|
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)
|
عندما وصلت إلى أهلها وجدت المنزل مختلفا.. حتى أنها كادت أن تضل عنه .. لقد تناثرت العربات الفارهة أمام المداخل..و اختفى الطين الذي لعب معها في زمن الطفولة , وحلت محله أعمدة الأسمنت المسلح بالحديد .. وزكمت رائحة الطلاء الجديد أنف الجو, وزينت الأزهار المزيفة الفسحات الوسيعة , وهبت في جوف الغرف نسائم الأهوية الاصطناعية.. لقد أصبح المنزل متينٌ وجميل.. نعم ..متينٌ جدا وجميل . وحكت هبة لأهلها كل شئ عن خالد, وكانت أمها تغالب دمعها وهي تسمع .. لقد شعرت هبة فعلا بالتعاطف, وأحست برغبتهم في المساعدة, لكنها أنكرت الأمان الذي كان صديقها الوحيد عندما كانت تعيش في هذا البيت , كان هناك شئ يبوح بالتوتر, ترى هل حكى لهم خالد أكاذيب عنها ؟ كانت تراهم من بعيد مجتمعين يتهامسون , وعندما يشعرون بوجودها, يتوقفون عن الهمس ويتظاهرون بفعل أشياء أخرى..نعم.. كانوا يتظاهرون .. وفي يوم ما, كان قريبا, لم يكن يوما بعيدا , لم يمض على وجودها معهم أكثر من أسبوع عندما انفردت بها أختها الكبيرة .. وأخذت تدور بالكلام بصعوبة وبطء, مثلما يدور التراكتور الذي تعطل مقوده .. لكن هبة مازالت رقيقة وبريئة, لذلك كان على أختها أن تبذل مجهودا أكبر ,وفي النهاية استطاعت أن تغصب فمها على لفظ الكلمات : تعلمين يا هبة أن خالد وجد لإخوانك وظائف مغرية جدا, كما أنه ساهم بالجزء الأكبر من منصرفات إعادة تأسيس منزلنا , وزوجي أيضا موعود بوظيفة منه في الأيام القليلة القادمة .. إن وضعنا اختلف يا هبة, لقد صارت لنا مكانة كبيرة في الحي , أصبح الناس يعاملوننا باحترام وهيبة, و الحقيقة إن خالد اتصل بأخيك وقال أنه .. يعني ..أخوك يرى أنه , في الواقع كلنا نرى أنه.. لو صبرت على خالد قليلا حتى يستقيم حاله لكان هذا أفضل لك ولنا .. كانت تتكلم مثل من يحمل جوالا ثقيلا على كتفه ويهرول به , وعندما وضعته أمام هبة شعرت بارتياح وانتظرت ردها ..لكن.. عم الصمت الصديم .. إن هبة لم ترد , لقد كانت تفكر في كلام زوجها , عندما حاولت لمرة واحدة أن تفعل شيئا, لكنها تسببت في جلب أذى كبير لنفسها. وقبل أن تشفى من كدماتها عادت هبة لزوجها .. إن قصبة السكر عندما تحشر نفسها في المعصرة, لا تستطيع أن تعود لتلهو في الحقل من جديد..وهكذا عادت إلى البيت الواسع الذي دفنت فيه من قبل سعادتها, تبحث عن حفر أخرى لتدفن فيها كرامتها .. وصار زوجها لا يأتي وحده عندما يعود مخمورا في الساعات الأولى من صباح كل يوم, كانت تأتى معه دائما رفقة , كانت تسمع من خلف جدران غرفتها, الضحكات النسائية الخليعة .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-22-15, 10:23 AM |
Re: سرٌ في قلب موسى | طلحة عبدالله | 10-22-15, 10:39 AM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-22-15, 11:00 AM |
Re: سرٌ في قلب موسى | طلحة عبدالله | 10-22-15, 11:31 AM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-22-15, 12:57 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | Dahab Telbo | 10-22-15, 01:10 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-22-15, 02:56 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-22-15, 03:04 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | طلحة عبدالله | 10-22-15, 03:28 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-22-15, 06:31 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-22-15, 06:48 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-23-15, 06:00 AM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-23-15, 05:06 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-23-15, 07:12 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | طلحة عبدالله | 10-23-15, 08:03 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | Fatima Alhaj | 10-23-15, 10:45 PM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-24-15, 07:30 AM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-24-15, 07:54 AM |
Re: سرٌ في قلب موسى | طلحة عبدالله | 10-24-15, 08:59 AM |
Re: سرٌ في قلب موسى | عليش الريدة | 10-26-15, 01:28 PM |
|
|
|