|
Re: خطوط عرض اليقين (Re: أبوذر بابكر)
|
يقين الشتاء
أما قبل
العشق أصدق إنباءا من الغياب والشوق أشد راحة من النشيد والنشيد ما زالت الحمى تستوطن فى أوصال نشوته
يضمر الصقيع بياضه الكالح وكأنه يقول إنا قد سرقنا أعمارنا من بين براثن الماء، أو ربما سمح لنا الماء وهو يمارس غواية السقيا، بأن يتسرب الوقت من خلل القصائد المثقوبة بآهات الإحتمال ونزق الكلام
وربما يضيف أننا كائنات رجيمة لا حيلة للروح فيما نفثته فيها تباريح التمنى، ما غرسته الريح من بذور الخيبة المجدبة
ما نصمت عنه قد يكون أصدق كثيرا مما نقول ولكن هل يكفي ما نصمته حقا ؟
أعرف أنى عنوان لذنب مؤقت يتشبث بطعمه المنفلت وبإسمه الذى لا ذنب له
وذات شتاء مددت إسمى عبر نافذة الوقت قال لى ضع إسمك فوق وحل التوقع وحصى الإحتمال كيلا تدنس أوراق السماء النقية ضع لسانك فى جيب السكوت كيلا تخض أغنية الأرض لا تشاغب رقصة الوقت المقدسة
ما إسمك؟ قلت الشغف متى تنام الروح؟ حين يصحو العشق
ثم وبعد دهر من الإنتظار رفقة الوجل توكلت على حلمى ونقرت على بوابة النهار الحراس نيام فوق الأرائك يحلمون وأنا بلا يقين ومثقل بالوجد والخوف المكين تلطخت وجوه الحراس بالوقت حين مدوها لأراها، لأرانى لم يكن فى وجهى سوى وجه واحد إن رضيتم أتيتكم فى مقبل الأحلام، بلا وجه وما بين بسملة الوقت ونهايتى شيد الإنتظار صمته ونام
فيا أيها الشتاء أنا قد ألفت وحشة الجدران داخل هذا البحر والجمر الذى يلتهم الماء هل من مزيد؟
فقد أخبرنا القادمون من أشلاء الحب أن لا رحيق إلا وينبع من لدن وجهك ولا أبجدية عذراء تفك ضفائر حرفها إلا وهى فى حضرتك المهيبة
حمدا لألهة اللون فهى لا تجيد سوى مكائد الفتنة ونصب شراك غبارها القديم للعاشقين
كانت العصافير فى سالف الحنين تمشط أجنحة الغروب بالغناء كانت تغزل مناديل الجروف بهمساتها الملونة وكانت النخلات شاهدة على اخضرارك وأيام تولد فى مهاجع الحصى قريبا من شفة النهر السفلى تستقبل امنيات الغرقى ونواح العشاق تسخر ممن أتوا طالبين مودة الماء القديمة
وكانت هى نخلة الأرض المقدسة وحلم يخبئه القدر لى فى جيب اللقاء
أما بعد
ترى من أين لهاذلك الحضور الموشى بحناء الفرح؟
وهل تبقى لى رمق من يقين ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|