|
Re: سرٌ في قلب موسى (Re: عليش الريدة)
|
وهي لن تنسى ذلك اليوم أبدا, في يقظتها وفى منامها, مازالت تذكر جيدا عندما دخل خالد إلى البيت في الساعات الأولى من الصباح, وكان كالعادة مخمورا جدا .. وكانت في السابق تتظاهر بالنوم حتى يغط هو في نومه , لكنها في ذلك اليوم حاولت أن تفعل شيئا .. كان قلبها يرتعش, ويداها ترتجفان, ولم تدر من أين تبدأ, وعندما طال الوقت وخافت من أن يغرق في النوم, حسمت أمرها وقالت له : هل أحضر لك شيئا تأكله ؟ : لا : هل تحتاج لشئ آخر ماء , عصير؟ : لا لم تستسلم لهذه الطريقة التي يتكلم بها , و سألته برفق : لماذا يا خالد تغيب كل هذا الوقت عن المنزل ؟ : من الأفضل لك أن تنامي . : أنا لا أنام ليلا ولا نهارا.. إن لي وابنك عليك حقوق : ابني لا دخل لك به, وأنت ليس لك حق على, بل أنا لي حقوق عليك , لأني اشتريتك, أنت ملكي ومازلت أدفع ثمنك لأهلك . : يبدو أنك مخمور جدا, لذلك سأتركك تنام.. وهاج خالد هياجا شديدا, وسمعت هي في تلك الليلة ألفاظا كاسرة من بذئ السباب, ولكنه لم يكتف بذلك , فقد نزل عليها ضربا شديدا بساعديه المخمورتين , ولولا أنها أغمى عليها ,كان يمكن جدا أن تفقد حياتها . وبعدما أشرقت الشمس بساعات عدة, استيقظ خالد على صوت زوجته كانت الكدمات تملأ وجهها , لكنها تحاملت على نفسها, وقررت السفر إلى أهلها في نفس ذلك اليوم, وبدلا من أن تنفذ قرارها مباشرة كما تفعل الزوجات اللائي عدمن القدرة على تقديم القليل من التنازلات, فضلت أن تنتظره حتى يستيقظ لتخبره , ثم تسافر بعدها , ولكنه تعمق في نومه جدا، لذلك أيقظته وقالت له بانكسار : سأسافر إلى أهلي.. نظر إليها لبعض الوقت ثم قال : كان من الأفضل لك أن تتصلي بهم وتسأليهم عن رأيهم لكن بما أنك اتخذت قرارك لن أقف في طريقك أذهبي ... ثم أنكفأ على جانبه الآخر وعاد من جديد للنوم ... وأخذت هي طفلها وذهبت .
|
|
|
|
|
|