يحيى
ياخ دا حنين بالكوم .. ووجع لا ينتهى
هاشم رحمة الله عليه إحساساه بالكلمن مرهف، ولا يغنى أداء واب، بل بإحساس صادق
ولذلك غناهو تلقاهو سرى فى كل دواخلك ومشاعرك
ذكرتنى واقعة معينة ، أنه عندما زيارته لأمريكا وقبل رجوعه حرص على أن يودعنا بطريقته
فشرفنى فى منزلى ثلاثة أيام وإختار دعوة من يودعهم فقدموا من ولاية ثانية، غنى لنا بمزاج
ثلاث أيام بلياليها ... بعد سفره كنت أستمتع بالإستماع لتسجيلاتها . كان من ضمنها أغتية
إنتى وأنا .. وجا المقطع البغنى فيه( يا ربنا .. يا ربنا ..ياربنا العشنا من ظلم الهوى ما يعشو
زولاً بعدنا ) .. سألنى إبنى محمود .. عمو ليه بيقول يا ربنا كتير كدى ... وفى مكالمة
تلفونية مع هاشم نقلت ليه السؤال .. ضحك هاشم ..ضحكته هذه ما زلت أذكرها
وكأنها فى مسامعى الآن .. ضحكة من جوة القلب مليئة بإحاسيس ومشاعر .. ما قادر أوصفها
وقال لى .. أنا لما كنت بغنى الأغنية دى كنت بذكر فى أولادى غبته عنهم ثلاثة شهور
وكان عندى إحساسا ما حأشوفهم تانى .. عندما عاودت الإستماع للأغنية لاحظت
أنه يغنى (يا ربنا) بتوسل وتضرع صادق أجاد فى الأداء مع سياق المعنى .. قارنت
أداء فنانين آخرين لأغانى خاصة بهم فيها (يا ربنا) وجدت الفارق كبيرا .. وأن
هااشم يغنى بإحساس يضيف أبعاداً إبداعية لغنائه.
والأغرب إحساسه لم يقتصر غلى المعانى ، بل ‘حساسه إحتمال لا يرى أينائه
مره أخرى .. فعند عودته بالطائرة البريتش أيروز تعرض لأزمة قلبية ونجا
بإعجوبة حيث تم إسعافه بمطار لندن ونقل بعدها للدوحة .. وبدأ رحلة مع المرض
الذى لم يمهله طويلا. وربما لولا توسله الصادق فى (ياربنا) لما كتب الله له
عمراً ليرى أولاده. رحمة الله على هاشم فقد رحل مبكراً ..ترك لنا الحزن على
فراقه .. وإرثه الفنى الضخم عزاء ووجعاً