامك كلام الطير في الباقير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: Hafiz Bashir)
|
سلام يا مرتضى، مكافحة التصحر دي تقريبا عملية مستحيلة لدول بفقر السودان. الانسانية في الغرب مواجهة بامتحان صعب: هل مستعدة في ظل رؤيتها لموت الملايين، أن تسمح لهم بمشاركتهم موارد الكوكب الغنيّة؟ على البيض في أمريكا الشمالية واستراليا بدل يفوزوا ترامب أن يفتحوا الحدود أو صرف أموال حقيقية لتنمية البلدان فقيرة الموارد. ----- منير دا يا حافظ، مرّة بنتكلم عن انهيار العملة بالصومال توصل لي انو التحول للتعامل بالدولار نفسو في الصومال هو حل ذكي من الصوماليين لمنع التضخم؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: Munir)
|
يا منير الله يهديك
Quote: الفرق بين حرارة الجسم والهواء حوله يؤثر فى درجة ضيق الإنسان بالجو ومزاجه .. وسواءً كان ذلك الفرق بالزايد أو بالناقص فإنه كلما زاد الفرق زاد الضيق .. |
كل يوم لابع ليك 12500 كيلوجول في بطنك دي و على الأقل 75% منها بتحول من طاقة كيميائية لطاقة حرارية و داير درجة الحرارة الخارجية تكون قدر درجة حرارة الجسم و ما تشعر بالضيق؟
يا منير الجسم داير درجة حرارة خارجية اقل من 37 عشان يقدر يتخلص من الحرارة المنتجة.. درجة الحرارة المثالية للإنسان بين 10 - 25 درجة مئوية.. و داخل المدى بين 10 -25 بتجي تأثيرات الرطوبة النسبية و سرعة الرياح و أثر الإشعاع.
و زيادة على كدا كمان قدرات الإنسان الحيوية و السلوكية في التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة أفضل من قدراته على التكيف مع الحرارة العالية..
على ضوء المعطيات دي أعد حساباتك و تعال قابلني
و تعال مردف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: Hafiz Bashir)
|
ياحافظ .. أنا جبت حرارة الجسم لأربط الفكرة بالبنى آدم فى عضمه ... طيب يمكن أكون ما دققت لأنو الموضوع ما محتاج تدقيق ... لكين نوصلك لحد عندك ... درجة الحرارة المريحة فى العراء حوالى ٢٥ درجة ، وفى المنازل االمغلقة ٢٢ درجة .. أها أحسب الفرق برضو بين الـ٤٥ درجة مئوية فى السودان والـ ــ٢٠ درجة فى السويد ..
ما كنت أظن إنو حاجة بديهية زى دى محتاجة شرح قدر ده ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: Hafiz Bashir)
|
ههههه .. ياحافظ أتاريك جاى تنتصر لنفسك .. معقول أكون قلت ليك قعونجة؟؟؟ بالغت .. جيب إقتباس أو راابط .. أول شئ أنا ماقاعد أقول قعونجة بقول قعوية .. قعونجة دى كلام بنادر ساى .. غايتو أبوى لو سمعنى قلت قعونجة إلاّ يدقنى لأنى أكون إتسحسحت ... تقول لى شنو؟ .. بعدين كلامك النظرى الذى يعتمد على الترياال آند إررور ده ما مقنع ...
السودانى بتلقاهو شغال مونة فى درجة ٤٥ درجة فهل يستطيع االسويدى القعاد فى ـــ٢٠ ؟؟ منو المفروض يشرد يخلى بلده بسبب الحرارة ؟؟ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: Hafiz Bashir)
|
ههههه .. ياحافظ أتاريك جاى تنتصر لنفسك .. معقول أكون قلت ليك قعونجة؟؟؟ بالغت .. جيب إقتباس أو راابط .. أول شئ أنا ماقاعد أقول قعونجة بقول قعوية .. قعونجة دى كلام بنادر ساى .. غايتو أبوى لو سمعنى قلت قعونجة إلاّ يدقنى لأنى أكون إتسحسحت ... تقول لى شنو؟ .. بعدين كلامك النظرى الذى يعتمد على الترياال آند إررور ده ما مقنع ...
السودانى بتلقاهو شغال مونة فى درجة ٤٥ درجة فهل يستطيع االسويدى القعاد فى ـــ٢٠ ؟؟ منو المفروض يشرد يخلى بلده بسبب الحرارة ؟؟ ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير: السودان قد يكون أول بلد في العالم خ� (Re: Munir)
|
يُقرأ هذ المقال مقروناً مع هذا المقتبس من بوست سيف اليزل برعى:
*السياسة الأمريكية الخفيةّ ... تحالف الايدلوجيا والمال في تحطيم الدول*
*بول كريق روبرت*
في اواخر العام 1992 نشر الباحثان في معهد السلام بواشنطن جون تيمن وجاكلين ولسون دراسة حذرت من سعي السودان - الدولة الافريقية العربية الفقيرة والمنغمسة في حرب أهلية طويلة منذ استقلالها عن بريطانيا في خمسينيات القرن المنصرم- الي الانتقال الي مصاف الدول المصدرة للبترول بانتاج قال الباحثان انه يمكن ان يصل في نهاية المطاف الي مليون برميل يوميا. قال الباحثان القريبا الصلة بدوائر صنع القرار بالادارة والكونغرس ان السودان بنظام حكمه الاسلامي المغامر اذا امتلك القدرة الاقتصادية سيشكل تهديدا محتملا للتوازن السياسي الحافظ للمصالح الامريكية في المنطقة ، وهي عبارة تعني أن هذه الدولة في طريقها لاحراز الاستقلال الاقتصادي الذي يعطيها القدرة علي الاستقلال السياسي. ومن ثم لعب دور لا يخضع للمطبخ السياسي لواشنطن. ورغم أن الورقة ركزت علي ضروروة استغلال التوجه الاسلامي الراديكالي لنظام الحكم السوداني من أجل عزله واضعافه ، خاصة في محيط عربي وأفريقي متوجس من التطرف الديني ، الا ان الباحثان بينا في وضوح كاف الي ان الإشارات السياسية التي ما انفكت ترد من ذلك البلد ذو المساحة الشاسعة كانت منذ الثمانينيات وقبل وصول الاسلاميين الراديكاليين الي الحكم (تبعث علي القلق ) ، مشيرين الي فتور علاقات السودان مع الادارات الامريكية التي اعقبت فترة الرئيس ريجان الثانية في البيت الابيض ، بما فيها اثناء فترة الحكم الديمقراطي القصيرة في السودان 1986-1989 .
لكي يتسني لك ان تفهم دوافع هذا القلق من تطور اقتصادي يحدث في دولة فقيرة تبعد عنا الاف الاميال عليك ان تغوص قليلا في التاريخ وتستصحب شيئا من الجغرافيا والثقافة ايضا . هذا القطر المطلوب ترويضه يقع موقعا انتقاليا بين افريقيا المستعربة في الشمال وافريقيا السوداء في الجنوب . هذا ما تقوله الجغرافيا . أما ما يقوله التاريخ فهو أن هذا البلد ما انفك منذ عهد بعيد يحاول تصدير (ثوراته) المتعددة والمختلفة للجوار الاقليمي ، منذ عهد الفراعنة القدماء حين دكت خيوله أبواب مصر حتي تخوم رفح ، والي عهد الثورة المهداوية التي سيرت الجيوش الي مصر وأثيوبيا وحتي الحاضر القريب حين استشعر حلفاء واشنطن المقربين في مصر والخليج الخطر من المد الثورى ذو النغمة المرتفعة في الخرطوم . فهو بلد طموح كبير . أما الثقافة فتخبرك أن البلد المذكور يقع في الفاصل الديني الحاسم بين أفريقيا المسلمة الشمالية وافريقيا المسيحية والوثنية الجنوبية وهو بوابة حتمية للديانتين شمالا وجنوبا فضلا عن كونه عنصر جذب هام لقبائل غرب وشرق أفريقيا والتي اتخذته وطنا بديلا منذ عهد بعيد مما شكل ممرا مهما للاسلمة والتعريب في افريقيا . لذا فهو بلد خطير يالحسابات الجيوسياسية البعيدة ، رغم انصراف الاعلام عنه لفقره وقلة تأثيره الآنية
. اذا لم يكن غريبا ان تعقب تلك الورقة ، والتي بيدو انها لقيت صدى في واشنطن ، دراسات ومقالات متعددة من نافذين و ذوي صلات سياسية ذهبت الي ضرورة انتهاج سياسة أكثر صرامة من أجل حبس العفريت في قمقمه قبل أن تصعب السيطرة عليه. وقد زاد من قلق صقور الادارات الامريكية التي تتناسل باستمرار أن السودان بالفعل قد حقق معدلات نمو اقتصادى اثارت القلق ، اذ بلغ معدل نمو ناتجه الاجمالي في احدى السنوات 11% متفوقا حتي علي الصين ، وكان أن سارت السياسة الامريكية علي هدى الاصوات الامبريالية المحدثة فصارت الادارات الامريكية المتعددة تتحين الفرص من أجل ايقاع الضرر الاقتصادي والسياسي بالسودان . وقد لعبت ادارة كلنتون الاولي معظم الادوار المهمة في هذا الصدد اذ ابرمت حزمة من الاجراءات يداية من العام 1993 التي تجدد سنويا والتي تفرض علي هذا البلد أقسي أنواع التضييق الاقتصادى والذي في كثير من جوانبه يمكن ان تجده مثيرا للدهشة والاستغراب بل انني وجدت في اثناء بحثي هذا وثيقة صادرة عن مكتب مختص بمتابعة تطبيق الاجراءات القسرية بالكونجرس تقارن الاجراءات الاقتصادية المتخذة ضد عدد من الدول ، من بينها بجانب السودان كل من ايران و كوريا الشمالية وكوبا ، وكان مثيرا للانتباه أن سكرتارية الخزانة الامريكية قد استفاضت في شرح اوجه الحظر الاقتصادي علي السودان في بند التعاملات المالية باكثر مما فعلت لكل الدول الاخري بما فيها ايران نفسها . وفي عهد الادارة الجمهورية التي خلقت كلنتون في البيت الابيض سارت الامور الي اتجاه أخر ، اذ باتت الادارة الامريكية تضغط في اتجاه وقف الحرب الاهلية بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم واجراء استفتاء شعبي من المتوقع ان تؤدى نتيجته الي انفصال جنوب السودان - الذى تقع معظم أبار البترول فيه - عن شماله ، في ذات الحين الذي كانت فيه أصابعها الماكرة تذكي خلسة نار حرب أخري في اقليم دارفور الغربي ذو الغالبية غير العربية ، من اثنيات بعضها مهاجر من غرب افريقيا ووسطها . سحب الجنوب ببتروله ، وايقاد نار حرب بديلة هذه المرة داخل الكيان ذو الغالبية المسلمة الاكثر تجانسا كان هو الخطة البديلة التي خطط لها المحافظون الجدد. وكان واضحا للاشخاص العالمين ببواطن الادارة الامريكية ، أن الهدف النهائي هو ضرب السودان اقتصاديا وايقاع ضرر هيكلي يمنعه من معاودة طموحه القديم. وقد لاحظ محمود ماماداني الاستاذ يمعهد ماكارين للدراسات الاجتماعية ان ازمة دارفور جري تسويقها اعلاميا بشكل مثير للاهتمام من جهة الموارد الضخمة والدبلوماسية المكثفة التي تم توظيفها اكثر باضعاف المرات من ازمات اشد منها اثارا في الكونغو والعراق وجنوب السودان نفسه.
وهذه المرة نجحت السياسة الامريكية في مسعاها ، اذ انخفض معدل نمو الناتج الاجمالي الي أقل من 3% وتضعضع موقف العملة المحلية كثيرا مما ادى الي هروب الاستثمارات الاجنبية وصعوبة العيش المستمرة. قال لي موظف كبير في منظمة اغاثة غربية عمل في السودان أن التدابير الاقتصادية الامريكية أوقفت الاجهزة الطبية التي تصنعها شركة جي اي الامريكية ، وغيرها من ذات التصنيع الاوروبي ، وأنها دمرت قطاع النقل الحديدي الرخيص ذو الفائدة الاقتصادية لصغار المنتجين ، وانها أخرجت قطاع التعليم العالي والتقني عن ملاحقة تطور التكنولوجيا وعطلت مشاريع الطاقة. قال لي : عجزت عن فهم السياسة هذه ، فالحكام والطبقة الغنية لا يتأثرون بها ، وفي نفس الحين فهي السياسة لا يبدو انها ناجحة في ارغام السلطة علي التنحي. قلت له ببساطة شديدة يا صديقي انت اسأت قراءة العنوان ، هذه السياسة ليست لها علاقة بنظام الحكم الحالي ، هذه مجرد ذريعة ذكية ، المقصود هو تدمير الدولة نفسها وتكبيلها بشكل نهائي. ولا يحتاج الامر اكثر من ان تكون ملما بطريقة تفكير النخبة السياسية في واشنطن . فضمن تحضيراتها للربع الاخير من العام الماضي أعدت ممثلية الولايات المتحدة في الامم المتحدة خطة لتمرير قرار في مجلس الامن بفرض حظر علي تصدير الذهب من السودان . و بالرجوع الي خلفية القرار نلاحظ أن الذهب صار هو السلعة الاساسية الجالبة للعملة الصعبة في السودان بعد أن انفصل الجنوب ببتروله. لم يكن الأمر مرضيا لصقور الادارة الذين كانوا يريدون هذا البلد راكعا تماما ، لذا فقد هداهم تدبيرهم الي الاستعانة ببعض المنظمات والافراد ذوي الصلات المريبة لكي يقولوا بصوت عال معهود ان الذهب يستغل في تأجيج الحرب الاهلية. ذهبت الي محرك البحث الاشهر فوجدت معظم الذهب في تلك الدولة يستخرج في شمال ووسط البلاد بعيدا عن مناطق الحرب . وان جله يستخرجه معدنون مغامرون من عامة الشعب يشابهون المغامرين الامريكيين اثناء حقبة جنون الذهب المشهورة في الغرب الامريكي , اذ ان هولاء المعدنين لا صلة لهم بالحكومة والتي تكتفي يشراء المعدن النفيس منهم وتصديره جلبا للعملة الصعبة. فشل مشروع القرار ، وانقذت روسيا والصين باعتراضهما عليه حياة ملايين البشر الذين تعتمد حياتهم علي هذا النشاط الاقتصادى البدائي .
كل ما مضي هو مجرد عينة من السياسة الامريكية في افريقيا والشرق الاوسط . وهي سياسة اقل ما يقال عنها أنها لا أخلاقية . وباستثناء اشارات قليلة من طرف السيناتور من فيرمونت بيرني ساندرس ذو الحظوظ القليلة في الترشح عن الحزب الديمقراطي فان المرشحين الآخرين ذوي الحظوظ الوفيرة ، وخاصة السيدة كلنتون والسيد كروز والسيد ترامب والسيد بوش النسخة الاخيرة لا يعدون الشعب الامريكي ، والعالم من وراءه سوي بالمزيد من نماذج هذه السياسة الماكرة غير الانسانية والتي تحطم حياة بشر عاديين لا ذنب لهم في سبيل أهداف خفية حمقاء لا علاقة لها بمعظم الامريكيين.
*بول كريق روبرت*
عمل مساعدا لسكرتير الخزانة الامريكي في عهد الرئيس ريغان
ترجمة اقبال بادو
نشر بموقع Information clearing house
| |
|
|
|
|
|
|
| |