|
Re: ثم ماذا بعد سقوط الانقاذ ؟ (Re: عمر عثمان عبد الوهاب)
|
( ماذا بعد سقوط الانقاذ ؟ هل تمتلك احزابنا وتنظيماتنا السياسية رؤية مكتوبة واضحة متفق عليها لمرحلة ما بعد الانقاذ ؟ )
الأخ على , اسمح لى ان ارد عليك فى النقاط الآتية : أولا : أقول لك ياأخى , يجب أن يعلم الجميع , أنه منذ اللحظة التى اتخذت الانقاذ من نظام ( الحكم الشمولى البغيض ) وسيلة لحكم البلاد والعباد , فقد بعدت تماما عن طريق الرشد , واتجهت الى طريق آخر , كله (شر فى شر ) لا ياتى من من ورائه خير أبدا , الشىء الذى نعائشه الآن كمثال حى تتمثل فيه كل انواع الشرور , ومن هنا يمكن الحكم على السلطة القائمة , من وجهة النظر الدينى , أننا كأمة مسلمة أمام (مفسده ) يحتم الشرع ازالتها , صحيح أن هناك ضوابط لعملية الازالة سبق وضحتها فى بعضا من رسائلى , ولكن الأمر الهام هنا والذى يجب ان ندركه هو : " أننا أمام مفسدة يحتم الشرع علينا جميعا ازالتها " ثانيا : كلكم تعلمون أن البشرية فى مشوارها الطويل مع تعاقب أنظمة الحكم الجائرة , وما مرت به من معاناة , وتجارب قاسية , توصلت أخيرا بفطرتها السليمة الى وسيلة تفضى للحكم الراشد , وهو الركيزة الأساسية التى جاءت من أجلها كل الديانات السماوية المنتهية فى الرسالة الخاتمة , والتى تم انزالها على الأرض كنموزج حى رآه الناس كل الناس فى (دولة المدينة ) هذا النظام الجديد هو كما يعلم الجميع ( الحكم الدمقراطى ) , نعم , هذه هى الوسيلة التى استقر عليها الناس , وجاءت متطابقة , ومتناسقة مع ما بشرت به الرسالة الخاتمة , ثالثا : كلنا يعلم يا أخى ,أن الرعيل الأول من زعماء بلادنا الحبيبة الذين تحقق على أيديهم الاستقلال , وتحرير البلاد من الاستعمار الأجنبى , اتجهوا منذ اللحظة آ الأولى الى هذه الوسيلة التى استقر عليها الناس , وعرفوا أنها الاصلح , والأنفع , والأجدى لحكم البلاد والعباد , وبذلك فقد أدوا ما عليهم من واجب وطنى , ووضعونا كأمة فى الطريق الصحيح المفضى الى السلامة , رابعا : كما تعلم يا أخى يتردد كلام كثير تطالعنا به وسائل التواصل الاجتماعى هذه فيما معناه أن الدمقراطية ( لم تنجح فى السودان ) ويستندون فى ذلك على مبررات ليست لها علاقة البتة ,بالمفهوم الحقيقى للدمقراطية , وقد سبق تعرضت لهذا الموضوع فى ردود وتعليقات كثيرة ,أجملها فيما يلى : الديمقراطية تعنى باختصار شديد , أو يمكن أن يطلق عليها : " عملية التداول السلمى للسلطة " ومن ثم فان ادارة شئون الحكم بواسطة الحزب الحاكم , والذى جاء عن طريق هذه الآلية , , تتم (فى النور ) أى أن كل ما يضطلع به من مهام فى هذه الادارة , يظل على الدوام مشاهد , ومرصود تماما , من قبل الشعب , بالصورة التى تمكنه من الوقوف على مدى مصداقيته , مقارنا مع البرنامج الذى طرحه أولا , من عدمه , وهذه الميزه العظيمة هى التى تحدد موقف الشعب منه سلبا أو ايجابا , ..... وبالقدر الذى تستمر , وتتكرر فيه , عدد الدورات المحددة لآلية هذا التداول السلمى للسلطة , ترتفع نسبة وعى الشعب , ومن ثم تسقر بذلك الديمقراطية , وتتخلص على مدى هذه الدورات تماما من كل معائبها , وشوائبها المعهودة , والملتصقة بها , والتى عرف وأصبح فى حكم اليقين , ألاّ علاج لها الاّ فى استمراريتها , ومن ثم تستقر بذلك الديمقراطية , ولن يبقى فى الساحة من كل الأحزاب المتنافسة , الا الجاد منها والذى أثبتت عملية التداول السلمى هذه قبوله من الأمة , اذن الأمر ليس متعلقا بالأشخاص : ( زيد أو عبيد , أو حزب هذا أو ذاك , أو غير ذلك من كافة المبررات التى نسمعها هنا وهناك) فجوهر الأمر أن السلطة فى حالة الديقراطية , تعمل لدورة محددة بالدستور (4) أو (5) سنوات فقط لا تزيد , وفى النور, ومن خلال استمرار هذه الدورات لن يبقى فى ساحة المنافسة الاّ الصحيح والجاد منها , فمن هنا ندرك المعنى , والمفهوم الحقيقى للديمقراطية , وكيف نصل الى أعلى مستواها كما نشاهده من تجارب هذه الأمم المتحضرة التى سبقتنا اليها .
|
|
|
|
|
|